التشكيلي الياس الزيات جعبة لا تنضب من خوابي التاريخ والحضارة
أيقونة الفن السوري خاصة والعربي عامة وجعبة لا تنضب من التراث الفني العريق التشكيلي السوري الياس الزيات الذي استوحى من خوابي التاريخ و الحضارة جمالياتها وسعى إلى إعادة توليدها تجريديا وفق حس فني معاصر فخاض أنواع الفنون كافة واستقى من كل مدرسة أبعادها ليصل إلى صيغته الشخصية.
انطلق الزيات في أعماله إلى تصوير العالم بكل هواجسه وهمومه بأسلوب تعبيري رمزي عال متمكناً من أدواته بحرفية استنبطها من تجارب فنية وأبحاث ودراسات طويلة ومن ثقافة أدبية وموسيقية أبدع منها عوالم لونية أثرت في التحولات التشكيلية حيث تضمنت لوحاته تمثيلاً وقصة وإخراجاً وخاصة أن إخراج اللوحة علم قائم بذاته في الفكر المعاصر.
الزيات الذي قام بتزيين العديد من الكنائس في سورية بالأيقونات والجداريات وحصل على الجائزة التقديرية السورية بحفل أقيم في مكتبة الأسد الوطنية عام 2013 يجد في فكر الأيقونة وفكر الأسطورة وفكر جبران ثالوثاً تنبع منه طريقته في الرسم فكان (تحية إلى جبران) عنوان معرضه الذي احتوى على خمس عشرة لوحة متضمنة مقاطع ونصوصاً من كتابات جبران بأسلوب فني تمايل ما بين الحرف واللون في بناء تشكيلي متنوع.
أما معرضه (ما بعد الطوفان) الذي أقامه في دبي من وحي (نبي جبران) فيتناغم في الهمس الفني ما بين جبران والزيات ضمن حوارية إبداعية أنتجت تجليات شعرية مواكبة لناصية الرسم معتبرا هذا اللقاء امتداداً لتكوينه النفسي والثقافي المتلاحمين بمسار فلسفة الإنسان والحياة والوجود فكان التطور ملازماً لأعماله الفنية حيث فهم التقنية القديمة وطورها عن طريق الدراسة ليقدم رؤى جديدة خاصة مستخدما الزيتي كتوشيح للمائي والإكريليك معتمداً على الطبقات أحياناً ومحدداً مركز اللوحة ببعض الخطوط كدليل للمتلقي مع بقاء الخلفية أكثر حرية.
والزيات من الرواد الأوائل في تأسيس البداية الحقيقية للتشكيل السوري حيث شارك في تأسيس كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق وقام بالتدريس فيها منذ تأسيسها وحصل على رتبة أستاذ منذ عام 1980 وشغل منصب رئيس قسم الفنون ووكيل الكلية للشؤون العلمية أثناء عمله فيها وألف كتاب (تقنية التصوير ومواده) لصالح طلبة الكلية وصدرت الطبعة الأولى من جامعة دمشق عام 1981-1982.
ومثل الزيات جامعة دمشق في اتفاقية التعاون مع جامعة لايدن الهولندية لدراسة الفن في سورية في الحقبتين البيزنطية والإسلامية وذلك لمدة أربع سنوات ونتيجة ذلك أصدر كتاب في لايدن عام 2000 باللغتين العربية والإنكليزية وعمل خبيراً في هيئة الموسوعة العربية في سورية لتحقيق موضوعات العمارة والفنون منذ عام 1995-2001 وكان عضواً في مجلس إدارة احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية عام 2008 كمسؤول عن معارض الفن التشكيلي.
والجدير بالذكر أن الفنان الياس الزيات رسام ومصور يدوي وباحث في الفن التشكيلي ولد في دمشق عام 1935 في حارة الجوانية بحي باب توما أتم دراسته الثانوية في المدرسة الارثوذكسية في دمشق عام 1954 وتابع دراسة الرياضيات في جامعة دمشق عام 1954-1955 وتعلم في أكاديمية الفنون الجميلة بصوفيا موفداً من الحكومة السورية وتعمق في دراسة تاريخ الفن ثم تابع في كلية الفنون بالقاهرة عامي 1960-1961 وتدرب على ترميم اللوحات الفنية بأكاديمية الفنون الجميلة في بودابست كما قام بدراسات على كيمياء الألوان وتحليل المواد في متحف الفنون التطبيقية فيها وشارك في العديد من المعارض المحلية والعربية.
