إعداد: سلافة الفريح
مجموعة همة التطوعية.. أكاديمية فوتوغرافية مجانية للمصورين كافة
وليد الجريش: رسالتنا نشر المعلومة الفوتوغرافية وفق أعلى المعايير
في السنوات القليلة الماضية كان أمر البحث عن المعلومة الفوتوغرافية باللغة العربية في الكتب أو في الشبكة العنكبوتية هو أشبه بالحلم، وتعالت أصوات المصورين بالمطالبة بأكاديمية تصوير معتمدة.
وفي ظل عتمة المحتوى العربي بزغت جهود فردية تطوعية يقودها الفنان وليد الجريش لتكوين مجموعة «هِمّة» التطوعية، المتخصصة في تقديم النصائح للمصورين والمصممين، حيث اجتمعت ثلة من الشباب المبدع، وأخذوا على عاتقهم نشر ثقافة التصوير الضوئي، بأسلوب محترفٍ وراقٍ، فكان جهداً رائعاً يستحق كلّ الرعاية والثناء.
وفي هذا الصدد، التقينا مؤسس المجموعة والمشرف العام عليها، الأستاذ وليد الجريش، ليحدثنا عن نشأة مجموعة «هِمّة» وأهدافها وأنشطتها وخططها المستقبلية.
يقول الجريش: «تأسست مجموعة «هِمّة» منذ نحو خمس سنوات، نهدف من وراء تأسيسها أن تكون مرجعاً علمياً ميسراً للمصورين بكل مستوياتهم، ورديفاً لهم يمدّهم بالملاحظات والتعليمات والدروس الاختصاصية في مجالي التصوير الضوئي ومعالجة الصور، وعوناً يساعدهم على إنجاز أعمالٍ إبداعية مميزة.
أما رؤيتنا فهي أن نكون مركزاً أساسياً لنشر علوم التصوير الضوئي باللغة العربية بأسلوبٍ راقٍ ومتجدد، لنساهم في إثراء المحتوى العربي على الإنترنت في مجال التصوير الضوئي.
أما رسالتنا فهي نشر المعلومة الفوتوغرافية بشكل ميسر، وفق أعلى معايير الجودة».
الأنشطة
يتركز نشاط «هِمّة» حالياً في النشر على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث إن صفحتها الرئيسية التي يمكن الوصول إليها من خلال الرابط: www.hemahphoto.com والمرتبطة بموقع Flickr الشهير، تحتوي على كثير من الدروس الفوتوغرافية لمصوّرين محترفين، نقوم نحن بمراجعتها وتدقيقها وإعادة إخراجها.
وقد بلغ مجموع الدروس حتى الآن أكثر من خمسين درساً في مختلف مجالات التصوير، «كما أن لدينا حساباً على تويتر نقوم فيه بنشر آخر أخبار التصوير، ونتفاعل مع المتابعين، ونفتح أبواباً للنقاش معهم، ونعيد نشر الصور المتميزة.
أما حسابنا على انستغرام، الذي بلغ عدد متابعيه أكثر من 65 ألف متابع فيُعدّ النقلة النوعية الأبرز التي تفرّدت بها مجموعتنا ولاقت استحساناً كبيراً من المصورين، إذ يمكن من خلاله إيصال معلومات قيّمة وهادفة، وبعبارات واضحة ومركزة لا تحتوي كثيرا من التفاصيل المرهقة للقارئ، وإنما هي مجرد تلميحات تشغل إدراكه وتحثه على التفكير المبدع، مرفقةً مع عمل إبداعي لأحد المصورين المميزين ضمن إطارٍ مربع.
وكان من أهم أسباب إنشاء صفحة الانستغرام، فضلاً عن نشر المعلومة، هو زرع قيمة «الحرف والكلمة والنصيحة» عند كل مصوّر متمكّن، وحثّه على بذلها وتقديهما بشكل مباشر وعدم الاستهانة بأهميتها وقدرتها على إحداث التغيير المطلوب».
مشاريع مستقبلية
ويضيف الجريش: «نطمح في القريب إلى إنشاء أكبر موقع عربي معلوماتي للمصورين، بحيث يضم دروساً مرئية ومكتوبة في جميع مجالات التصوير الضوئي، كما نسمح فيه لكل مصور أن يشارك بتقديم الدروس بعد استيفائها للمعايير والشروط المطلوبة.
كما قد نقدم فيه دورات تدريبية - سيمينار - لجميع المستويات، بحيث نشكّل في هذا الموقع نواةً لمجتمع فوتوغرافي قائم على التعاون ومشاركة الفائدة.
ومن المقترح أن يقترن بالموقع تطبيق خاص به على الأجهزة الذكية يُسهّل على المستخدم الوصول إلى محتواه أو مشاركة المعلومة من خلاله.
كما أننا بصدد الإعداد لترجمة بعض الكتب العالمية في مجال التصوير الضوئي بالتعاون مع مترجمين محترفين ودور نشر رائدة».
التحديات المستقبلية
إن اسم مجموعتنا هو «هِمّة» وهذا الاسم بحدّ ذاته يضعنا أمام تحدٍّ مستمرٍ لتقديم كل ما هو جديد ومفيد، فلقد عزمنا السير في هذا الطريق، ونسأل الله تعالى العون والتوفيق.
أما عن التحديات التي تواجهنا، فهي ذات التحديات التي تواجه كل عمل تطوعي، إذ إنه قائم على العطاء وليس الربح، ونأمل تجاوز ذلك من خلال تقديم خدمات أو منتجات تضمن استمرارية عملنا، أو من خلال نشر الإعلانات الهادفة وفي مجال التصوير حصراً، كما أننا نرحب دائماً بأي دعمٍ من الجهات الحكومية أو الخاصة، فعملنا بالأساس هو عملٌ تطوعيٌ ونفعه عام، وهمّتنا عالية لإنجازه على أكمل وجه بإذن الله تعالى.