خربشات غسان
رحيل روح الحب
يوم صيفي حار كغيره من أيام مضت ها هو يتسارع بمضيه لتعلن الشمس عند الغروب أفوله والبدئ بعد ساعات بولادة يوم آخر ...
ساعات من الليل هي كل ماتبقى ليمضي كما مضى سواه وها هي سنين من العمر تمضي ونحن غير واعين لها نعد فيها ساعات النهار ومع كل إشراقة شمس ننطلق بآمال وأحلام قديمة متجددة علنا نصل بيوم إلى غايتنا.
لاندرك أننا تجاوزنا سنين طويلة من عمرنا كحلم مضت حققنا فيها بعض الأحلام ولكن بطبع الإنسان الطمع هو لايكتفي كل يوم لديه حلم جديد وسعي جديد لايكل ولا يمل ولا يقنع بما لديه.
صديقي الذي عرفته منذ نعومة أظفاري كنت أغيب عنه فترة حسب ضغوط الحياة لأعود وألقاه بحب وشوق متجدد ذلك البحر الذي وعلى عادته تتلاحق أمواجه جريا عشاق تلهو خلف بعضها لتلتقي على رماله لتعود إليه متعانقة بعشق أبدي ...
كم يستهويني مراقبتها عند المغيب وعلى ضوء القمر وهي على نشاطها لاتمل ولا يفتر حبها لا ليلا ولا نهار حب أبدي متجدد على مر السنين والفصول...
جلست كعادتي أتأملها وأنا مستغرق بجمال المنظر عشاق تتعانق بضوء القمر والنسيم بعد نهار حار يداعبها بشوق وعشق أزلي.
ها هو يلامسني ليمنحني بعضا من حنانه المعهود .
اقترب من أذني هامسا:
لم أنت جالس هكذا لم أعتد أن أراك جالسا بلا حراك أعلم أنك تهوى اللعب مع أمواج صديقك البحر ومداعبتها وكثيرا ما تلقي نفسك بين أحضانها وأنت تستمع لعذب كلامها وأبيات الغزل التي تتبادلها بحب وعشق أزلي
لم أدري أهي زفرة خرجت من صدري أم شعلة متقدة تصدر لهيبها، كل ما أحسست به أنها لو لامست عودا جافا لأحرقته :
صديقي الغالي أنت تنتقل من مكان إلى آخر باحثا عن العشاق تحمل بين جنباتك حنانا كحنان الأم ناشرا أبيات شعر حملتها من بين شفاه عشاق لا تعرف سوى الحب وهذا أهم أسباب محبتك من جميع من يبحث عنك ...
ولكنك لايخفى عليك أمر فأنت ومن حركات صدر أو دقات قلب تسمعها رغم إنخفاضها تدرك مشاعر من تلامسهم ...
وها أنت لم يخفى عليك مابداخلي إذا لم تسالني؟
تسارعت حركته قليلا وزمجر بشكل خافت علمت أنه تكدر قليلا ولكنه كما عهدته يعود ليصفو بسرعة :
أتدرك ما يزعجني ...لأول مرة أعانقك أتلمس صدرك ولا أدرك مابداخلك أجدك وكأنك بلا مشاعر وأنا لم أعتد منك ذلك.
أخذت نفسا عميقا لأسمح له أن يتغلغل إلى صدري :
أنت محق ياصديقي...كانت أحلامي وأمنياتي أني سأبلغ يوما وقت يزيد بي العمر وأصل إلى سن الكبر ويشيب رأسي أريح ذلك الرأس من جميع الهموم ولا يعود لي رجاء سوى حلم واحد... كثيرا ماحلمت أني بهذا اليوم سأكون قد حققت أحلامي وبدأت برسم نهاية لطريق طويل عشته وأن أجد قربي قلبا دافئا يحتضنني نتعانق كما هي أمواج البحر تلك عناق ابدي...كم حلمت ببسمة حب تحمل أملا بأني سأغفو وأنا بقرب من منحته كل طاقة لدي حتى نفذت طاقتي وبدأ القلب يخفق متعبا لا هثا قد لاتسمع له خفقات من شدة التعب...حلم رافقني منذ عرف قلبي معنى الحب...
