كتب الناقد التشكيلي سعد القاسم كتابات نقدية بالنحات جاك وردة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتب الناقد التشكيلي سعد القاسم كتابات نقدية بالنحات جاك وردة

    كتب الناقد التشكيلي سعد القاسم عن النحات جاك وردة صاحب التجربة النحتية الرائدة المحفوفة بالغموض

    سعد القاسم

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	292494917_4800821480023233_7905578881905921188_n.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	55.2 كيلوبايت 
الهوية:	28208
    تتوقف حلقة اليوم من متحف الوطن الافتراضي عند جاك وردة (1913-1986) صاحب المغامرة النحتية الرائدة المحفوفة بالغموض ذلك أن الحضور القوي لهذا النحات الرائد في تاريخنا التشكيلي لا يتناسب مع ضعف المعلومات عنه، وندرة الكتابات، وحتى تناقضها أحياناً. ففي حين كان مشاركاً دائم الحضور تقريباً في المعرض السنوي منذ عام 1951 ونال ثلاث جوائز منه، وكان عضواً في معظم التجمعات الفنية خلال الخمسينات. حتى أن الناقد د. عبد العزيز علون في كتابه (تاريخ النحت المعاصر في سورية) الصادر عام 1973 اعتبر ان وردة كان في هذه الفترة «واحداً من أبطال الساح». وقبل ذلك وصفه د. عفيف البهنسي في كتابه (الفنون التشكيلية في الإقليم السوري) الصادر عام 1960 بأنه «من أوائل الذين عملوا في مضمار النحت في الإقليم الشمالي». مع ما سبق، وسواه، فإننا لا نعرف شيئاً عن طفولته ونشأته سوى أنه ولد في قرية ماردين التي كانت تتبع لحلب حينذاك.
    ما تلتقي عنده الكتابات حول جاك وردة أنه في عام 1930 سافر إلى باريس من أجل دراسة فن النحت فيها، ولكنه اضطر العودة إلى سورية بعد عامين دون إكمال دراسته بسبب ظروفه المادية القاسية، وهناك بعض المصادر التي تتحدث عن أنه عاد إلى سورية عام 1935. وتتحدث غيرها عن أنه درس النحت في باريس عام 1935. كما تتحدث بعض النصوص عن تأثر جاك وردة بأعمال النحات الفرنسي الشهير أوغست رودان (1840-1917)، لكننا مرة أخرى لا نجد معلومات عنه على امتداد العقدين الفاصلين بين عودته من باريس، ومشاركته لأول مرة في المعرض السنوي عام 1951 والذي نال فيه الجائزة الثالثة عن منحوتته (الأمومة). كما لا نجد معلومات موثقة عن تدريسه النحت في كلية الفنون الجميلة عام 1960. ففي حين يكتفي كتاب (إحياء الذاكرة التشكيلية في سورية) الصادر عن احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 بالقول «إنه درّس النحت في كلية الفنون الجميلة بدمشق».
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	290766224_4800827276689320_2874061753404155721_n.jpg 
مشاهدات:	16 
الحجم:	51.1 كيلوبايت 
الهوية:	28209

    تحدث أحد النصوص على موقع الكتروني عن تعرضه ل «كثير من الانتقادات المضادَة لأعماله وخاصة بسبب اتجاهه الواقعي الصريح.. و.. مضايقة بعض الفنانين الأكاديميين المصريين». لكن هذا النص لا يشير إلى مصادره. ولا يبدو أنه جاء من منطلق توثيقي إذ يخلط بين ما يقوله عن انتقادات في كلية الفنون، وبين ما هو متداول عن انتقادات طالت وردة إثر معرضه الفردي الأول بعد ذلك بأربع سنوات (1964). وأيضاً فإننا لا نجد شيئاً مدوناً من هذه الانتقادات، وفي حين يبدو مفهوماً الاعتراض اجتماعياً على تماثيل تجسد أشخاصاً عراة بالحجم الطبيعي - أو قريباً منه - . فإن افتراض أن هذا الاعتراض وصل إلى النصوص النقدية المنشورة لا يبدو ممكناً ثقافياً، وخاصة في ذلك الزمن الذي هو امتداد للسنوات التي شهدت عرض، وحفظ، تمثال المرأة المفكرة العارية لفتحي محمد. واقتناء المتحف الوطني بدمشق عدداً من المنحوتات العارية لجاك وردة.
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	291911286_4800826116689436_2760072129146217837_n.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	45.3 كيلوبايت 
الهوية:	28212

