جورج عشي.. مبدع خاض غمار الفنون بمهارة، ولم يتوقف إبحاره
إعداد روعة يونس
ليس سهلاً أن نوجز في سطور، ما يتطلبه مجلد. ولا أن نرصد آراءً حول مبدع واحد؛ لكنه كثير. قضى نحو 60 عاماً مع الفن ولأجله.. ولم يتوقف يوماً عن العطاء رغم بلوغه سن الثمانين. بل يقول: “هل تعلمون أن هذا الختيار (يعني أنا 81 عاما) أعمل يومياً عشر ساعات متواصلة على الحاسوب، لأترك لكم أرشيفاً رقمياً مهماً تستمتعون به وتستفيدون منه”.
إنه جورج عشي.. الذي لا يفيه أي لقب يسبق اسمه.. فهذا الفنان المبدع قدم للحركة الثقافية الفنية في سورية إبداعاً متعدد الوجوه، ما بين التشكيل والتصوير الفوتوغرافي والشعر العامي وتأليف الأغاني، وبرز في جميعها، بل أنجز في جميعها، فدوِّن اسمه: مبدعاً سورياً رائداً.
قبل التوقف مع بعض شهادات لفنانين ونقاد وزملاء الفنان والشاعر جورج عشي، يكرمونه مثلنا بالتحية والشكر، ويتمنون له العمر الطويل الجميل، من المهم الإشارة إلى أن هذه الآراء الواردة هنا، يمكن اعتبارها اختصاراً لآراء ومشاعر مئات الفنانين وآلاف المتابعين لتجربة فناننا الكبيرة.. أردنا من خلالها في “الوسط” رصد عوالم جورج عشي؛ كتحية لمسيرة فنية ثقافية مكرسة للحب والعطاء والإبداع والجمال، وهو شعار يرفعه صاحب هذه المسيرة بقوله: “الحب والعطاء حتى الرمق الأخير”.
.(رسالة جمالية)
يقول أديب مخزوم- الفنان الناقد والمؤرخ الموسيقي:
“نحن أمام مبدع متعدد المواهب والاتجاهات والحساسيات.. فالأستاذ جورج عشي فنان تشكيلي وشاعر غنائي، حققت بعض أغانيه، التي كتب كلماتها شهرة واسعة، كما أنه مصور ضوئي، التقط آلاف الصور النادرة، للأمكنة الأثرية والسياحية، ولرموز الفن والأدب والشعر والإعلام، ويتابع نشرها بدقة عالية على صفحته في “الفيس بوك” وبذلك فهو يقدمها للمهتمين والمتابعين، بدون مقابل، وهذا جزء من رسالته الفنية والجمالية، التي كرس لها سنوات عمره. وله دوره في الإعلام المرئي والمقروء والمسموع والمجالات الأخرى. والواقع من الصعب الإحاطة، بكل هواجسه الفنية والأدبية والإعلامية المتنوعة والمتفرعة والمتشعبة. نجول مع كاميرا جورج عشي عبر آلاف الصور المستعادة، فنجده يبحث عن شاعرية في الأمكنة والوجوه. وفي إطار هذه الشاعرية البصرية، يسعى لإبراز رموز الواقع كعناصر تشكيلية في التأليف العام للوحته الضوئية. وهكذا يصل إلى التأليف الفني، الذي يحافظ على البنائية الفوتوغرافية الحديثة والمعاصرة. من ناحية أخرى تبرز قيمة صوره النادرة في أهميتها التوثيقية أو التأريخية، وبالتالي تساهم في تعريف الأجيال الحالية والمستقبلية، بأعلام الفكر والفن والأدب. إضافة للصور السياحية الملتقطة لأوابد وكنوز ومعالم قادمة من عمق التاريخ والأزمنة. وبذا فإن صوره التوثيقية النادرة تساهم في تغذية الخيال الابداعي والثقافي، وتزيد من حالات الوعي المعرفي والتاريخي، الذي ترك بصماته الحضارية على النمو الثقافي في المجتمعات القديمة والحديثة. وقد أقام أكثر من عشرة معارض فردية، تنوعت في معالجاتها وتقنياتها وتفاوتت بين الواقعية والتعبيرية والرمزية وصولاً إلى حدود التجريد اللوني. فمن خلال تقنية الزيت التي ارتكزت عليها بعض لوحاته، عمل على تركيب المساحات اللونية، محدداً العناصر الإنسانية والمعمارية بخطوط واضحة، كما أخذنا إلى ضبابية وشاعرية في لوحات “الأكواريل” التي عالج من خلالها عناصر المنظر الخلوي الذي يعكس أحلام وتخيلات مرحلة الطفولة والفتوة، حين كان يرتمي في أحضان طبيعة قريته الساحلية “ضهر صفرا”. ولقد كان ولا يزال، يصر على مبدأ الحرية التعبيرية وعدم التقيد بأسلوب محدد ولا بتقنية معينة، لهذا فهو يعمل على إظهار اللمسات اللونية كإيقاعات عفوية انفعالية مرة، ويتحول لإبرازها كإيقاعات عقلانية مركزة مرة أخرى، على أساس أن الحالة الأولى تدرج ضمن إيقاعات البحث عن جمالية تشكيلية عصرية تتجاوز قشور الواقع وتفاصيله، وتبقي فقط على إشاراته. كما جنح في مراحل سابقة، في بعض معارضه الفردية، التي أقامها داخل سورية وخارجها، نحو الاختزال والتبسيط في معالجة العناصر الإنسانية، وصولاً إلى إضفاء الأجواء والملامح والتعابير الطفولية في التشكيل والتلوين معاً”.
