المؤرخ تامر الزغاري - Regent Tamer Zghari
عمرو بن العاص فتح مصر فقط ب4000 رجل
ذكرى معركة هليوبوليس الفاصلة والتي بها حرر 4000 عربي مصر من البيزنطيين، عندما كنا عظماء
-
حيث في مثل هذا اليوم
-
وقعت معركة هليوبوليس بين الجيش الراشدي بقيادة عمرو بن العاص (ر) وعدده 4000 مقاتل وبين الجيش البيزنطي بقيادة القائد ثيودور وعدده أكثر من 20000 مقاتل.
-
وذلك في 11 رجب 19 هجري
-
الموافق في تاريخ 640/07/07م
-
ويعتبر عدد 4000 مقاتل الذي فتح به مصر، دليلا على عظمتهم بأنتصارهم وسيطرتهم على مصر وهي بلد عظيم وذو مساحة كبيرة، وأيضا دليل على ترحيب سكان مصر بهذا الجيش.
-
-
قبل الفتح
-
-
بعد أن تم فتح كامل بلاد الشام، أرسل الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب (ر) أمرا إلى عمرو بن العاص (ر) بأن يفتح مصر، وأما الملفت في هذا الحدث التاريخي فهو عدد الجيش الذي أرسله عمر لعمرو للقيام بهذا الأمر، حيث أن الجيش كان عدده فقط 4000 مقاتل، وهو عدد قليل جدا.
-
وأما مصر فقد كانت محتلة من البيزنطيين وكان شعبها من عرب وأقباط يعاني من الإضطهاد الديني ومن فرض الضرائب، وكانت الحيوش البيزنطية في مصر متأثرة من أخبار سقوط بلاد الشام، فسيطر عليها خوف مسبق من العرب القادمين.
-
-
دخول مصر
-
-
في نهاية عام 639م دخل هذا الجيش الصغير إلى مصر، واستطاع أن يدخل بسهولة إلى مدينة الفرما في شرق مصر، ثم تقدموا نحو بلبيس ودخلوها بعد حصار لمدة شهر، وتقدم الجيش الراشدي في داخل مصر ووصلوا إلى حصن بابليون في 5-640م، وحاول عمرو بن العاص (ر) فتحه ولكنه لم ينجح حيث كان حصن بابليون يعد أقوى الحصون البيزنطية في مصر، وكان جيش عمرو صغير ولا يملك أدوات الحصار، فقرر عمرو بن العاص تجاوزه وأن يستمر بالتقدم دخل مصر، واستطاع أن يدخل مدينة الفيوم في 6-640م، ووصل إلى منطقة هليوبوليس التي تسمى اليوم عين شمس، وحينها قرر التوقف والإستعداد بعد أن وصله خبر تقدم جيش بيزنطي نحوه
-
-
معركة هليوبوليس
-
-
في 11 رجب 19 هجري الموافق 640/07/07م وقعت معركة هليوبوليس الفاصلة بين جيش عمرو بن العاص (ر) وعدده 4000 مقاتل وبين الجيش البيزنطي وعدده أكثر من 20000 مقاتل بقيادة الجنرال تيودور، وفي هذه المعركة برزت عبقرية عمرو بن العاص العسكرية مقابل فشل القادة البيزنطيين.
-
حيث قسم عمرو جيشه إلى ثلاث وحدات منفصلة، وجعل لكل وحدة قائد موثوق به، وأما الوحدة الأولى فاختبأت في التلال الشرقية ووظيفته مهاجمة أول قسم يضعف من الجيش البيزنطي، وأنا الوحدة الثانية فوظيفتها الهجوم باتجاه المنطقة التي سيهرب منها البيزنطيين في حال سير المعركة بشكل سيء، وأنا القسم الثالث فبقي مواجه للبيزنطيين.
-
وبمجرد أن بدأت القوات البيزنطية الاشتباك مع جيش عمرو وبدأت الهجوم ، قام جنود من جيش عمرو بمهاجمة العمق البيزنطي، وكان غير متوقع تمامًا من قبل البيزنطيين، وخلق هذا الهجوم فوضى مطلقة بين صفوف البيزنطيين، وعندما حاولت القوات البيزنطية الفرار إلى الجنوب ، تعرضت للهجوم من قبل الوحدة الثانية التي تم وضعها هناك لمثل هذا الغرض، وهذا أكمل الانهيار وأدى لهزيمة الجيش البيزنطي الذي فر في كل الاتجاهات، ونجا ثيودور، ولكن بجزء صغير فقط من جيشه، بينما قُتل أو أُسر الباقي.
-
-
نتائج المعركة
-
-
في أعقاب المعركة سقطت معظم مناطق جنوب ووسط مصر في أيدي جيش عمرو بن العاص (ر)، وكانت الهزيمة في هليوبوليس حاسمة، حيث أنهى البيزنطيين دفاعهم عن مواقعهم في مصر، وكذلك إنضم لجيش عمرو آلاف من سكان مصر الأصليين فأصبح عدد جيشه 15000 مقاتل، ومع ذلك تقدم عمرو بن العاص (ر) في مصر بشكل بطيء كي لا يفقد كل ما أنجزه، وواجه خلال هذه المدة مناوشات بسيطة، واستطاع أن يفتح حصن بابليون في شهر 12-640م، واستطاع أن يدخل مدينة الإسكندرية عاصمة الإحتلال البيزنطي في مصر في تاريخ 641/11/04م
**** المصادر:
1) تاريخ الخلفاء الراشدين: الفتوحات والإنجازات السياسية، محمد سهيل طقوش
2) The Arab Conquest of Egypt and theLast Thirty Yearsof the Roman Dominion, Alfred Butler
3)History of the Later Roman Empire, J.B Bury.
****************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري
****************