حمص
الطائرات المسيرة و ثورة البيانات المكانية في التنمية الوطنية
سلوى إسماعيل الديب
- 2 تمّوز 2022
يضفي استخدام الطائرات المسيرة، مع ما توفره من يسر في المنال، ورشاقة في الاستخدام و قدرة على الوصول إلى أكثر المناطق خطورة، على النشاط البشري قدراً كبيراً من العائدية و المرونة، استشرافاً لدور رائد يعول به عليها في عملية إعادة الإعمار، حظي تمكين التقنية في بيئتنا الوطنية باهتمام ريادي من فريق عمل أكاديمي خبير يقوده الدكتور المهندس "أحمد عبده العمر"، عضو الهيئة التدريسية في كلية الهندسة "المدنية" بجامعة "البعث"
مقال مهم:
الملخص: يضفي استخدام الطائرات المسيرة، مع ما توفره من يسر في المنال، ورشاقة في الاستخدام و قدرة على الوصول إلى أكثر المناطق خطورة، على النشاط البشري قدراً كبيراً من العائدية و المرونة، استشرافاً لدور رائد يعول به عليها في عملية إعادة الإعمار، حظي تمكين التقنية في بيئتنا الوطنية باهتمام ريادي من فريق عمل أكاديمي خبير يقوده الدكتور المهندس "أحمد عبده العمر"، عضو الهيئة التدريسية في كلية الهندسة "المدنية" بجامعة "البعث"
ولدت التجربة لدي فضولاً علمياً يمنحني الإيمان، وإرادة العمل، على الإسهام في تعزيز، وتطوير استخدام هذه التقنية الرائدة، من خلال العمل العلمي والبحثي، خدمة لأغراض التنمية و إعادة الإعمار التي يعول بها أساساً على الطاقات الوطنية الشابة و المؤهلة
التقت مدونة وطن"eSyria" مع الدكتور المهندس "أحمد عبده عمر" وفريقه المشارك، ليحدثنا عن تجربتهم، قائلاً: « مثلت تقنية المسح الجوي باستخدام الطائرات المسيرة سهلة المنال و رخيصة الثمن، ثورة في طرائق استحواذ و تخزين، وتحليل البيانات المكانية، واستثمارها في صناعة الخرائط، وبناء قواعد البيانات، وتطوير النماذج الرقمية لمختلف الظواهر في محيطنا، خدمة للأغراض التنموية، والعلمية و البحثية، و انعكس ذلك إيجاباً في تنوع و جودة مخرجاتها، بشكل يجعل من المتعذر مقارنتها بما سواها من طرائق المسح التقليدية.
طالب الدكتوراة وأحد أعضاء الفريق محمد قدور
ظهرت في محيطنا الإقليمي والعالمي الكثير من مراكز المسح، والمراكز البحثية ذات الصلة باستخدام الطائرات المسيرة، الأمر الري يضعنا أمام تحد وجودي، يتناول مقاربتنا للحلول الهندسية الناجعة و الملحة في التنمية الوطنية و إعادة الإعمار».
ويتابع "العمر" حديثه عن توطين التقنية ومخرجاتها ومزاياها قائلاً: «ترسيخاً لهذه التقنية في بيئتنا الوطنية، قمنا بإجراء الرفع الطبوغرافي، لأغراض التنظيم و التخطيط العمراني و التقسيم العقاري للمدينة الصناعية في حسياء، وذلك بمساحة قدرها 2700 / /هكتار، مثٌل المشروع التجربة الأول قطرياً في نطاق عمل كل من وزارة "الأشغال العامة" و" الإسكان " وزارة" الإدارة المحلية"، و كٌل منعطفاً بكل مواصفات الكم و معايير الجودة.
طالب الهندسة المدنية سامي أحمد العمر
باستخدام مؤشرات الإنجاز في مشروعنا و مقارنتها مع نظيراتها في طرائق المسح التقليدية، وفق معايير: الزمن، الكلفة، و الجودة، و هي معايير مفتاحيه في قيادة عملية التنمية الوطنية بشكل عام، و إدارة مرحلة إعادة البناء بشكل خاص، يمكننا استعراضها من حيث الزمن: تطلب تنفيذ العمل باستخدام من مزايا استثمار هذه التقنية الطائرات المسيرة زمناً يتراوح من 17 إلى 30 % من الزمن الذي يتطلبه إنجاز العمل ذاته بالطرق التقليدية، محققاً وفراً جوهرياً، يتراوح بين 70 إلى 83% مع ما لعامل الزمن من أهمية كبرى، لجهة الإسراع في تنفيذ الأعمال و تنشيط العائدية و دورة رأس المال وكذلك السيطرة على التغيرات الناتجة، بشكل رئيسي عن النشاط البشري في منطقة العمل الطائرات المسيرة ما نسبته 28 % من حجم الإنفاق، المقابل في الطرق التقليدية، محققاً تقليصاً في الكلف يصل إلى 72% ، مع ما يمثله ذلك من أهمية قصوى في إدارة الموارد المالية المعوزة في هذه المرحلة الاستثنائية، وكذلك مرحلة إعادة الإعمار.
