‘‘ القلم الحر ‘‘
- موت الناقد -
النقد .. هو الولادة الثانية المحاذية لنشوء النص بكل أشكاله ‘ لتصحيح المسارات و تفكيكها ‘ و الإرتقاء بها ‘ لتكون جاهزة لقراءة المتلقي ‘ الذي سينتظر من خلال عملية النقد فك الشفرات التي تركها الناص داخل بنية النص ‘ و إجابة الناقد عن الكثير من الأسئلة المعلقة في الأفق ..
و في السنوات الأخيرة ‘ طفت على سطح الساحة الثقافية و الفكرية ‘ ظاهرة غريبة ‘ و هي خروج الكثير من الأسماء التي تطلق على نفسها مسمى ( ناقد ) ‘ و نراهم بين الحين و الآخر و هم ينظرون هنا و هناك ‘ و يطلقون فلسفات ما أنزل الأدب بها من بيان ‘ في الكثير من الجلسات و المحافل ‘ و يجمعون من حولهم الكثير من مبتدئي الكتابة ‘ ليسطروا على مسامعهم معجزاتهم النقدية ‘ متناسين في الوقت ذاته بأن هنالك جيشا من القراء و الكتاب الجيدين ‘ الذين يميزون جيدا ألوان كتاباتهم الصفراء ‘ و من أول جملة يسطرونها ‘ و يعلمون حجم خيانة هؤلاء لعقول من يلتفون حولهم ‘ و مدى الإساءة التي يحملونها لجيل من الأساتذة الكبار ‘ الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية الحفاظ على مسار عملية انتقال النص الى مرحلة التلقي و القراءة بأدوات رصينة ‘بل إن جيلا جديدا من الكتاب المحترفين ‘ و المالكين لكل الأدوات النقدية الرصينة ‘ إستطاعوا أن يستبدلوا عملية العرض التي يقوم بها من يسمون أنفسهم نقادا هذه الأيام ‘ بكتب و نتاجات تناولت تجاربهم و نصوصهم ‘ و هم بهذا يعلنون ( موت الناقد ) الطارئ ‘ فهو ‘ أي الأخير ‘ لا يزاول سوى قراءات عرضية لمتن النص لا أكثر ‘ يطبق فيها قواعد قد تعلمها مسبقا من مدارس النقد الماضية ‘ و هو بذلك لا يصلح أن يكون ( ناقدا ) سوى بنظر الناص المبتدئ فقط ‘ و يكره أشد الكره الناص المتمكن ‘ لإمتلاكه أدوات أكثر فاعلية ‘ و مفاتيح متمكنة للولوج الى النصوص التي يكتبها ‘ و قارئا جيدا لكل العاهات التي يصدرها هذا ( الناقد ) البائس ‘ الى عقل القارئ المبتدئ ‘ و هو في الحقيقة لا يقوم سوى بتطبيق ( نظرية الحافر على الحافر ‘ و الأثر على الأثر ) ‘ بل وصل الأمر بأغلبهم لإستغلال الكثير من الكتاب المبتدئين ‘ عبر أخذ أموال معينة مقابل كتابة بعض مما يسمونه ( دراسة نقدية ) ‘ أو إستغلال بعض الكاتبات و إستدراجهن لغايات شخصية دنيئة ‘ كل هذا الكم الهائل من هؤلاء ‘ و من يلتفون من حولهم ‘ يعتقدون بأن أمرهم سيبقى على ما هو عليه ‘ و هم لا يعلمون بأن هنالك حماة حقيقيون ‘ لمشروع الثقافة و الفكر ‘ يقفون لهم بالمرصاد ‘ كي يكشفوا ألاعيبهم و خدعهم و زيفهم ‘ و سيهدمون كل مدن الخداع التي بنوها ‘ و هم فاقدين تماما لشرعية تمثيل الفعل الكتابي و الإبداعي ‘ و يمارسون بحق المرحلتين الآنية و المستقبلية ‘ عمليات خيانة و هدم لن تغتفر أبدا ‘ لأجيال ستقف طويلا ذات يوم و تعي دورين مهمين ‘ الأول يقوده ( الناقد المزيف ) الطارئ ‘ و الثاني يحمل حالين غير متوافقين بين رضوخ كتاب و مثقفي المرحلة لآليات القبول لكل هذا ‘ أو محاربتهم و رفضهم و كشفهم له ‘ و هنا سنبقى ننتظر من يستحق مصطلح ( الناقد ) الحقيقي الذي سيأتي بنظرية نقدية جديدة ‘ و يقدمها بأمانة و إحترام لعقل الناص و القارئ الجيدين ‘ اللذان سيتوليان عملية تحديد إستحقاق هذه الظاهرة ( كنقد ) و تحقيق العدالة الفكرية لصاحب إنبثاقها ( كناقد ) و بهذا سينهزم كل هؤلاء ( العارضين ) أمام سطوة الوعي ‘ و تنكشف كل ألاعيبهم أمام أقرب قرائهم ‘ و مدى إحتيالهم ‘ و محاولات التنظير المفرغة ‘ التي يمارسونها بحق المسيرة الثقافية ...
