"حسين عبد الكريم".. الأدب الصحفي والنقد الأدبي
تعلّم أول دروس المطر في قريته "كفر دبيل"، فأتقنت الطبيعة نسج حروفها على لغته الشعرية الجميلة، وحملت في طياتها انسجاماً وتوافقاً بين ما كتبه من روايات وقصائد، وما أبدعه في مواهبه الفنية المتعددة.
مدونة وطن "eSyria" التقت الأديب الروائي "حسين عبد الكريم" فتحدث بالقول: «البدايات كانت مع ظروف الطبيعة ومخيلة الأشجار؛ ضمن قرية ساحلية جبلية اسمها "كفر دبيل" في مدينة "جبلة" فتحت عيناي النور في عام 1964، ونشأت فيها وتعلمت أول دروس المطر والغناء الجبلي وزرقة السماء الصافية، فقد علمتني الطبيعة هذه العلاقة الجمالية اللطيفة والعذبة بين الكتابة والتأملات التي كانت آنذاك تأملات بسيطة وحنونة؛ كما هي الطبيعة التي لم تفقد شيئاً من رونقها؛ فهذا الصفاء الروحي هو الذي أغنى وأعطى مخيلتي رغبة في أن تكون حاضرة لتخط كلاماً جميلاً ضمن صفحات خاصة ليست في دفاتر الذين عبروا قبلنا، لقد كتبت أول قصيدة في المرحلة الثانوية لتكون فاتحة أعمالي». اً
ويتابع حديثه: «الفكرة هي نتاج مجموعة تقاطعات ترتبط بالواقع والبيئة الاجتماعية والنفسية أعكس من خلالها مرآتي الداخلية على شكل منتج إبداعي تتفاوت مستويات تقاناته بحسب الخبرة والممارسة وصدقية التعبير وسعة الاطلاع، فهذه التقاطعات تولد الفكرة التي هي عبارة عن ترابطات وجدانية وثقافية ولغوية تؤدي إلى نشوء القناعات وتحددها وتحميها، بينما أجد أن الإبداع جملة فلسفية تقاناتها تقارب الجملة الشعرية وإيحاءاتها تماثل الروح والأفكار التي تدور بمخيلتي للتعبير عن هواجسي ومكنوناتي. وما زلت حتى اللحظة أبحث عن أي شيء يغني تجربتي الأدبية، فاللغة بحر يجب أن أستزيد منها كلما سنحت لي فرصة التأمل في معاجمها وقواميسها؛ لذلك تركت كلية الاقتصاد في السنة الثانية، واتجهت إلى دراسة اللغة العربية لأنهل من بحورها التي أضافت إلى كتاباتي الكثير من الصور الشعرية المكثفة بمعانيها وتعابيرها النفيسة، فبقدر ما تكون اللغة "طازجة" تكون منصفة للفكرة التي أريد إيصالها عبر التأملات، فالكاتب متوهم جميل يزرع أرض الآخرين بقناعات لم تحدث بعد ولابد أن تحدث، والكتابة فعل قناعة وتأمل ورهانات بقاء ونقاء ورجاء، فهل بالإمكان الاستغناء عن القناعة أو البقاء أو أفعال القناعات؟ كما أن الكتابة هي التي اختارتني لأكون كاتباً، والحواس والهواجس التي تجيد الذهاب طويلاً مع الصفاء والبحث عن جمال الحياة وحنينها هي التي فعلت فعلها، فوجدت نفسي في تيار الكتابة وتيار التعبير عن مشاعر الناس الفقراء الذين أحبهم وأعدّهم ملح الأرض وزهاءها، فالعلاقة حميمية بين قصدية الكتابة وعفويتها؛ فلا يمكن لعفوية الكتابة أن لا تمتلئ بالمقاصد، ولا يمكن لقصدية الكتابة أن تخلو من عفوية الحب الذي يبتكره الكاتب في كتاباته. والواقع هو بطل كتاباتي الشعرية والنثرية، كما أن للمكان جزءاً أساسياً بذاكرتي وذكرياتي؛ فهو الذي يؤكد هويتي وانتمائي إلى الأرض والوطن».
