الفنان هاشم حنون
تشرين بالالوان
عُرف هاشم حنون بإشراقة ألوانه وبريق مدنه التي تعيدنا بتفاصيلها الرقيقة الى طفولة كانت تحلم وتغفو على بحر الوان هذا الفنان.
لا أستغرب أن يرسم حنون ثورة تشرين التي تلونت بأحمر دم الشهداء، وبأخضر أمل المتظاهرين ومَنْ معهم، لكن هذه (الانتفاضة - الثورة) تغطت بأسود دخانهم عندما أهتزت كراسي السلطة من دوي شعار: (نريد وطن).
وعلى الرغم من سطوة الدخان وشراسة الرصاص لكن هاشم حنون لم يتخل عن بريق ألوانه، فرسم مجموعته بألوان نحلم بها وتاهت بينها وفي خضمها وجوه الثائرين بتعابيرها التي تمتد من مساحة الحزن الى مديات التحدي، ومن الحياة الى الموت شهادة..
أفردت صفحة الفن والنقد التشكيلي بوستا خاصا لهذه المجموعة التي خصّ بها حنون ثورة تشرين وسأرافقه بهذه النص، لان ذكرى ثورة تشرين سكنت لوحاتنا ونصوصنا..
رنين قطرة الدم
سعاد الجزائري
كالحديد ترن عندما تسقط قطرة دم القتيل على أرض الوطن..فتفز العصافير فزعة من صدى صوتها، تهجر أعشاشها وتفر هاربة حاملة قميصه الأخير لترفعه الى السماء.
كناقوس كنيسة يصرخ صوت أم سقط وليدها وتكسرت دمعاتها كالزجاج على أرصفة الشوارع..
كآذان ليس في وقته صاح المؤذن:
- الشهيد صار راية والراية صارت كفن...فصرخ المصلون:
لبيك يا وطن..
لبيك يا كفن..
لبيك يا حلم..
أنتم الفوهة
ونحن الحزن والندم..
كصليل حديد على أرض باردة، يتمدد الشباب بصدور عارية، عيونهم للسماء، وفي حناجرهم كلمات بُترت.. وعباراتهم ظلت عالقة في الهواء:
فوك صوتك يا وطن
ما يعلى صوت...
مثل ماء ساخن في جوفهم، تتكدس العبرات في صدور الشباب وهم يغنون:
بغداد لا لا تتألمي
بغدا أنت أنت في دمي
بغداد..بغداد...بغدااااااااااااااد
أسمع عن بعد رنين قطرات دمهم
صداها يملأ السماوات
ومع رنين قطرات الدم
يرتفع الآذان وترن أجراس الكنائس
وتسمع ايضا عواء الذئاب ممزوجا بالدماء..