مهند صلاح
- موت الناقد -
النقد .. هو الولادة الثانية المحاذية لنشوء النص بكل أشكاله ‘ لتصحيح المسارات و تفكيكها ‘ و الإرتقاء بها ‘ لتكون جاهزة لقراءة المتلقي ‘ الذي سينتظر من خلال عملية النقد فك الشفرات التي تركها الناص داخل بنية النص ‘ و إجابة الناقد عن الكثير من الأسئلة المعلقة في الأفق ..
و في السنوات الأخيرة ‘ طفت على سطح الساحة الثقافية و الفكرية ‘ ظاهرة غريبة ‘ و هي خروج الكثير من الأسماء التي تطلق على نفسها مسمى ( ناقد ) ‘ و نراهم بين الحين و الآخر و هم ينظرون هنا و هناك ‘ و يطلقون فلسفات ما أنزل الأدب بها من بيان ‘ في الكثير من الجلسات و المحافل ‘ و يجمعون من حولهم الكثير من مبتدئي الكتابة ‘ ليسطروا على مسامعهم معجزاتهم النقدية ‘ متناسين في الوقت ذاته بأن هنالك جيشا من القراء و الكتاب الجيدين ‘ الذين يميزون جيدا ألوان كتاباتهم الصفراء ‘ و من أول جملة يسطرونها ‘ و يعلمون حجم خيانة هؤلاء لعقول من يلتفون حولهم ‘ و مدى الإساءة التي يحملونها لجيل من الأساتذة الكبار ‘ الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية الحفاظ على مسار عملية انتقال النص الى مرحلة التلقي و القراءة بأدوات رصينة ‘بل إن جيلا جديدا من الكتاب المحترفين ‘ و المالكين لكل الأدوات النقدية الرصينة ‘ إستطاعوا أن يستبدلوا عملية العرض التي يقوم بها من يسمون أنفسهم نقادا هذه الأيام ‘ بكتب و نتاجات تناولت تجاربهم و نصوصهم ‘ و هم بهذا يعلنون ( موت الناقد ) الطارئ ‘ فهو ‘ أي الأخير ‘ لا يزاول سوى قراءات عرضية لمتن النص لا أكثر ‘ يطبق فيها قواعد قد تعلمها مسبقا من مدارس النقد الماضية ‘ و هو بذلك لا يصلح أن يكون ( ناقدا ) سوى بنظر الناص المبتدئ فقط ‘ و يكره أشد الكره الناص المتمكن ‘ لإمتلاكه أدوات أكثر فاعلية ‘ و مفاتيح متمكنة للولوج الى النصوص التي يكتبها ‘ و قارئا جيدا لكل العاهات التي يصدرها هذا ( الناقد ) البائس ‘ الى عقل القارئ المبتدئ ‘ و هو في الحقيقة لا يقوم سوى بتطبيق ( نظرية الحافر على الحافر ‘ و الأثر على الأثر ) ‘ بل وصل الأمر بأغلبهم لإستغلال الكثير من الكتاب المبتدئين ‘ عبر أخذ أموال معينة مقابل كتابة بعض مما يسمونه ( دراسة نقدية ) ‘ أو إستغلال بعض الكاتبات و إستدراجهن لغايات شخصية دنيئة ‘ كل هذا الكم الهائل من هؤلاء ‘ و من يلتفون من حولهم ‘ يعتقدون بأن أمرهم سيبقى على ما هو عليه ‘ و هم لا يعلمون بأن هنالك حماة حقيقيون ‘ لمشروع الثقافة و الفكر ‘ يقفون لهم بالمرصاد ‘ كي يكشفوا ألاعيبهم و خدعهم و زيفهم ‘ و سيهدمون كل مدن الخداع التي بنوها ‘ و هم فاقدين تماما لشرعية تمثيل الفعل الكتابي و الإبداعي ‘ و يمارسون بحق المرحلتين الآنية و المستقبلية ‘ عمليات خيانة و هدم لن تغتفر أبدا ‘ لأجيال ستقف طويلا ذات يوم و تعي دورين مهمين ‘ الأول يقوده ( الناقد المزيف ) الطارئ ‘ و الثاني يحمل حالين غير متوافقين بين رضوخ كتاب و مثقفي المرحلة لآليات القبول لكل هذا ‘ أو محاربتهم و رفضهم و كشفهم له ‘ و هنا سنبقى ننتظر من يستحق مصطلح ( الناقد ) الحقيقي الذي سيأتي بنظرية نقدية جديدة ‘ و يقدمها بأمانة و إحترام لعقل الناص و القارئ الجيدين ‘ اللذان سيتوليان عملية تحديد إستحقاق هذه الظاهرة ( كنقد ) و تحقيق العدالة الفكرية لصاحب إنبثاقها ( كناقد ) و بهذا سينهزم كل هؤلاء ( العارضين ) أمام سطوة الوعي ‘ و تنكشف كل ألاعيبهم أمام أقرب قرائهم ‘ و مدى إحتيالهم ‘ و محاولات التنظير المفرغة ‘ التي يمارسونها بحق المسيرة الثقافية ...
مهند صلاح