هكذا كل يوم.. شوق وانتظار وفرح صباحي يتجدد..كبر البحر بحبك..سلافة سعد الفريح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هكذا كل يوم.. شوق وانتظار وفرح صباحي يتجدد..كبر البحر بحبك..سلافة سعد الفريح



    تصوير: محمد خالد الرواحي
    سلافة سعد الفريح
    كبر البحر بحبك

    خيوط الفجر تتفتق من أحشاء الليل.. كنيران شوقٍ تركض ألسنتها في السماء.. لتطفئ لهيبها بارتشاف الغيوم.. تتمدد كفاتنة استيقظت على تسابيح الطيور في صباح العيد.. تعانق نسائم الفجر وقد احمرت سحائبها توْقا إلى شروق الشمس.

    هكذا كل يوم.. شوق وانتظار وفرح صباحي يتجدد.. منذ أن خُلق الكون إلى أن يتوارى كل شيء إلى العدم..

    يسألني الفجر عنك وعني.. أين أنا.. وأين أنت عني؟

    حالي معك كحال خيوط الفجر! توق وحنين ولهفة وانتظار يوما بعد يوم تتجدد.. منذ أن كنت بذرة في بطن أمي.. وحتى يحين جفاف أوراقي.. وفناء جذوري.

    أركض نحو البحر يناديني.. أستلقي على صدره.. أسلّم نفسي بين أيدي الأمواج تؤرجحني كأرجوحة العيد الشهية.. أغمض عيني على صورتك.. أحلم بك.. أسمع صوتك مع رقرقات الماء.. يهدهدني.. أبحر ببصري في عرض البحر الملتصق بالسماء اللا متناهية.. وأسمع صوت فيروز يصدح في أذني..

    شايف البحر شو كبير.. كبر البحر بحبك

    شايف السما شو بعيدة.. بعد السما بحبك

    تنساب أصابعي لتعزف على صفحته قصيدة شوق ترسلها إليك أمواجه.. فلست بحاجة إلى زجاجة تحمل رسائلي يتهادى بها الموج ويلتقطها البحّارة! ما أحمله لك.. لن يكفيه الحبر ولن تطيقه الأوراق.. وحده البحر يتسع لمشاعري.. دون أن أحكم غطاءه!

    أنسج مفرداتي من ألوان ضحكاتك.. وترانيم همساتك.. وكأن ضحكات الأطفال لم تُعرف قبلك.. وكأن قبلات العيد لم تُطبع إلا باسمك.. وكأن قصائد الضوء لم يرسمها أحد غيرك

    يا نبضا يدغدغ شراييني.. فيضحكني

    يا فجرا يضيء جوانحي.. فيطربني

    ويا شمسا تشرق عليّ حينا.. وتهجرني

    تارةً تجلب الدفء.. وتارةً بنارها تحرقني

    وتارة تحضن غيمات الصباح أمامي وتعذبني!

    أناغم الفجر ببوح شوقي وأنين غيرتي.. أبعثر صبري وألملمه.. وأتلذذ بوجع الانتظار

    كقرص الشمس أراقبك من بعيد.. وأعلم أنك تراني.. نتبادل ذبذبات الأثير.. أبوح لك بحروف من هواء..

    أعترف لك.. أني في غيابك جثة تتنفس.. أبيت كل ليلة في تابوت من جليد.. ألتحف الصقيع.. وأجمع كريستالات الدموع بكفي.. بانتظار الموت.. أو الدفء..

    ويأتي بك العيد.. يذيب قواعد الجليد.. فينتفض عرق الحياة وتدبّ الروح.. بكلماتك الأثيرية.. كشمس الحب تحمل أشعتك الدافئة.. تقبّل وجنات العيد.. وتقبّل صباحي.. يا أعذب صباحاتي

    تضحك بك الدنيا وتضيء جوانبها.. ولكنك كالألعاب النارية.. تبهرني أضواؤك وجلجلة حضورك.. وانتشارك الشاهق في جو السماء..

    وتبقى ضوءا ناريا مثيرا.. أحبه وأريده.. ويمنعني خطر الاقتراب..

    تصوير: جمال البديع

    تصوير: فهد العودة

    تصوير: خالد السبت

    تصوير:محمد الجهني

    تصوير:عبدالرحمن الصرعاوي

    تصوير: سلافة الفريح

    تصوير:عبدالرحمن الدخيني


يعمل...
X