الحرب التي أنهكت العملاق “إيكاردا”.
فادي نصار
باشر المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة “ايكاردا”International Center for Agricultural Research in Dry Areas – ICARDA نشاطاته عام 1977، كواحدٍ من ستة عشر مركز تابعة للمجموعة الإستشارية للبحوث الزراعية الدولية، في تل حديا (قرية في منطقة جبل سمعان جنوب مدينة حلب).
تهتم هذه المجموعة والمراكز الدولية التابعة لها بدعم البحوث الزراعية، والإهتمام بالعوامل البيئية والتقنية والإقتصادية والإجتماعية في المجتمعات الزراعية النامية، فضلاً عن تنمية الزراعة المستدامة وتطويرها للحد من وطأة الفقر والجوع، وتحقيق الأمن الغذائي في البلدان النامية.
خلال الحرب التي دارت رحاها بسورية تعرض مركز “إيكاردا” للسطو والنهب أكثر من مرة، وتمكن العابثون بمستقبل سوريا من سرقة العديد من الآليات والممتلكات المكتبية.
والمزرعة البحثية في حلب مساحتها 948 هكتارا (من الأراضي الزراعية)، يزرعها فلاحون سوريون من ريف حلب، إستمرت النشاطات الزراعية حتى السنة الخامسة للحرب السورية دون توقف.
ويؤكد المسؤلون في منظمة الزراعة والأغذية الدولية (الفاو)، بأن “مقر المركز في حلب كان يحتوي على ثروة جينية طبيعية، لا تقدر بثمن، وهي بنك الجينات الخاص بالنباتات”، والذي أتم المركز نقل نسخ من الأصول الوراثية لنباتاته إلى أماكن آمنة.
واستكمل في آذار (مارس) 2014 نقل نسخة من معظم المصادر الوراثية النباتية المحفوظة في مركزه في حلب إلى قبو البذور العالمي في النرويج، بغية الحفاظ عليها في ظل النزاع الدائر في سوريا.
أكثر من 80 بالمئة من الموارد الوراثية للمحاصيل الزراعية، المخزونة في “بنك المصادر الوراثية” التابع للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة “إيكاردا” في مدينة حلب السورية، تم نقل نسخة منها بأمان إلى قبو البذور العالمي في مدينة "سفالبارد" في "النريوج" ، وبذلك تسلم قبو البذور العالمي من "ايكاردا" حلب ما مجموعه 116.484 مادة وراثية نباتية.
سلالات قديمة
يخزن بنك “إيكاردا” للمصادر الوراثية أكبر مجموعة عالمية من محاصيل الشعير والفول والعدس، إضافة إلى أنواع أصلية من القمح القاسي والقمح الطري.
ويحوي على ما يقارب 150 ألف عينة، 65 بالمئة منها سلالات محلية فريدة وبرية من الحبوب والبقول والأعلاف، تم جمعها من مناطق عرفت أقدم ممارسات تدجين المحاصيل في الحضارات البشرية، مثل الهلال الخصيب في غرب آسيا، المرتفعات الحبشية في إثــيوبيا، وادي النـيل ومراكز تنوع أخرى في شمال أفريقيا وآسيا الوسطى والقوقاز.
وقد اكتسبت المحاصيل في هذه المناطق منذ آلاف السنين مورثات متأقلمة طبيعياً مع الإجهادات البيئية.
العملاق”إيكاردا” يُنهب
عملت “إيكاردا” على تطوير الواقع الزراعي وتحسين المستوى المعيشي للسكان، وذلك من خلال جهودها في مجال العمل على تحليل التربة وإصلاحها وتطويرها ومعالجة الملوحة في تربة البادية وغيرها، وإدخال النظم الحاسوبية في العمل الزراعي، أضف اليها تطوير أصناف مختلفة من النبات، وخصوصا القمح، وتطوير أدوية لمكافحة أمراض المزروعات والحصول على أصناف جديدة مقاومة للأمراض.
كما قامت بإكثار ما يزيد على 150 ألف نوع من البذور، نقلتها كلها موثقة الى قبو البذور العالمي في النرويج، ويعود إلى منظمة “إيكاردا” الفضل في تحسين إنتاجية القمح السوري بنسبة وصلت في بعض الأحيان إلى 70 بالمئة.
كذلك طورت أنواعاً من الخضار المقاومة للجفاف، وأنواعاً من الأعشاب الطبية والعلفية.
أضف الى كل ذلك، فقد بدأت “إيكاردا” مشروعاً إقليمياً بيئياً بعنوان “الرعاية الشاملة للمياه على مستوى ثمانية بلدان من ضمنها سوريا، وذلك في عام 1996 لتحفيز إدماج حصادالمياه في النظم الزراعية في المناطق ذات البيئات الاكثر جفافا.
السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق: ماذا قدم أهالي ريف حلب الى “إيكاردا” التي أعطتهم كل ذلك؟.
لقد جند البعض منهم (خاصة من الريف الحلبي) أبناءهم في عصابات سطت على مركز “إيكاردا” العملاق، ونهبت كل شيء فيه، حتى المكيفات، الكمبيوترات وأجهزة الرصد والتحليل.
