“البحوث الزراعية” تسعى لإيجاد بدائل فاعلة للتسميد الكيميائي
سببان مهمان دفعا الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية لإجراء الدراسات والتجارب المختلفة، التي تستهدف إيجاد بدائل مجدية وفاعلة للتسميد الكيميائي، فارتفاع أسعار الأسمدة، على نحو غير مسبوق، وتأثير العقوبات الاقتصادية الغربية الظالمة على البلاد، أسهما في صعوبة توفير هذه المنتجات، التي تشكّل أهم روافع الإنتاج الزراعي، علماً أن هذه البدائل تؤدي دوراً وظيفياً وآخر بيئياً، وذلك عبر العمل على زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين جودته، في الوقت الذي تعمل فيه على الحدّ من التلوث البيئي الناتج عن الاستخدام المفرط للأسمدة الكيميائية.
رحلة البحث عن بدائل
ونفّذت الهيئة عدداً من البحوث والتجارب، التي كانت نتائج أغلبها مبشّرة، كما أنها أسّست مخبراً لتحليل الأسمدة، ولمراقبة ترخيص المستورد منها، والمصنّع محلياً، لمنع إدخال المنتجات الرديئة إلى البلاد. ومن هذه البحوث والتجارب، هناك سماد الغاز الحيوي، حيث ركبت الهيئة وحدات بيوغاز في بعض المحطات التابعة لها، والتمست أهمية هذه الوحدات في التخفيف من آثار التلوث البيئي في اتجاهين.. توفير طاقة بديلة (الغاز الحيوي الناتج عن الوحدة)، وبالتالي عدم لجوء الأسرة الريفية للاحتطاب الجائر، والاستفادة من مخلفات حيوانات المزرعة، التي كانت أحد أشكال التلوث المباشر، التي تؤذي المرأة والطفل في الريف قبل غيرهما.
بينما يتمثّل الاتجاه الثاني في إنتاج سماد عضوي من نواتج تخمير وحدة البيوغاز، وهو المخلوط المتبقي بعد إنتاج الغاز الحيوي، ويكون في صورة محلول معلق، ويستخدم رشاً على سطح التربة قبل الحرث مباشرة، وقد يفصل الجزء الصلب عن السائل بالترسيب في أحواض سطحية، حيث يُستخدم الراسب بعد تجفيفه بشكل هوائي كسماد عضوي يوزع نثراً، في حين يُستخدم الجزء السائل مع مياه الري، لاحتوائه على العناصر الغذائية في صورتها الذائبة، ليكون السماد الناتج نظيفاً مخمراً وخالياً من البذور الضارة والمسبّبات الممرضة.
وقال مدير الموارد الطبيعية في الهيئة الدكتور محمد منهل الزعبي إن من أهم نتائج هذا البحث، تفوق المادة العضوية في التربة في المعاملات المسمدة بروث الأبقار بجميع مستوياتها، كما تفوق إنتاج الباذنجان والبندورة بشكل تدريجي، مع زيادة إضافة سماد البيوغاز مقارنة بالشاهد في كلا الموسمين الزراعيين. كما قامت إدارة بحوث الموارد الطبيعية باستخدام هذا السماد على محاصيل أخرى كالفول السوداني في محافظة طرطوس، وعلى المحاصيل الطبية العطرية (الشمرا، حبة البركة، اليانسون، الحلبة) في منطقة الغاب، بهدف الحصول على محاصيل طبية عطرية غير مسمدة بالأسمدة المعدنية.
