في إستعمال ما هو يومي وراكز في التداول (شخبط شخابيط) لوسيمِ البوّاب إنموذجاً

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في إستعمال ما هو يومي وراكز في التداول (شخبط شخابيط) لوسيمِ البوّاب إنموذجاً

    في إستعمال ما هو يومي وراكز في التداول
    (شخبط شخابيط) لوسيمِ البوّاب إنموذجاً
    ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
    جبّار ونّاس

    تبدو مهمة الكتابة هي فيما تشفع لها مديات الزمان والمكان حين تتفاعل مع هذه المديات لتأخذَ لها حيزاً متاحاً في التمظهر والإنبلاج الحر بعيدا عن مسوغات التواري والقصديات التي شاعت وتشيع في ترصين تلك المسوغات وجعلها من سياقات الفهم والتصور قولاً وفعلاً
    ولعلَّ مناراتِ الكتابةِ ستحظى لها بمكانةٍ لائقةٍ حين تبدو غيرَ عابئةٍ بمراتبَ التقيدِ وعدمِ التحركِ السليمِ واللائقِ أيضاً ضمنَ المديات المتاحة لها لأنْ تكونَ في إقترابٍ يؤشرُ لسماحةَ ما تريده أنفاسُ مَنْ يحملونَ من أوزارَ ما تتنافحُ به أبجدياتُ الكتابةِ عند القولِ والتفوهِ الناصعِ بإتجاهِ وحيالِ العديدِ مما يتمخضُ به الواقعُ وما يُحيطُ بهؤلاء الذين سيؤشرون على عتباتِ واقعِهم بخلاصاتٍ من الفهمِ والتداولِ والمعاينةِ الراجحةِ والتي تطمحُ إلى تلاقحٍ راجحٍ أيضا في عمليةِ التلقي حين تَتَبصرُ حدودُ تلك المعاينةِ والتداولِ بإسلوبٍ يتوخى التميزَ والتأثيرَ في القارئ عبرَ ممكناتٍ يقومُ عليها ذلك الإسلوبُ بواسطةِ إنتقاءِ اللغةِ واحترافٍ معقولٍ لممكناتِ فعلِ المخيلةِ فضلاً عن حُسْنِ إستخلاصِ المُحَصِلَةِ الثقافيةِ وإستدراجِها لتكونَ المعينَ النافعَ في تثبيتِ ما درجتْ عليه تلك المعاينةُ وتداولُ ما تم رصدُهُ بحدودِ البوحِ الأدبي
    وتبدو لنا مساحاتُ التواصلِ الإجتماعي عبرَ الفيس بوك رحبةً حين نتعرفُ من خلالها على نماذجَ من تجاربَ كتابيةٍ في النصِ الشعري وفي فنون السردِ المتعددةِ وفي هذه المساحاتِ المتاحةً ستَطُلُ علينا العديدُ من الكتاباتِ التي تؤشرُ لمدى إهتمام من يَتَوَلَوْنَ الخوضَ بها وإخراجِها للعلن حتى تكونَ متاحةً للجميع وكذلك لتكونَ محطاتٍ للرصدِ والمعاينةِ والفحصِ النقدي وهذا يأتي من مقدارِ ما تحمله تلك الكتاباتُ سواء أكانتْ شعراً أم سرداً من مقوماتِ تدعو المتابعَ والناقدَ والفاحصَ لأن يتعاملَ معها ويفرزُها ضمن جهودِ ما هو متعارفٌ عليه في الأدبِ الوصفي بالتحليلِ والتفسيرِ والتقويمِ والحكمِ السليم
