محمد صابر عبيد
(صواريخ العائلة السعيدة)
تنتمي قصائد (صواريخ العائلة السعيدة) للشاعر علي حبش إلى فضاء القصيدة السيرذاتية بدلالات ميثاقية كثيرة، منها ما هو شخصي ومنها ما هو مكاني ومنها ما هو زمني، فضلاً على اتجاه القصائد جميعاً إلى محاولة استلهام الواقع المعيش استلهاماً حياً يتجه إلى شعرنته. في قصيدته (عيد الفقر المبارك) يبرز أول ميثاق يصلح لوصف القصيدة بأنها قصيدة سيرذاتية:
ها هو في الخامسة والثلاثين من حزنه
يدخل عام ألفين ..
بجورب قديم
وحروب كارتونية ،
لقد وصل العيد قرب الجامع يا أبي
السعادة تهندس المكان
والمنزل عامر بالصدى .. نباح تسمعه المنافي
إذ تصرح الأنا الشاعرة ببلوغها (الخامسة والثلاثين) من العمر في(عام ألفين)، وحين نعود إلى التعريف الخاص بالشاعر في الغلاف الأخير للديوان نجد أنه (من مواليد 1965 بغداد)، على النحو الذي يؤكد ميثاقا بأن الأنا الشعرية هنا هي أنا الشاعر، وهي تتجه شعريا في القصيدة نحو التقاط صور الواقع التقاطا حيا (جورب قديم/حروب كارتونية/وصل العيد قرب الجامع يا أبي))، وإدخالها في فضاء استعاري يقود إلى شعرنتها (السعادة تهندس المكان/المنزل عامر بالصدى/نباح تسمعه المنافي)، لكنه يبقي الإحساس بالواقع قائماً وماثلاً. وبما أن الميثاق السابق يشير إلى زمن ولادة الشاعر ومكانه (1965 بغداد)، فإن تجليات المكان (بغداد) وتمظهراته الصورية ـ أحياء وشوارع وجسورا ومناطق وغيرها ـ تتردد كثيراً في قصائد الديوان لتدعم سيرذاتية القصيدة من جهة، وتخضع لرؤيا الأنا الشاعرة في شعرنة الواقع من جهة أخرى:
الجيوب تعطّلت من واجباتها الأبدية
الجيوب وأصابعي والحياة
بينها ينتحر شارع الرشيد
ماحياً فكرة الأصدقاء
فظهور الأنموذج المكاني (شارع الرشيد) بصورته الاستعارية (ينتحر) يعبّر عن قدرة استيعابية كبيرة للصور المستجيبة لفعل الانتحار المجازي، وهي تعطل (الجيوب/أصابعي/الحياة) من واجباتها الأبدية حيث أصبحت فارغة ولا عمل لها، فضلاً على دوره في محو ( فكرة الأصدقاء) بوصف أن المكان ( شارع الرشيد) يتسم بالثبات التاريخي والشعري في حين تتغير دائما فكرة الأصدقاء. يندمج السيرذاتي بالمتخيل الشعري اندماجا جماليا يحيل فيه على الشعري أكثر مما يحيل على الواقعي السيرذاتي، مستخدماً قي ذلك آليّة التركيز الصوري الاستعاري بمعية رغبة شعرية في سردنة الشعر:
كيف أهادن صورة الأرض
وهي نائمة في زجاجة
في باب المعظم
رأيت التاريخ ميتا على جسر المشاة
لو كان المكان يتحرك
لكانت الصحراء أول الفائزين
المنزل ثم المقهى ثم ساحة الأندلس
سنوات طويلة بلا جسور
هل الطائرة حقيقة إذن ؟
أعرف أنني لا أملك جوازاً للسفر
لكنني شاهدت كل أوربا
في شظية سقطت قرب مدينة الطب
للصواريخ نغمة شعرية أيضاً
فالمقاربات المكانية (باب المعظم/المنزل/المقهى/ساحة الأندلس/مدينة الطب) تنتمي إلى فضاءات الواقع في الميثاق المكاني المصرّح به (بغداد)، لكنها تنزل في السياق الشعري منزلاً تخييلياً يشحن الصور بطاقة جمالية تنبثق من تحولات الأنا الشاعرة الاستفهامية (كيف أهادن ..)، والرؤيوية (رأيت التاريخ ميتا..)، واليقيني (أعرف أنني لا أملك ..)، والحلمية (شاهدت كل أوربا..)، وهي توجّه الصور وتطلق الإشارات وتسرد الحكايات بلغة تتحرك على محورين متلازمين، المحور السيرذاتي الظاهري في ميثاق المكان، والمحور الشعري في انفتاحاته على التخييل المجازي والاستعاري داخل فضاء سردي حكائي تقوده الأنا الشاعرة.
