إحراق كتاب "الإحياء" للغزالي
مع تولي علي بن يوسف بن تاشفين مقاليد الحكم خلفاً لأبيه، لم تستمر العلاقة الوطيدة التي كانت بين الغزالي ورأس دولة المرابطين، وكان سبب التوتر كتاب الغزالي "إحياء علوم الدين"، والذي بلغ من الصيت والشهرة مبلغاً عظيماً، حتى تناسخه العامة والخاصة.
وصل كتاب "الإحياء" إلى الأندلس والمغرب سنة 503 هـ، وفي ذلك العهد، كان الفقهاء في دولة المرابطين قد تبوأوا مكانة رفيعة، وساهموا في رسم الإطار السياسي للدولة، وكانوا شركاء في أمور الإدارة والحرب والحكم، الأمر الذي أهّلهم لتصدر الهرم الاجتماعي في المجتمع الأندلسي والمغربي، وتجاوزوا مرتبة المرجع والمستشار التشريعي ليصبحوا كما عبّر المؤرخ المغربي عبد الواحد المراكشي: "أمور المسلمين راجعة إليهم، وأحكامهم صغيرها وكبيرها، فانصرفت وجوه الناس إليهم وكثرت أموالهم واتسعت مكاسبهم".
اشتد الجدل بين مؤيد ومعارض لكتاب الغزالي، وقامت من أجله معارك استمرت أيضاً بعد موت الغزالي. كان المعارضين الأكثر عدداً والأقوى نفوذاً، فشنوا حملة شعواء على "الإحياء" بسبب ما أبداه الغزالي من تذمر للفقهاء وانتقاصه منهم، إذ فضل تسميتهم بعلماء الدنيا، كما عدّ مرتبة الفقيه أقل من مرتبة المتصوف، إضافة إلى اتهامه الفقهاء بالاهتمام بفروع الشريعة دون الأصول، وأيضاً ما حواه الكتاب من أحاديث ضعيفة وموضوعة، وكذلك انتصار كاتبه لآراء المتكلمين من مذهب الأشاعرة. ولذلك، اعتبر فقهاء المرابطين أن الكتاب يحمل أفكاراً دخيلة على منهجهم ومجتمعهم الذي كان "سلفي العقيدة"، فقد كان المذهب المالكي هو المذهب الرسمي للدولة، فأهل المغرب والأندلس مالكية الأصول والفروع، ومالكية في العقائد والحكم والعبادات، حسب ما يوضح محمد المنتصر، في دراسته عن الغزالي والمغرب.
يعدّ المؤرخ ابن القطان حادث إحراق كتاب الغزالي "إحياء علوم الدين" سبباً لسقوط دولة المرابطين، إذ علّق على هذا الحادث بالقول: "كان إحراق هؤلاء الجهلة لهذا الكتاب العظيم الذي ما ألف مثله سبباً لزوال ملكهم، واستئصال شأفتهم على يد هذا الأمير العزيز القائم بالحق"
ويأتي القاضي أبي القاسم بن حمدين كواحد من أهم الفقهاء في بلاد المغرب والأندلس ممَّن تصدّوا لكتاب "الإحياء"، فما إنْ وقع الكتاب بيده، وقرأه حتى ثارت ثائرته، ورفع الأمر إلى علي بن يوسف بن تاشفين، ومن المعروف أن دولة المرابطين دولة فقهاء، نشأت ابتداءً على أساس دعوة الفقيه عبد الله بن ياسين، وبالتالي كان الأمير لا يخرج عن رأيهم في الأحكام وسياسية الدولة. وحين اجتمع ابن تاشفين مع الفقهاء، اقنعوه بوجوب حرق كتاب "الإحياء"، وأفتوه بأنه لا تجوز قراءته بحال، ومع كون معارضة البعض للحرق، مثل الفقيه أبو الفضل النحوي، والذي قال لهم: "وددت أني لم أنظر في عمري غير كتاب الإحياء"، إلا أن المعارضين كانوا أقلية، وبالتالي غلب ابن حمدين ومَن رأى رأيه، وأثاروا معهم العامة وطلبة العلم، فما كان لعلي بن تاشفين إلا أن يستجيب لرأي الأكثرية.
وكتب علي بن تاشفين إلى أقطار مملكته بمنع تداول كتاب "الإحياء"،
ومصادرة كل النسخ التي بيعت، والتفتيش عنه في المكتبات العامة والخاصة، وأخذ الأيمان المغلظة من الناس بأنهم لا يملكون نسخاً منه. وبعد أن جمعت نسخ الكتاب، أمر علي بن تاشفين بقرار رسمي وبفتوى فقيه قرطبة ابن حمدين، بأن توضع في صحون مساجد الأندلس والمغرب، ليصب الزيت عليها، ثم توقد فيها النيران، فتحرق على مرأى أعيان الناس وعامتهم. ويروي ابن القطان المراكشي، في كتابه "نظم الجمان لترتيب ما سلف من أخبار الزمان"، أن هذا الحادث وقع في أول عام 503 هـ.