محاسن العوض
أيقونة الفن السوري خاصة والعربي عامة وجعبة لا تنضب من التراث الفني العريق التشكيلي السوري الياس الزيات الذي استوحى من خوابي التاريخ و الحضارة جمالياتها وسعى إلى إعادة توليدها تجريديا وفق حس فني معاصر فخاض أنواع الفنون كافة واستقى من كل مدرسة أبعادها ليصل إلى صيغته الشخصية.
انطلق الزيات في أعماله إلى تصوير العالم بكل هواجسه وهمومه بأسلوب تعبيري رمزي عال متمكناً من أدواته بحرفية استنبطها من تجارب فنية وأبحاث ودراسات طويلة ومن ثقافة أدبية وموسيقية أبدع منها عوالم لونية أثرت في التحولات التشكيلية حيث تضمنت لوحاته تمثيلاً وقصة وإخراجاً وخاصة أن إخراج اللوحة علم قائم بذاته في الفكر المعاصر.
الزيات الذي قام بتزيين العديد من الكنائس في سورية بالأيقونات والجداريات وحصل على الجائزة التقديرية السورية بحفل أقيم في مكتبة الأسد الوطنية عام 2013 يجد في فكر الأيقونة وفكر الأسطورة وفكر جبران ثالوثاً تنبع منه طريقته في الرسم فكان (تحية إلى جبران) عنوان معرضه الذي احتوى على خمس عشرة لوحة متضمنة مقاطع ونصوصاً من كتابات جبران بأسلوب فني تمايل ما بين الحرف واللون في بناء تشكيلي متنوع.
أما معرضه (ما بعد الطوفان) الذي أقامه في دبي من وحي (نبي جبران) فيتناغم في الهمس الفني ما بين جبران والزيات ضمن حوارية إبداعية أنتجت تجليات شعرية مواكبة لناصية الرسم معتبرا هذا اللقاء امتداداً لتكوينه النفسي والثقافي المتلاحمين بمسار فلسفة الإنسان والحياة والوجود فكان التطور ملازماً لأعماله الفنية حيث فهم التقنية القديمة وطورها عن طريق الدراسة ليقدم رؤى جديدة خاصة مستخدما الزيتي كتوشيح للمائي والإكريليك معتمداً على الطبقات أحياناً ومحدداً مركز اللوحة ببعض الخطوط كدليل للمتلقي مع بقاء الخلفية أكثر حرية.
والزيات من الرواد الأوائل في تأسيس البداية الحقيقية للتشكيل السوري حيث شارك في تأسيس كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق وقام بالتدريس فيها منذ تأسيسها وحصل على رتبة أستاذ منذ عام 1980 وشغل منصب رئيس قسم الفنون ووكيل الكلية للشؤون العلمية أثناء عمله فيها وألف كتاب (تقنية التصوير ومواده) لصالح طلبة الكلية وصدرت الطبعة الأولى من جامعة دمشق عام 1981-1982.
ومثل الزيات جامعة دمشق في اتفاقية التعاون مع جامعة لايدن الهولندية لدراسة الفن في سورية في الحقبتين البيزنطية والإسلامية وذلك لمدة أربع سنوات ونتيجة ذلك أصدر كتاب في لايدن عام 2000 باللغتين العربية والإنكليزية وعمل خبيراً في هيئة الموسوعة العربية في سورية لتحقيق موضوعات العمارة والفنون منذ عام 1995-2001 وكان عضواً في مجلس إدارة احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية عام 2008 كمسؤول عن معارض الفن التشكيلي.
والجدير بالذكر أن الفنان الياس الزيات رسام ومصور يدوي وباحث في الفن التشكيلي ولد في دمشق عام 1935 في حارة الجوانية بحي باب توما أتم دراسته الثانوية في المدرسة الارثوذكسية في دمشق عام 1954 وتابع دراسة الرياضيات في جامعة دمشق عام 1954-1955 وتعلم في أكاديمية الفنون الجميلة بصوفيا موفداً من الحكومة السورية وتعمق في دراسة تاريخ الفن ثم تابع في كلية الفنون بالقاهرة عامي 1960-1961 وتدرب على ترميم اللوحات الفنية بأكاديمية الفنون الجميلة في بودابست كما قام بدراسات على كيمياء الألوان وتحليل المواد في متحف الفنون التطبيقية فيها وشارك في العديد من المعارض المحلية والعربية.
محاسن العوض