الفنان حسين الجبالي
حسين الجبالي - القاهرة - ( 1934- 2014) فنان مصري ينتمى إلى الجيل الثانى من رواد فن الحفر المصري بعد الحسين فوزي
وهو استاذ أكاديمي متميز لفن الجرافيك ساهم في تخريج أجيال كثيرة وعديدة بقسم الحفر..
وهو كذلك طاقة عظيمة وكبيرة من العطاء لخدمة الحركة الفنية التشكيلية من خلال نقابة التشكيلين منذ تأسيسها عام 1978 مستمرا لأكثر من ربع قرن سواء عضوا في مجالس ادارتها او أمينها العام فوكيلها حتي إنتخب نقيبا لها لدورتين مقدما نموذجا لانكار الذات لتحقيق رسالة آمن وأخلص لها.
الجبالي موهبة ابداعية متفردة.. من ذلك النوع الذي يشق طريقا جديدا للفن.. مستقلا عن الأنماط والمدارس والأطر السائدة.. سواء بمصر أو في العالم ككل..
تمثلت موهبته الأكبر في قدرته علي بلوغ أقصي طبقات الحداثة الفنية في شتي تجلياتها في التجريد المطلق.. دون أن يبتعد عن معطيات الواقع المصري.. وعن ملامسه ملامحه..حيث تميز بحس روحاني عميق يتصل بالفلسفات الشرقية والاشراقات الصوفية.. وبالترانيم الوجدانية وبالتقاسيم الموسيقية.. مستعينا في كل ذلك بجماليات الآثار الفرعونية كشكل الهرم وحروف هيروغليفية.. وبانحناءات القباب التي توحي بقداسة الأضرحة الإسلامية..وبتقسيمات الأرض الزراعية بخطوطها الهندسية المستقيمة وبمثلثات وزخارف الجدران الطينية لبيوت النوبة بتراتبها وتعاكسها. وبإقاعات الحروف العربية المتراقصة والمتشابكة.. بمشاعر الحنين وعذوبة المواويل وترديدات الذكر وتنغيمات الزخارف النباتية..وبرموز السحر علي أوراق العرافين..
كل ذلك بدون أن يقع في غواية الزخرفة ومغازلة الذائقة السياحية..بل ربما نجده يتمادي في تجريدياته الخطية ومسطحاته اللونية الي حد التصادم مع ذائقة الباحثين عن لوحة للزينة..وعن الإشباع المجاني بالمتعة البصرية العابرة..( عز الدين نجيب.. من مقدمة كتاب حسين الجبالي معزوفات جرافيكية)
إن عالم هذا الفنان يتميز بالخصوبة والثراء والتجدد حيث تتكسر الخطوط أحيانا في عنف..وأحيانا تتلوي مبعثرة كمسارب مائية رفيعة علي قشرة أرض وادي النيل وأحيانا تتحرك الخطوط بهندسية مستقيمة وتتقاطع مع غيرها لتصنع مساحات هندسية يشغلها تارة باللون وتارة بالخط..وتحدث هذه الخطوط في نهاية تقاطعها زوايا حادة وأهلة وأقمارا..
والحروف المستخدمة هنا هي أقرب إلي الحشوات الزخرفية ليس لها مدلول لفظي كما أنها غير مقروءة في بعض الأحيان إلا أنها تعكس جوهر الخط وروحه فقط..وهي محملة بإحاءات لروح الخطوط المسمارية والهيروغليفية والبدائية والعشوائية وإن تبلورت في نهاية الأمر عن الحروف العربية المقروءة فتارة يستخدمها الفنان داخل مربع أو مستطيل تحدثه تقاطعات الخطوط الرئيسية محدثا من ذلك شكلا بنائيا معماريا كذلك تحدث تناغما بتجاورهما مع المسطحات الأخري..وتارة أخري يكرر الشكل في لوحة واحدة لاستحداث شكل مكتمل آخر فيتجاور الشكلان او ينعاكسان او يتعامدان في تكوين فني واحد..مع تغيير الألوان المستخدمة في كل مرة.. فينتج من كل هذة النماذج أشكالا أكثر ثراءا وتناغما وهارمونية أخاذة.. وتلك هي السمات الفنية الجوهرية في أعمال الفنان حسين الجبالي.
