عن أول لوحة تجريدية:
جاءت أرملة الفنان فازلي كاندنسكي الروسي الأصل أستاذ الباوهاوس الالمانية ورائد التجريدية التعبيرية في الفن التشكيلي، جاءت لمدير متحف الفن الحديث بأمريكا "moma" ومعها وثائق تبرهن إدعاءها بأن زوجها هو من أسس للتجريدية في الفن التشكيلي كفكر ومدرسة واتجاه وتيار فني مهم؛ انبثقت منه عدة اتجاهات ومذاهب داخلية حتى اليوم.
من ضمن وثائقها صورة لأول لوحة تجريدية رسمها كاندنسكي عام ١٩١١م فيها أسلوب غير تمثيلي أو تشبيهي، أي لم يظهر فيها شكل لصورة معينة معروفة لدى المشاهد، كما كان برفقتها رسالة كتبها كاندنسكي عام ١٩٣٥م لصاحب قالري بنيويورك مصرّاً على أنه والد المدرسة التجريدية عندما رسم اللوحة في ١٩١١.
أحال مدير متحف موما هذا الإدعاء "القضية" للخبراء بالمتحف واستعان بعدد من أساتذة تاريخ الفن بالجامعات ومراكز البحوث في أمريكا حيث أكدوا ظهور التجريدية بين عام ١٩١٠-١٩٢٥م وأنه تغير بسببها فكر ومفهوم الفن الحديث ومابعد الحديث.
قام فريق العمل بشكل فردي وجماعي ببحث مسحي تاريخي مكتبي متحفي وثائقي، اكتشفوا خلالها بعض النتائج غير المعروفة، منها أنهم وجدوا لوحة مائية لباقة زهور بطريقة تجريدية رسمها الفنان الفرنسي فرانسيس بيكابيا عام ١٩٠٩، وهي تسبق لوحة ونظريات كاندنسكي بعامين.
كما وجدوا لوحة تجريدية رسمتها فنانة سويدية اسمها هيلما كلينت عام ١٩٠٦م، وعند التعمّق في البحث والتحري وتحليل أعمالها وجدوا أنها كانت تجمع أصدقاءها منذ عام ١٨٨٠ لعمل ورش عمل للرسم الحر وبتلقائية إحساس ومشاعر داخلية، ونمت وتطورت هذه الممارسات حتى أفرزت أعمال تجريدية وتعبيرية رغم عدم ظهور مصطلح "التجريدية" آنذاك، كما وجدوا عنها عبارة قالتها (هناك قوى روحية تحرّك يدي أثناء الرسم).
الجدير بالذكر، أن من أهم المعايير التي اعتمدوا عليها الباحثين في هذه المسألة هو موقف الفنان الخاص وتصريحاته بأنه يصنع أعمال مجردة.
طبعا من الأهمية بمكان الإشادة بجهود فازلي كاندنسكي و بِت موندريان في تنظير هذه الممارسات الفنية التي اتخذت الطابع الإبداعي -رغم عدم وجود مسمىً لها- وتفتقر للجوانب الفلسفية والفكرية القائمة على نظريات حيث كتبوا وألّفوا كتب "الروحية في الفن" ومجلة "دي ستايل" تهتم بالبناء الفكري وتدعيم التجريدية نظريا وفلسفيا.
د. عصام عسيري
????????????????????
جاءت أرملة الفنان فازلي كاندنسكي الروسي الأصل أستاذ الباوهاوس الالمانية ورائد التجريدية التعبيرية في الفن التشكيلي، جاءت لمدير متحف الفن الحديث بأمريكا "moma" ومعها وثائق تبرهن إدعاءها بأن زوجها هو من أسس للتجريدية في الفن التشكيلي كفكر ومدرسة واتجاه وتيار فني مهم؛ انبثقت منه عدة اتجاهات ومذاهب داخلية حتى اليوم.
من ضمن وثائقها صورة لأول لوحة تجريدية رسمها كاندنسكي عام ١٩١١م فيها أسلوب غير تمثيلي أو تشبيهي، أي لم يظهر فيها شكل لصورة معينة معروفة لدى المشاهد، كما كان برفقتها رسالة كتبها كاندنسكي عام ١٩٣٥م لصاحب قالري بنيويورك مصرّاً على أنه والد المدرسة التجريدية عندما رسم اللوحة في ١٩١١.
أحال مدير متحف موما هذا الإدعاء "القضية" للخبراء بالمتحف واستعان بعدد من أساتذة تاريخ الفن بالجامعات ومراكز البحوث في أمريكا حيث أكدوا ظهور التجريدية بين عام ١٩١٠-١٩٢٥م وأنه تغير بسببها فكر ومفهوم الفن الحديث ومابعد الحديث.
قام فريق العمل بشكل فردي وجماعي ببحث مسحي تاريخي مكتبي متحفي وثائقي، اكتشفوا خلالها بعض النتائج غير المعروفة، منها أنهم وجدوا لوحة مائية لباقة زهور بطريقة تجريدية رسمها الفنان الفرنسي فرانسيس بيكابيا عام ١٩٠٩، وهي تسبق لوحة ونظريات كاندنسكي بعامين.
كما وجدوا لوحة تجريدية رسمتها فنانة سويدية اسمها هيلما كلينت عام ١٩٠٦م، وعند التعمّق في البحث والتحري وتحليل أعمالها وجدوا أنها كانت تجمع أصدقاءها منذ عام ١٨٨٠ لعمل ورش عمل للرسم الحر وبتلقائية إحساس ومشاعر داخلية، ونمت وتطورت هذه الممارسات حتى أفرزت أعمال تجريدية وتعبيرية رغم عدم ظهور مصطلح "التجريدية" آنذاك، كما وجدوا عنها عبارة قالتها (هناك قوى روحية تحرّك يدي أثناء الرسم).
الجدير بالذكر، أن من أهم المعايير التي اعتمدوا عليها الباحثين في هذه المسألة هو موقف الفنان الخاص وتصريحاته بأنه يصنع أعمال مجردة.
طبعا من الأهمية بمكان الإشادة بجهود فازلي كاندنسكي و بِت موندريان في تنظير هذه الممارسات الفنية التي اتخذت الطابع الإبداعي -رغم عدم وجود مسمىً لها- وتفتقر للجوانب الفلسفية والفكرية القائمة على نظريات حيث كتبوا وألّفوا كتب "الروحية في الفن" ومجلة "دي ستايل" تهتم بالبناء الفكري وتدعيم التجريدية نظريا وفلسفيا.
د. عصام عسيري
????????????????????