وتوالى بعدها إحراق كتاب "الإحياء" في سائر بلاد الأندلس والمغرب، وإنزال أشد العقوبات بمَن وُجد عنده نسخة منه، من سفك دمه والاستيلاء على ماله، واشتد الأمر بذلك، بحسب الرواية التي أوردها المؤرخ عبد الواحد المراكشي في "المعجب في تلخيص أخبار المغرب".
كما أن حملة الحرب على كتاب "الإحياء" لم تقتصر على عهد الأمير علي بن يوسف، بل امتدت كذلك إلي ابنه تاشفين بن علي، والذي بعث برسالة إلى أهل بلنسية، جاء فيها: "ومتى عثرتم على كتاب بدعة أو صاحب بدعة، وخاصة وفقكم الله كتب أبي حامد الغزالي، فليتتبع أثرها، وليقطع بالحرق المتتابع خبرها، ويبحث عليها، وتغلظ الأيمان على مَن يتهم بكتمانها"، بحسب ما أورده محمد عبد الله عنان في كتابه عن عصر المرابطين والموحدين. وجدير بالملاحظة أن معارضة كتاب "الإحياء" لم تقتصر على المرابطين وأهل المغرب فقط.
دعاء الغزالي وابن تومرت
ذكر عبد الواحد المراكشي أن محمد بن تومرت هو من قبائل المغرب، رحل إلى المشرق لطلب العلم، ولقي في المشرق أئمة الأشعرية وأخذ عنهم، واستحسن طريقهم في الانتصار للعقائد، والذب عنها بالحجج العقلية. وقد نبغ ابن تومرت في الأصول والاعتقادات، بحسب ما ذكر ابن خلدون، ومن جملة مَن لقي من العلماء أبو حامد الغزالي، وقد تلقى عنه علم الكلام على مذهب الأشاعرة، ولازم صحبته ثلاث سنوات.
وبحسب الرواية التي أوردها ابن القطان، حين بلغ الغزالي أمر حرق كتابه "الإحياء"، أضابه حزن شديد. وبالرغم من أنه كان من أشد المساندين لدولة المرابطين، إلا أنه رَفَع يديه بالدعاء عليها بزوال ملكها، وكان مما قاله: "اللهم مزق ملكهم كما مزقوه (الكتاب)، وأذهب دولتهم كما أحرقوه"، وكان من بين الحضور محمد بن تومرت، فرجاه في الدعاء وقال له: أيها الأمام، ادع الله أن يجعل ذلك على يدي، فقال له الغزالي: سيجعل الله ذلك على يديك، وخرج ابن تومرت من عند الغزالي عازماً على الترحال إلى بلاده المغرب، وكان مقتنعاً بأن دعوة الإمام لا ترد.
ويذكر المؤرخ ابن أبي زرع أن الغزالي كان كثيراً ما يشير إلى ابن تومرت، وقد أثار غضبه على سلطة المرابطين من خلال تشجيعه على الثورة ضدهم بعد أن أحرقوا كتابه، فكان الغزالي يقول عن ابن تومرت في المجالس: "لا بد لهذا البربري من دولة، أنى أن يثور بالمغرب الأقصي ويظهر أمره ويعلو سلطانه ويتسع ملكه، فإن ذلك ظاهر عليه في صفاته، وبائن عليه في شمائله، وردت بذلك الأخبار، ودلت عليه العلامات والآثار".
ويعد المؤرخ ابن القطان حادث إحراق كتاب الغزالي سبباً لسقوط دولة المرابطين، إذ علّقفي كتابه "أخبار الزمان" على هذا الحادث بالقول: "وقد كان إحراق هؤلاء الجهلة لهذا الكتاب العظيم الذي ما ألف مثله سبباً لزوال ملكهم، واستئصال شأفتهم على يد هذا الأمير العزيز القائم بالحق". وبالتالي، استغل ابن تومرت هذا الحادث لأهدافه السياسية، وأغرته دعوة الغزالي للانتقام من بن تاشفين، وانطلق من خلالها يحارب الدولة المرابطية.
وما كادت تنتهي أيام علي بن يوسف، حتى أطل ابن تومرت بثورته على المرابطين بعد موت شيخه الغزالي بتسع سنين، وحرض الناس على عدم طاعة المرابطين وفقهائهم، واتهمهم بالتجسيم والتشبيه، ووصل الأمر إلى اتهامهم بالكفر واستحلال دمائهم، إلى أن تمكن مع أتباعه من إسقاط دولتهم، ثم عاد كتاب الإحياء للظهور، وتحول إلى دستور لمتصوفة المغرب والأندلس.