التسميد الأخضر
وأضاف الزعبي أنه، ومن خلال التجارب التي قامت بها إدارة بحوث الموارد الطبيعية، حُدّد قسم كبير من المحاصيل التي يمكن أن تُستخدم كسماد أخضر، حيث أعطى محصولا الفول والبيقية، كسماد أخضر، نتائج مهمّة في التخفيف من استخدام التسميد الآزوتي للقطن المزروع بعد هذه المحاصيل. ومن الأبحاث المنفذة أيضاً، أثر التسميد الأخضر في إنتاجية تربة سهل الغاب للقطن، حيث أظهرت نتائج الدراسة استجابة هذا المحصول بشكل معنوي للتسميد الآزوتي وللأخضر، بالمقارنة مع الشاهد (من دون تسميد). وكانت أفضل معاملة حققت أعلى إنتاج (gm1n160)، حيث بلغت الإنتاجية 4.784, 6.141 طناً/هـ في موسمين على التوالي، وكذلك تفوق محصول الفول على غيره من المحاصيل المستخدمة كتسميد أخضر في الدراسة، في كلٍّ من الغلة الحيوية، وكميتي المادة الجافة والآزوت اللتين أعيدتا للتربة، بعد قلب المحصول فيها، ووصلتا إلى 150 كغ/هـ بالمتوسط للموسمين.
الكمبوست
نفّذت الهيئة عدداً من الأبحاث في مجال تحويل المخلفات الزراعية، وخاصة نواتج تقليم أشجار العنب والزيتون والتفاح إلى “كمبوست”، علماً أنه ينتج سنوياً كميات كبيرة من هذه المخلفات ومعظمها يحرق، ما يلوث البيئة، ويؤدي لخسارة المادة العضوية، ومن خلال دراسة الأهمية الاقتصادية لتحويل هذه المخلفات، توصلت الهيئة إلى الحصول على “كومبوست” ذي مواصفات جيدة من حيث الخواص الفيزيائية والكيميائية، بالمقارنة مع الأسمدة البلدية، يمكن استخدامه في تخصيب الترب الزراعية، ولاسيما أن ترب سورية فقيرة بالمادة العضوية مع إمكانية استخدامه في الزراعة العضوية، كما أن تحويل هذه المخلفات إلى “كمبوست”، يحتاج آلة لفرم وتقطيع بقايا التقليم.
الأسمدة الحيوية
عزلت الموارد الطبيعية الكائنات الحيّة الدقيقة، وعملت على إكثارها، للاستفادة منها كلقاح، إذ تضاف إلى التربة الزراعية، إما نثراً، أو بخلطها مع التربة، أو مع بذور النبات عند الزراعة، ومنها مخصبات تثبت النتروجين الجوي بشكل تكافلي أو غير تكافلي، لتوفر 25% من الأسمدة النتروجينية، ومخصبات تذيب الفوسفور وتحوّله إلى أشكال قابلة للامتصاص بوساطة النبات، وتلقح هذه المخصبات ببكتريا، لتوفر 50% من الأسمدة الفوسفاتية.
الخميرة
أجرت الموارد الطبيعية تجارب حقلية على عدد من المحاصيل للاستفادة من الخمائر كأحد البدائل، حيث تقوم الأخيرة بزيادة نمو وإنتاج النبات، لذا يستخدم بشكل واسع رشاً على الأوراق، وللخميرة دور كبير في تحليل المادة العضوية، وإفراز بعض المواد المهمة للتربة، والتي تسهم في مدها بالكثير من العناصر الخصوبية، إضافة لتحول الخمائر بعد نهاية عمرها لمواد عضوية تتفكك من قبل النبات.
المعادلة السمادية
يؤكد الزعبي أن التقيّد بالمعادلة السمادية، وتوصية وزارة الزراعة لتسميد المحاصيل، هو وسيلة ناجحة لإعطاء النبات حاجته من العناصر المغذية، دون زيادة أو نقصان، ما يؤدي إلى التقليل من استعمال الأسمدة الكيميائية، وقد أصدرت الهيئة برنامج المعادلة السمادية، الذي أعدّته الهيئة ويشمل الأسمدة العضوية، فإضافة الأسمدة العضوية في حساب هذا البرنامج، تعطي توصية سمادية من الأسمدة المعدنية أقل عند عدم إضافة نظيرتها العضوية.
