السعيد عبد العاطي مبارك الفايد مصر
****************
أرملة أمير
الشاعرة و الكاتبة الصحفية نجاة الفارس ٠
" آه ٍ أمي لو تدرين
كيف تضيعُ البلاد
كيف تُنتهك حرماتها ،
تكالبوا عليها
باعوها في سوق النخاسة ،
غريبةٌ وحيدةٌ مكبلةٌ
أدمتها سياطٌ جلاد،
رحماك ربي
رفقاً بعبادٍ
غرقوا بدمائهم
اجتثت أمالهم وأحلامهم
تاهوا بكل واد.
أي لعنةٍ
أي كؤوسِ عذابٍ
أي مصيرٍٍ ينتظرُ الأحفاد
أبناءَ التيهِ والحرمانِ والخراب
تجمدوا
في مدنِ الصقيعِ والضباب
تقاذفتهم محيطات الأرضِ " .
٠٠٠٠٠٠
إن العرب قديما عرفوا الشعر و النثر ، وقد تطورت القصيدة العربية بخصائصها الفنية ، حتى مرت بمخاض متكرر و متجدد من الوزن العمودي و المقاطع في تغيير الوزن و القافية من طور الكلاسيكية ، إلى الرومانسية ، ثم الواقعية ، وظهرت قصيدة التفعيلة الشعر المرسل الحر ٠٠
و أخيراً تبنى الشاعر السوري محمد الماغوط ما يسمى بقصيدة ( النثر ) ثم كُتب لها الذيوع و الشيوع و الانتشار في العالم العربي ٠٠
وقد وجدت المرأة العربية في هذا اللون ( السرد ) فضاء واسع و متنفس لها في البوح و التعبير عن خواطر تفيض حبا وجمالا تعانق الروح من خلال عالمها الفسيح الذي تستوعب كافة اتجاهاته ٠٠
و قبل الأدب هذا النوع ، وهذه شاعرتنا نجاة الفارس ، تعد ركيزة و امتدادا جديدا لظلال الماغوط ومدرسته الناشئة ولها تجربتها الذاتية و المتفردة ، و إنتاجها الغزير في كل الأطياف ٠٠
و تمتلك ثروة لغوية مفعمة المفردات و معجم خاص و ترسم صورة متداخلة الألوان تجسدها بحسها في بلاغة بيانية راقية وايقاعات مهموسة حزينة لها تواصل بالمنافي و مأساة القدس ، و التي تحملها داخليا و تنطقها بوحا في معاني مبتكرة بين أدب المقاومة و رومانسية الحياة تتخذ من ملامح الوطن و المنفى عناوين الحب تترجمها إلى صيحات هكذا ٠٠
أليست هي القائلة في قصيدة نثرية جميلة تلخص معاناة الوطن و المنفى و الحب ، بعنوان " حنين الناي " :
يا حنين الناي
لعبق الغاب
يا لهفة الفلاح
لموسم الحصاد
منفية أنا
وصدرك أجمل الأوطان
تائهة أنا
ووجهك العنوان ٠
* نشأتها :
======
ولدت الشاعرة نجاة فارس الفارس في قرية طلوزة / مدينة نابلس بفلسطين ٠
مقيمة حالياً في دولة الامارات العربية المتحدة ٠
وهى حاصلة على بكالوريوس في اللغة العربية و آدابها من جامعة القدس المفتوحة ٠
وتعمل محررة صحفية في جريدة الخليج في أبوظبي منذ عام 2010 م حتى اليوم .
* عضوياتها في :
==========
• نادي دبي للصحافة سابقا. •
جمعية الصحفيين الفلسطينيين.
• اتحاد كتاب وأدباء فلسطين.
• جمعية البيارة الثقافية سابقا .
* أنشطة ثقافية وأدبية :
=============== إصدارات :
مجموعة شعرية بعنوان ( أرملة أمير) عام 2019 عن دار نبطي للنشر، أبوظبي
• إصدار مجموعة شعرية بعنوان (بين الجمر وبين الشعر) عام 2008م عن دار أزمنة ، الأردن.