وعن تعريفه للأنواع الأدبية التي ميزت إبداعاته الكتابية، وعلاقتها بعضها ببعض، قال: «الشعر هو فروسية خاصة باللغة والحواس، وفروسية بالمعنى الموسيقي في الترنيمة الداخلية للغة العربية التي لا تقبل ركاكة أو جموداً، ولا تحتاج إلى من يجاملها لتكون قصيدة مسكونة دائماً بألوان الحب الدفئ، والرواية خبرة واسعة بالجنون والصبر ودمج واعد بين العلاقات الممتدة بعيداً في زمان الوطن ومكان الوجدان، ولابد من دمج كهذا بين زمان الرواية ومكانها عبر رحابة الروح الإبداعية ومقدرات الحواس ومحفوظاتها وخزائنها، فالرواية والقصيدة تجاورت في كتاباتي، وتماثلت بوحدة الحال وتجانس الأحلام أيضاً، وهما عطر الكون الواسع الذي من خلالهما أستطيع إعادة صياغة الواقع بمزيد من التأملات اللطيفة والحنونة، كما هي الطبيعة والمرأة التي تدفقت منهما جداول الحياة».
أما فيما يتعلق بالملتقيات الأدبية، فأضاف: «تعدّ الملتقيات الأدبية منابر إعلامية ضرورية لنشر أفكار وإبداعات الأدباء شرط أن تتمتع حالة هذه الملتقيات بالضمائر الإبداعية الجديدة التي لا تبيع القناعات جزافاً، وخصوصاً في أيامنا هذه التي انصرف فيها الجيل الجديد عن الاهتمام بالثقافة، وخصوصاً أن الواقع الأدبي مهشم كالريح التي لا تهب ولا تهدي الغابات عاطفة أو نسمة أو جروداً أو سفوحاً».
الأديب الروائي "حسن حميد"
الأديب الروائي "حسن حميد" حدثنا عن الأديب "حسين عبد الكريم" بالقول: «هو صاحب تجربة متمرسة بالأدب والصحافة والنقد الأدبي، كما أنه من الأدباء الذين يليق بهم لقب "الفنان"، وذلك لأنه يكتب الشعر بصيغ مختلفة، منها: العمودي، والتفعيلة، وقصيدة النثر، إضافة إلى تجربته الغنية بالرواية والقصيدة التي صقلها عبر سنوات طويلة وهو يحرر الصفحات الثقافية في العديد من صحفنا المحلية، وبقناعتي إن "حسين" هو شاعر أولاً وأخيراً، ولكنه حين كتب الرواية تطاول في نصه عما كتبه الروائي السردي إلى الشعر، وأيضاً هو قصاص يكتب القصة ويكتب أنماطاً عدة وأصنافاً مختلفة من القصيدة، إذ يكاد المرء يحار أين يتابع "حسين عبد الكريم" في كتاباته، وفي إبداعه؛ ذلك لأن كل نص يحاول أن يقدم شخصيته بطريقة مختلفة في إنمائها وتطورها وتجاوزها لكثير من المراحل، فهو واحد من المناجم الأدبية المهمة، وواحد من البيوتات الأدبية الذين عرفوا في السبعينيات».
الجدير بالذكر، أن الأديب الروائي "حسين عبد الكريم" إعلامي بارز، وهو عضو جمعية القصة والرواية، وعضو في اتحاد الكتاب العرب، وله العديد من النتاجات الإبداعية، ومن مؤلفاته في مجال الرواية: "الطاحونة"، صدرت في عام 1993، ونالت جائزة في مهرجان "القاهرة" نصاً وإخراجاً عام 1994، و"شجرة التوت"، و"النبع"، و"حارة المشتاقين"، و"البساتين"، حيث تم إعدادها كمسلسل تلفزيوني، و"حطابون في غابات النساء"، و"أنوثة بالعامية لا تتلعثم بالفصحى". وفي مجال القصة: "لا يتسع لغير الخوف"، و"مهابات الصدأ"، ومجموعتان شعريتان: "ظل عيني غيمة وسفر"، و"لأنك تشبهين القصيدة".