(تعبيرية آسرة)
من جهتها تقول د.فاطمة اسبر- فنانة تشكيلية وكاتبة:
“جورج عشي، فنان خارج من صفاء واقع أليف، يمتلك القلب بكاميرا وريشة، بكلمة ولون، إنه المتشبث بالإنسان وعواطفه، والإنسانية وتاريخها. اللحظات العابرة، في أعماله ليست عابرة، وليست لحظات؛ إنها تاريخ على جدران الروح، وانعكاسات الروح على جغرافيا الجسد والوجه من العينين والخدين إلى الشفاه والجبين. مرةً يمسك بدقائق الواقع وحرفيته فتظهر الوجوه والرؤوس لنرى من خلالها زمناً يشدنا بالحنين إليه، ومرة يخرج من هذا الواقع إلى تعبيرية تنبعث من براءة الطفل الذي يعشش داخله، فيمسك بريشة هذا الطفل معبراً بروح البراءة الأولى التي تشبه الهواء بحريتها وعفويتها. الفنان جورج عشي بقدر ماهو واقعي في كاميرته ولوحته، فإنه يسمح لذلك الجموح الطفولي الذي يسكنه أن يحلق فوق الواقع لينقلنا إلى تعبيرية آسرةً.
لفناننا الجميل ما لا يُقدّر من الامتنان على مايقدمه لنا مما يوسع مساحة الفكر والجمال”.
.
(إحياء التراث)
يقول سموقان أسعد- فنان تشكيلي (رئيس منتدى سورية التشكيلية):
“ليس سهلاً في هذه العجالة الكتابة عن جورج عشي الفنان الضوئي المعروف وكاتب الأغنية والتشكيلي المخضرم. هو باختصار موسوعي المعرفة وترك بصماته المميزة في كل تلك المجالات. وهنا لابد أن نذكر الجانب التشكيلي حيث أن له أسلوباً مميزاً يخصه وحده وتفوح منه رائحة الشرق.. تبدو أشكاله واقعية مدروسة بدقة، ولعل الطربوش الأحمر له الحضور الأكبر في أعماله وهو مفتاح لذاكرة قد تكون منسية.. مفتاح يُحَرضُ على حضور الزّي السوري القديم من السروال إلى القنباز عند الرجل. والفستان والشال الحريري عند المرأة.. وبغض النظر عن هذه الرموز الشرقية التراثية.. جورج عشي فنان قوي في الخط واللون، ولعل رؤية دراسة واحدة من الاسكتشات تعطي فكرة عن فنان قادر على ترويض الخط في ليونته وقوته بما يخدم الشكل النهائي المنجز.. جورج عشي خبر أدواته وامتلكها فأصبحت الأشكال تتردد بتلقائية عالية وهي موسيقا شرقية بقرارها وجوابها تتوزع على سطح اللوحة في صمتها وحلمها وصداها، ومن ناحية أخرى نرى اللوحة تدعو المشاهد ليراها ببصيرته أكثر من بصره.. ولوحته هي للمشاهد بمختلف سويته الثقافية وتنمي الحاسة اللمسية والذوقية والسمعية.
باختصار لوحته تداعب روح المشاهد في أحاسيسه وقلبه أكثر من عقله.. نحب موسيقا الشكل لديه وصداه التراثي ونعشق البعد المستقبلي.. لوحته مزاقها حلو تدعوك لتلمس نسيج القماشة حيث يدخل عنصراً اساسياً يشارك في البناء الجمالي الكلي للعمل.. أعماله تنمي عاطفة القلق والافتتان بالعمل.. عالمه تتواصل فيه الأنظمة الحسية حيث ينتشر اللون والخط بين البعد التراثي والتواصل الروحي”.
.
(أسلوب متفرد)
بينما تقول حنان الشامي- فنانة تشكيلية:
“الأستاذ جورج عشي فنان مبدع وقدير.. مسيرته حافلة بكل أنواع الفنون الشعر والموسيقى والتصوير الضوئي والفن التشكيلي. كما تنوعت أعماله بين الواقعية والتعبيرية والرمزية بالنسبة للفن التشكيلي، فكان يعتمد أحياناً على مساحات لونية موحدة ويرسم العناصر والأشكال بخطوط واضحة. وأحيانا يرسم بألوان ضبابية هادئة وممتعة. فهو يرسم بأسلوبه الخاص والمتفرد به، لكن يمكن لكل متلقي أن تصله الرسالة والفكرة، إذ أكثر أعماله تميل نحو الاختزال والتبسيط. فهو فنان مخضرم عاصر كبار الفنانين السورين وله بصمة مميزة بجميع أنواع الفنون.
نشكر لكم في “الوسط” هذا الرصد، ونتمنى لكم ولمبدعنا عشي التوفيق دائماً”.
.