ويهيمن الفضاء السيرذاتي الشعري في بعض الأحيان على اللغة الشعرية ليخلق منها صورة شبه واقعية تحيل على المكان والزمن:_ وأنا أعبر حديقة الأمة/تلقفتني بدلة عسكرية قرب ماكنة خياطة..
الفعل (تلقفتني) المنسوب استعارياً إلى (بدلة عسكرية) يحقق مفارقة نسقية مع حركة (وأنا أعبر حديقة الأمة)، ليجعل من المكان السيرذاتي المعيّن بطاقته السيميائية (حديقة الأمة)، والزمن المخصوص (بدلة عسكرية) فضاء يستجيب لمعاناة الـ (أنا) السيرذاتية. تظل مفارقة (العبور/الإيقاف) ماثلة في المقطع الآخر:
المواعيد ليست جديرة بالمكان/ وأنا أعبر شارع الرشيد /توقفني حضارة الشاي في المقهى.. مع تغيير نوعي في العلاقة بين طرفي المفارقة (أعبر شارع الرشيد/توقفني حضارة الشاي في المقهى)، لكنه تفت مجالاً شعرياً جديداً لتوسيع رقعة السرد السيرذاتي على مسرح الأزمنة والأمكنة.
تتوالى الدوال المعبرة عن خصوصية التوجه السيرذاتي في قصائد الشاعر، في توزعها وانتشارها، لتؤلف خارطة شاملة للفضاء الزمكاني على النحو الذي يسلط فيه إضاءة شعرية مركزة على كل مفصل من مفاصله:
الصاروخ يسقط قرب حياتي
تستقبل أصابعي الحدث بإشعال سكارة سومر
وإطفاء جهاز التسجيل
ثم تفتح الذاكرة ألبوم الصور
الزجاج نفسه تهشّم قبل تسعة أعوام
في باب المعظم
بنفس الشتاء الموحش
الصور تسبق الحدث
الأخطبوط نفسه يعود إلينا عبر الصحراء
منكّس الرأس ..
الموت يتمتم في الفضاء
يشهق..
فالدوال (الصاروخ/سكارة سومر/جهاز التسجيل/ألبوم الصور/باب المعظم) وما يتصل بها من دوال مصاحبة وساندة تسهم في تشييد الفضاء السيرذاتي، عبر نوعية الحركة في منظومة الأفعال(يسقط/تستقبل/تفتح/تهشّم/تسبق/يعود/يتمتم/يشهق)، وسلبية الدلالة في منظومة المصادر والسماء المناظرة ((إشعال/إطفاء/الشتاء/الموحش/الأخطبوط/الصحراء/منكس ارأس/ الموت))، على النحو الذي تؤلف فيه شبكة الدوال المتضامنة تضاريس لغوية تتنوع فيها الصور لكنها تتمركز دلاليا ورمزيا في بؤرة التأمل المأزوم للأنا الشاعرة. يستعين الشاعر بشهرة المكان الواقعي وحميميته لدعم سير ذاتية التوجه الشعري في قصيدته:
تحت أقدام شارع المتنبي يتكاثر الزمن
المجد يحتفل بالخردة
ومن بناية لأخرى ينطفئ الجسد
فـ (شارع المتنبي) علامة شهيرة من العلامات (الكتبية) في بغداد يتأنسن هنا (تحت أقدام) ويتأسطر(يتكاثر الزمن))، وينفتح على مواجهات الذات الشاعرة في رسم سياستها السيرذاتية اعتمادا على شعرية الصور، وهي تحتفل باستعاراتها ومجازاتها ورؤاها الشعرية. وتحضر الذاكرة بتجلياتها الحرة لتتلبس المكان الواقعي عبر مواجهة يختلط فيها البصري بالذهني: أتذكر انكساراتي أمام ساعة بغداد ..وأحزان الجسر المعلّق..