    كتاب احتفالية العاصمة الثقافية يضيف معلومة ملتبسة ثانية بقوله إن جاك وردة «صممّ النصب التذكاري لشهداء جبل العرب في السويداء». ذلك أن هذا النصب قد أنجز مرتين متتاليتين بنسختين متباينتين. أما التمثال الذي لا لبس حوله فهو تمثال (أبو فراس الحمداني) في المدخل الشرقي للحديقة العامة بمدينة حلب، والذي نفذه وردة مطلع الستينات بين عودته إلى حلب، ومغادرته إلى أوربا، وعنه يقول الفنان يوسف عقيل :«هو وجه فارس مليء بالرجولة، ولكن في ذات الوقت لديه النظرة الحالمة للشاعر.. رغم أن هذا العمل لا يصل لمرحلة الابداع الفني، ولكنه يصل لأعلى مراحل الوجدان والاتقان في العمل، والحرص على ابراز الجمال». ويعتبره الناقد محمود مكي «من أهم منحوتاته.. منحوت بأسلوب ينتمي إلى المدرسة الواقعية، وهو عمل مميز في الحركة التشكيلية في سورية من مختلف النواحي والمستويات وهو الأول من نوعه في هذا المجال». ويجد الناقد طاهر البني في كتابه (الفن التشكيلي في حلب) الصادر عن وزارة الثقافة عام 1997: أن وردة التزم في هذا العمل «ملامح الواقعية دون تحريف». فيما ظهرت في منحوتاته السابقة «ملامح الانطباعية وذلك من خلال اللمسات الواضحة في معالجة سطح المنحوتة ما يضفي عليها بعض الحيوية». ومن المؤكد أن البني محقٌ في الإشارة إلى الاختلاف الأسلوبي، مع أني، من وجهة نظر شخصية، أجد أن تصنيف عمل نحتي تحت عنوان الانطباعية أمرٌ تنقصه الدقة، رغم شيوع الحالة. فالانطباعية تقوم أساساً على تهميش الخط لصالح اللون، وهذا لا ينطبق على النحت.
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	292776960_4800822916689756_849830138970795457_n.jpg 
مشاهدات:	16 
الحجم:	112.2 كيلوبايت 
الهوية:	28210
    شارك جاك وردة في المعرض السنوي لأول مرة في دورته الثانية عام 1951، وكان أول معرض سنوي يقدم جوائز في النحت، وقد نال - كما سبق الإشارة - الجائزة الثالثة (بعد محمود جلال والفرد بخاش)، وفي العام التالي (1952) نال الجائزة الثالثة أيضاً (بعد الفرد بخاش وعدنان الرفاعي) وفي معرض 1953 نال الجائزة الأولى (تلاه الفرد بخاش وعدنان الرفاعي). وقد استمر بالمشاركة بالمعرض السنوي باستثناء معرضي 1955 و 1957 لأسباب غير معروفة. وشارك عام 1958 في معرض رابطة الفنانين السوريين للرسم والنحت بمنحوتته (لهفة) المحفوظة منذ ذلك الوقت في جناح الفن الحديث بالمتحف الوطني بدمشق، والتي اعتبرها د. عبد العزيز علون «نموذج لأعمال جاك الذي عرفناه منذ عام 1951 واستمر في بلدنا حتى 1964».
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	292390043_4800822233356491_685359855776901211_n.jpg 
مشاهدات:	16 
الحجم:	91.6 كيلوبايت 
الهوية:	28211

    تتعدد الروايات - غير الموثقة – عن سبب هجرة جاك وردة إلى أوربا. وكل ما نعرفه أن هذا كان عام 1965 بعد عام من أول – وآخر - معرض فني فردي له في سورية، وربما خارجها أيضاً. إذ انقطعت كل أخباره منذ أن سافر إلى المانيا وبقي فيها عاماً واحداً قبل أن ينتقل منها إلى فرنسا ليستقر فيها حتى رحيله الذي بدوره تباينت الروايات عن تاريخه.


    لا تقاس تجربة جاك وردة بعدد سنواتها، ولا بحجم انتاجها، إنما بحضور اسم صاحبها في ذاكرة التشكيل السوري، رغم كل ما سبق، كصاحب تجربة رائدة وفريدة في تاريخ الفن التشكيلي السوري تستحق الكثير من الإضاءة. ويتحدث الناقد أديب مخزوم في كتابه الموسوعي الهام (تيارات الحداثة في التشكيل السوري) عن مشروع توقف لإصدار كتاب عن جاك وردة. أعتقد أن كل شيء يؤكد أهمية إحيائه.
يعمل...
X