Abderrahim Tourani
٤ يوليو، الساعة ١:٤٨ - 2022م م ·
بعد غياب، زرت حانتي "المعتادة"، فلم أجد أحدا أعرفه.
أحسست بي كأني أتيت من عهد يتلاشى ويروح...
فجأة وقف بجانبي على الكونتوار مظفر النواب، وقد وصل ليواسيني وينقذني من حيرتي اللاموضوعية.
همس لي متوجسا، أو كالمتوجس، وأنا أتمتم وراءه بكلماته، الكلمات نفسها التي تهيأ لي سمعتها من قبل، أو قرأتها وحفظتها ورددتها ذات زمن. زمن لا صلة له بهذا الوهم المعتم بظلمة الأمكنة وضبابية الأشياء...
من بعيد، وأنا لم أغادر المكان، الذي لم يعد مكاني، بدت لي جدارية الذكريات تساقط فوق راسي كأطلال قديمة. كـ"صرحٍ مِن خيالٍ فَهَوَى". وأنا أغوص تحت، تدثرني رطوبة الغبار . وسمعت صوت شظايا صخب وضحكات تتكسر، يتردد صداها في داخلي، وفي صدور زبائن المكان الذي كان.
انتظرتهم طويلا، لكنهم لم يعودوا... والنادلُ أطفأ ضوءِ الحانَة عدة مرّات لأغادِر...
(...)
المشرب غصّ بجيل لا تعرفه..
بلد لا تعرفه
لُغَةُ.. ثرثرة.. وأمور لا تَعرِفُها
إلا الخمرة بعد الكأس الأولى تهتم بأمرك
تدفئ ساقيك الباردتين
ولا تعرف أين تعرفت عليها منذُ زَمانْ
يهذي رأسُكَ بَينَ يَديكْ
بِشئ يوجِع مِثلَ طنينَ الصَمت
يشاركُكَ الصَمت كذلِك بالهَذيان
وتحَدٌقث في كلٌ قناني العُمر لقَد فرِغتْ
والنادلُ أطفأ ضوءِ الحانَة عدة مرّات لتغادِر
(...)
٤ يوليو، الساعة ١:٤٨ - 2022م م ·
بعد غياب، زرت حانتي "المعتادة"، فلم أجد أحدا أعرفه.
أحسست بي كأني أتيت من عهد يتلاشى ويروح...
فجأة وقف بجانبي على الكونتوار مظفر النواب، وقد وصل ليواسيني وينقذني من حيرتي اللاموضوعية.
همس لي متوجسا، أو كالمتوجس، وأنا أتمتم وراءه بكلماته، الكلمات نفسها التي تهيأ لي سمعتها من قبل، أو قرأتها وحفظتها ورددتها ذات زمن. زمن لا صلة له بهذا الوهم المعتم بظلمة الأمكنة وضبابية الأشياء...
من بعيد، وأنا لم أغادر المكان، الذي لم يعد مكاني، بدت لي جدارية الذكريات تساقط فوق راسي كأطلال قديمة. كـ"صرحٍ مِن خيالٍ فَهَوَى". وأنا أغوص تحت، تدثرني رطوبة الغبار . وسمعت صوت شظايا صخب وضحكات تتكسر، يتردد صداها في داخلي، وفي صدور زبائن المكان الذي كان.
انتظرتهم طويلا، لكنهم لم يعودوا... والنادلُ أطفأ ضوءِ الحانَة عدة مرّات لأغادِر...
(...)
المشرب غصّ بجيل لا تعرفه..
بلد لا تعرفه
لُغَةُ.. ثرثرة.. وأمور لا تَعرِفُها
إلا الخمرة بعد الكأس الأولى تهتم بأمرك
تدفئ ساقيك الباردتين
ولا تعرف أين تعرفت عليها منذُ زَمانْ
يهذي رأسُكَ بَينَ يَديكْ
بِشئ يوجِع مِثلَ طنينَ الصَمت
يشاركُكَ الصَمت كذلِك بالهَذيان
وتحَدٌقث في كلٌ قناني العُمر لقَد فرِغتْ
والنادلُ أطفأ ضوءِ الحانَة عدة مرّات لتغادِر
(...)