إذ تتمظهر(ساعة بغداد) ويتمظهر(الجسر المعلّق) بوصفهما شاهدين علاميين على المكان، وهو يصطدم بصرياً وذهنياً بذاكرة وراهنية الذات الشاعرة، التي تتفاعل مع الأمكنة (البغدادية) عبر استظهارها على شاشة المشهد الشعري. اللغة الشعرية السيرذاتية ولفرط انتمائها الحاسم إلى تجربة المكان والزمن والحدث تحت مظلة الميثاق السيرذاتي تبدو مبالغة أحياناً بيوميتها وبساطتها ومألوفيتها، على النحو الذي تسير فيه على حافة النثر، وتفتقر في أحيان أخرى إلى الممول المرجعي الذي يغذي اللغة بقوة تعبيرية مسندة بوعي ثقافي يضبط حركة الحيوات، ويوجهها في مساقات لا تتراكم فيها الرؤى ولا تتكدس، على نحو يقلل من شعريتها وطاقة تمثيلها للمناطق السيرذاتية المسموح بها شعرياً أو المناطق الشعرية المسموح بها سيرذاتياً .
(صواريخ العائلة السعيدة)
تنتمي قصائد (صواريخ العائلة السعيدة) للشاعر علي حبش إلى فضاء القصيدة السيرذاتية بدلالات ميثاقية كثيرة، منها ما هو شخصي ومنها ما هو مكاني ومنها ما هو زمني، فضلاً على اتجاه القصائد جميعاً إلى محاولة استلهام الواقع المعيش استلهاماً حياً يتجه إلى شعرنته. في قصيدته (عيد الفقر المبارك) يبرز أول ميثاق يصلح لوصف القصيدة بأنها قصيدة سيرذاتية:
ها هو في الخامسة والثلاثين من حزنه
يدخل عام ألفين ..
بجورب قديم
وحروب كارتونية ،
لقد وصل العيد قرب الجامع يا أبي
السعادة تهندس المكان
والمنزل عامر بالصدى .. نباح تسمعه المنافي
إذ تصرح الأنا الشاعرة ببلوغها (الخامسة والثلاثين) من العمر في(عام ألفين)، وحين نعود إلى التعريف الخاص بالشاعر في الغلاف الأخير للديوان نجد أنه (من مواليد 1965 بغداد)، على النحو الذي يؤكد ميثاقا بأن الأنا الشعرية هنا هي أنا الشاعر، وهي تتجه شعريا في القصيدة نحو التقاط صور الواقع التقاطا حيا (جورب قديم/حروب كارتونية/وصل العيد قرب الجامع يا أبي))، وإدخالها في فضاء استعاري يقود إلى شعرنتها (السعادة تهندس المكان/المنزل عامر بالصدى/نباح تسمعه المنافي)، لكنه يبقي الإحساس بالواقع قائماً وماثلاً. وبما أن الميثاق السابق يشير إلى زمن ولادة الشاعر ومكانه (1965 بغداد)، فإن تجليات المكان (بغداد) وتمظهراته الصورية ـ أحياء وشوارع وجسورا ومناطق وغيرها ـ تتردد كثيراً في قصائد الديوان لتدعم سيرذاتية القصيدة من جهة، وتخضع لرؤيا الأنا الشاعرة في شعرنة الواقع من جهة أخرى:
الجيوب تعطّلت من واجباتها الأبدية
الجيوب وأصابعي والحياة
بينها ينتحر شارع الرشيد
ماحياً فكرة الأصدقاء