#البعث
#الإعلام_الزراعي_في_سورية
سببان مهمان دفعا الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية لإجراء الدراسات والتجارب المختلفة، التي تستهدف إيجاد بدائل مجدية وفاعلة للتسميد الكيميائي، فارتفاع أسعار الأسمدة، على نحو غير مسبوق، وتأثير العقوبات الاقتصادية الغربية الظالمة على البلاد، أسهما في صعوبة توفير هذه المنتجات، التي تشكّل أهم روافع الإنتاج الزراعي، علماً أن هذه البدائل تؤدي دوراً وظيفياً وآخر بيئياً، وذلك عبر العمل على زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين جودته، في الوقت الذي تعمل فيه على الحدّ من التلوث البيئي الناتج عن الاستخدام المفرط للأسمدة الكيميائية.
رحلة البحث عن بدائل
ونفّذت الهيئة عدداً من البحوث والتجارب، التي كانت نتائج أغلبها مبشّرة، كما أنها أسّست مخبراً لتحليل الأسمدة، ولمراقبة ترخيص المستورد منها، والمصنّع محلياً، لمنع إدخال المنتجات الرديئة إلى البلاد. ومن هذه البحوث والتجارب، هناك سماد الغاز الحيوي، حيث ركبت الهيئة وحدات بيوغاز في بعض المحطات التابعة لها، والتمست أهمية هذه الوحدات في التخفيف من آثار التلوث البيئي في اتجاهين.. توفير طاقة بديلة (الغاز الحيوي الناتج عن الوحدة)، وبالتالي عدم لجوء الأسرة الريفية للاحتطاب الجائر، والاستفادة من مخلفات حيوانات المزرعة، التي كانت أحد أشكال التلوث المباشر، التي تؤذي المرأة والطفل في الريف قبل غيرهما.
بينما يتمثّل الاتجاه الثاني في إنتاج سماد عضوي من نواتج تخمير وحدة البيوغاز، وهو المخلوط المتبقي بعد إنتاج الغاز الحيوي، ويكون في صورة محلول معلق، ويستخدم رشاً على سطح التربة قبل الحرث مباشرة، وقد يفصل الجزء الصلب عن السائل بالترسيب في أحواض سطحية، حيث يُستخدم الراسب بعد تجفيفه بشكل هوائي كسماد عضوي يوزع نثراً، في حين يُستخدم الجزء السائل مع مياه الري، لاحتوائه على العناصر الغذائية في صورتها الذائبة، ليكون السماد الناتج نظيفاً مخمراً وخالياً من البذور الضارة والمسبّبات الممرضة.
وقال مدير الموارد الطبيعية في الهيئة الدكتور محمد منهل الزعبي إن من أهم نتائج هذا البحث، تفوق المادة العضوية في التربة في المعاملات المسمدة بروث الأبقار بجميع مستوياتها، كما تفوق إنتاج الباذنجان والبندورة بشكل تدريجي، مع زيادة إضافة سماد البيوغاز مقارنة بالشاهد في كلا الموسمين الزراعيين. كما قامت إدارة بحوث الموارد الطبيعية باستخدام هذا السماد على محاصيل أخرى كالفول السوداني في محافظة طرطوس، وعلى المحاصيل الطبية العطرية (الشمرا، حبة البركة، اليانسون، الحلبة) في منطقة الغاب، بهدف الحصول على محاصيل طبية عطرية غير مسمدة بالأسمدة المعدنية.