حلم كان يتجدد كلما صعبت الحياة والقت بحملها على صدري ...كلما كبلتني بقيودها كان حلمي يدفعني لكسر تلك القيود ...
اليوم وبلحظة وبلا مقدمات رأيت ذلك الحلم يُقتل بكل هدوء ...يقتل بدم بارد لا مشاعر فيه ...
قد تقول لي لحظة غضب لاتقاس فيها المشاعر ...وانا اقول لك إن أصدق المشاعر تنطلق من شخص أسكره الخمر أو أعماه الغضب بكلا الحالتين تنطلق المشاعر التي نحاول إخفائها ...
أيها النسيم ها أنت تغضب بكثير من الأحيان تثور تعصف تحطم وقد تهدم جدرانا أو تقتلع أشجار لكنك لا تؤذي معشوقتك موجة البحر لاتجرح مشاعرها تلك التي ترافقك بكل مشاعرك فئن أنت ثرت هي تثور أيضا وعند هدوئك تدرج بهدوء على الرمال تداعبها وتداعبك ولا يتسع الفضاء لغزلكما الأزلي.
أنت محق ياصديقي أنا اليوم بلا مشاعر.
أصبح الأمل سرابا ...والحلم وهما ...وكل ماهو جميل حزنا...اليوم يغلفني الضباب فأنا لا أرى ضوء ولا ظلام فكلاهما سواء...والحب هو وهم كبير ...أكبر أكذوبة لانكتشفها إلا بعد مضي سنين العمر وتجلد الروح من حر الصيف...
لم أعد أكترث إن قيل لي أحبك هي كلمة عابرة أو قيل لي سواها فهو سواء كل ما في الأمر أني أمارس ماهو ضروري لأستمر حتى يحين موعد رحيلي الأمل هو مايمنح الإحساس والحب هو القلب النابض لكل ماتشعر به من فرح أو حزن وفقدانهما هو موت مؤجل لحين يأتي موعد نومة القلب التي لن تطول ورحيل روح أتعبها فقدان الحلم .
بقلم غسان يوسف (سورية_طرطوس)
رحيل روح الحب
يوم صيفي حار كغيره من أيام مضت ها هو يتسارع بمضيه لتعلن الشمس عند الغروب أفوله والبدئ بعد ساعات بولادة يوم آخر ...
ساعات من الليل هي كل ماتبقى ليمضي كما مضى سواه وها هي سنين من العمر تمضي ونحن غير واعين لها نعد فيها ساعات النهار ومع كل إشراقة شمس ننطلق بآمال وأحلام قديمة متجددة علنا نصل بيوم إلى غايتنا.
لاندرك أننا تجاوزنا سنين طويلة من عمرنا كحلم مضت حققنا فيها بعض الأحلام ولكن بطبع الإنسان الطمع هو لايكتفي كل يوم لديه حلم جديد وسعي جديد لايكل ولا يمل ولا يقنع بما لديه.
صديقي الذي عرفته منذ نعومة أظفاري كنت أغيب عنه فترة حسب ضغوط الحياة لأعود وألقاه بحب وشوق متجدد ذلك البحر الذي وعلى عادته تتلاحق أمواجه جريا عشاق تلهو خلف بعضها لتلتقي على رماله لتعود إليه متعانقة بعشق أبدي ...
كم يستهويني مراقبتها عند المغيب وعلى ضوء القمر وهي على نشاطها لاتمل ولا يفتر حبها لا ليلا ولا نهار حب أبدي متجدد على مر السنين والفصول...
جلست كعادتي أتأملها وأنا مستغرق بجمال المنظر عشاق تتعانق بضوء القمر والنسيم بعد نهار حار يداعبها بشوق وعشق أزلي.
ها هو يلامسني ليمنحني بعضا من حنانه المعهود .