فظهور الأنموذج المكاني (شارع الرشيد) بصورته الاستعارية (ينتحر) يعبّر عن قدرة استيعابية كبيرة للصور المستجيبة لفعل الانتحار المجازي، وهي تعطل (الجيوب/أصابعي/الحياة) من واجباتها الأبدية حيث أصبحت فارغة ولا عمل لها، فضلاً على دوره في محو ( فكرة الأصدقاء) بوصف أن المكان ( شارع الرشيد) يتسم بالثبات التاريخي والشعري في حين تتغير دائما فكرة الأصدقاء. يندمج السيرذاتي بالمتخيل الشعري اندماجا جماليا يحيل فيه على الشعري أكثر مما يحيل على الواقعي السيرذاتي، مستخدماً قي ذلك آليّة التركيز الصوري الاستعاري بمعية رغبة شعرية في سردنة الشعر:
كيف أهادن صورة الأرض
وهي نائمة في زجاجة
في باب المعظم
رأيت التاريخ ميتا على جسر المشاة
لو كان المكان يتحرك
لكانت الصحراء أول الفائزين
المنزل ثم المقهى ثم ساحة الأندلس
سنوات طويلة بلا جسور
هل الطائرة حقيقة إذن ؟
أعرف أنني لا أملك جوازاً للسفر
لكنني شاهدت كل أوربا
في شظية سقطت قرب مدينة الطب
للصواريخ نغمة شعرية أيضاً
فالمقاربات المكانية (باب المعظم/المنزل/المقهى/ساحة الأندلس/مدينة الطب) تنتمي إلى فضاءات الواقع في الميثاق المكاني المصرّح به (بغداد)، لكنها تنزل في السياق الشعري منزلاً تخييلياً يشحن الصور بطاقة جمالية تنبثق من تحولات الأنا الشاعرة الاستفهامية (كيف أهادن ..)، والرؤيوية (رأيت التاريخ ميتا..)، واليقيني (أعرف أنني لا أملك ..)، والحلمية (شاهدت كل أوربا..)، وهي توجّه الصور وتطلق الإشارات وتسرد الحكايات بلغة تتحرك على محورين متلازمين، المحور السيرذاتي الظاهري في ميثاق المكان، والمحور الشعري في انفتاحاته على التخييل المجازي والاستعاري داخل فضاء سردي حكائي تقوده الأنا الشاعرة.
ويهيمن الفضاء السيرذاتي الشعري في بعض الأحيان على اللغة الشعرية ليخلق منها صورة شبه واقعية تحيل على المكان والزمن:_ وأنا أعبر حديقة الأمة/تلقفتني بدلة عسكرية قرب ماكنة خياطة..
الفعل (تلقفتني) المنسوب استعارياً إلى (بدلة عسكرية) يحقق مفارقة نسقية مع حركة (وأنا أعبر حديقة الأمة)، ليجعل من المكان السيرذاتي المعيّن بطاقته السيميائية (حديقة الأمة)، والزمن المخصوص (بدلة عسكرية) فضاء يستجيب لمعاناة الـ (أنا) السيرذاتية. تظل مفارقة (العبور/الإيقاف) ماثلة في المقطع الآخر:
المواعيد ليست جديرة بالمكان/ وأنا أعبر شارع الرشيد /توقفني حضارة الشاي في المقهى.. مع تغيير نوعي في العلاقة بين طرفي المفارقة (أعبر شارع الرشيد/توقفني حضارة الشاي في المقهى)، لكنه تفت مجالاً شعرياً جديداً لتوسيع رقعة السرد السيرذاتي على مسرح الأزمنة والأمكنة.