التسميد الأخضر
وأضاف الزعبي أنه، ومن خلال التجارب التي قامت بها إدارة بحوث الموارد الطبيعية، حُدّد قسم كبير من المحاصيل التي يمكن أن تُستخدم كسماد أخضر، حيث أعطى محصولا الفول والبيقية، كسماد أخضر، نتائج مهمّة في التخفيف من استخدام التسميد الآزوتي للقطن المزروع بعد هذه المحاصيل. ومن الأبحاث المنفذة أيضاً، أثر التسميد الأخضر في إنتاجية تربة سهل الغاب للقطن، حيث أظهرت نتائج الدراسة استجابة هذا المحصول بشكل معنوي للتسميد الآزوتي وللأخضر، بالمقارنة مع الشاهد (من دون تسميد). وكانت أفضل معاملة حققت أعلى إنتاج (gm1n160)، حيث بلغت الإنتاجية 4.784, 6.141 طناً/هـ في موسمين على التوالي، وكذلك تفوق محصول الفول على غيره من المحاصيل المستخدمة كتسميد أخضر في الدراسة، في كلٍّ من الغلة الحيوية، وكميتي المادة الجافة والآزوت اللتين أعيدتا للتربة، بعد قلب المحصول فيها، ووصلتا إلى 150 كغ/هـ بالمتوسط للموسمين.
الكمبوست
نفّذت الهيئة عدداً من الأبحاث في مجال تحويل المخلفات الزراعية، وخاصة نواتج تقليم أشجار العنب والزيتون والتفاح إلى “كمبوست”، علماً أنه ينتج سنوياً كميات كبيرة من هذه المخلفات ومعظمها يحرق، ما يلوث البيئة، ويؤدي لخسارة المادة العضوية، ومن خلال دراسة الأهمية الاقتصادية لتحويل هذه المخلفات، توصلت الهيئة إلى الحصول على “كومبوست” ذي مواصفات جيدة من حيث الخواص الفيزيائية والكيميائية، بالمقارنة مع الأسمدة البلدية، يمكن استخدامه في تخصيب الترب الزراعية، ولاسيما أن ترب سورية فقيرة بالمادة العضوية مع إمكانية استخدامه في الزراعة العضوية، كما أن تحويل هذه المخلفات إلى “كمبوست”، يحتاج آلة لفرم وتقطيع بقايا التقليم.
الأسمدة الحيوية
عزلت الموارد الطبيعية الكائنات الحيّة الدقيقة، وعملت على إكثارها، للاستفادة منها كلقاح، إذ تضاف إلى التربة الزراعية، إما نثراً، أو بخلطها مع التربة، أو مع بذور النبات عند الزراعة، ومنها مخصبات تثبت النتروجين الجوي بشكل تكافلي أو غير تكافلي، لتوفر 25% من الأسمدة النتروجينية، ومخصبات تذيب الفوسفور وتحوّله إلى أشكال قابلة للامتصاص بوساطة النبات، وتلقح هذه المخصبات ببكتريا، لتوفر 50% من الأسمدة الفوسفاتية.
الخميرة
أجرت الموارد الطبيعية تجارب حقلية على عدد من المحاصيل للاستفادة من الخمائر كأحد البدائل، حيث تقوم الأخيرة بزيادة نمو وإنتاج النبات، لذا يستخدم بشكل واسع رشاً على الأوراق، وللخميرة دور كبير في تحليل المادة العضوية، وإفراز بعض المواد المهمة للتربة، والتي تسهم في مدها بالكثير من العناصر الخصوبية، إضافة لتحول الخمائر بعد نهاية عمرها لمواد عضوية تتفكك من قبل النبات.
المعادلة السمادية
يؤكد الزعبي أن التقيّد بالمعادلة السمادية، وتوصية وزارة الزراعة لتسميد المحاصيل، هو وسيلة ناجحة لإعطاء النبات حاجته من العناصر المغذية، دون زيادة أو نقصان، ما يؤدي إلى التقليل من استعمال الأسمدة الكيميائية، وقد أصدرت الهيئة برنامج المعادلة السمادية، الذي أعدّته الهيئة ويشمل الأسمدة العضوية، فإضافة الأسمدة العضوية في حساب هذا البرنامج، تعطي توصية سمادية من الأسمدة المعدنية أقل عند عدم إضافة نظيرتها العضوية.
#البعث
#الإعلام_الزراعي_في_سورية