عبد الفتاح رواس قلعه جي
ذكريات الوجع المر
في عام 1945 ايام الانتداب الفرنسي سجلتني امي وانا ابن السابعة في مدرسة العرفان بعد ان أنهيت حفظ القرآن عند الشيخ عيدو ابن عمي. وكنا نسكن في داره لاجئين لان والدي لا يملك دارا ولا إيجارا. كان علي ان اقطع المسافة يوميا مابين الكلاسة والعرفان ضمن أسواق حلب القديمة اكثر من 7 كيلومترات. واعبر مابين مقبرة الكليباتي وخندق سور المدينة في اوج موجات الحر والبرد. حتى اصل باب قنسرين. وفيه ضريح الشيخ خليل الطيار ويزعمون ان جنازته طارت من فوق أكتاف المشيعين وحطت داخل الباب فدفن فيه . وذات شتاء تجمدت من البرد فراح اخي يضربني على وجهي ويدي حنى سرى الدم في عروقي. كان أستاذ الصف الثاني عبد الجليل شبه أعمى يطلب منا شراء لوح حجري نكتب عليه ونمحو توفيرا للورق. وكان ابي العامل الفقير لا يملك ثمنه فكان المعلم يامرني بالوقوق بجانب الباب غقوبة ، وهكذا طوال السنة. تلك أيام مرة والآن احمد الله على ما اعطانيه من علم ورضوان.