الهدوء رجاءً..علي حداد يكتب قصصاً!!
علي حداد حداد..سارد سبعيني اثار جدلاً في اوساط السردية العراقية ابان هيمنة الجيل الستيني وتعصبه امام اي تجربة تختلف قواعده واصولة،جاء الولد النازك،
البغدادي التكوين،ليقتحم الهيمنة برواية
مكتوبة بحرفية عالية،ولغة لاتتفق وعمر الولد وفلسفته(التعيس الذي رأى نفسه)
فتقت اكياساً من الاسئلة التي ظلت دونما
اجابات وبخاصة وان علياً اخذته الحرب الى اقفاص الاسر وخيبات امله،ضاع علي
لكنه ظل متمسكا ً بسردياته،التي خلقها
ابداعاً بعد عودته،مهموماً مشلول الحال.
لكنه يتكيء الى عصا الابداع ملاحقا تواريخ
الازمنة والامكنة،هو مغرم بحواري بغداد وازقتها لانه عاش تفاصيلها مذ كان صبيا
مشاكساً يركض بين شارع الكفاخ ومحلة
الطاطران وعقود الشيخ عمر،مساحات
اتقن الولد حكاياتها وكشف اسرارها بهدوء
يشوبه حذر وبعض من الريبة والقهر،دَّون
الانفاس ورسم الوجوه دون اعادة تاهيل
اخذ الماضي ليصنع منه امواجا من الحكايات التي ابسط ما يقال عنها،إنها ممتعة مسلية،خالية من عقد التجريب
السردي،في قصص علي حداد..مميزات
قد لانجدها عند الكثير من اجيال السردية
العراقية،دقة واضحة وشخوص يشعر
المتلقي انه يعرفهم،ربما صادفهم ذات
ظهيرة في اسواق بغداد الشعبية،وقديكون
ممن تعرف عليهم وعاش تفاصيل حياتهم
وخبر ايامهم وخبايها،اليوم يقدم السارد علي حداد ومن خلال مطبوعات الاتحاد العام للادباء والكتاب،مسروداته الحية
( الهدوء رجاءً جدعون يكتب) وتضم ٢٩ قصة قصيرة جداً،لان السارد اطمئن
الى هذا النوع من السرد وعرف مقاصدة،
لهذا عمد ان يقدم لمتلقيه،قصاً متوازناً خال من التقعير والاستدارات والزيادات
البنائية،سارد يراهن على الكشف،واعطاء
شخوصة القصصية مصاديق درامية،ثمة
احزان ومآسي،وتغيرات فكرية وانسانية، شخوص لاتؤمن بالثوابت لكنها لاتعرف طرق التغيير فتعلن استسلامها سريعا،مصحوبة بكم من المضحكات السود المثيرة للقهر والمعلنة انها لاتود
سلب ارادة الانسان والبطش به،المدهش
والمغاير في قصص حداد انه يتعمد تقديمها هدايا لاحبة نعرفهم ويحاول السارد تذكيرنا بهم لانهم صنعوا جمالاً كما
يصنع هو،والسؤال الذي صاحبني منذ زمن
بعيد وانا اقرأ بحرص تجارب حداد القصصية،من اين يستقي السارد لغته السردية التي تلتحق بتمامها بلغة الامكنة
التي يقدمها ويحرص على ان لاتضيع منه او تفلت،خطوات سردية مقتصدة،تتجه الى غايات القص دون لف
أو حذلقة،لتعطي الشخوص حيواتها الفاعلة،؟!
