الرجل من تورنتو».. مغامرة مغلفة بحس الفكاهة والآكشن
«سينماتوغراف» ـ منى حسين
يأتي فيلم The Man From Toronto من إخراج باتريك هيوز الذي أخرج لنا أفلام آكشن وكوميديا ناجحة ورائعة مثل The Hitman’s Bodyguard بجزئيه و The Expendables 3، والذي نرى لمساته بوضوح على مدار الفيلم. يروي الفيلم قصة القاتل المحترف الذي يسمي نفسه “الرجل من تورنتو” (وهو بالضبط عنوان الفيلم) يؤدي دوره ببراعة وودي هارلسون، والزوج الفاشل تيدي جاكسون (كيفن هارت) الذي يعمل بالتسويق لكنه يفشل في كل شيء، سواء عمله أو حتى في إبقاء زوجته راضية.
تبدأ الأحداث بتصوير كلا الشخصيتين في بيئتهما الحقيقية، تورنتو وهو يتجه نحو منزل في مكان منعزل ليقوم بتعذيب أحد الأسرى للحصول على معلومات منه، وبالمقابل نرى تيدي وهو يحاول صنع فيديوهات يوتيوب للترويج لأدوات رياضية فاشلة من اختراعه من دون كلل أو ملل لكن من دون الحصول على أدنى حد من المشاهدات عليها، وذلك قبل أن يتجه إلى عمله الذي يُطرد منه لأنه لا ينجح حتى في صنع منشورات دعائية صحيحة لصاحب عمله.
وعندما يقرر تيدي إرضاء زوجته وتعويضها عن فشله، يحاول أخذها في أجازة مميزة في عيد ميلادها. فيستأجر كوخاً ويوصلها إلى منتجع أولاً قبل أن يتجه لتحضير الكوخ، لكن تضعه المصادفة في موقف يتم فيه الخلط بينه وبين تورنتو، مما يضطره للتظاهر بأنه هو كي لا يتم كشف حقيقته وقتله. وسرعان ما تتداعى الأشياء ويجد نفسه مضطراً للتعاون مع مكتب التحقيقات الفدرالي لإيقاف خطر داهم. لكن يقوده هذا للتصادم مع تورنتو لاحقاً، مما يضطره للتعاون معه بعيداً عن الفيدراليين، فينطلق الاثنان في مغامرة من الآكشن والكوميديا والمواقف الغريبة.
رغم أن الكوميديا والآكشن لا يصلان للمستوى المتوقع في فيلم من إخراج هيوز، إلا أنه يقدم كل العناصر التي تميز أفلام هارت الكوميدية، بداية من الكوميديا الجسدية ووصولاً إلى النكات المضحكة والمواقف القتالية التي تعتمد على المصادفة أو التصرفات الخرقاء.
كما يقدم هارلسون أداءً متألقاً بشخصية تورنتو القاتل الذي تسبقه سمعته، والذي يستطيع استخراج الكلام من الآخرين من دون أن يمسهم، فقط باستخدام كلماته ونظراته التي تثير الرهبة بالآخرين. ويسمح الفيلم في نصفه الثاني بتطور الشخصيات بشكل أكبر بقليل وإعطائها المزيد من العمق عندما تزداد الأمور تعقيداً ويدخل عنصر جديد يرهب تورنتو نفسه: المرأة. حيث تنضم زوجة تيدي التي تُدعى روث (جاسمين ماثيوز)، وصديقتها ماغي (كايلي كوكو) إلى الثنائي في مشهد مقتضب لاحقاً بالفيلم،
تتصاعد الأحداث في القسم الأخير من الفيلم في بعض المشاهد القتالية الرائعة وخاصة في مشهد يضطر فيه الثنائي للإبداع واستخدام البيئة من حولهما لمواجهة التهديدات المحيطة بهما وإنقاذ نفسيهما وبعضهما البعض مع تصاميم قتالية رائعة (وخرقاء أحياناً) وموسيقى تصويرية حماسية تصدح بإيقاع مع كل ضربة أو ركلة أو رصاصة. إن هارت وهارلسون هما الثنائي الذي لم نتوقع يوماً أن نراهما مجتمعين سوية في فيلم واحد يوماً، لكننا لا نستطيع الآن أن نتخيل أحداً غيرهما
في هذا الفيلم.
يأخذ The Man From Toronto المشاهدين في مغامرة ممتعة من البداية وحتى النهاية، من دون أن يعاني من أي تباطؤ أو ملل، كما أنه يقدم قصة جيدة لا تخيب المشاهدين، وإن كانت ليست بالقصة الجديدة تماماً أو المبتكرة. إنه فيلم مناسب تماماً لقضاء سهرة ممتعة مع العائلة، فهو لا يسعى بالضرورة لأن يكون هادفاً أو يتطلب الكثير من التفكير أو المؤامرات، أو حتى يقدم تداعيات منطقية لكل القتل والانفجارات التي تحدث فيه، بل مجرد تقديم وقت لطيف وممتع مع بقية أفراد الأسرة من دون أية مشاهد دموية للغاية أو مزعجة أو محرجة.