    ومن ثمار ما وقفنا أمامه عبر تلك المساحات يقفُ نصُ ( شخبط شخابيط) للشاعر الأردني الشاب وسيم البوّاب والمنشور عبر صفحته في الفيس بوك شاخصاً وباعثاً لنا بأواصرَ التفاعلِ المباشرِ معه إذ هو نص يتماهى مع ما هو فائضٌ ومكرورٌ في التداولِ اليومي وفي الملفوظِ اللغوي الدارجِ والذي عملتْ الذاكرةُ على أن يكونَ رائجاً من بين ما تَحْتَضِنُه وبالطبع هو سيحظى بمقدارٍ من الحضور والتداول حين ينبري وكما فعل وسيم البوّاب لأن يستل من ممكنات هذه الذاكره والعمل على جعلها بثوب جديد بعد أن أخذ من حدود الزمان ( كنتُ طفلاً شقياً / ولأني كنتُ صبياً بلا موهبة) وكذلك ليأخذ من ممكنات المكان ( إعتدت الكتابة على جدران الحي) وفي هذا الإستهلال والإنسياب في عملية الدمج ما بين فواعل الزمان والمكان يمهدُ السبيلَ وكأنَّ بالقارئ يقفُ أمامَ سيرةٍ حياتيةٍ تحملها أسطرُ النصِ وعبرَ تقنيةِ الإخبارِ والسردِ التي تلبست بها كلُّ مفاصلَ النصِ لينتجَ لنا ثمة تداخلٌ وتمازجٌ حتى أصبح النصِ بمجمله بتوتقةَ بوحٍ معبرٍ ومؤثرٍ وفي الوقت نفسه يعطي من إعتباراتِ ما يقوم به وسيمُ البوّاب وهو يقولُ لنا عما يفوحُ به وجدانه حيالَ ما تصيّرتْ عليه أحوالُه وهي تدخلُ عند عتبةِ الشقاءِ وبعد أن تسلل هذا الشقاء عبر ما تمخضتْ عنه خلاصةُ البراءة التي تماسكت بها روحه حتى أصبحت تلك البراءة من المسببات لراهن الشقاء الذي يعيشه ومايزال يدفع فواتيره عبر جذوة الشعر وفي هذا المنحى يعطي لمقومات هذا النص لأن تتماشى عبرَ إعطاءِ مساحة من شعرية البوح التي تتلازم مع الاثر الراكز لمفردة ( البراءة) والتي نجد أنَّها قد أمسكت بكل مقومات هذا النص فهي المفتاحُ الذي حرصَ كاتبُ النصِ في أن تكونَ البابَ الذي تسربتْ منه تفاصيلُ ما كان يرمي إليه بدءاً من القول الناجز والمستعمل بالتداول ( شخبط شخابيط) ومرورا بتعاقب الزمان والمكان حتى التعريف بأهمية فعل البراءة حين يجب أن يحظى بشرط الحرية في القول والفعل ليكون هذا القولُ والفعلُ شاهداً ومساهماً في إكتشاف جذور الخراب التي تقف عائقا يحد من مقدرات فعل البراءة في البوح والإنفعال الحصيف بكل ما يستلزمه التفاعلُ الحيُّ مع مخاضاتِ واقعٍ يحيطُ بتلك البراءة
    وقد حرصَ وسيمُ البوّاب لأن يُعلنَ لنا أن قابليةَ الشعرِ وقدرتَه في التأثير والبقاء تكمن في البساطة والوضوح وفي إمتلاك موهبة البراءةِ الناصعةِ تلك التي ستعطي للنص سرَ التفاعلِ من قبل القارئ وهذا هو المعطى المُتَحَصَلُ عليه حين راهنتْ كلُّ ترافداتُ النصِ لتنتهي بخيارٍ يتلامسُ مع بوحٍ شفافٍ يقتربُ إلى روحِ الشعر...
    ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

    ( شخبط شخابيط )
    ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
    وسيم البوّاب

    كنت طفلًا شقيًا ..
    ولأني كنت صبيًا بلا موهبة //
    اعتدتُ الكتابة على جدران الحي ..!
    كنتُ أشتري الطبشور الملون ..
    كي أمارس مهنة (الشخبطة) ..
    و لأني كنت أمارس حقي الشرعي ..
    في اكتشاف الخراب //
    اتهمت بالبراءة!
    وهاأنذا أدفعُ
    ضريبةَ هذه الهواية
    بالشعر والشقاء !
يعمل...
X