(تجربة غنية)
أما فريد شنكان- فنان تشكيلي وأرابيسك، فيقول:
“نحن أمام إنسان رائع وفنان وشاعر مبدع، يستحق كل الضوء والإشادة.. فهو جدير بهذا الاهتمام بخبرته الجميلة والطويلة مع اللون والكلمة والضوء. فهو صاحب تجربة غنية بفن التصوير الضوئي. وقد استطاع أن يثبت جدارته بمجال كلمات الأغنية والشعر المحكي حيث كتب الكثير من الأغاني لمطربين وملحنين كبار مثل ملحم بركات، ومطربين مثل نعيم حمدي ونهاد طربيه وغيرهم.. كما أغنى الساحة التشكيلية بالكثير من إبداعاته في مواضيعه المتنوعة، وخصوصيته الإبداعية الجميلة، من خلال مشاركاته المختلفة في المعارض التشكيلية التي تقام في سورية وغيرها من البلدان.
وبكل تقدير أتوجه إليه بالتحية والمحبة متمنياً له المزيد من النجاح والتوفيق والصحة والسعادة”.
.
(خبرة طويلة)
بدوره؛ خلدون أبو حمدان- فنان تشكيلي، يقول:
“إنه قامة وطنية وفنية كبيرة.. فالأستاذ جورج عشي جامع لامع في الفنون، كتب مجموعة كبيرة وجميلة من الأغاني التي مازالت ترددها الألسن حتى يومنا هذا، بالإضافة لخبرته الطويلة في التصوير الضوئي وخاصة عن دمشق القديمة. ويكاد يكون المرجع الأول في المعرفة عن حارات دمشق الياسمين. وفي الفن التشكيلي هو ذاك الشخص المبدع المتميز الذي مازال رغم تقدمه في السن يعمل ويحضر لمعارض جديدة بدون كلل أو ملل. وهو أستاذي وصديقي الذي أراه كل يوم في مقهى “الهافانا” يرسم اسكيتشات على الورق تجهيزاً لمعرض جديد قادم. ومن خلالكم أوجه له كل الاحترام والتقدير مع المحبة ودوام الصحة والتألق”.
.
(تصوير الجمال)
بينما تقول عبير أحمد- فنانة تشكيلية:
“عاش الفنان الكبير جورج عشي حياته عاشقاً للجمال.. وهو كفنان رسام بارع يمتلك خيال خاص وتكاوين خاصة به، فلوحته تحمل بصمته الخاصة برؤياه. أحب في لوحاته اللون النقي الساحر والتدرج الذي يصنعه بانسيابية ساحرة، كونه يعطي مساحات بصرية ممتدة بأناقة وجمال وعذوبة عالية الحساسية، وكأنها رؤى عينيه التي فطمت على سحر قريته “ضهر صفرا” لذا نجد اللوحة تمتلك هذا اللون النقي الهادئ الذي يدخل الطمأنينة الى النفس.
كذلك كفنان فوتغرافي نرى عينه كروحه النقية تبحث عن الجمال فيصوّر ويرصد ويثبت المشهد في ضمائرنا. لأنه باحث دائم عن الجمال والموثق له خلال مسيرته كلها. ويقدم التصوير الضوئي بطريقة احترافية جميلة وعالية المستوى مستخدماً الطريقة الكلاسيكية القديمة.
فشكراً لكم في “الوسط” لأنكم تقومون بتكريمه عبر هذا الملف”.
(فوتغرافي مذهل)
وفي وقفة مع نضال قوشحة- مؤلف ومخرج صحفي سوري، يقول:
“إنه التشكيلي والفنان المذهل في التصوير الضوئي (الفوتوغرافي) حيث صور المئات من التفاصيل، خاصة في البورتريه، التي وثقت طبيعة الحياة في دمشق غالبا بشوارعها وأحيائها وناسها وأماكنها، موظفين وباعة جوالين ومارة في الطرقات والأزقة. وهو من أسّس “نادي التصوير الضوئي” في سورية ويحمل فيه العضوية رقم واحد. وهاجسه الإبداعي متعدد الأوجه، فيمم شطر فن التصوير الضوئي. ومازال يحن إلى الطريقة القديمة فيه، حيث يتم تصوير المادة على الشريط الممغنط ثم التحميض فالطبع.
إنه مبدع كبير وقدير، لا تزعجه رائحة الكربون الذي كانت تملأ الغرفة، الناجمة عن تفاعل المواد الكيميائية المختلفة، لم ينفر يوماً من هذه الروائح.. وصحيح أنه يتعامل مع الأسلوب الحديث في التصوير الرقمي، لكنه يحب التصوير التقليدي ويحن إليه”.
.
(فنان شامل)
من جهتها تقول لوسي مقصود- فنانة تشكيلية وشاعرة:
“إنه فنان عظيم، أثبت لنا مقولة مهمة: إن الفن لايتجزأ..
