السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر
****************
( رماح الحروف ٠٠
الشاعرة و الكاتبة السورية رماح حويجة - ١٩٧٢ م ٠
لا أجيد الكتابة
لكني ...أتنفس على السطور
أسمعني صوتك
لينبض قلبي كل حين
ليرسم الحزن بسمة
أنا التي أثخنها الزمان
باسم الحب جراحا
متعبة كقصيدة مكسورة الجناح
تمهل بقتلي فجرحي ينزف
مذ وأدت روحي
وألبستني حروفك شوكا
تمهل بقتلي
فصمتي صراخ
حزن....وشوق
عناق لجرح على مدى الدهر
يسيل
أعطني يديك غصنا
لتزهر القوافي....ضاحكة
رغم الأنين
لتلمس وجهي
كنسمة صيف عليل
تعال....بلا موعد
مثل قصيدة على
ثغر عاشق صغير
لتخضر الحروف
أنا قلعة الشوق
على أرض قلبي
بنى الحزن مجده
سقاه مر الدمع
رمتني رياح الدهر
في حضن الأسى
متعبة كنخلة تموت صمتا
تعال.....امنح قلبي
قوة العناق
لانهض من كبوتي
ضم أحلامي اليانعات
بقبلة شوق
لنرقص على جراحنا
ونقهر كل المسافات
أنت سري
عطر ياسمين غفى
تحت جلدي
أنت صوتي
نكهة حروفي
ضحكتي
ذاك الغيم المسافر شوقا
في دمي
أقسمت بحزني
أن أتمرد في عالمي
أن أمتطي صهوة الحروف
استل دموعي
حزني
أمزق به السطور
لأولد على يديك
قصيدة عاشقة للنور ٠
٠٠٠٠٠
نعم من أرضا سوريا الحبيبة ياسمين الشام و الحضارة الجميلة التي تشرق بكل معاني الحياة و لا سيما ظلال الثقافة و العصور الإسلامية التي لها في النفوس صدى كبير فقد استلهمت المرأة العربية منها خريطة التواجد في روح المعاصرة و من ثم تبوءت مكانة في صدارة المشاركة الفعالة في البناء و التطوير ٠٠
ولمَ لا فقد كان الشعر مدخل القضايا تعبيرا و تصوير بمشاعرها الفياضة ٠٠
و من ثم نلمح هذه الشاعرة رماح حويجة التي تنحدر من جذور مدينة سلمية التي تذخر بالفنون الجميلة حيث الإبداع ٠٠
و قد وجدت نفسها في عالم السر و قصيدة النثر تأثيرا برائدها محمد الماغوط ابن سوريا الذي نسج كل مقوماتها في لغة و معاني تواكب حركة الحياة اليومية هكذا ٠٠
و شاعرتنا رماح لها معجمها الخاص في توظيف القصيدة و تؤمن بالجمال و الحب و السلام في تحقيق المعادلة ٠
تعشق الحياة برغم الصعاب ، وتتوقف بين الحزن و العشق مدارات في تلوين القصيدة و استدعاء الماضي بكل مظاهره المؤثرة في نبوءة تكشف الغموض بنزعة فلسفية ٠
* نشأتها :
----------
ولدت الشاعرة السورية رماح حويجة في سلمية عام ١٩٧٢ م و درست معهد كمبيوتر وتعمل موظفة ٠
وهى رياضية ٠٠ بطلة شطرنج ولاعبة طائرة ونقابية ٠
= وتجمع ديوانها بعنوان ( رماح الحروف ) ٠
* مختارات من شعرها :
==============
تقول شاعرتنا السورية في قصيدتها بعنوان (( دنان الياسمين )) حيث تستلهم عبق الياسمين من بيئة الشام رمزا للجمال تتمسك بالحرف حلما وليدا داخل المدى و الأفق المجهول وسط زفرات التمرد تحلق كي تقطف ورود المنى إنها لحظة الميلاد :
من دنان العشق...
ولدتُ
تناثرتْ بذورُ أنوثتي
رويتُها من نسغ الياسمين
من قوافي قصائدِ العاشقين
فأينعت....
حلماً ندياً
فرشتُها بيادرَ حب للعاشقين
أنا تلك الأنثى....
التي عرفتْ
كيف تغزِلُ
سطورَ البنفسج
وكيف تعزفُ سيمفونيةَ الولَه
كيف تنحتُ تفاصيلَ
الأنا
وتزيِّنُ بالنجوم .....
قصائدَها
ترتدي ثوبَ الهُيامْ
تتأبط الحرفَ حلماً
ترقُصُ على سرير المدى
نشوةً .... وجنونْاّ
تقتات أنفاسَك
كبحرٍ في حضنِ القمر
***
أنا تلك الأنثى....التي
سكبت خمرَ لماها
على ضفافِ شفاهِكَ
فأينعَ الياسمين
أنا التي تزيَّنَتْ بك.....
تعطرت بالجنون
أنا أيقونةٌ
تعلقها على صدرِك
شاعرةٌ ....
مشاكسةٌ
شقيةٌ
تستفزُّ حواسَّك...
بغرورْ
تُوغلُ أصابعَ اللهفة في صدرِكَ
تغتالُ مساحاتِه
بجنون
وحيدةٌ أنا من دونِك
لأجلك تزهرُ كلُّ الفصول
تخضرُّ السنابلٌ على السطور
تطيرُ الفراشاتُ حولي
تعشق جنونَ أفكاري
تمردي
كلماتي
تبعثرُ في أعماقِ قلبي
فوضى حواسي
خواطري
جنونَ كلماتي
وأنت تسكب من لماكَ
قهوة هيلها شهيُّ الرضاب
تشعلني شغفاً
تمارسُ طقوسَ عشقِك
على ذاكرتي
أتمردُ
تتفجرُ حواسي
أعانقُك
أطير في فضائك عاشقةً
أعشِّش كطيرٍ على عشبِ صدرِك
أطلبُ اللجوءَ لعينيك
تتمدَّدُ بي
تحلّقُ بروحي
شهقةَ نرجِسٍ
أرتعشُ .