تتوالى الدوال المعبرة عن خصوصية التوجه السيرذاتي في قصائد الشاعر، في توزعها وانتشارها، لتؤلف خارطة شاملة للفضاء الزمكاني على النحو الذي يسلط فيه إضاءة شعرية مركزة على كل مفصل من مفاصله:
الصاروخ يسقط قرب حياتي
تستقبل أصابعي الحدث بإشعال سكارة سومر
وإطفاء جهاز التسجيل
ثم تفتح الذاكرة ألبوم الصور
الزجاج نفسه تهشّم قبل تسعة أعوام
في باب المعظم
بنفس الشتاء الموحش
الصور تسبق الحدث
الأخطبوط نفسه يعود إلينا عبر الصحراء
منكّس الرأس ..
الموت يتمتم في الفضاء
يشهق..
فالدوال (الصاروخ/سكارة سومر/جهاز التسجيل/ألبوم الصور/باب المعظم) وما يتصل بها من دوال مصاحبة وساندة تسهم في تشييد الفضاء السيرذاتي، عبر نوعية الحركة في منظومة الأفعال(يسقط/تستقبل/تفتح/تهشّم/تسبق/يعود/يتمتم/يشهق)، وسلبية الدلالة في منظومة المصادر والسماء المناظرة ((إشعال/إطفاء/الشتاء/الموحش/الأخطبوط/الصحراء/منكس ارأس/ الموت))، على النحو الذي تؤلف فيه شبكة الدوال المتضامنة تضاريس لغوية تتنوع فيها الصور لكنها تتمركز دلاليا ورمزيا في بؤرة التأمل المأزوم للأنا الشاعرة. يستعين الشاعر بشهرة المكان الواقعي وحميميته لدعم سير ذاتية التوجه الشعري في قصيدته:
تحت أقدام شارع المتنبي يتكاثر الزمن
المجد يحتفل بالخردة
ومن بناية لأخرى ينطفئ الجسد
فـ (شارع المتنبي) علامة شهيرة من العلامات (الكتبية) في بغداد يتأنسن هنا (تحت أقدام) ويتأسطر(يتكاثر الزمن))، وينفتح على مواجهات الذات الشاعرة في رسم سياستها السيرذاتية اعتمادا على شعرية الصور، وهي تحتفل باستعاراتها ومجازاتها ورؤاها الشعرية. وتحضر الذاكرة بتجلياتها الحرة لتتلبس المكان الواقعي عبر مواجهة يختلط فيها البصري بالذهني: أتذكر انكساراتي أمام ساعة بغداد ..وأحزان الجسر المعلّق..
إذ تتمظهر(ساعة بغداد) ويتمظهر(الجسر المعلّق) بوصفهما شاهدين علاميين على المكان، وهو يصطدم بصرياً وذهنياً بذاكرة وراهنية الذات الشاعرة، التي تتفاعل مع الأمكنة (البغدادية) عبر استظهارها على شاشة المشهد الشعري. اللغة الشعرية السيرذاتية ولفرط انتمائها الحاسم إلى تجربة المكان والزمن والحدث تحت مظلة الميثاق السيرذاتي تبدو مبالغة أحياناً بيوميتها وبساطتها ومألوفيتها، على النحو الذي تسير فيه على حافة النثر، وتفتقر في أحيان أخرى إلى الممول المرجعي الذي يغذي اللغة بقوة تعبيرية مسندة بوعي ثقافي يضبط حركة الحيوات، ويوجهها في مساقات لا تتراكم فيها الرؤى ولا تتكدس، على نحو يقلل من شعريتها وطاقة تمثيلها للمناطق السيرذاتية المسموح بها شعرياً أو المناطق الشعرية المسموح بها سيرذاتياً .