تويت
(حفلة شواء لحمائم الناصرية)
نعيم عبد مهلهل
قد يكون العنوان صادما ومكتئبا وقاسيا أن يكون للحمائم حفلة شواء ، لكنه حدث فعلا عندما احترق جناح العزل لمرضى الكورونا في مستشفى الحسين التعليمي في الناصرية ، ومع الحريق أيا كانت أسبابه احترق واختنق 120 بريئا وعشرات الجرحى . هذا موت تراجيدي ودرامي وقدري لايأتي إلا بقدرية لم يتحسب لها،أو يحتاطوا فتموت الناس بحفلة شواء ويظهر المسؤول ليبرر ويرمي الأمر على قناني الأوكسجين وعبث من يرافق المدير أو تأخر فرق الدفاع المدني، ومع كل هذا تفقد هذه المدينة الباسلة ــ الطيبة المجاهدة ستين حمامة بمختلف الأعمار . تحترق بجنون الإهمال وتلك اللاأبالية، ولانستقبل سوى التصريحات واللجان التحقيقية وجبر الخواطر. هذا الموت في هكذا شاكلة يقترب من صورة الموت المقدر له عن طريق الإهمال .أن تبني جناحا مؤقتا ومن مواد قابلة للاشتعال الصغير وهم يعرفون جيدا أن الناس بسبب همومها تدخل أي مكان وفي فمها سيكارة ،وأحيانا بسبب مصيبتها تمشي وتتصرف بدون وعي، وفي النهاية يحترق كل شيء، وأغلى ما يحترق هم البشر ، وأغلب المسؤولين لا يعرفون ما قاله يسوع :الإنسان بناء الله ملعون من هدمه . لكنهم يهدمونه بلحظة . ويحرقونه بلحظة .ويعطوه صفة الضحية بلحظة .وفي النهاية يكرمون رماده ويسمونه شهيدا وعلى ذويه أن يستلموا حقوقه . تلك التراجيديا الإنسانية المؤلمة تنتظرنا اليوم لنراجع فيها تدابير الوقاية من الحوادث . من نكبات هذه البلاد التي ابتلت بأمور تعددت فيها المصائب ( داعش ، العطش ، الفاسدون ، غياب الكهرباء ، لهيب الصيف ، الدلتا المحورة للكورونا ) وأحزان أخرى إن تراكمت ستحول هذه البلاد من جنائن معلقة إلى مجاهيل مطلقة. حفلة شواء لحمائم الناصرية . عنوان مسرحية سيكتبها من يريد أن يستعيد تأريخ مآسي البلاد وتوقف أحلامها عند لهيب الحرائق ،أو تكتب على شكل رواية تتعقب حياة الضحايا وأحلامهم وإيتامهم ،أو أحدهم سيكتبها ملحمة شعرية كل إيقاعها النحيب والعويل والأسى. حفلة شواء تكررت مرتين وفي مركزين صحيين ؛ مرة في بغداد وأخرى في الناصرية ، وعندما يلتقي حزن الناصرية بحزن بغداد تنهمر دموع العراق كله
نعيم عبد مهلهل
قد يكون العنوان صادما ومكتئبا وقاسيا أن يكون للحمائم حفلة شواء ، لكنه حدث فعلا عندما احترق جناح العزل لمرضى الكورونا في مستشفى الحسين التعليمي في الناصرية ، ومع الحريق أيا كانت أسبابه احترق واختنق 120 بريئا وعشرات الجرحى . هذا موت تراجيدي ودرامي وقدري لايأتي إلا بقدرية لم يتحسب لها،أو يحتاطوا فتموت الناس بحفلة شواء ويظهر المسؤول ليبرر ويرمي الأمر على قناني الأوكسجين وعبث من يرافق المدير أو تأخر فرق الدفاع المدني، ومع كل هذا تفقد هذه المدينة الباسلة ــ الطيبة المجاهدة ستين حمامة بمختلف الأعمار . تحترق بجنون الإهمال وتلك اللاأبالية، ولانستقبل سوى التصريحات واللجان التحقيقية وجبر الخواطر. هذا الموت في هكذا شاكلة يقترب من صورة الموت المقدر له عن طريق الإهمال .أن تبني جناحا مؤقتا ومن مواد قابلة للاشتعال الصغير وهم يعرفون جيدا أن الناس بسبب همومها تدخل أي مكان وفي فمها سيكارة ،وأحيانا بسبب مصيبتها تمشي وتتصرف بدون وعي، وفي النهاية يحترق كل شيء، وأغلى ما يحترق هم البشر ، وأغلب المسؤولين لا يعرفون ما قاله يسوع :الإنسان بناء الله ملعون من هدمه . لكنهم يهدمونه بلحظة . ويحرقونه بلحظة .ويعطوه صفة الضحية بلحظة .وفي النهاية يكرمون رماده ويسمونه شهيدا وعلى ذويه أن يستلموا حقوقه . تلك التراجيديا الإنسانية المؤلمة تنتظرنا اليوم لنراجع فيها تدابير الوقاية من الحوادث . من نكبات هذه البلاد التي ابتلت بأمور تعددت فيها المصائب ( داعش ، العطش ، الفاسدون ، غياب الكهرباء ، لهيب الصيف ، الدلتا المحورة للكورونا ) وأحزان أخرى إن تراكمت ستحول هذه البلاد من جنائن معلقة إلى مجاهيل مطلقة. حفلة شواء لحمائم الناصرية . عنوان مسرحية سيكتبها من يريد أن يستعيد تأريخ مآسي البلاد وتوقف أحلامها عند لهيب الحرائق ،أو تكتب على شكل رواية تتعقب حياة الضحايا وأحلامهم وإيتامهم ،أو أحدهم سيكتبها ملحمة شعرية كل إيقاعها النحيب والعويل والأسى. حفلة شواء تكررت مرتين وفي مركزين صحيين ؛ مرة في بغداد وأخرى في الناصرية ، وعندما يلتقي حزن الناصرية بحزن بغداد تنهمر دموع العراق كله