احلم بمستقبل مضيء، تصوير: هنادي العبدالسلام
سلافة سعد الفريح
رغم كل شيء .. القادم أجمل
كانت جميلة .. مميزة .. ثائرة .. ساخنة .. ومثيرة . سخريات سياسية توالت وأبراج عاجية تهاوت ، أحلامٌ تحققت وأخرى تبددت ، تبدّلُ أحوال ، صنوفٌ وأشكال . دماء أريقت وجماعات أبيدت ، قوانين استجدّت وأعراف اضمحلّت ، ومشاهدٌ شاب لها رأس الوليد. قُتل من قتل واستشهد من استشهد ورقص من رقص على أشلاءهم .. ولكن !
رغم كل ما حدث سنة ٢٠١١ تبقى جميلة ومميزة بذكرياتنا وأفراحنا وإنجازاتنا. تعلّمنا أشياء نعلمها ؛ ليس هناك ملك خالد ولا فرح دائم ، والنعم تغيّر أوطانها فترحل عن أناس وتستوطن آخرين. الحكماء والمؤمنون وحدهم يتعايشون مع تلك التغيرات مطمئنين؛ لا يغترّون بأمن ولا يجزعون لمصيبة، يتوكلون على الله ويتطلعون إلى القادم الأجمل بكل مفاجآته.
متفائلون رغم كوارث عمر مضى، تصوير: عمر عبدالعزيز
تلك المفاجآت المرتقبة ملأت الدنيا بالمخاوف من التغيرات المناخية في الكون التي تبشر بنهاية العالم في ٢٠١٢ ؛ ولا يعلم نهايته إلا من خلقه وأبدعه سبحانه ! رغم توافق الاكتشافات الفلكية الحديثة مع جانب من نبوءات وأساطير الحضارات القديمة بشأن تبدل أحوال الأرض من براكين وزلازل وانفجارات شمسية وتغير القطبين عن مكانيهما، وغرق بلدان وتجمد أخرى مما يُدخل الأرض في عصرها الجيولوجي الخامس كما يقول العلماء في عام 2012 ؛ إلا أن التطلع إلى المستقبل المشرق يظل حافزا للطموح والعمل والتفاؤل بتغيرات جذرية تُصلح الأرض وتُزيل الخبث سواء حدثت أم لم تحدث!
نحمد الله على أننا مسلمون مؤمنون بأن الدنيا زائلة وأن أحوال آخر الزمان ستتبدل وتحول جزيرة العرب إلى جنات وأنهار وستعود الغلبة للمسلمين بحكم العالم كما أخبرنا نبينا نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم. لن يحدث كل ذلك فجأة ؛ فولادة طفل جديد لابد أن تسبقه إرهاصات ومعاناة وآلام حتى يخرج للدنيا وسط دموع وابتسامات ، فكيف بتحولات كونية ! كان عام 2011 بكل مافيه مرحلة مخاض وتهيئة البشر للمولود الجديد المنتظر.
رغم كل شيء وكل ما حدث وسيحدث ستبقى سنن الكون ثابتة؛ لن تغير الورورد ألوانها، ولن يبدل البحر زرقته، ولن يتوقف النحل عن تقبيل ثغر الزهر. وستبقى الطيور تسبّح قبل شروق الشمس وقبل غروبها، وسأظل أحبك! ولو غيّر القطبان مكانهما، ولو غرقت جزر الأرض وطارت حوريات البحر وأصبحت طوكيو عاصمة اليمن!
ستبقى أنت سنتي الكونية الثابتة التي تتجدد كل عام.
فلسفة اللعبة 2012 ، تصوير: لمياء الرميح
احتفالات لندن، تصوير: فهد العودة
بالورد نستقبله، تصوير: مشاعل حمد
عام جديد، تصوير: لطيفة كريم
فاجئيني، تصوير: منتهى سعد
يارب، تصوير: خالد السبت