وبقبلةٍ تحررُ ياسمينَ
قلبي
عطراّ
أتنفسك شهيقاً
ثائراً
همساً حائراً
فتعالَ فجِّر أحرفي
أطلقْ عنانَ قلمي
ودعني أصغي لنبضِ قلبِك
بعد سكرةِ الحروف
لأكتبَكَ
قصيدةَ
مدادها اللهفة
على تضاريسِ الروح ٠
***
و تقول في قصيدة أخرى بعنوان ( شطري المهاجر ) بعد تساؤلات و صمت تتوقف في شغف كي تعانق العودة من مستنقع الأحزان كفراشة توزع النور تلملم البقايا بعد حزن ووجع ودموع توزع همساتها في كل الزوايا تجربة واقعية تعكس ملامحها مع غربة الذات و بين خريطة الوطن في بعطر رحيقها و صمود و كبرياء في نداءات للروح تعال كي تقبل من جديد :
تعال لتلملم أشلاء جراحي ..
وحدي هنا
أرتدي معطف النسيان
يغتالني البرد
حتى برفقة الخلان
تعال في الحلم طيفا
عانق جراحي التي
غزاها الزمان
أتذكر يوم الوداع
كان البكاء عصيا
وقلبي....كيتيم ضيعه الحرمان
ياضحكة سرقتهاالغربة مني
خبأت في أعماق الروح آلامي
خبأت كلام الوداع
كانت الحرب تغتال أرواحنا
دونما سؤال ..
دعني أكتب آلامي بصمت
على جدران الزمان
أتعلم يا ابن قلبي
كم أحتاج العناق
حين يغزوني الشوق
وتقتلني غربة روحك
حين أحتاجك نبض قلبي
وكتفَ الأمان ..
في وحدتي...
متعبة أنا
من البكاء
من الماضي
من الحزن
من هذه الحرب التي
سرقت عمرك مذ كنت طفلا ..
اعتزلت الحب يا ولدي
قتلت الشوق
غزا الثلج أعماقي
متى سألتقيك
أنا التي أعد السنين
ينهشني ضجيج الصمت
بأنياب الحنين
أشتاقك....ياوجع الروح
أحن إليك
ينتفض قلبي كفراشة
تمتص رحيق أحزاني
أحاول النجاة
أبتسم وأنا أتكئ على جراحي
أرهقتني الغربة في وطني
أرهقني الشوق
تصحرت روحي في غيابك
ياوجعا توسد أيسري
فدعني أمتص وجعك
أمضغ غربتك
أصررررخ يا اللله
أشتاقه
أريد لمرة ....لمرة واحدة
أن أنام
أن أنسى غربتي
في وطن تسبى فيه الأحلام ٠
***
و نختم لها بتلك القصيدة التي تختصر رحلة الحياة بكافة المعطيات تحت عنوان ( معتقة بالحزن أمنياتي ) في شوق و وحزن و أمنيات حالة تباين تستجدي كل آمالها من وحي القصيد لتقول لنا أتجول بين سطورك يمامة
لأقول مابين البداية والنهاية
أدمنتك يا عشق حياتي :
معتقة بالحزن أمنياتي
كنقش على حجر قديم
وأنت أيها الغريب الذي
يسري كل ليل بغربته
إلى قلبي
تمهل بقتلي
فالدمع يحرق روحي
وأنت أنت بعيد
إن كنت تعشق موتي هكذا
تبسم
ليحلو الموت كل حين
اه من ذكرياتي
من حزن عشعش
في أعماقي
غفى في نبضي
ليقتلني الشوق
فتعال تعال
اغمس ريشتك في حبر أحزاني
لأخط ملامح الشوق
وأنا أعبرضفاف الوجع وحيدة
تعال نغادر الروح
لنهرب من أجسادنا
نعبر جسر اللهفة
في متاهات السكون
نسكب أنفاسنا عطرا متمردا
في وجه الريح
ننصهر
أشعل قلبي قنديلا
من لوعة الهوى
هات يدك
شاطرني أحلامي
أريدك لي وحدي
قلبا يلملم أشجاني
ويكتبني على شرفات الريح
بوح قصيدة
كموج تاه خلف شجن الذكريات
حزينة أنا
كلاجئة على السطور
يجلدني شوق
لاموت حنينا هاهنا
مشتتة آهاتي
أحترق ألما
ألملم حروفي المنكهة بأنفاسك
أجمع أفكاري
وماتبعثر من ذكرياتي وأحلامي
اصرررررخ
أصرررررخ
أحبك يا كل أيامي
أصحو على صوتك تهمس لي
استيقظي أهواك
أضحك
أضمك
أتنفسك قصيدة
أتجول بين سطورك يمامة
لأقول مابين البداية والنهاية
أدمنتك يا عشق حياتي ٠
٠٠٠٠٠
هذه كانت وقفة حول عملية إبداع مع شاعرة سورية مسكونة بالألم و الأمل معا تحمل القصيدة حلما مع عناقيد الياسمين رمزا للوطن الذي يسكنها في وادي الجمال برومانسية تجسد حقيقة ظاهر الحب الذي تؤمن به رسالة للإنسانية دائما