هو بذلك الفنان الشامل.. بين موسيقا وشعر وتصوير.. من الأرض والطبيعة كانت أدواته.. وللأرض والطبيعة والبشر منح لونه وكلمته وصوته.. هو فنان الصوت والصورة واللون. فخلف تلك العدسة الصامتة، رصدت عين فنان لحظات يقف فيها الزمن ليؤرشف إحساساً مفعماً بالتفاصيل.. يتصارع الضوء والظل ليؤلفا أجمل وأصدق عمل فني. نعم جورج عشي هو فنان الصورة وفنان اللوحة وفنان الأغنية والقصيدة المحكية التي توجها بصدق إحساس وتعبير يرتقي بالتراث لحداثة تتقدم به، متجاوزة معايير المعقول لتصل إلى جمال واختزال وبساطة اللامعقول.. إنه الفنان والإنسان اللطيف، الراقي الذي يرغمنا بمنجزاته الثرية أن نحني رؤوسنا شكراً لأعماله”.
(شاعر الأغنية)
وكتب علي الراعي- شاعر وكاتب (رئيس المبتقى السوري للنصوص القصيرة) :
“قد يتفاجأ كثر بأن أجمل ما صدح به المطرب اللبناني ملحم بركات، وربيع الخولي، وغيرهما كانت مما أجاد به جورج عشي كشاعر غنائي استثنائي، من هذه الأغاني على سبيل المثال: “أه لو فييّ” أو هذه الأغنية التي سمعناها بصوت عشرات المطربين، لعلّ أبرزهم الفنان موفق بهجت:
ياما رحنا ومشينا وفرحنا وبكينا/ حتى على قلوب الناس انحفرت أسامينا/ كل ما يمرق يوم نقول يا حبي انتهينا/…
جورج عشي قدم للأغنية العربية ما يُقارب من الألف أغنية، لحن بعضها كبار الموسيقيين والملحنين في العالم العربي منهم سيّد مكاوي، وغنى من كلماته أهم المطربين، وهذا ما يفرح له. فهو ككاتب أغنية من نوع استثنائي، فقد أصدر العشي مجموعتين في وقت متقارب من الشعر المحكي منذ نصف قرن “كلمتين صغار 1963، والجوع والحب 1970” أشعار تأخذ نسغها من مفردات الطبيعة: الليل والغيم والضباب والريح والصباح… كلها تحضر بقوة في نص جورج عشي، وفي عناوين النصوص وثناياها مُشكّلاً قاموسه الشعري بمفردات سهلة مفهومة تصل إلى القارئ بكل يسر، كلغة الحياة اليومية، وهو في كل ذلك الشاعر الذي لا ينفصل عن جورج عشي المصوّر والرسام، فمفردات اللوحة والريشة حاضرة في نصوصه، وهو يكتب بعين المصوّر والرسام المهتم بكل التفاصيل، كما يُصوّر بعين الشاعر الباحث دائماً عن المتفرد والمتميز مؤرخاً للحالة واللحظة الشعوريتين في نصه الغنائي وفي نصه المصوّر ولوحته المرسومة، يفعل كل ذلك في وحدته مع همومه وأفكاره وخيالاته التي تأخذه بعيداً:
“قديش صعبة تعيش لوحدك/ إنسان متلي وما حدا حدّك/ كيف ما التفت بتلمحو للهم وبتسألو: يا هم شو بدّك”؟
(باقة من بطاقة)
*ولد الفنان جورج عشي عام 1940 في ضهر صفرا – طرطوس ، سورية.
*أتم دراسته الثانوية في مدارس الأرض المقدسة بحلب 1959.
*درس العزف على الكمان على يد الاستاذ ميشيل كونستانتنيدس في اللاذقية وميشيل بوبيونكو في حلب.
* من الأعضاء المؤسسين للفرقة السمفونية الوطنية عام 1960.
*حصل عام 1972 على دبلوم ديكور بامتياز من المدرسة الدولية في بيروت.
*العضو المؤسس رقم “1” لنادي فن التصوير الضوئي في سورية.
*عضو نقابة الفنون الجميلة بدمشق- والاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب.
*عضو جمعية المؤلفين والملحنين والموزعين في باريس بصفة شاعر أغنية.
*مدرس مادة التصوير الضوئي في كل من معهدي الآثار والمتاحف والفنون التطبيقية.
*لديه أكثر من 10 معارض تصوير زيتي فردية. ومعارض تصوير ضوئي.
*شارك في أغلب المعارض السنوية لوزارة الثقافة في سورية.
*يحترف التصوير الفوتوغرافي إلى جانب الفن التشكيلي. وأعماله مقتناة ضمن مجموعات خاصة.
*صدر له مجموعتان شعريتان باللغة المحكية السورية “كلمتين زغار” 1964 و”الجوع والحب”1970.
*له أغنيات وأعمال درامية موسيقية وبرامج منوعات في كل من تلفزيون وإذاعة دمشق وبيروت والقاهرة.
*قدم للأغنية العربية ما يُقارب من الألف أغنية.
*حائز على الجائزة الأولى لمهرجان الأغنية الشعبية 1975.
*حائز على الجائزة الثانية في مهرجان قطر للتلفزيونات العربية 1975 عن عمله الموسيقي “الريشة السحرية”.
*حائز على الجائزة الثانية لوزارة الثقافة السورية في مسابقة الأوبريت الغنائي “خيال الريح الأزرق” 1967.
*حائز على إثنى عشر ميدالية تقدير من هيئات ومنظمات دولية وعربية وسورية.
*أحدث جوائزه وتكريماته: تكريم وزارة الثقافة السورية عام 2020.
