الصورالمدهشة لأعماق الكون .قدمها التلسكوب الفضائي "جيمس ويب".Ramzi Nari

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصورالمدهشة لأعماق الكون .قدمها التلسكوب الفضائي "جيمس ويب".Ramzi Nari


    Ramzi Nari

    حط بالخرج
    ثمة هوس كبير بالصور المدهشة لأعماق الكون التي أرسلها إلى الأرض التلسكوب الفضائي "جيمس ويب"، حيث طغى هذا الحدث على غيره من الأخبار والأحداث العالمية الساخنة منها والباردة. وكل من المتابعين، أراد أن يدلي بدلوه في بئر هذا الحدث. واشتغلت آلات وماكنات بعض المتدينين، تربط بين الصور والنصوص الدينية المنتزعة من كتبهم المقدسة وغير المقدسة.
    هذه الجزئية من التقدم العلمي الخارق، لحل لغز تشكّل الثقوب السوداء ومراحل تطور النجوم ومجموعات الكواكب، لن تغيّر مثقال شعرة من اشتغالاتنا وهمومنا اليومية. فالحدث الذي أثار بعضنا اليوم سيلفّه النسيان غدًا، وتغدو أخباره مجرد تحصيل حاصل لحدث علمي عادي، شأنه شأن الأخبار التي تتداولها وسائل الاعلام المرئي والمكتوب. فيوضع الخبر إلى جانب أخبار العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا وأخبار المليارات التي تحرق وتهدر هناك من قبل الدول المعروفة في إرسال أشد الأسلحة فتكًا إلى أوكرانيا لمحاولة إلحاق أي نوع من الهزائم بدولة روسيا الاتحادية.
    ماذا يفيدني مثل هذا الخبر وهذا النوع من التقدم العلمي. ماذا سيضع في (خُرجي)؟ سأبقى أطارد لقمة عيشي كل يوم، شأني شأن المليارات من البشر فوق هذه الأرض التي نتقاسم معيشتنا عليها. وبماذا أفادني – وأفادكم حفظكم الله – هبوط الإنسان على القمر، والسباق المحموم في إرسال المركبات الفضائية والروبوتات إلى بعض جيراننا من الكواكب، كالمريخ والزهرة؟
    أذكر جيدًا، في سبعينات القرن الماضي، الوجه القبيح للإنسان وهو يدمّر دولة فيتنام ويحرق ويشوّه أجساد أبنائها بالقنابل الفوسفورية وقنابل النابالم، والوجه الآخر لنفس هذا الإنسان الذي كان يتبختر فرحًا بإنجازه العلمي – الخارق آنذاك – في الهبوط الناجح على سطح القمر.
    أيضًا أقول، ماذا وضع ذلك الهبوط، وكل الهبطات التي تلته في (خُرجي وفي خرجكم)؟ وماذا قبضنا نظير ذلك؟ كان حدثًا لفه التاريخ، ثم عاد لينشط مؤخرًا، حيث أزدادت أعداد الدول الساعية لإرسال مركباتها الروبوتية والبشرية إليه مرّة أخرى، بوجهه المضيء علينا ووجهه الآخر المختفي خجلاً منّا. وكل الأخبار التي ترشح عن هذا السباق المحموم للوصول إلى القمر وتأسيس مواطئ قدم فوق ترابه إنما لغرض بناء قواعد عسكرية فضائية من قبل الإنسان الذي سيسبق وصوله إلى هناك، لتدمير منجزات وحياة وحضارة أخيه الإنسان الذي لم يلحق به إلى هناك بعد.
    ترافق إعلان هذه الصور الملونة يوم أمس بأن كان إعلانها عن طريق رئيس الدولة، وهذا الحدث لا يخلو من رسالة سياسية مقيتة، لكم أن تقرأوا المكتوب بين سطورها. ولتحفظكم من كل صور التلسكوبات الفضائية ملائكة.
    رمزي ناري

    **********************************

    Ramzi Nari
    Faris Al-Safi
    • تقديري و إمتناني أستاذ رمزي لمقالتك الرائعة و التي جاءت في وقتها .. لإحتياجنا لما بيَّنته فيها .. و احببت كذلك مختصر الاستاذ Moayad Al-Haidari ( رجَّة وعي ) .. فقد أبدع التعريف و الأيجاز .
    • منال حميد
      مقال قيم ،،والجميل انك تشير إلى وقت وزمن يعيش فيه الإنسان مهووسا بطريقة العيش متناسيا انه مجرد جزء من نقطة في هذا الكون العظيم،، وربما هناك الكثير لم يدركه حتى العلماء بعد لكن الشغف بالوصول عظيم،،
      العلم هو الدليل الامثل ان الانسان يختلف عن بقية الخلائق. ويعوا ان العلم هو نافذة الخلاص من خلال البحث في هذا الكون واستناد العلم كنور ينير الطرقات المظلمة لا عن طريق القصص والاساطير التي لاتقدم بل تؤخر وتعيق وتدمر الروح وتسكنها في ظلام وخوف،،
يعمل...
X