احمد سيف النصر
مع تولي علي بن يوسف بن تاشفين مقاليد الحكم خلفاً لأبيه، لم تستمر العلاقة الوطيدة التي كانت بين الغزالي ورأس دولة المرابطين، وكان سبب التوتر كتاب الغزالي "إحياء علوم الدين"، والذي بلغ من الصيت والشهرة مبلغاً عظيماً، حتى تناسخه العامة والخاصة.
وصل كتاب "الإحياء" إلى الأندلس والمغرب سنة 503 هـ، وفي ذلك العهد، كان الفقهاء في دولة المرابطين قد تبوأوا مكانة رفيعة، وساهموا في رسم الإطار السياسي للدولة، وكانوا شركاء في أمور الإدارة والحرب والحكم، الأمر الذي أهّلهم لتصدر الهرم الاجتماعي في المجتمع الأندلسي والمغربي، وتجاوزوا مرتبة المرجع والمستشار التشريعي ليصبحوا كما عبّر المؤرخ المغربي عبد الواحد المراكشي: "أمور المسلمين راجعة إليهم، وأحكامهم صغيرها وكبيرها، فانصرفت وجوه الناس إليهم وكثرت أموالهم واتسعت مكاسبهم".
اشتد الجدل بين مؤيد ومعارض لكتاب الغزالي، وقامت من أجله معارك استمرت أيضاً بعد موت الغزالي. كان المعارضين الأكثر عدداً والأقوى نفوذاً، فشنوا حملة شعواء على "الإحياء" بسبب ما أبداه الغزالي من تذمر للفقهاء وانتقاصه منهم، إذ فضل تسميتهم بعلماء الدنيا، كما عدّ مرتبة الفقيه أقل من مرتبة المتصوف، إضافة إلى اتهامه الفقهاء بالاهتمام بفروع الشريعة دون الأصول، وأيضاً ما حواه الكتاب من أحاديث ضعيفة وموضوعة، وكذلك انتصار كاتبه لآراء المتكلمين من مذهب الأشاعرة. ولذلك، اعتبر فقهاء المرابطين أن الكتاب يحمل أفكاراً دخيلة على منهجهم ومجتمعهم الذي كان "سلفي العقيدة"، فقد كان المذهب المالكي هو المذهب الرسمي للدولة، فأهل المغرب والأندلس مالكية الأصول والفروع، ومالكية في العقائد والحكم والعبادات، حسب ما يوضح محمد المنتصر، في دراسته عن الغزالي والمغرب.
يعدّ المؤرخ ابن القطان حادث إحراق كتاب الغزالي "إحياء علوم الدين" سبباً لسقوط دولة المرابطين، إذ علّق على هذا الحادث بالقول: "كان إحراق هؤلاء الجهلة لهذا الكتاب العظيم الذي ما ألف مثله سبباً لزوال ملكهم، واستئصال شأفتهم على يد هذا الأمير العزيز القائم بالحق"
ويأتي القاضي أبي القاسم بن حمدين كواحد من أهم الفقهاء في بلاد المغرب والأندلس ممَّن تصدّوا لكتاب "الإحياء"، فما إنْ وقع الكتاب بيده، وقرأه حتى ثارت ثائرته، ورفع الأمر إلى علي بن يوسف بن تاشفين، ومن المعروف أن دولة المرابطين دولة فقهاء، نشأت ابتداءً على أساس دعوة الفقيه عبد الله بن ياسين، وبالتالي كان الأمير لا يخرج عن رأيهم في الأحكام وسياسية الدولة. وحين اجتمع ابن تاشفين مع الفقهاء، اقنعوه بوجوب حرق كتاب "الإحياء"، وأفتوه بأنه لا تجوز قراءته بحال، ومع كون معارضة البعض للحرق، مثل الفقيه أبو الفضل النحوي، والذي قال لهم: "وددت أني لم أنظر في عمري غير كتاب الإحياء"، إلا أن المعارضين كانوا أقلية، وبالتالي غلب ابن حمدين ومَن رأى رأيه، وأثاروا معهم العامة وطلبة العلم، فما كان لعلي بن تاشفين إلا أن يستجيب لرأي الأكثرية.
وكتب علي بن تاشفين إلى أقطار مملكته بمنع تداول كتاب "الإحياء"،
ومصادرة كل النسخ التي بيعت، والتفتيش عنه في المكتبات العامة والخاصة، وأخذ الأيمان المغلظة من الناس بأنهم لا يملكون نسخاً منه. وبعد أن جمعت نسخ الكتاب، أمر علي بن تاشفين بقرار رسمي وبفتوى فقيه قرطبة ابن حمدين، بأن توضع في صحون مساجد الأندلس والمغرب، ليصب الزيت عليها، ثم توقد فيها النيران، فتحرق على مرأى أعيان الناس وعامتهم. ويروي ابن القطان المراكشي، في كتابه "نظم الجمان لترتيب ما سلف من أخبار الزمان"، أن هذا الحادث وقع في أول عام 503 هـ.
