هل الوزن من مكونات الشعر؟
بقلم : احمد السيد
الشعر العربي منذ العصر الجاهلي حتى يوم الناس هذا يتم نسجه بخيوط متعددة .. منها الوزن
و لا أتشدد في مسألة نوع الوزن .. فالوزن هو أكبر تحقيق لموسيقا الكلام
و الشعر المموسق أوقع في الأذن و الذهن و القلب و مستقبِلات الجمال في التركيبة الإنسانية
لكن العرب ألِفت الفةً بالغة بحورَ الشعر التي استنبطها الخليل من المنجز الشعري
و لم يخترع أي وزن من عندياته ( مع إضافة المتدارك تاليا استنباطا أيضا من قبل تلميذ الخليل الأخفش الأوسط .. على المشهور بين العروضيين مع اعتراض آخرين )
و هذه البحور الشعرية أمواج يمتد بعضها و ينجزر بعض آخر . فالكامل و البسيط و الطويل و الوافر و الرمل و المتقارب .. بحور تتدفق في هذا العصر و كل عصر تدفقا غزيرا لا يشبهه و لا يوازيه مطلقا بحور كالمنسرح و المضارع ...
و لا يعني هذا سوى خلود النصوص العظيمة لفحول الشعراﺀ العرب التي تُقرَأ باستمرار و تؤثر و يحاكى وزنها ...
و الوزن يمكن أن يكون خارج البحور :
-في الموشحات الأندلسية ما يؤكد ذلك ( أثر التلحين في صياغة الكلام )
- و في شعر أبي العتاهية و مقولته الشهيرة ( أنا اكبر من العروض ) شاهد على ذلك
- و في البند العراقي
- و وزن الدوبيت كُتِب عليه شعر عربي كثير و هو وزن فارسي
كما في شعر التفعيلة شواهد أخرى ( مع أن التفعيلي يلتزم الوزن الخليلي باستثناﺀ عدد التفعيلات و وحدة القافية )
لكن
ماذا عن اختراع بحور جديدة ؟
أظن ظنا بمعنى اليقين أن هذا المنحى افتعال لن يكتب له النجاح
شأنه شأن محاولات سابقة في الكتابة على عكس البحور الممتزجة
فكتبوا على المستطيل ( بتغيير توالي تفعيلتي الطويل ) و كذلك على الممتد ( بتغيير توالي تفعيلتي المديد ) و هكذا
و لكن
ذهبت كتاباتهم في خبر كان
و ماذا عن التجديد ؟
لن يكتب النجاح للتجديد في أوزان الشعر العربي إلا أن يكون
ظاهرة
و إنجازا
و صادرا عن كبار الشعراﺀ .
مثل : التفعيلي
و مثل ( فاعل ) في الخبب
أو أن يكون الجديد بالروح العروضية نفسها في تكرار التفعيلات
و ماذا عن قصيدة النثر في هذه الحالة ؟ :
في الحقيقة هي ليست شعرا وفق معايير الخليل و لا معايير نازك الملائكة في كتابها الرائد ( قضايا الشعر المعاصر )
لكنها فن مثله مثل أي فن كتابي آخر :
فيه مبدعون كبار كالماغوط
و فيه متشاعرون يحترفون الغموض و يعبّرون بلاشيﺀ عن أي شيﺀ أو لا شيﺀ
و الفحوى :
لا يخطئ و يتعثر في الوزن شاعر حقيقي
فإن اخترت أن تنسج على منوال بحر من بحور العروض وجب عليك الالتزام قطعا
إذ ليس في دواوين المتنبي و المعري و أبي تمام و البحتري و شوقي و حافظ و أضرابهم من عمالقة الشعر العربي كسر وزني واحد
ربما يتم التسامح مع هفوة ننسبها للسهو أو للطباعة
لكن تعدد الأخطاﺀ يوجب عليك أن تتعلم قبل أن تتكلم
فالذي يتعثر في الوزن و اللغة و قواعد العربية شويعر مغرور او متعلم نأخذ بيده إلى صواب النور
و في الأخير :
إن الوزن وحده ( و كذلك القافية ) لا يجعل الكلام شعرا
و إنما هو قالب فني
و الذي تصبه في هذا القالب هو الذي يستحق الميزة الشعرية او لا يستحق فيندرج تحت لافتة النظ
بقلم : احمد السيد
الشعر العربي منذ العصر الجاهلي حتى يوم الناس هذا يتم نسجه بخيوط متعددة .. منها الوزن
و لا أتشدد في مسألة نوع الوزن .. فالوزن هو أكبر تحقيق لموسيقا الكلام
و الشعر المموسق أوقع في الأذن و الذهن و القلب و مستقبِلات الجمال في التركيبة الإنسانية
لكن العرب ألِفت الفةً بالغة بحورَ الشعر التي استنبطها الخليل من المنجز الشعري
و لم يخترع أي وزن من عندياته ( مع إضافة المتدارك تاليا استنباطا أيضا من قبل تلميذ الخليل الأخفش الأوسط .. على المشهور بين العروضيين مع اعتراض آخرين )
و هذه البحور الشعرية أمواج يمتد بعضها و ينجزر بعض آخر . فالكامل و البسيط و الطويل و الوافر و الرمل و المتقارب .. بحور تتدفق في هذا العصر و كل عصر تدفقا غزيرا لا يشبهه و لا يوازيه مطلقا بحور كالمنسرح و المضارع ...