أما على صعيد الجودة: تتقدم تقنية المسح باستخدام الطائرات المسيرة، في جودة الإنتاج بشكل لا يقارن مع تقنيات المسح التقليدي، فقد أظهر استخدام الطائرات المسيرة لإنجاز الأعمال مرونة عالية في تلبية معايير الدقة المكانية، في حين أن انسيابية و غزارة تمثيل المعالم، وتنوع المخرجات، ونماذج المكان الرقمية المستمرة، يخرج التقنية أصلاً من نطاق المقارنة مع غيرها من الطرائق التقليدية.
المرحلة الثانية للمدينة الصناعية في حسياء
يضاف إلى كل ذلك توفير الوصول المباشر للتفاصيل، عند إخراج المخططات، مع ما يولده ذلك من ملاءة في التمثيل وتطابق في التشكيل الهندسي بين المعالم، وتمثيلها في المخطط الناتج.
تشكل عوامل الزمن والكلفة والجودة، محاور أساسية وازنة في ترجيح توطين تقانات المسح باستخدام الطائرات المسيرة، لإنجاز أعمال الرفع الطبوغرافي، غير أن هناك الكثير من المزايا الإضافية التي تجعل من هذه التقنية أداة فعالة، رشيقة وطيعة في الإدارة و التخطيط، من مراقبة للنشاط العمراني، ومدى مطابقته للمخططات، ووصول آمن إلى أكثر المناطق وعورة، وخطورة وتأمين دعم آني لصناع القرار ».
يختم " العمر" قائلاً: «قدمت تجربتنا نموذجاً رائداً في نجاعة استخدام التقنية لأغراض التخطيط العمراني كأحد أهم ميادين التنمية الوطنية، فضلاً عن ذلك، تتنوع ميادين استخدام الطائرات المسيرة، لاستحواذ البيانات المكانية في الكثير من الأغراض، كتقدير الأضرار، وبناء النماذج ثلاثية الأبعاد للأماكن والمباني، لأهداف التوثيق الأثري والترميم وإعادة تأهيل المشيدات والأغراض الزراعية، وبناء النماذج الرقمية، للتنبؤ بالكوارث وغيرها العديد من ميادين العمل والبحث العلمي.
منوهاً: أن توطين التقنية هذه أمّن مادة علمية وفيرة و رصينة يجري استخدامها في إنجاز العديد من أبحاث الدراسات العليا الأصيلة في قسم الهندسة" الطبوغرافية " في جامعة" البعث"».
تحدث طالب الدكتوراه في جامعة "البعث" المهندس "محمد قدور"، أحد المشاركين في إنجاح التجربة، قائلاً: «شكلت الأعمال فرصة استثنائية، توافرت فيها جميع أركان البحث العلمي التجريبي الموظف لأهداف التنمية الوطنية، فمرونة التقنية ورشاقتها مكنت بشكل آني من جمع كم فائض من البيانات المكانية التي تتسم بالحداثة و الانسيابية والتمييز، وتوفر مادة علمية ضرورية وكافية، لإنجاز طيف واسع من الأبحاث العلمية الأصيلة، والرصينة والموثوقة في مختلف الميادين الهندسية والتطبيقية، تم تحليل البيانات، وإنتاج المخرجات المطلوبة في شروط ومناخ بحثي، متَّنَ جودة العمل المنجز، وعزز موثوقيته ،وجسد تماماً مفهوم ربط مؤسساتنا الأكاديمية والبحثية بأهداف التنمية الوطنية، كان لمشاركتي في ورشة العمل الهندسية البحثية الهادفة إلى إنجاز المشروع و بإشراف وتوجيه أكاديمي مباشر، عميق الأثر في اختبار و صقل معرفتي و تزويدي بالمهارات و البيانات اللازمة لانجاز رسالة الدكتوراه التي أقوم بتحضيرها في هذا الميدان».
وأشار طالب الهندسة المدنية "سامي أحمد العمر" حيث مثلت مشاركته في العمل، كطالب على مشارف تخرجه، إطلالة مشرقة، وإضافة قيمة على رصيد ه التعليمي، وتأهيله الهندسي ونافذة على مستقبل مهني وعلمي وأكاديمي مباشر، يتطلع بشغف و حماس إلى الانخراط به
وأضاف "سامي": «ولدت التجربة لدي فضولاً علمياً يمنحني الإيمان، وإرادة العمل، على الإسهام في تعزيز، وتطوير استخدام هذه التقنية الرائدة، من خلال العمل العلمي والبحثي، خدمة لأغراض التنمية و إعادة الإعمار التي يعول بها أساساً على الطاقات الوطنية الشابة و المؤهلة».