حسين الجبالي - القاهرة - ( 1934- 2014) فنان مصري ينتمى إلى الجيل الثانى من رواد فن الحفر المصري بعد الحسين فوزي
وهو استاذ أكاديمي متميز لفن الجرافيك ساهم في تخريج أجيال كثيرة وعديدة بقسم الحفر..
وهو كذلك طاقة عظيمة وكبيرة من العطاء لخدمة الحركة الفنية التشكيلية من خلال نقابة التشكيلين منذ تأسيسها عام 1978 مستمرا لأكثر من ربع قرن سواء عضوا في مجالس ادارتها او أمينها العام فوكيلها حتي إنتخب نقيبا لها لدورتين مقدما نموذجا لانكار الذات لتحقيق رسالة آمن وأخلص لها.
الجبالي موهبة ابداعية متفردة.. من ذلك النوع الذي يشق طريقا جديدا للفن.. مستقلا عن الأنماط والمدارس والأطر السائدة.. سواء بمصر أو في العالم ككل..
تمثلت موهبته الأكبر في قدرته علي بلوغ أقصي طبقات الحداثة الفنية في شتي تجلياتها في التجريد المطلق.. دون أن يبتعد عن معطيات الواقع المصري.. وعن ملامسه ملامحه..حيث تميز بحس روحاني عميق يتصل بالفلسفات الشرقية والاشراقات الصوفية.. وبالترانيم الوجدانية وبالتقاسيم الموسيقية.. مستعينا في كل ذلك بجماليات الآثار الفرعونية كشكل الهرم وحروف هيروغليفية.. وبانحناءات القباب التي توحي بقداسة الأضرحة الإسلامية..وبتقسيمات الأرض الزراعية بخطوطها الهندسية المستقيمة وبمثلثات وزخارف الجدران الطينية لبيوت النوبة بتراتبها وتعاكسها. وبإقاعات الحروف العربية المتراقصة والمتشابكة.. بمشاعر الحنين وعذوبة المواويل وترديدات الذكر وتنغيمات الزخارف النباتية..وبرموز السحر علي أوراق العرافين..
كل ذلك بدون أن يقع في غواية الزخرفة ومغازلة الذائقة السياحية..بل ربما نجده يتمادي في تجريدياته الخطية ومسطحاته اللونية الي حد التصادم مع ذائقة الباحثين عن لوحة للزينة..وعن الإشباع المجاني بالمتعة البصرية العابرة..( عز الدين نجيب.. من مقدمة كتاب حسين الجبالي معزوفات جرافيكية)
إن عالم هذا الفنان يتميز بالخصوبة والثراء والتجدد حيث تتكسر الخطوط أحيانا في عنف..وأحيانا تتلوي مبعثرة كمسارب مائية رفيعة علي قشرة أرض وادي النيل وأحيانا تتحرك الخطوط بهندسية مستقيمة وتتقاطع مع غيرها لتصنع مساحات هندسية يشغلها تارة باللون وتارة بالخط..وتحدث هذه الخطوط في نهاية تقاطعها زوايا حادة وأهلة وأقمارا..
والحروف المستخدمة هنا هي أقرب إلي الحشوات الزخرفية ليس لها مدلول لفظي كما أنها غير مقروءة في بعض الأحيان إلا أنها تعكس جوهر الخط وروحه فقط..وهي محملة بإحاءات لروح الخطوط المسمارية والهيروغليفية والبدائية والعشوائية وإن تبلورت في نهاية الأمر عن الحروف العربية المقروءة فتارة يستخدمها الفنان داخل مربع أو مستطيل تحدثه تقاطعات الخطوط الرئيسية محدثا من ذلك شكلا بنائيا معماريا كذلك تحدث تناغما بتجاورهما مع المسطحات الأخري..وتارة أخري يكرر الشكل في لوحة واحدة لاستحداث شكل مكتمل آخر فيتجاور الشكلان او ينعاكسان او يتعامدان في تكوين فني واحد..مع تغيير الألوان المستخدمة في كل مرة.. فينتج من كل هذة النماذج أشكالا أكثر ثراءا وتناغما وهارمونية أخاذة.. وتلك هي السمات الفنية الجوهرية في أعمال الفنان حسين الجبالي.