- نجوى عبد العزيز محمود
تعلّم أول دروس المطر في قريته "كفر دبيل"، فأتقنت الطبيعة نسج حروفها على لغته الشعرية الجميلة، وحملت في طياتها انسجاماً وتوافقاً بين ما كتبه من روايات وقصائد، وما أبدعه في مواهبه الفنية المتعددة.
مدونة وطن "eSyria" التقت الأديب الروائي "حسين عبد الكريم" فتحدث بالقول: «البدايات كانت مع ظروف الطبيعة ومخيلة الأشجار؛ ضمن قرية ساحلية جبلية اسمها "كفر دبيل" في مدينة "جبلة" فتحت عيناي النور في عام 1964، ونشأت فيها وتعلمت أول دروس المطر والغناء الجبلي وزرقة السماء الصافية، فقد علمتني الطبيعة هذه العلاقة الجمالية اللطيفة والعذبة بين الكتابة والتأملات التي كانت آنذاك تأملات بسيطة وحنونة؛ كما هي الطبيعة التي لم تفقد شيئاً من رونقها؛ فهذا الصفاء الروحي هو الذي أغنى وأعطى مخيلتي رغبة في أن تكون حاضرة لتخط كلاماً جميلاً ضمن صفحات خاصة ليست في دفاتر الذين عبروا قبلنا، لقد كتبت أول قصيدة في المرحلة الثانوية لتكون فاتحة أعمالي». اً
ويتابع حديثه: «الفكرة هي نتاج مجموعة تقاطعات ترتبط بالواقع والبيئة الاجتماعية والنفسية أعكس من خلالها مرآتي الداخلية على شكل منتج إبداعي تتفاوت مستويات تقاناته بحسب الخبرة والممارسة وصدقية التعبير وسعة الاطلاع، فهذه التقاطعات تولد الفكرة التي هي عبارة عن ترابطات وجدانية وثقافية ولغوية تؤدي إلى نشوء القناعات وتحددها وتحميها، بينما أجد أن الإبداع جملة فلسفية تقاناتها تقارب الجملة الشعرية وإيحاءاتها تماثل الروح والأفكار التي تدور بمخيلتي للتعبير عن هواجسي ومكنوناتي. وما زلت حتى اللحظة أبحث عن أي شيء يغني تجربتي الأدبية، فاللغة بحر يجب أن أستزيد منها كلما سنحت لي فرصة التأمل في معاجمها وقواميسها؛ لذلك تركت كلية الاقتصاد في السنة الثانية، واتجهت إلى دراسة اللغة العربية لأنهل من بحورها التي أضافت إلى كتاباتي الكثير من الصور الشعرية المكثفة بمعانيها وتعابيرها النفيسة، فبقدر ما تكون اللغة "طازجة" تكون منصفة للفكرة التي أريد إيصالها عبر التأملات، فالكاتب متوهم جميل يزرع أرض الآخرين بقناعات لم تحدث بعد ولابد أن تحدث، والكتابة فعل قناعة وتأمل ورهانات بقاء ونقاء ورجاء، فهل بالإمكان الاستغناء عن القناعة أو البقاء أو أفعال القناعات؟ كما أن الكتابة هي التي اختارتني لأكون كاتباً، والحواس والهواجس التي تجيد الذهاب طويلاً مع الصفاء والبحث عن جمال الحياة وحنينها هي التي فعلت فعلها، فوجدت نفسي في تيار الكتابة وتيار التعبير عن مشاعر الناس الفقراء الذين أحبهم وأعدّهم ملح الأرض وزهاءها، فالعلاقة حميمية بين قصدية الكتابة وعفويتها؛ فلا يمكن لعفوية الكتابة أن لا تمتلئ بالمقاصد، ولا يمكن لقصدية الكتابة أن تخلو من عفوية الحب الذي يبتكره الكاتب في كتاباته. والواقع هو بطل كتاباتي الشعرية والنثرية، كما أن للمكان جزءاً أساسياً بذاكرتي وذكرياتي؛ فهو الذي يؤكد هويتي وانتمائي إلى الأرض والوطن».