اقترب من أذني هامسا:
لم أنت جالس هكذا لم أعتد أن أراك جالسا بلا حراك أعلم أنك تهوى اللعب مع أمواج صديقك البحر ومداعبتها وكثيرا ما تلقي نفسك بين أحضانها وأنت تستمع لعذب كلامها وأبيات الغزل التي تتبادلها بحب وعشق أزلي
لم أدري أهي زفرة خرجت من صدري أم شعلة متقدة تصدر لهيبها، كل ما أحسست به أنها لو لامست عودا جافا لأحرقته :
صديقي الغالي أنت تنتقل من مكان إلى آخر باحثا عن العشاق تحمل بين جنباتك حنانا كحنان الأم ناشرا أبيات شعر حملتها من بين شفاه عشاق لا تعرف سوى الحب وهذا أهم أسباب محبتك من جميع من يبحث عنك ...
ولكنك لايخفى عليك أمر فأنت ومن حركات صدر أو دقات قلب تسمعها رغم إنخفاضها تدرك مشاعر من تلامسهم ...
وها أنت لم يخفى عليك مابداخلي إذا لم تسالني؟
تسارعت حركته قليلا وزمجر بشكل خافت علمت أنه تكدر قليلا ولكنه كما عهدته يعود ليصفو بسرعة :
أتدرك ما يزعجني ...لأول مرة أعانقك أتلمس صدرك ولا أدرك مابداخلك أجدك وكأنك بلا مشاعر وأنا لم أعتد منك ذلك.
أخذت نفسا عميقا لأسمح له أن يتغلغل إلى صدري :
أنت محق ياصديقي...كانت أحلامي وأمنياتي أني سأبلغ يوما وقت يزيد بي العمر وأصل إلى سن الكبر ويشيب رأسي أريح ذلك الرأس من جميع الهموم ولا يعود لي رجاء سوى حلم واحد... كثيرا ماحلمت أني بهذا اليوم سأكون قد حققت أحلامي وبدأت برسم نهاية لطريق طويل عشته وأن أجد قربي قلبا دافئا يحتضنني نتعانق كما هي أمواج البحر تلك عناق ابدي...كم حلمت ببسمة حب تحمل أملا بأني سأغفو وأنا بقرب من منحته كل طاقة لدي حتى نفذت طاقتي وبدأ القلب يخفق متعبا لا هثا قد لاتسمع له خفقات من شدة التعب...حلم رافقني منذ عرف قلبي معنى الحب...
حلم كان يتجدد كلما صعبت الحياة والقت بحملها على صدري ...كلما كبلتني بقيودها كان حلمي يدفعني لكسر تلك القيود ...
اليوم وبلحظة وبلا مقدمات رأيت ذلك الحلم يُقتل بكل هدوء ...يقتل بدم بارد لا مشاعر فيه ...
قد تقول لي لحظة غضب لاتقاس فيها المشاعر ...وانا اقول لك إن أصدق المشاعر تنطلق من شخص أسكره الخمر أو أعماه الغضب بكلا الحالتين تنطلق المشاعر التي نحاول إخفائها ...
أيها النسيم ها أنت تغضب بكثير من الأحيان تثور تعصف تحطم وقد تهدم جدرانا أو تقتلع أشجار لكنك لا تؤذي معشوقتك موجة البحر لاتجرح مشاعرها تلك التي ترافقك بكل مشاعرك فئن أنت ثرت هي تثور أيضا وعند هدوئك تدرج بهدوء على الرمال تداعبها وتداعبك ولا يتسع الفضاء لغزلكما الأزلي.
أنت محق ياصديقي أنا اليوم بلا مشاعر.
أصبح الأمل سرابا ...والحلم وهما ...وكل ماهو جميل حزنا...اليوم يغلفني الضباب فأنا لا أرى ضوء ولا ظلام فكلاهما سواء...والحب هو وهم كبير ...أكبر أكذوبة لانكتشفها إلا بعد مضي سنين العمر وتجلد الروح من حر الصيف...
لم أعد أكترث إن قيل لي أحبك هي كلمة عابرة أو قيل لي سواها فهو سواء كل ما في الأمر أني أمارس ماهو ضروري لأستمر حتى يحين موعد رحيلي الأمل هو مايمنح الإحساس والحب هو القلب النابض لكل ماتشعر به من فرح أو حزن وفقدانهما هو موت مؤجل لحين يأتي موعد نومة القلب التي لن تطول ورحيل روح أتعبها فقدان الحلم .
بقلم غسان يوسف (سورية_طرطوس)