.
إعداد روعة يونس
ليس سهلاً أن نوجز في سطور، ما يتطلبه مجلد. ولا أن نرصد آراءً حول مبدع واحد؛ لكنه كثير. قضى نحو 60 عاماً مع الفن ولأجله.. ولم يتوقف يوماً عن العطاء رغم بلوغه سن الثمانين. بل يقول: “هل تعلمون أن هذا الختيار (يعني أنا 81 عاما) أعمل يومياً عشر ساعات متواصلة على الحاسوب، لأترك لكم أرشيفاً رقمياً مهماً تستمتعون به وتستفيدون منه”.
إنه جورج عشي.. الذي لا يفيه أي لقب يسبق اسمه.. فهذا الفنان المبدع قدم للحركة الثقافية الفنية في سورية إبداعاً متعدد الوجوه، ما بين التشكيل والتصوير الفوتوغرافي والشعر العامي وتأليف الأغاني، وبرز في جميعها، بل أنجز في جميعها، فدوِّن اسمه: مبدعاً سورياً رائداً.
قبل التوقف مع بعض شهادات لفنانين ونقاد وزملاء الفنان والشاعر جورج عشي، يكرمونه مثلنا بالتحية والشكر، ويتمنون له العمر الطويل الجميل، من المهم الإشارة إلى أن هذه الآراء الواردة هنا، يمكن اعتبارها اختصاراً لآراء ومشاعر مئات الفنانين وآلاف المتابعين لتجربة فناننا الكبيرة.. أردنا من خلالها في “الوسط” رصد عوالم جورج عشي؛ كتحية لمسيرة فنية ثقافية مكرسة للحب والعطاء والإبداع والجمال، وهو شعار يرفعه صاحب هذه المسيرة بقوله: “الحب والعطاء حتى الرمق الأخير”.
.(رسالة جمالية)
يقول أديب مخزوم- الفنان الناقد والمؤرخ الموسيقي:
“نحن أمام مبدع متعدد المواهب والاتجاهات والحساسيات.. فالأستاذ جورج عشي فنان تشكيلي وشاعر غنائي، حققت بعض أغانيه، التي كتب كلماتها شهرة واسعة، كما أنه مصور ضوئي، التقط آلاف الصور النادرة، للأمكنة الأثرية والسياحية، ولرموز الفن والأدب والشعر والإعلام، ويتابع نشرها بدقة عالية على صفحته في “الفيس بوك” وبذلك فهو يقدمها للمهتمين والمتابعين، بدون مقابل، وهذا جزء من رسالته الفنية والجمالية، التي كرس لها سنوات عمره. وله دوره في الإعلام المرئي والمقروء والمسموع والمجالات الأخرى. والواقع من الصعب الإحاطة، بكل هواجسه الفنية والأدبية والإعلامية المتنوعة والمتفرعة والمتشعبة. نجول مع كاميرا جورج عشي عبر آلاف الصور المستعادة، فنجده يبحث عن شاعرية في الأمكنة والوجوه. وفي إطار هذه الشاعرية البصرية، يسعى لإبراز رموز الواقع كعناصر تشكيلية في التأليف العام للوحته الضوئية. وهكذا يصل إلى التأليف الفني، الذي يحافظ على البنائية الفوتوغرافية الحديثة والمعاصرة. من ناحية أخرى تبرز قيمة صوره النادرة في أهميتها التوثيقية أو التأريخية، وبالتالي تساهم في تعريف الأجيال الحالية والمستقبلية، بأعلام الفكر والفن والأدب. إضافة للصور السياحية الملتقطة لأوابد وكنوز ومعالم قادمة من عمق التاريخ والأزمنة. وبذا فإن صوره التوثيقية النادرة تساهم في تغذية الخيال الابداعي والثقافي، وتزيد من حالات الوعي المعرفي والتاريخي، الذي ترك بصماته الحضارية على النمو الثقافي في المجتمعات القديمة والحديثة. وقد أقام أكثر من عشرة معارض فردية، تنوعت في معالجاتها وتقنياتها وتفاوتت بين الواقعية والتعبيرية والرمزية وصولاً إلى حدود التجريد اللوني. فمن خلال تقنية الزيت التي ارتكزت عليها بعض لوحاته، عمل على تركيب المساحات اللونية، محدداً العناصر الإنسانية والمعمارية بخطوط واضحة، كما أخذنا إلى ضبابية وشاعرية في لوحات “الأكواريل” التي عالج من خلالها عناصر المنظر الخلوي الذي يعكس أحلام وتخيلات مرحلة الطفولة والفتوة، حين كان يرتمي في أحضان طبيعة قريته الساحلية “ضهر صفرا”. ولقد كان ولا يزال، يصر على مبدأ الحرية التعبيرية وعدم التقيد بأسلوب محدد ولا بتقنية معينة، لهذا فهو يعمل على إظهار اللمسات اللونية كإيقاعات عفوية انفعالية مرة، ويتحول لإبرازها كإيقاعات عقلانية مركزة مرة أخرى، على أساس أن الحالة الأولى تدرج ضمن إيقاعات البحث عن جمالية تشكيلية عصرية تتجاوز قشور الواقع وتفاصيله، وتبقي فقط على إشاراته. كما جنح في مراحل سابقة، في بعض معارضه الفردية، التي أقامها داخل سورية وخارجها، نحو الاختزال والتبسيط في معالجة العناصر الإنسانية، وصولاً إلى إضفاء الأجواء والملامح والتعابير الطفولية في التشكيل والتلوين معاً”.
