تويت
قراءة في الققج "مجنون" للأديبة مريم بغيبغ
مجنون
أثْخَنَتْ قلبه الجراحُ ... بالأمس أَذْعَنَ لحِكْمَةٍ : اِرْمِها لحبيب يداويها.
قَذف جرحًا، فثانيا، فثالثا ...دون جدوى...لا أحد يبالي لكبد سَوَّدَتها الأيَّام سوى غُراب "بو "!
مريم بغيبغ/الجزائر.
القراءة:
هل تقبل الققج بالصدف؟ لا أظن ذلك في نص بقبضة يد أين المقاعد عددها محدود.
وعلى قدر أهل النصوص تأتي القراءات، وتأتي على قدر التقشف في اللغة التأويلات.
في نصيص، ضربت الأديبة أربعة مجانين بغربانهم، بينما كل يغني على لائه، بل هو في الواقع غراب واحد ومجنون واحد، لام، قاف وغراب، حملوا آلام النأي عن الحبيب وابتغوا وصالا ارتدى ثوب المستحيل، مجانيننا جمع بينهم لام الحبيبة البعيدة التي لن تعود: ليلى، لبنى وليونور والرابعة على الأرجح لام أخرى، والحكاية تستمر بالنقاط الثلاث، هي جرح واحد، لمجنون واحد، للام واحدة، حتما ستستمر.
ومجانين بدأت اسماؤهم بالقاف، قيس بن الملوح، قيس بن ذريح واجتهد في اسم بطل قصيدة ادغار آلان بو، Guy de Vere
لأقول أن اسمه بالعربية يبدأ بقاف: قي دو فار..
غراب عبر الأزمنة، كلم قيسا بن ذريح فخاطبه الأخير:
لَقَد نادى الغُرابُ بِبَينِ لُبنى
فَطارَ القَلبُ مِن حَذَرِ الغُرابِ
ثم قال له قيس بن الملوح:
أَلا يا غُرابَ البَينِ هَيَّجتَ لَوعَتي
فَوَيحَكَ خَبِّرني بِما أَنتَ تَصرَخُ
ثم أتى مجنونا ثالثا، آلان بو وهو يحكي آلام الفراق يلبس عباءة "قي" المندس في بيته الموحش الباكي على خطيبته ليونور، حين زاره، أراد منه مواساة ، أو جوابا لسؤاله: هل سيلتقي ملاكه؟ يجيبه نذير الشؤم لا أبدا. وكيف لمن عرف ماضيه الأسود أن يحمل بشارة خير، يقول الغراب: أسأل اسلافك قيس وقيس عن لاءاتهما؟ هما مجنونان مثلك.
لاءات جمع بينهما البعد عن الحبيب واحتضان آخر، ألا تفعل مثلهم: ارمها لحبيب يداويها، ألبسهن مجانينهن ثوب القداسة.
الجراح تليق بك، تليق بكم معشر المجانين، تليق بكل مجنون امرأة أمس واليوم وغدا، ولا تنتظر أن يواسيك أحد، لا أبدا، لن يكون هناك وصال لن يكون هناك إلا البين والبعد، ههنا أنا الغراب، وحدي من ينصت لك، قابع فوق رأسك، اسمعك نعيقي كل حين واذكرك بسواد أيامك، اواسيك كما واسيت ثلاثتهم.
رفيق راشدي
مجنون
أثْخَنَتْ قلبه الجراحُ ... بالأمس أَذْعَنَ لحِكْمَةٍ : اِرْمِها لحبيب يداويها.
قَذف جرحًا، فثانيا، فثالثا ...دون جدوى...لا أحد يبالي لكبد سَوَّدَتها الأيَّام سوى غُراب "بو "!
مريم بغيبغ/الجزائر.
القراءة:
هل تقبل الققج بالصدف؟ لا أظن ذلك في نص بقبضة يد أين المقاعد عددها محدود.
وعلى قدر أهل النصوص تأتي القراءات، وتأتي على قدر التقشف في اللغة التأويلات.
في نصيص، ضربت الأديبة أربعة مجانين بغربانهم، بينما كل يغني على لائه، بل هو في الواقع غراب واحد ومجنون واحد، لام، قاف وغراب، حملوا آلام النأي عن الحبيب وابتغوا وصالا ارتدى ثوب المستحيل، مجانيننا جمع بينهم لام الحبيبة البعيدة التي لن تعود: ليلى، لبنى وليونور والرابعة على الأرجح لام أخرى، والحكاية تستمر بالنقاط الثلاث، هي جرح واحد، لمجنون واحد، للام واحدة، حتما ستستمر.
ومجانين بدأت اسماؤهم بالقاف، قيس بن الملوح، قيس بن ذريح واجتهد في اسم بطل قصيدة ادغار آلان بو، Guy de Vere
لأقول أن اسمه بالعربية يبدأ بقاف: قي دو فار..
غراب عبر الأزمنة، كلم قيسا بن ذريح فخاطبه الأخير:
لَقَد نادى الغُرابُ بِبَينِ لُبنى
فَطارَ القَلبُ مِن حَذَرِ الغُرابِ
ثم قال له قيس بن الملوح:
أَلا يا غُرابَ البَينِ هَيَّجتَ لَوعَتي
فَوَيحَكَ خَبِّرني بِما أَنتَ تَصرَخُ
ثم أتى مجنونا ثالثا، آلان بو وهو يحكي آلام الفراق يلبس عباءة "قي" المندس في بيته الموحش الباكي على خطيبته ليونور، حين زاره، أراد منه مواساة ، أو جوابا لسؤاله: هل سيلتقي ملاكه؟ يجيبه نذير الشؤم لا أبدا. وكيف لمن عرف ماضيه الأسود أن يحمل بشارة خير، يقول الغراب: أسأل اسلافك قيس وقيس عن لاءاتهما؟ هما مجنونان مثلك.
لاءات جمع بينهما البعد عن الحبيب واحتضان آخر، ألا تفعل مثلهم: ارمها لحبيب يداويها، ألبسهن مجانينهن ثوب القداسة.
الجراح تليق بك، تليق بكم معشر المجانين، تليق بكل مجنون امرأة أمس واليوم وغدا، ولا تنتظر أن يواسيك أحد، لا أبدا، لن يكون هناك وصال لن يكون هناك إلا البين والبعد، ههنا أنا الغراب، وحدي من ينصت لك، قابع فوق رأسك، اسمعك نعيقي كل حين واذكرك بسواد أيامك، اواسيك كما واسيت ثلاثتهم.
رفيق راشدي