صحيفة الثورة أون لاين
#عصام_جنيد .. يرحل بصمت هرم الأغنية
التقيته في منزله عام 2019 ، برفقة الناقد محمد رستم، فأربكني تواضعه، والبسمة التي لا تفارقه، وأدهشني زخم عطائه، بحر من العلم والمعرفة، وموهبة متقدة لا تنضب...
لقراءة المقال كاملاً (http://thawra.sy/?p=384772)
#صحيفة_الثورة #ثقافة
********************
عصام جنيد .. يرحل بصمت هرم الأغنية
ثقافة
# صحيفة الثورة في 5 تموز , 2022 بتوقيت دمشـــق
الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
التقيته في منزله عام 2019 ، برفقة الناقد محمد رستم، فأربكني تواضعه، والبسمة التي لا تفارقه، وأدهشني زخم عطائه، بحر من العلم والمعرفة، وموهبة متقدة لا تنضب، أشار الراحل خلال اللقاء لمشاركته بثماني حلقات من برنامج “كرم وعناقيد” من إعداده كتابة وتقديماً، وتحدث عن تدفق إبداعه على يد الأستاذ “عبد الكريم الناعم” تشجيعاً ومشاركة في الأمسيات، فنتج عنه صدور ديوان شعر بعنوان: “مشوار زجل”، وهكذا اتسع حضوره، فكان يشغل للأستاذ “منير الأحمد” وقتئذٍ منصب رئيس لجنة النصوص الغنائية، فانتشرت نصوص “جنيد” الغنائية، وتواصل معه الكثير من المطربين والملحنين، منهم : “وائل كفوري، وعازار حبيب، ومروان محفوظ، كلودا الشمالي، داليدا رحمة…”
التقينا مع بعض أصدقائه للحديث عن الراحل: تحدث الإعلامي والمخرج المسرحي “خالد الطالب” بكلمات مشبعة بالحزن لفراق المبدع الراحل “جنيد”:”يضيق أفق الحرف عندما نتحدث عن مترف الحرف وتختفي الصور عندما نتحدث عن مبدع الصور وتتلاشى الأحاسيس عندما نتحدث عن روح هائمة بحجم وطن ملؤه الطيبة والنقاء، يعجز الوجدان عن وصفه كان قامة معجونة بالحب.. إنسان طيب ونبيل لن تغادر الروح والوجدان، فهو الأخ والصديق الحميم.
وأضاف “طالب”: كنت أشرب قهوة الصباح وأنا ساهماً أفكر في هذه الدنيا التي ضاقت علينا كثيراً وقطع كل هذا رنين جوالي نظرت إلى الشاشة المتصل “فيصل جنيد” شقيق الراحل “عصام جنيد”، فكرت للحظات ليس من عادة فيصل أن يتصل في مثل هذا الوقت، وفكرت بيني وبين نفسي لن أرد هناك خبر مفجع، وبعد أقل من دقيقة عاود الاتصال بي، قلت: أهلا فيصل قال لي من أقل من أسبوع كنا أنا وعصام في سيرتك وكان عاتباً، لماذا لم تطمئن عليه، ويبدو أنه كان مريضاً فدافع عني فيصل، بأنني لا أعلم بمرضه وأردف فيصل بأن عصام كان يحبني كثيراً وطبعا هذا هو نفس شعوري، لقد كان عصام فارساً جميل الروح والسريرة، لكنه رحل من دون وداع، وداعاً أيها النبيل فالجنة تليق بك وداعاً أبا أيهم،طبعاً اتصل فيصل ليخبرني برحيل عصام فكان خبراً صادما وصاعقاً..
أما الناقد “محمد رستم” صديق الراحل فقال: رحل الأديب الكبير عصام جنيد ..
غادرنا كاتب الأغنية الراقية التي تسمو بالروح وترتقي بالمشاعر .
لم يستطع صخب وطيش الحياة الفنية اللاهية أن يلوث نقاء روحه ، ولم تغره بهجة أضواء المسارح والحفلات والكاميرات، فظل طاهراً كطفل نقياً كوردة برية صافياً كنبع سلسبيل مغمساً ببراءة الربيع وصفاء وطيبة الريف.
وحين رأى كيف هوت الأغنية إلى درك الأقدام والرقص أحجم عن تقديم أغنياته، قدّم ما يزيد على800 أغنية لمشاهير الفنانين في سورية ولبنان ، مما جعله أحد أهم أبواب هذا الفن في الوطن العربي عامة وسورية خاصة ، تجسد أغانيه الإنسان المقمط بالوعي والعاطفة والقيم الاجتماعية الأصلية ، رحل أحد أهم أهرامات كتاب الأغنية.
أخيراً: “عصام جنيد” من مواليد “مصياف” عام 1950، عاش في مدينة “حمص”، قامت وزارة الثقافة بتكريمه عدة مرات في عدة محافظات؛ “السويداء، ودرعا، ودمشق، وحمص”.