(تعبيرية آسرة)
من جهتها تقول د.فاطمة اسبر- فنانة تشكيلية وكاتبة:
“جورج عشي، فنان خارج من صفاء واقع أليف، يمتلك القلب بكاميرا وريشة، بكلمة ولون، إنه المتشبث بالإنسان وعواطفه، والإنسانية وتاريخها. اللحظات العابرة، في أعماله ليست عابرة، وليست لحظات؛ إنها تاريخ على جدران الروح، وانعكاسات الروح على جغرافيا الجسد والوجه من العينين والخدين إلى الشفاه والجبين. مرةً يمسك بدقائق الواقع وحرفيته فتظهر الوجوه والرؤوس لنرى من خلالها زمناً يشدنا بالحنين إليه، ومرة يخرج من هذا الواقع إلى تعبيرية تنبعث من براءة الطفل الذي يعشش داخله، فيمسك بريشة هذا الطفل معبراً بروح البراءة الأولى التي تشبه الهواء بحريتها وعفويتها. الفنان جورج عشي بقدر ماهو واقعي في كاميرته ولوحته، فإنه يسمح لذلك الجموح الطفولي الذي يسكنه أن يحلق فوق الواقع لينقلنا إلى تعبيرية آسرةً.
لفناننا الجميل ما لا يُقدّر من الامتنان على مايقدمه لنا مما يوسع مساحة الفكر والجمال”.
.
(إحياء التراث)
يقول سموقان أسعد- فنان تشكيلي (رئيس منتدى سورية التشكيلية):
“ليس سهلاً في هذه العجالة الكتابة عن جورج عشي الفنان الضوئي المعروف وكاتب الأغنية والتشكيلي المخضرم. هو باختصار موسوعي المعرفة وترك بصماته المميزة في كل تلك المجالات. وهنا لابد أن نذكر الجانب التشكيلي حيث أن له أسلوباً مميزاً يخصه وحده وتفوح منه رائحة الشرق.. تبدو أشكاله واقعية مدروسة بدقة، ولعل الطربوش الأحمر له الحضور الأكبر في أعماله وهو مفتاح لذاكرة قد تكون منسية.. مفتاح يُحَرضُ على حضور الزّي السوري القديم من السروال إلى القنباز عند الرجل. والفستان والشال الحريري عند المرأة.. وبغض النظر عن هذه الرموز الشرقية التراثية.. جورج عشي فنان قوي في الخط واللون، ولعل رؤية دراسة واحدة من الاسكتشات تعطي فكرة عن فنان قادر على ترويض الخط في ليونته وقوته بما يخدم الشكل النهائي المنجز.. جورج عشي خبر أدواته وامتلكها فأصبحت الأشكال تتردد بتلقائية عالية وهي موسيقا شرقية بقرارها وجوابها تتوزع على سطح اللوحة في صمتها وحلمها وصداها، ومن ناحية أخرى نرى اللوحة تدعو المشاهد ليراها ببصيرته أكثر من بصره.. ولوحته هي للمشاهد بمختلف سويته الثقافية وتنمي الحاسة اللمسية والذوقية والسمعية.
باختصار لوحته تداعب روح المشاهد في أحاسيسه وقلبه أكثر من عقله.. نحب موسيقا الشكل لديه وصداه التراثي ونعشق البعد المستقبلي.. لوحته مزاقها حلو تدعوك لتلمس نسيج القماشة حيث يدخل عنصراً اساسياً يشارك في البناء الجمالي الكلي للعمل.. أعماله تنمي عاطفة القلق والافتتان بالعمل.. عالمه تتواصل فيه الأنظمة الحسية حيث ينتشر اللون والخط بين البعد التراثي والتواصل الروحي”.
.
(أسلوب متفرد)
بينما تقول حنان الشامي- فنانة تشكيلية:
“الأستاذ جورج عشي فنان مبدع وقدير.. مسيرته حافلة بكل أنواع الفنون الشعر والموسيقى والتصوير الضوئي والفن التشكيلي. كما تنوعت أعماله بين الواقعية والتعبيرية والرمزية بالنسبة للفن التشكيلي، فكان يعتمد أحياناً على مساحات لونية موحدة ويرسم العناصر والأشكال بخطوط واضحة. وأحيانا يرسم بألوان ضبابية هادئة وممتعة. فهو يرسم بأسلوبه الخاص والمتفرد به، لكن يمكن لكل متلقي أن تصله الرسالة والفكرة، إذ أكثر أعماله تميل نحو الاختزال والتبسيط. فهو فنان مخضرم عاصر كبار الفنانين السورين وله بصمة مميزة بجميع أنواع الفنون.
نشكر لكم في “الوسط” هذا الرصد، ونتمنى لكم ولمبدعنا عشي التوفيق دائماً”.
.