و لا يعني هذا سوى خلود النصوص العظيمة لفحول الشعراﺀ العرب التي تُقرَأ باستمرار و تؤثر و يحاكى وزنها ...
و الوزن يمكن أن يكون خارج البحور :
-في الموشحات الأندلسية ما يؤكد ذلك ( أثر التلحين في صياغة الكلام )
- و في شعر أبي العتاهية و مقولته الشهيرة ( أنا اكبر من العروض ) شاهد على ذلك
- و في البند العراقي
- و وزن الدوبيت كُتِب عليه شعر عربي كثير و هو وزن فارسي
كما في شعر التفعيلة شواهد أخرى ( مع أن التفعيلي يلتزم الوزن الخليلي باستثناﺀ عدد التفعيلات و وحدة القافية )
لكن
ماذا عن اختراع بحور جديدة ؟
أظن ظنا بمعنى اليقين أن هذا المنحى افتعال لن يكتب له النجاح
شأنه شأن محاولات سابقة في الكتابة على عكس البحور الممتزجة
فكتبوا على المستطيل ( بتغيير توالي تفعيلتي الطويل ) و كذلك على الممتد ( بتغيير توالي تفعيلتي المديد ) و هكذا
و لكن
ذهبت كتاباتهم في خبر كان
و ماذا عن التجديد ؟
لن يكتب النجاح للتجديد في أوزان الشعر العربي إلا أن يكون
ظاهرة
و إنجازا
و صادرا عن كبار الشعراﺀ .
مثل : التفعيلي
و مثل ( فاعل ) في الخبب
أو أن يكون الجديد بالروح العروضية نفسها في تكرار التفعيلات
و ماذا عن قصيدة النثر في هذه الحالة ؟ :
في الحقيقة هي ليست شعرا وفق معايير الخليل و لا معايير نازك الملائكة في كتابها الرائد ( قضايا الشعر المعاصر )
لكنها فن مثله مثل أي فن كتابي آخر :
فيه مبدعون كبار كالماغوط
و فيه متشاعرون يحترفون الغموض و يعبّرون بلاشيﺀ عن أي شيﺀ أو لا شيﺀ
و الفحوى :
لا يخطئ و يتعثر في الوزن شاعر حقيقي
فإن اخترت أن تنسج على منوال بحر من بحور العروض وجب عليك الالتزام قطعا
إذ ليس في دواوين المتنبي و المعري و أبي تمام و البحتري و شوقي و حافظ و أضرابهم من عمالقة الشعر العربي كسر وزني واحد
ربما يتم التسامح مع هفوة ننسبها للسهو أو للطباعة
لكن تعدد الأخطاﺀ يوجب عليك أن تتعلم قبل أن تتكلم
فالذي يتعثر في الوزن و اللغة و قواعد العربية شويعر مغرور او متعلم نأخذ بيده إلى صواب النور
و في الأخير :
إن الوزن وحده ( و كذلك القافية ) لا يجعل الكلام شعرا
و إنما هو قالب فني
و الذي تصبه في هذا القالب هو الذي يستحق الميزة الشعرية او لا يستحق فيندرج تحت لافتة النظ