خيري بشارة: «يوم الحداد الوطني في المكسيك» فرصة للعودة إلى روحي القديمة
«سينماتوغراف»: منى حسين
يعود المخرج الكبير خيري بشارة في فيلمه القصير الجديد “يوم الحداد الوطني في المكسيك”، منطلقًا ومؤكدًا على تحرره وحيويته الشابة التي اعتاد عليها في أعماله، وتكمن المغامرة هذه المرة في أمرين الأول يتمثل في قناعة وقبول مخرج ذي اسم وتاريخ كبير بالسينما المصرية بالتعاون مع واحدة أيضًا من أبرز المنصات صاحبة الحضور الأقوى على الساحة “نتفليكس”، أما الثانية تتعلق بالعودة إلى صناعة سينما “الأفلام القصيرة” التي أشار من خلال مشروعه هذا، إلى عشقه الكبير لها مهما كان عشقه لمحبوبته الأكبر السينما الروائية الطويلة، تلك السينما التي انطلق منها في بداية رحلته.
ومع بداية عرض فيلم “يوم الحداد الوطني في المكسيك” وهو أحد المشروعات الستة ضمن سلسلة أفلام “في الحب والحياة” التي بدأ عرضها منذ أيام على منصة نتفليكس العالمية، نال المخرج الكبير حالة كبير من الاحتفاء الجماهيري عبر منصات التواصل الاجتماعي، الجميع يصفونه بالمخرج الشاب في تعليقاتهم، يعلنون اشتياقهم لأعماله السينمائية التي تفوح منها رائحته لكنه في الحقيقة مخرج تعود معه روحك لتلتقط أنفاسك من جديد.
ورداً على ذلك، قال بشارة، إن فيلمه يوم الحداد الوطني في المكسيك هو فرصة للعودة لصناعة الأفلام القصيرة التي كان قد بدأ بها رحلته السينمائية.
ويستطرد: كل مرحلة من حياتي مرتبطة بهدف مثل المرحلة الواقعية في السينما الروائية تخلص عندي بفيلم “يوم حلو يوم مر” بعد ذلك ليس لدي شىء اقوله، وبالتالي أنا لا اختار، لذلك هذا الفيلم ليس من اختياري لكن هو فرصة لاختياري وليس عودة مقصودة بالرجوع لمرحلة مبكرة من حياتي لكنها فرصة جاتلي حتى أعود لروحي القديمة بطريقة مختلفة.
ويتابع : “أنا أرى أن هذه السلسلة تحمل تجربة خاصة لأول مرة تقدم بالعالم العربي، وأقصد وجود تيمة تجمع مجموعة من المخرجين من أقطار عربية مختلفة يتحدثون برؤية ذاتية عن منظور الحب برؤى وأفكار مختلفة، لكنها فكرة في الخارج قدمت كثيرًا، وفيلمي يتجول في عالم خيالي لمجتمع مخيف يمنع عيد الحب ويعاقب الذين يحتفلون به في محاولة لاستكشاف محاولات الإنسان لاستعادة الحرية والسعادة.
ويحمل فيلم “يوم الحداد الوطني في المكسيك” قدرًا من الكوميديا السوداء في إطار فانتازيا الفكرة وواقعية المضمون، ويؤكد بشارة أن “الكوميديا السوداء” هي نوع من المقاومة لقسوة الواقع الذي نعيشه.
ويواصل: دائمًا نجد أن الحب أو حرية التعبير أو مثل هذه الأمور يقف أمامها أشخاص تقاومه وتنجح، وفكرة الفيلم ليس لها علاقة أو إسقاط على عقود حالية أو ماضية أو مستقبلية بل دعم الإنسان في سياقه الاجتماعي، فهناك تعبير قديم تعلمناه في السيناريو كنا نأخذه يسمى بــ “روح الشمول العام” فلماذا شكسبير نجح بالعالم مثلًا ؟ لأن لديه هذه الروح وكذلك “ماكبث” الذي تحدث عن الإنسان في سياقه الاجتماعي وكل واحد له الحق يقرأ المضمون بطريقته.
وكانت بدايات المخرج الكبير مع سينما الأفلام القصيرة والتسجيلية، ثم ذهب لتأخذ مرحلة إخراج الأفلام الروائية الطويلة قدرًا كبيرًا من تجربته الفنية، ليعود مجددًا مع فيلمه “يوم الحداد الوطني في المكسيك” ويلفت إليه أنظار الجميع ويحصد إعجاب الكثيرين.
يتحدث بشارة كاشفًا عن أمر يفصح عنه للمرة الأولى، ويضيف: هناك مرحلة من حياتي عندما بدأت أقدم أفلاما روائية طويلة أصبحت عاجزا عن صناعة الأفلام التسجيلية وهو أمر غريب للمرة الأولى أصرح به، ودائما عندما كان يقول لي أي شخص عود مجددًا للأفلام التسجيلية أجد نفسي عاجزًا
ويستكمل: كل مرحلة من حياتي مرتبطة بهدف مثل المرحلة الواقعية في السينما الروائية تخلص عندي بفيلم “يوم حلو يوم مر” بعد ذلك ليس لدي شىء أقوله، وبالتالي أنا لا أختار، لذلك هذا الفيلم ليس من اختياري “لكن هو فرصة لاختياري وليس عودة مقصودة بالرجوع لمرحلة مبكرة من حياتي لكنها فرصة جاتلي حتى أعود لروحي القديمة بطريقة مختلفة”.