يقول “تشيخوف” عن صفات المثقفين..في رسالة إلى أخوه “نيكولاي” في عام 1886م

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يقول “تشيخوف” عن صفات المثقفين..في رسالة إلى أخوه “نيكولاي” في عام 1886م


    مثقفو حلب
    Hadil H. Rifai
    صفات المثقف..
    في رسالة إلى أخوه “نيكولاي” في عام 1886 يقول “تشيخوف” عن صفات المثقفين :
    ”يجب أن يستوفي المثقفون الشروط التالية:
    1- احترام الجانب الإنساني في الشخصية، ولهذا السبب هم دائماً ودودون، دمثون، مهذَّبون، ومستعدّون للعطاء. إنهم لا يتشاجرون بسبب مطرقة أو قطعة مفقودة من المطاط الهندي، وإذا عاشوا مع أحد، لا يعدّون ذلك منحة منهم، ويرحلون دون أن يقولوا “ليس بوسع أحد أن يعيش معك”، إنهم يصفحون عن الضوضاء والبرودة واللحم المقدَّد والنكات ووجود غرباء في منزلهم.
    2- يتعاطفون، ليس فقط مع المتسوِّلين والقطط. وتنفطر قلوبهم لما يرونه أو لا يرونه. إنهم يسهرون الليل لمساعدة شخص ما، ولدفع نفقات الأخوة في الجامعة، ولشراء الملابس لأمهاتهم.
    3- إنهم يحترمون ممتلكات الآخرين، ولهذا يسددون ما عليهم من ديون.
    4- إنهم مخلصون، ويخشون الكذب كما تُخشى النار. إنهم لا يكذبون، حتى ولو في الأشياء الصغيرة. فالكذب إهانة للمستمع ويضعه في منزلة أدنى بالنسبة للمتحدّث. لا يتظاهرون، بل لا يتغيَّر سلوكهم في الشارع عنه في المنزل، ولا يتعمّدون الاستعراض أمام رفاقهم الأقل منهم منزلة. لا يثرثرون، ولا يثقلون على الآخرين بثقتهم بأنفسهم. واحتراماً منهم للآخرين، فإنهم يميلون إلى الصمت أكثر من الكلام.
    5- لا يحطّون من قدر أنفسهم للحصول على شفقة الآخرين. ولا يلعبون على شغاف قلوب الآخرين، ليجعلوهم يتنهّدون ويستحوذون عليهم. ولا يقولون “يُساء فهمي”، أو “لقد أصبحت شخصاً من الدرجة الثانية”، لأن كل ذلك ليس سوى سعي وراء تأثير رخيص، ومبتذل وتافه وزائف.هم لا يعانون من الخيلاء والغرور. ولا يحفلون بتلك الماسات الزائفة “أقصد المشهورين”، ولا يأنفون من مصافحة السكّير، وينصتون إلى صيحات إعجاب مُشاهد مشتت في معرض للصور الفوتوغرافية، ويتردّدون كثيراً إلى الحانات.
    6- وإذا أبرموا صفقة متواضعة، فإنهم لا يتباهون كما لو كانوا عقدوا صفقة بمائة روبيل، ولا يعطون لأنفسهم أولوية على الآخرين. إن الموهوب الحقيقي دائماً ما يحافظ على اندماجه بين الجموع، وبعيداً قدر المستطاع عن الإعلان. وحتى كرايلوف، قال سابقاً إن البرميل الفارغ يصدر عنه صدى صوت أكثر من البرميل الممتلئ.
    7- إذا كانت لديهم موهبة يحترمونها. ويضحّون في سبيلها بالراحة والنساء والخمر والخيلاء. إنهم فخورون بموهبتهم، ومن الصعب إرضاؤهم. يُنمّون الحسّ الجمالي داخلهم. ولا يستطيعون الذهاب للنوم بملابسهم، ولا يتحمّلون رؤية الشروخ ممتلئة بالحشرات، أو تنفّس هواء فاسد، أو السير على أرض عليها بُصاق، أو أن يطهوا وجباتهم على موقد زيتي.
    8-إنهم لا يشربون الفودكا طوال ساعات النهار والليل، ولا يتشمّمون رفوف الخزانات، لأنهم ليسوا خنازيراً، ويعلمون أنهم ليسوا كذلك. ويتناولون الشراب فقط عندما يكونون غير مرتبطين بعمل أو في عطلة. ما يحتاجه المثقّف هو العمل الدائم، ليل نهار، والقراءة المستمرّة، والدراسة، والإرادة، فكل ساعة هي ثمينة بالنسبة له”.
    #منقول



    Basel O Hariri

    مثقفو حلب
    زكريا مرشحة

يعمل...
X