ذكريات مخرجة عراقية عن العالم الساحر ليوسف شاهين
القاهرة ـ «سينماتوغراف»أ
قام قصر السينما بجاردن سيتي في القاهرة ندوة عن أحدث الكتب التي صدرت عن المخرج الراحل الكبير يوسف شاهين كتبته المخرجة العراقية خيرية المنصور التي جاءت من بغداد إلي القاهرة عام 1981 لتعمل مساعدة مخرج مع شاهين في فيلم «حدوته مصرية» وقد حضر الندوة عدد كبير من تلاميذ المخرج الراحل وأدارها الناقد د.ياقوت الديب.استهل الديب حديثه قائلا: من بداية عنوان الكاتب «شرنقة شاهين الحريرية» يدرك القارئ مدي الفهم العميق لدي مؤلفته المخرجة العراقية خيرية المنصور.. وهو تشبيه بليغ لعالم العبقري «يوسف شاهين» وكواليسه. وتقدير لمن كانوا داخله وهم مجموعة متميزة من السينمائيين الشباب «وقتها» منهم: أسماء البكري. علاء كريم. يسري نصر الله. خالد يوسف. علي بدرخان. رضوان الكاشف. وبالطبع «خيرية المنصور» وغيرهم.. أما الشرنقة فهي ذلك العالم الجواني الذي يلفه غطاء حريري غاية في الرقة. مبهر في نسيجة. تكمن اللمعة في خيوطه.. انه عالم «شاهين» الساحر الخامض الخاص الذي لا يناظره عالم آخر عند أي من صناع السينما في مصر وعالمنا العربي.تبدأ «خيرية المنصور» مقاطع كتابها. بخواطرها حول «اللقاء الأول» مع «جو» عندما زار العراق وحضر تصوير فيلم «الأيام الطويلة» للمخرج توفيق صالح وقتها كانت «خوخة» كما اطلق عليها شاهين تعمل مساعدة في هذا الفيلم.. وبعد حديثها معه حول فيلم «العصفور» وقضايا أخري وبعد انتهاء الحديث قال للمخرج توفيق صالح: عايز البنت دي معايا مساعدة يومها قرر «شاهين» ان تلتحق «خيرية» بفريق عمله في القاهرة وتحديدا في فيلم «حدوتة مصرية» كانت هذه المرة الأولي لقدومها لمصر وتحديدا لبيت «شاهين» وأكاديميته الخاصة وعالمه الساحر.وقفت «خيرية المنصور» علي كل تفاصيل تنفيذ فيلم «حدوتة مصرية» لاستاذها يوسف شاهين عن قرب بل وداخل شرنقته الذهبية واكاديميته الخاصة التي ينتقي لها تلاميذه وفق منطقه ورؤيته فمن يختاره.. وفي الكتاب نتابع مع المؤلفة مشوار شاق وتجربة فريدة ونكتشف معها كواليس عمل الاستاذ: كيف يعد لفيلمه منذ مرحلة كتابة السيناريو مروراً بكتابة «الديكوباج» ووصولا إلي النسخة النهائية للفيلم.. عمل دؤوب ومتواصل وشاق لكنه مع «جو» ممتع ومفيد ومثمر ونظام تعليمي قاس ودقيق يفضي إلي خلق جيل من شباب السينما في مصر والعالم العربي من «شرنقة شاهين الحريرية».. كانت خيرية المنصور واحدة من تلاميذ «يوسف شاهين» والوحيدة التي كتبت تجربتها المثيرة بكل تفاصيلها بعد ان عاشت عالم «شاهين» وتعايشت مع صاحبه في اربع تجارب مهمة في حياة «شاهين» نفسه: «حدوتة مصرية» 1982 و«اسكندرية كمان وكمان» 1989 و«المصير» 1997 وفيلم «كلها خطوة» 1998.