وعن تعريفه للأنواع الأدبية التي ميزت إبداعاته الكتابية، وعلاقتها بعضها ببعض، قال: «الشعر هو فروسية خاصة باللغة والحواس، وفروسية بالمعنى الموسيقي في الترنيمة الداخلية للغة العربية التي لا تقبل ركاكة أو جموداً، ولا تحتاج إلى من يجاملها لتكون قصيدة مسكونة دائماً بألوان الحب الدفئ، والرواية خبرة واسعة بالجنون والصبر ودمج واعد بين العلاقات الممتدة بعيداً في زمان الوطن ومكان الوجدان، ولابد من دمج كهذا بين زمان الرواية ومكانها عبر رحابة الروح الإبداعية ومقدرات الحواس ومحفوظاتها وخزائنها، فالرواية والقصيدة تجاورت في كتاباتي، وتماثلت بوحدة الحال وتجانس الأحلام أيضاً، وهما عطر الكون الواسع الذي من خلالهما أستطيع إعادة صياغة الواقع بمزيد من التأملات اللطيفة والحنونة، كما هي الطبيعة والمرأة التي تدفقت منهما جداول الحياة».
أما فيما يتعلق بالملتقيات الأدبية، فأضاف: «تعدّ الملتقيات الأدبية منابر إعلامية ضرورية لنشر أفكار وإبداعات الأدباء شرط أن تتمتع حالة هذه الملتقيات بالضمائر الإبداعية الجديدة التي لا تبيع القناعات جزافاً، وخصوصاً في أيامنا هذه التي انصرف فيها الجيل الجديد عن الاهتمام بالثقافة، وخصوصاً أن الواقع الأدبي مهشم كالريح التي لا تهب ولا تهدي الغابات عاطفة أو نسمة أو جروداً أو سفوحاً».
الأديب الروائي "حسن حميد"
الأديب الروائي "حسن حميد" حدثنا عن الأديب "حسين عبد الكريم" بالقول: «هو صاحب تجربة متمرسة بالأدب والصحافة والنقد الأدبي، كما أنه من الأدباء الذين يليق بهم لقب "الفنان"، وذلك لأنه يكتب الشعر بصيغ مختلفة، منها: العمودي، والتفعيلة، وقصيدة النثر، إضافة إلى تجربته الغنية بالرواية والقصيدة التي صقلها عبر سنوات طويلة وهو يحرر الصفحات الثقافية في العديد من صحفنا المحلية، وبقناعتي إن "حسين" هو شاعر أولاً وأخيراً، ولكنه حين كتب الرواية تطاول في نصه عما كتبه الروائي السردي إلى الشعر، وأيضاً هو قصاص يكتب القصة ويكتب أنماطاً عدة وأصنافاً مختلفة من القصيدة، إذ يكاد المرء يحار أين يتابع "حسين عبد الكريم" في كتاباته، وفي إبداعه؛ ذلك لأن كل نص يحاول أن يقدم شخصيته بطريقة مختلفة في إنمائها وتطورها وتجاوزها لكثير من المراحل، فهو واحد من المناجم الأدبية المهمة، وواحد من البيوتات الأدبية الذين عرفوا في السبعينيات».
الجدير بالذكر، أن الأديب الروائي "حسين عبد الكريم" إعلامي بارز، وهو عضو جمعية القصة والرواية، وعضو في اتحاد الكتاب العرب، وله العديد من النتاجات الإبداعية، ومن مؤلفاته في مجال الرواية: "الطاحونة"، صدرت في عام 1993، ونالت جائزة في مهرجان "القاهرة" نصاً وإخراجاً عام 1994، و"شجرة التوت"، و"النبع"، و"حارة المشتاقين"، و"البساتين"، حيث تم إعدادها كمسلسل تلفزيوني، و"حطابون في غابات النساء"، و"أنوثة بالعامية لا تتلعثم بالفصحى". وفي مجال القصة: "لا يتسع لغير الخوف"، و"مهابات الصدأ"، ومجموعتان شعريتان: "ظل عيني غيمة وسفر"، و"لأنك تشبهين القصيدة".