فادي نصار
باشر المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة “ايكاردا”International Center for Agricultural Research in Dry Areas – ICARDA نشاطاته عام 1977، كواحدٍ من ستة عشر مركز تابعة للمجموعة الإستشارية للبحوث الزراعية الدولية، في تل حديا (قرية في منطقة جبل سمعان جنوب مدينة حلب).
تهتم هذه المجموعة والمراكز الدولية التابعة لها بدعم البحوث الزراعية، والإهتمام بالعوامل البيئية والتقنية والإقتصادية والإجتماعية في المجتمعات الزراعية النامية، فضلاً عن تنمية الزراعة المستدامة وتطويرها للحد من وطأة الفقر والجوع، وتحقيق الأمن الغذائي في البلدان النامية.
خلال الحرب التي دارت رحاها بسورية تعرض مركز “إيكاردا” للسطو والنهب أكثر من مرة، وتمكن العابثون بمستقبل سوريا من سرقة العديد من الآليات والممتلكات المكتبية.
والمزرعة البحثية في حلب مساحتها 948 هكتارا (من الأراضي الزراعية)، يزرعها فلاحون سوريون من ريف حلب، إستمرت النشاطات الزراعية حتى السنة الخامسة للحرب السورية دون توقف.
ويؤكد المسؤلون في منظمة الزراعة والأغذية الدولية (الفاو)، بأن “مقر المركز في حلب كان يحتوي على ثروة جينية طبيعية، لا تقدر بثمن، وهي بنك الجينات الخاص بالنباتات”، والذي أتم المركز نقل نسخ من الأصول الوراثية لنباتاته إلى أماكن آمنة.
واستكمل في آذار (مارس) 2014 نقل نسخة من معظم المصادر الوراثية النباتية المحفوظة في مركزه في حلب إلى قبو البذور العالمي في النرويج، بغية الحفاظ عليها في ظل النزاع الدائر في سوريا.
أكثر من 80 بالمئة من الموارد الوراثية للمحاصيل الزراعية، المخزونة في “بنك المصادر الوراثية” التابع للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة “إيكاردا” في مدينة حلب السورية، تم نقل نسخة منها بأمان إلى قبو البذور العالمي في مدينة "سفالبارد" في "النريوج" ، وبذلك تسلم قبو البذور العالمي من "ايكاردا" حلب ما مجموعه 116.484 مادة وراثية نباتية.
سلالات قديمة
يخزن بنك “إيكاردا” للمصادر الوراثية أكبر مجموعة عالمية من محاصيل الشعير والفول والعدس، إضافة إلى أنواع أصلية من القمح القاسي والقمح الطري.
ويحوي على ما يقارب 150 ألف عينة، 65 بالمئة منها سلالات محلية فريدة وبرية من الحبوب والبقول والأعلاف، تم جمعها من مناطق عرفت أقدم ممارسات تدجين المحاصيل في الحضارات البشرية، مثل الهلال الخصيب في غرب آسيا، المرتفعات الحبشية في إثــيوبيا، وادي النـيل ومراكز تنوع أخرى في شمال أفريقيا وآسيا الوسطى والقوقاز.
وقد اكتسبت المحاصيل في هذه المناطق منذ آلاف السنين مورثات متأقلمة طبيعياً مع الإجهادات البيئية.
العملاق”إيكاردا” يُنهب
عملت “إيكاردا” على تطوير الواقع الزراعي وتحسين المستوى المعيشي للسكان، وذلك من خلال جهودها في مجال العمل على تحليل التربة وإصلاحها وتطويرها ومعالجة الملوحة في تربة البادية وغيرها، وإدخال النظم الحاسوبية في العمل الزراعي، أضف اليها تطوير أصناف مختلفة من النبات، وخصوصا القمح، وتطوير أدوية لمكافحة أمراض المزروعات والحصول على أصناف جديدة مقاومة للأمراض.
كما قامت بإكثار ما يزيد على 150 ألف نوع من البذور، نقلتها كلها موثقة الى قبو البذور العالمي في النرويج، ويعود إلى منظمة “إيكاردا” الفضل في تحسين إنتاجية القمح السوري بنسبة وصلت في بعض الأحيان إلى 70 بالمئة.
كذلك طورت أنواعاً من الخضار المقاومة للجفاف، وأنواعاً من الأعشاب الطبية والعلفية.
أضف الى كل ذلك، فقد بدأت “إيكاردا” مشروعاً إقليمياً بيئياً بعنوان “الرعاية الشاملة للمياه على مستوى ثمانية بلدان من ضمنها سوريا، وذلك في عام 1996 لتحفيز إدماج حصادالمياه في النظم الزراعية في المناطق ذات البيئات الاكثر جفافا.
السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق: ماذا قدم أهالي ريف حلب الى “إيكاردا” التي أعطتهم كل ذلك؟.
لقد جند البعض منهم (خاصة من الريف الحلبي) أبناءهم في عصابات سطت على مركز “إيكاردا” العملاق، ونهبت كل شيء فيه، حتى المكيفات، الكمبيوترات وأجهزة الرصد والتحليل.