وتوالى بعدها إحراق كتاب "الإحياء" في سائر بلاد الأندلس والمغرب، وإنزال أشد العقوبات بمَن وُجد عنده نسخة منه، من سفك دمه والاستيلاء على ماله، واشتد الأمر بذلك، بحسب الرواية التي أوردها المؤرخ عبد الواحد المراكشي في "المعجب في تلخيص أخبار المغرب".
كما أن حملة الحرب على كتاب "الإحياء" لم تقتصر على عهد الأمير علي بن يوسف، بل امتدت كذلك إلي ابنه تاشفين بن علي، والذي بعث برسالة إلى أهل بلنسية، جاء فيها: "ومتى عثرتم على كتاب بدعة أو صاحب بدعة، وخاصة وفقكم الله كتب أبي حامد الغزالي، فليتتبع أثرها، وليقطع بالحرق المتتابع خبرها، ويبحث عليها، وتغلظ الأيمان على مَن يتهم بكتمانها"، بحسب ما أورده محمد عبد الله عنان في كتابه عن عصر المرابطين والموحدين. وجدير بالملاحظة أن معارضة كتاب "الإحياء" لم تقتصر على المرابطين وأهل المغرب فقط.
دعاء الغزالي وابن تومرت
ذكر عبد الواحد المراكشي أن محمد بن تومرت هو من قبائل المغرب، رحل إلى المشرق لطلب العلم، ولقي في المشرق أئمة الأشعرية وأخذ عنهم، واستحسن طريقهم في الانتصار للعقائد، والذب عنها بالحجج العقلية. وقد نبغ ابن تومرت في الأصول والاعتقادات، بحسب ما ذكر ابن خلدون، ومن جملة مَن لقي من العلماء أبو حامد الغزالي، وقد تلقى عنه علم الكلام على مذهب الأشاعرة، ولازم صحبته ثلاث سنوات.
وبحسب الرواية التي أوردها ابن القطان، حين بلغ الغزالي أمر حرق كتابه "الإحياء"، أضابه حزن شديد. وبالرغم من أنه كان من أشد المساندين لدولة المرابطين، إلا أنه رَفَع يديه بالدعاء عليها بزوال ملكها، وكان مما قاله: "اللهم مزق ملكهم كما مزقوه (الكتاب)، وأذهب دولتهم كما أحرقوه"، وكان من بين الحضور محمد بن تومرت، فرجاه في الدعاء وقال له: أيها الأمام، ادع الله أن يجعل ذلك على يدي، فقال له الغزالي: سيجعل الله ذلك على يديك، وخرج ابن تومرت من عند الغزالي عازماً على الترحال إلى بلاده المغرب، وكان مقتنعاً بأن دعوة الإمام لا ترد.
ويذكر المؤرخ ابن أبي زرع أن الغزالي كان كثيراً ما يشير إلى ابن تومرت، وقد أثار غضبه على سلطة المرابطين من خلال تشجيعه على الثورة ضدهم بعد أن أحرقوا كتابه، فكان الغزالي يقول عن ابن تومرت في المجالس: "لا بد لهذا البربري من دولة، أنى أن يثور بالمغرب الأقصي ويظهر أمره ويعلو سلطانه ويتسع ملكه، فإن ذلك ظاهر عليه في صفاته، وبائن عليه في شمائله، وردت بذلك الأخبار، ودلت عليه العلامات والآثار".
ويعد المؤرخ ابن القطان حادث إحراق كتاب الغزالي سبباً لسقوط دولة المرابطين، إذ علّقفي كتابه "أخبار الزمان" على هذا الحادث بالقول: "وقد كان إحراق هؤلاء الجهلة لهذا الكتاب العظيم الذي ما ألف مثله سبباً لزوال ملكهم، واستئصال شأفتهم على يد هذا الأمير العزيز القائم بالحق". وبالتالي، استغل ابن تومرت هذا الحادث لأهدافه السياسية، وأغرته دعوة الغزالي للانتقام من بن تاشفين، وانطلق من خلالها يحارب الدولة المرابطية.
وما كادت تنتهي أيام علي بن يوسف، حتى أطل ابن تومرت بثورته على المرابطين بعد موت شيخه الغزالي بتسع سنين، وحرض الناس على عدم طاعة المرابطين وفقهائهم، واتهمهم بالتجسيم والتشبيه، ووصل الأمر إلى اتهامهم بالكفر واستحلال دمائهم، إلى أن تمكن مع أتباعه من إسقاط دولتهم، ثم عاد كتاب الإحياء للظهور، وتحول إلى دستور لمتصوفة المغرب والأندلس.
احمد سيف النصر