• إصدار مجموعة شعرية بعنوان (هل يرحل القمر ؟)، عام 2003م عن دار الكندي للطباعة والنشر، الأردن.
• الإشراف والمشاركة في كتاب ( روحي على راحتي ) الصادر عام 2014 عن دار الجندي، فلسطين ، والذي اشتمل على مجاراة شعرية لقصائد الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود بمشاركة كوكبة من الشعراء العرب .
• المشاركة في عشرات من الأمسيات الشعرية والثقافية أقيمت في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، معرض أبوظبي الدولي للكتاب، اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، مؤسسة التنمية الأسرية، الاتحاد النسائي العام، جامعة الحصن، ومنارة السعديات، في أبوظبي ، جامعة القدس المفتوحة وجامعة النجاح الوطنية في نابلس ، جمعية بلاد الشام رام الله ، المركز الثقافي الروسي في بيت لحم وغيرهم.
***
مختارات من شعرها :
تقول الشاعرة نجاة الفارس في قصيدة تحمل دلالات الواقع وسط دخان الصراعات و رياح المقاومة بأنفاسها الملتهبة حيث نبرات الحزن و حلم العودة و أوجاع المساء ، و ظلال التاريخ وعبق الاقصى،وشرف النضال،و الكفاح ، كما في قصيدتها التي بعنوان ( أطلق عنان البندقية ) :
ألف قبلة لك يا وطني
يا عشقي الأزلي
أثخنتك وأثخنتني الجراح
أطلق عنان البندقية
استفحل الخزي والعار
لا تقايض كرامتك
بكنوز الدنيا
( ميّ وملح)
إكوي الجرح
ولا تستسلم
قاوم
سدد باسم الأقصى
باسم ظلام المخيم
زلزلها من أولها إلى آخرها
فجرّها يا ولدي
بارود ونار
فجّرها ثورة أحرار .
ودع النائمين في سبات الهزيمة .
وحدك على خط النار
وحدك بركان عزيمة وإصرار
أنت الثلج وأنت النار
أنت الصخر والصبار
اضرب
فجّر
اخطف
يا ابن الشهيد
وأخ الأسير
وحفيد اللاجيء .
يا ولدي
العين بالعين
والأسر بالأسر
أشعلها يدا بيد
نصر أو استشهاد
ومهر العروس
ثلاث رؤوس .
***
و نختم لها بهذه القصيدة بعنوان ( من تكون ؟ ) حيث تقول فيها الشاعرة الفلسطينية نجاة الفارس :
رقيقة ونقية كالياسمين
بريئة كحمل وديع
مشاغبة كقط بريّ
منعشة كدهن العود .
لها غمازة
تنثر البهجة
حيثما تكون ،
أما العيون
أه ثم آه ، من حكاية العيون
فيها يطول الشرح والتفسير
يحار الشعر والنثر
وتعجز البلاغة والتصوير،
إن تحدثت يا ويلي
ينساب شلال عطر
على غابة زهر
ساعة فجر
منه يشفى كل عليل ،
لا تسألني من تكون
ملاك طاهر
نور على نور
سمّيها كما تشاء
تالا ، لانا ،صوفيا
جوري
وإن شئت قل آيات ،
سبحان من خلق
فأبدع
فلاا أجمل ولا أروع
من سحر البنات .
------
هذه كانت قراءة سريعة في عالم الشاعرة / نجاة الفارس ، التي وجدت قصيدة النثر محرابها كي تزف بكلماتها التي تعكس رؤيتها نحو قضايا الوطن و المجتمع و الحب و الصراع و فلسفة التأمل في أغاني تجسد فترات عاشتها بكل مكوناتها فظلت عالقة في الذاكرة ٠٠
و تم توظيفها في لوحات ومقاطع في بضعة دواوين متنوعة ٠
و من هذا المنطلق حللت تراكيب الروح و الجسد و الجمال و الحب و الغربة و المنافي في قصائد الوطن كي تدافع عن الإنسان و الوطن في ثنائية تكشف لنا المسارات دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله ٠