مايمكن تسميته فعالية الامكنة هي التي تاخذ حداد الى معاجم لغة المحلة،تمنحه
فرصة الاختيار والتنقي،رغم ان السارد لم يقدم داخل مسروداته،شخصية قصصية
لايعرف عنها شيئا وتابعها وعاش معها او قريباً منها،لهذا تمكن من جدب المتلقين اليه،مع علي حداد اقف متحيراً،لانه يحاول
سلوك ذات الطريق الذي سلكة السارد عبد الستار ناصر،وكلاهما من محلة واحدة
وتاريخ يكاد يكون مشتركاً،لكنه الفارق ان ناصر كان مزدحما بالجنون في الوقت الذي
امتلات روح علي حداد بالحزن والانتظار،
شوقي كريم حسين
علي حداد حداد..سارد سبعيني اثار جدلاً في اوساط السردية العراقية ابان هيمنة الجيل الستيني وتعصبه امام اي تجربة تختلف قواعده واصولة،جاء الولد النازك،
البغدادي التكوين،ليقتحم الهيمنة برواية
مكتوبة بحرفية عالية،ولغة لاتتفق وعمر الولد وفلسفته(التعيس الذي رأى نفسه)
فتقت اكياساً من الاسئلة التي ظلت دونما
اجابات وبخاصة وان علياً اخذته الحرب الى اقفاص الاسر وخيبات امله،ضاع علي
لكنه ظل متمسكا ً بسردياته،التي خلقها
ابداعاً بعد عودته،مهموماً مشلول الحال.
لكنه يتكيء الى عصا الابداع ملاحقا تواريخ
الازمنة والامكنة،هو مغرم بحواري بغداد وازقتها لانه عاش تفاصيلها مذ كان صبيا
مشاكساً يركض بين شارع الكفاخ ومحلة
الطاطران وعقود الشيخ عمر،مساحات
اتقن الولد حكاياتها وكشف اسرارها بهدوء
يشوبه حذر وبعض من الريبة والقهر،دَّون
الانفاس ورسم الوجوه دون اعادة تاهيل
اخذ الماضي ليصنع منه امواجا من الحكايات التي ابسط ما يقال عنها،إنها ممتعة مسلية،خالية من عقد التجريب
السردي،في قصص علي حداد..مميزات
قد لانجدها عند الكثير من اجيال السردية
العراقية،دقة واضحة وشخوص يشعر
المتلقي انه يعرفهم،ربما صادفهم ذات
ظهيرة في اسواق بغداد الشعبية،وقديكون
ممن تعرف عليهم وعاش تفاصيل حياتهم
وخبر ايامهم وخبايها،اليوم يقدم السارد علي حداد ومن خلال مطبوعات الاتحاد العام للادباء والكتاب،مسروداته الحية
( الهدوء رجاءً جدعون يكتب) وتضم ٢٩ قصة قصيرة جداً،لان السارد اطمئن
الى هذا النوع من السرد وعرف مقاصدة،
لهذا عمد ان يقدم لمتلقيه،قصاً متوازناً خال من التقعير والاستدارات والزيادات
البنائية،سارد يراهن على الكشف،واعطاء
شخوصة القصصية مصاديق درامية،ثمة
احزان ومآسي،وتغيرات فكرية وانسانية، شخوص لاتؤمن بالثوابت لكنها لاتعرف طرق التغيير فتعلن استسلامها سريعا،مصحوبة بكم من المضحكات السود المثيرة للقهر والمعلنة انها لاتود
سلب ارادة الانسان والبطش به،المدهش
والمغاير في قصص حداد انه يتعمد تقديمها هدايا لاحبة نعرفهم ويحاول السارد تذكيرنا بهم لانهم صنعوا جمالاً كما
يصنع هو،والسؤال الذي صاحبني منذ زمن
بعيد وانا اقرأ بحرص تجارب حداد القصصية،من اين يستقي السارد لغته السردية التي تلتحق بتمامها بلغة الامكنة
التي يقدمها ويحرص على ان لاتضيع منه او تفلت،خطوات سردية مقتصدة،تتجه الى غايات القص دون لف
أو حذلقة،لتعطي الشخوص حيواتها الفاعلة،؟!
مايمكن تسميته فعالية الامكنة هي التي تاخذ حداد الى معاجم لغة المحلة،تمنحه
فرصة الاختيار والتنقي،رغم ان السارد لم يقدم داخل مسروداته،شخصية قصصية
لايعرف عنها شيئا وتابعها وعاش معها او قريباً منها،لهذا تمكن من جدب المتلقين اليه،مع علي حداد اقف متحيراً،لانه يحاول
سلوك ذات الطريق الذي سلكة السارد عبد الستار ناصر،وكلاهما من محلة واحدة
وتاريخ يكاد يكون مشتركاً،لكنه الفارق ان ناصر كان مزدحما بالجنون في الوقت الذي
امتلات روح علي حداد بالحزن والانتظار،
شوقي كريم حسين