(تجربة غنية)
أما فريد شنكان- فنان تشكيلي وأرابيسك، فيقول:
“نحن أمام إنسان رائع وفنان وشاعر مبدع، يستحق كل الضوء والإشادة.. فهو جدير بهذا الاهتمام بخبرته الجميلة والطويلة مع اللون والكلمة والضوء. فهو صاحب تجربة غنية بفن التصوير الضوئي. وقد استطاع أن يثبت جدارته بمجال كلمات الأغنية والشعر المحكي حيث كتب الكثير من الأغاني لمطربين وملحنين كبار مثل ملحم بركات، ومطربين مثل نعيم حمدي ونهاد طربيه وغيرهم.. كما أغنى الساحة التشكيلية بالكثير من إبداعاته في مواضيعه المتنوعة، وخصوصيته الإبداعية الجميلة، من خلال مشاركاته المختلفة في المعارض التشكيلية التي تقام في سورية وغيرها من البلدان.
وبكل تقدير أتوجه إليه بالتحية والمحبة متمنياً له المزيد من النجاح والتوفيق والصحة والسعادة”.
.
(خبرة طويلة)
بدوره؛ خلدون أبو حمدان- فنان تشكيلي، يقول:
“إنه قامة وطنية وفنية كبيرة.. فالأستاذ جورج عشي جامع لامع في الفنون، كتب مجموعة كبيرة وجميلة من الأغاني التي مازالت ترددها الألسن حتى يومنا هذا، بالإضافة لخبرته الطويلة في التصوير الضوئي وخاصة عن دمشق القديمة. ويكاد يكون المرجع الأول في المعرفة عن حارات دمشق الياسمين. وفي الفن التشكيلي هو ذاك الشخص المبدع المتميز الذي مازال رغم تقدمه في السن يعمل ويحضر لمعارض جديدة بدون كلل أو ملل. وهو أستاذي وصديقي الذي أراه كل يوم في مقهى “الهافانا” يرسم اسكيتشات على الورق تجهيزاً لمعرض جديد قادم. ومن خلالكم أوجه له كل الاحترام والتقدير مع المحبة ودوام الصحة والتألق”.
.
(تصوير الجمال)
بينما تقول عبير أحمد- فنانة تشكيلية:
“عاش الفنان الكبير جورج عشي حياته عاشقاً للجمال.. وهو كفنان رسام بارع يمتلك خيال خاص وتكاوين خاصة به، فلوحته تحمل بصمته الخاصة برؤياه. أحب في لوحاته اللون النقي الساحر والتدرج الذي يصنعه بانسيابية ساحرة، كونه يعطي مساحات بصرية ممتدة بأناقة وجمال وعذوبة عالية الحساسية، وكأنها رؤى عينيه التي فطمت على سحر قريته “ضهر صفرا” لذا نجد اللوحة تمتلك هذا اللون النقي الهادئ الذي يدخل الطمأنينة الى النفس.
كذلك كفنان فوتغرافي نرى عينه كروحه النقية تبحث عن الجمال فيصوّر ويرصد ويثبت المشهد في ضمائرنا. لأنه باحث دائم عن الجمال والموثق له خلال مسيرته كلها. ويقدم التصوير الضوئي بطريقة احترافية جميلة وعالية المستوى مستخدماً الطريقة الكلاسيكية القديمة.
فشكراً لكم في “الوسط” لأنكم تقومون بتكريمه عبر هذا الملف”.
(فوتغرافي مذهل)
وفي وقفة مع نضال قوشحة- مؤلف ومخرج صحفي سوري، يقول:
“إنه التشكيلي والفنان المذهل في التصوير الضوئي (الفوتوغرافي) حيث صور المئات من التفاصيل، خاصة في البورتريه، التي وثقت طبيعة الحياة في دمشق غالبا بشوارعها وأحيائها وناسها وأماكنها، موظفين وباعة جوالين ومارة في الطرقات والأزقة. وهو من أسّس “نادي التصوير الضوئي” في سورية ويحمل فيه العضوية رقم واحد. وهاجسه الإبداعي متعدد الأوجه، فيمم شطر فن التصوير الضوئي. ومازال يحن إلى الطريقة القديمة فيه، حيث يتم تصوير المادة على الشريط الممغنط ثم التحميض فالطبع.
إنه مبدع كبير وقدير، لا تزعجه رائحة الكربون الذي كانت تملأ الغرفة، الناجمة عن تفاعل المواد الكيميائية المختلفة، لم ينفر يوماً من هذه الروائح.. وصحيح أنه يتعامل مع الأسلوب الحديث في التصوير الرقمي، لكنه يحب التصوير التقليدي ويحن إليه”.
.
(فنان شامل)
من جهتها تقول لوسي مقصود- فنانة تشكيلية وشاعرة:
“إنه فنان عظيم، أثبت لنا مقولة مهمة: إن الفن لايتجزأ..
