تصوير: رياض التركي
سلافة الفريح
الحب والشمس وجهاً لوجه
هل تخيلت أن تستيقظ في صباح يوم صحو ولا تجد الشمس؟ تفتح النوافذ فلا تدخل أشعتها! تذهب إلى عملك في الصباح والطريق مظلم إلا من أنوار الشوارع! هل تتخيل حياتك بدونها؟ هكذا يجيب العشاق: أن لا حياة لهم بدون الحب؛ فلا صبح بلا نور ولا حياة بلا حب.
هناك علاقة عجيبة بين الشمس والحب وأوجه الشبه بينهما تكاد تكون متطابقة وكأنهما توأمان من بويضة واحدة! فالشمس تمد الجسم بفيتامين د الذي يقوي العظام والشعر والبشرة ويضفي عليها لونا برونزيا جميلا كما يجلب السعادة ويجلو الاكتئاب ونقصه يؤدي إلى الوهن والاكتئاب والشحوب والكسل وضعف التركيز ويجلب العديد من الأمراض وكذلك الحب! كما أن للشمس طاقة غنية نظيفة لا ينتج عنها مخلفات؛ والحب أيضا من أغنى مصادر الطاقة التي تجعل الإنسان محبا للحياة والعمل والإبداع ومواجهة ضغوط الحياة.
الذين لا يتعرضون لضوء الشمس يحتاجون إلى تناول أقراص فيتامين د لتعويض ذلك النقص؛ والذين قدر لهم أن يعيشوا بلا زواج وعائلة متآلفة وحب "حلال" هم يحتاجون إلى التعويض بالحب الإلهي.
أشعة الشمس تتسلل من بين جنح الظلام فينتشر النور بكل هدوء وتدرج وجمال في كل الأرض؛ وهكذا الحب يتسلل من نافذة العقل والقلب حتى يتمكن من نخاع العظام. ونرى لضوء الشمس لمعة تتلألأ في العيون وكذا للحب بريقا في عيون العاشقين يصعب إخفاؤه وقد يشف أيضا عن اسم المحبوب وعنوانه!
من قدرة الله وإبداعه في خلق الكون أن جعل للشمس جاذبية تحافظ على المسافات بينها وبين الأرض والكواكب حتى لا تسقط وتضيع في الفضاء ولا تقترب من الشمس فتحترق؛ وهذا هو الحب السليم لا بد من إيجاد المسافة المناسبة بين الأحبة فالقرب الشديد يؤدي للاشتعال والبعد الشديد يؤدي إلى الموت تجمداً!
الغياب عمن نحب فترة بسيطة ثم العودة مجددا يلهب الشوق ويقوي المشاعر ويزيد اللهفة ومعرفة القيمة الحقيقية للحبيب أكثر من الأحبة الذين لا يتفارقون فيصيبهم الملل؛ وهذا ما يفسر أن الغرب يعشقون الشمس أكثر منا فهي تغيب عندهم وتحضر تختفي وتشرق! وهذا ما يفسر أيضا ولعنا بالغيوم.
وحين يحدث خلل في حركة الشمس والأرض والقمر يحدث كسوف الشمس؛ وكذلك حين لا يكون التكافؤ في علاقة المحبين فيحدث الاضطراب وكسر قلب أحدهما أو كليهما.
لا بد من الوقاية من الأشعة الضارة التي تتسبب في أمراض الجلد والنمش والحروق وسرطان الجلد بالكريمات والقبعات والنظارات والمظلات فليست كل أشعة الشمس مفيدة بل منها ما يكون قاتلا تحت ضربة الشمس إذا لم يختر التوقيت الصحيح؛ كذلك لا بد من اختيار الشريك الصالح والوقاية من الوقوع في شرك الحب الفاسد بغض البصر وحفظ النفس! والمفارقة الجميلة أن في وهج الشمس المباشرة تتراءى للإنسان الأشياء على غير حقيقتها فتظهر ظاهرة السراب الطبيعية؛ وهذا ما يحدث بالضبط في الحب المتهور فنرى الحبيب في صورة أبعد ما تكون عنه لا نكتشف حقيقته إلا بعد القرب منه فيصبح سرابا.
لا يستطيع أحد أن يشهر عينه بعين الشمس ويتحدى ضوءها إلا عند الشروق وعند المغيب كذلك من الصعب مقاومة الحب والوقوف في وجه المشاعر الحقيقية. هناك من يحاولون اعتقال الشمس وحبسها خلف قضبان الفروقات وسراديب عادات وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان دون النظر إلى وصية الرسول صلى الله عليه وسلم في تزويج المتحابين. لا تقفوا في وجه الشمس ولا جذور الحب التي تنشأ في النور وأعينوها على النمو السليم في الأرض الطيبة ولا تحرموها من نور الحياة.
تصوير: عبدالعزيز اليعيش
تصوير: عبدالله العكيمي
تصوير: فهد العودة
تصوير: عبدالله العمير
تصوير: هنادي العبدالسلام
تصوير: عبدالله النحيت
تصوير: ثامر الثميري
تصوير: سلطان العضيدان
تصوير: هديل المحسن
تصوير: زايد اللاحم
تصوير: فريال الغامدي