هل يُمثّل الأحمر لون القوة؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل يُمثّل الأحمر لون القوة؟

    هل يُمثّل الأحمر لون القوة؟

    ألّف مؤخراً (روب ديسال) الخبير والقائم على متحف أمريكا للتاريخ الطبيعي، كتاباً يكشف فيه التاريخ الطبيعي للألوان، وارتباطها بالمعاني الثقافية وتطورها عبر الوقت، وركّز في مباحثه على اللون الأحمر تحديدا.

    حيث ارتبط اللون الأحمر عند الإنسان في ارتداء الملابس للدلالة على القوة، ورمزا للتميز، وإشارة إنظر إليّ.
    كما تم استخدام الألوان عموما منذ القدم للتمييز بين المجموعات والأعضاء وتصنيف السندات، كما استخدمت أيضا لتمييز هوية فريق سياسي عن آخر.

    ففي أمريكا مثلا، تدرّج استخدام اللون كهوية تميز طيف الاتجاه السياسي عن آخر من خلال ربطات العنق، حتى أصبح الأحمر لون المحافظين، والأزرق لون الديموقراطيين، لكن في استراليا تم عكس هذه الصورة الذهنية للون الأحمر، الذي أثبت وجوده في أنظمة سياسية مثّلت الراديكالية واليسارية والاشتراكية والشيوعية،مثل علم الصين الشعبية التي استخدم اللون الأحمر من مكانته في الكنفوشيوسية؛ حيث كان يرمز للسعادة والحظ والفرح، وهي رؤية (ماو) ذاتيا التي تبنّاها، وبقية الأنظمة الشمولية الدموية حينها.

    للون الأحمر حضورٌ مهم في الثقافة الهندية الهندوسية؛ في أجمل مكان له حفلات الزفاف ولبس العروس، وقماش الساري وارتدائه على الخصر حصري على النساء المتزوجات فقط، كرمز وعلامة للارتباط بالحب وحبيب.

    وظلّت هذه الثقافة الحمراء منتشرة زمانا ومكانا، لكن عندما ارتدت الملكة فكتوريا ثوب زفافها باللون الأبيض، تغيّرت الموضة نحوه في أوروبا وخارجها، وانحصرت على الهنود حتى الآن.
    وفي المسيحية للون الأحمر رمزية عالية؛ للدلالة على دم المسيح عليه السلام، ويرتدي الكاردينال البشت الأحمر.

    الصبغة الحمراء كانت عصيّة في الاستخدام، ونادرة الاستخراج من الطبيعة، ومعظم التجارب للصبغة الحمراء كانت تظهر باهتة غير جيدة، إذاما قورنت ببقية الألوان على القماش. لكن مع الغزو الأسباني للأمريكتين، وضعوا أيديهم على سر صناعة الصبغة الحمراء التي كان ينفرد بها سكان أمريكا الوسطى والجنوبية عام ١٥٢٣، حيث جلبوا معهم الصبغة القرمزية التي كان السكان المحليون ينتجونها من حشرات محددة يزرعوها، ثم يجففوها ويسحقوها، لإنتاج صبغة بودرة لون أحمر غني وهّاج لافت مثير للعين، لذلك كانت غالية هذه الصبغة، ولا يقتني هذا اللون المثير إلا الأثريا وذوو المكانة العالية، ومن هنا تظهر هيبة اللون الأحمر وتميّزه عن بقية الألوان في الطيف الضوئي.

    رسم الفنان (توماس غينسورو) في القرن الثامن عشر ثلاث لوحات بورتريه مهمة للولد الأزرق الوردي أو الزهري، ارتبطت الألوان فيها بالنواحي النوعية الجنسية عند الذكور والإناث، استلهم من خلالها الفنانين والمصممين سلسلة أعمال ربطت الذكورة باللون الأزرق والأنوثة بالأحمر، وبعدها تكرّست ثقافة ومفهوم اللون الوردي للمواليد والأطفال الأناث، و اللون السماوي للذكور.
    ومؤخرا ابتكرت سوزان ج كو مصطلح "الوردية" وربطتها بالجنس، وتمثّلت هذه الرؤية في عرائس باربي الشهيرة والمثيرة.
    د. عصام عسري
يعمل...
X