هو بذلك الفنان الشامل.. بين موسيقا وشعر وتصوير.. من الأرض والطبيعة كانت أدواته.. وللأرض والطبيعة والبشر منح لونه وكلمته وصوته.. هو فنان الصوت والصورة واللون. فخلف تلك العدسة الصامتة، رصدت عين فنان لحظات يقف فيها الزمن ليؤرشف إحساساً مفعماً بالتفاصيل.. يتصارع الضوء والظل ليؤلفا أجمل وأصدق عمل فني. نعم جورج عشي هو فنان الصورة وفنان اللوحة وفنان الأغنية والقصيدة المحكية التي توجها بصدق إحساس وتعبير يرتقي بالتراث لحداثة تتقدم به، متجاوزة معايير المعقول لتصل إلى جمال واختزال وبساطة اللامعقول.. إنه الفنان والإنسان اللطيف، الراقي الذي يرغمنا بمنجزاته الثرية أن نحني رؤوسنا شكراً لأعماله”.
(شاعر الأغنية)
وكتب علي الراعي- شاعر وكاتب (رئيس المبتقى السوري للنصوص القصيرة) :
“قد يتفاجأ كثر بأن أجمل ما صدح به المطرب اللبناني ملحم بركات، وربيع الخولي، وغيرهما كانت مما أجاد به جورج عشي كشاعر غنائي استثنائي، من هذه الأغاني على سبيل المثال: “أه لو فييّ” أو هذه الأغنية التي سمعناها بصوت عشرات المطربين، لعلّ أبرزهم الفنان موفق بهجت:
ياما رحنا ومشينا وفرحنا وبكينا/ حتى على قلوب الناس انحفرت أسامينا/ كل ما يمرق يوم نقول يا حبي انتهينا/…
جورج عشي قدم للأغنية العربية ما يُقارب من الألف أغنية، لحن بعضها كبار الموسيقيين والملحنين في العالم العربي منهم سيّد مكاوي، وغنى من كلماته أهم المطربين، وهذا ما يفرح له. فهو ككاتب أغنية من نوع استثنائي، فقد أصدر العشي مجموعتين في وقت متقارب من الشعر المحكي منذ نصف قرن “كلمتين صغار 1963، والجوع والحب 1970” أشعار تأخذ نسغها من مفردات الطبيعة: الليل والغيم والضباب والريح والصباح… كلها تحضر بقوة في نص جورج عشي، وفي عناوين النصوص وثناياها مُشكّلاً قاموسه الشعري بمفردات سهلة مفهومة تصل إلى القارئ بكل يسر، كلغة الحياة اليومية، وهو في كل ذلك الشاعر الذي لا ينفصل عن جورج عشي المصوّر والرسام، فمفردات اللوحة والريشة حاضرة في نصوصه، وهو يكتب بعين المصوّر والرسام المهتم بكل التفاصيل، كما يُصوّر بعين الشاعر الباحث دائماً عن المتفرد والمتميز مؤرخاً للحالة واللحظة الشعوريتين في نصه الغنائي وفي نصه المصوّر ولوحته المرسومة، يفعل كل ذلك في وحدته مع همومه وأفكاره وخيالاته التي تأخذه بعيداً:
“قديش صعبة تعيش لوحدك/ إنسان متلي وما حدا حدّك/ كيف ما التفت بتلمحو للهم وبتسألو: يا هم شو بدّك”؟
(باقة من بطاقة)
*ولد الفنان جورج عشي عام 1940 في ضهر صفرا – طرطوس ، سورية.
*أتم دراسته الثانوية في مدارس الأرض المقدسة بحلب 1959.
*درس العزف على الكمان على يد الاستاذ ميشيل كونستانتنيدس في اللاذقية وميشيل بوبيونكو في حلب.
* من الأعضاء المؤسسين للفرقة السمفونية الوطنية عام 1960.
*حصل عام 1972 على دبلوم ديكور بامتياز من المدرسة الدولية في بيروت.
*العضو المؤسس رقم “1” لنادي فن التصوير الضوئي في سورية.
*عضو نقابة الفنون الجميلة بدمشق- والاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب.
*عضو جمعية المؤلفين والملحنين والموزعين في باريس بصفة شاعر أغنية.
*مدرس مادة التصوير الضوئي في كل من معهدي الآثار والمتاحف والفنون التطبيقية.
*لديه أكثر من 10 معارض تصوير زيتي فردية. ومعارض تصوير ضوئي.
*شارك في أغلب المعارض السنوية لوزارة الثقافة في سورية.
*يحترف التصوير الفوتوغرافي إلى جانب الفن التشكيلي. وأعماله مقتناة ضمن مجموعات خاصة.
*صدر له مجموعتان شعريتان باللغة المحكية السورية “كلمتين زغار” 1964 و”الجوع والحب”1970.
*له أغنيات وأعمال درامية موسيقية وبرامج منوعات في كل من تلفزيون وإذاعة دمشق وبيروت والقاهرة.
*قدم للأغنية العربية ما يُقارب من الألف أغنية.
*حائز على الجائزة الأولى لمهرجان الأغنية الشعبية 1975.
*حائز على الجائزة الثانية في مهرجان قطر للتلفزيونات العربية 1975 عن عمله الموسيقي “الريشة السحرية”.
*حائز على الجائزة الثانية لوزارة الثقافة السورية في مسابقة الأوبريت الغنائي “خيال الريح الأزرق” 1967.
*حائز على إثنى عشر ميدالية تقدير من هيئات ومنظمات دولية وعربية وسورية.
*أحدث جوائزه وتكريماته: تكريم وزارة الثقافة السورية عام 2020.
.