القرن العشرون الميلادي
أوائل القرن العشرين:
ظهرت مجموعة من الشاعرات المبدعات في أوائل القرن العشرين. وقد عالج الكثير من شعرهن الحب والأنوثة في مجتمع يسيطر عليه الرجال. ونالت إحداهن ـ وهي الكاتبة جابرييلا ميسترال من تشيلي ـ جائزة نوبل للأدب لعام 1945م، وكانت بذلك أول كاتبة أمريكية لاتينية تنال هذه الجائزة. ومن كبار الشاعرات دَلْميرا أُوغسطيني، وخوانا دو إِباربورو من الأروجواي، و ألفونسينا ستورني من الأرجنتين.
أما الروائيون فأبدوا اهتمامًا جديدًا في الموضوعات الإقليمية. فقد صوَّر خوسيه بوستاسيو ريفيرا من كولومبيا غابات الأمازون المطيرة على أنها مكان الجمال والرعب في مؤلفه الدوامة (1924م). وكتب رومولو غاليغوس عن السهول المدارية في فنزويلا في مؤلفه دونا باربرا (1929م). أما ريكاردو غويرالديس من الأرجنتين فقد روى مغامرات صبي يتلقى الإرشاد الروحي من أحد الغاوشو في رواية دون سيغوندو سومبرا (1926م). كما استطاع خوسيه لينز دو ريغو في رواياته المسماة دورة قصب السكر (1932-1943م) أن يستوحي طفولته في مزرعة للسكر في البرازيل.
يعالج الكثير من الروايات الإقليمية مشاكل اجتماعية وسياسية. وتعطي رواية ثورة في الأقاليم الداخلية (1902م) للكاتب يوكليدس دا كَنها صورة درامية لصراع بين فلاحين فقراء وقوات الحكومة. وألهمت الثورة المكسيكية عام 1910م ماريانو أزويلا فكتب رواية بعنوان المضطهدون (1916م)، وانتقدت رواية غراسيليانو راموس حيوات عقيمة (1938م)، ورواية جورج أمادو الأرض العنيفة (1942م) الأوضاع الاجتماعية في البرازيل، وقد صورت المعاملة السيئة التي يلقاها الهنود في رواية هواسيبنجو (1934م) للكاتب جورج إِكازا من الأكوادور، ورواية الهندي (1935م) للكاتب غريغوريو لوبيز إي فونتيز من المكسيك، ورواية ياوار فيستا (1940م) للكاتب خوسيه ماريا أرغويداس من البيرو.
قام عدة شعراء أمريكيين لاتينيين في العشرينيات من القرن العشرين بتجارب على الشكل والتقنية. وكان أهم هؤلاء الشعراء فِيسَنْت هويدوبرو، وبابلو نيرودا من تشيلي، وسيزار فاليجو من بيرو، وماريو دو أندراد من البرازيل، وخورخي لويس بورخيس من الأرجنتين. لقد رفض هؤلاء الشعراء الأشكال التقليدية لتكوين الشعر بأخيلة غير عادية. وقصدوا من قصائدهم أن تكشف العقل الباطن. وتُعتبر قصيدة المدينة المهلوسة (1922م) للشاعر أندراد مثلاً على الشعر التجريبي لهذا العصر.
أواسط القرن العشرين:
سيطرت موضوعات متنوعة على أدب أواسط القرن العشرين، وقد عبّر الكاتب إِدواردو ماليا من الأرجنتين عن شعور بالعزلة وفقدان الاتصال في روايتيه خليج الصمت (1940م)، و كل ما هو أخضر سيُـفْـنَى (1941م). وكتب سيرو ألجيريا من بيرو رواية احتجاج اجتماعي على سوء المعاملة التي يلقاها الهنود في بيرو في مؤلفه عريضة وغريبة هي الدنيا (1941م). وكتب خورخي لويس بورخيس قصصًا قصيرة فلسفية واسعة الخيال في مؤلَّفه الفن القصصي (1944م).
وخلال أواسط الأربعينيات من القرن العشرين الميلادي جمع الكتّاب مادةً أصيلةً وموضوعات متنوعة وتجارب لغوية ليصوغوا منها الرواية الجديدة، وأصبح الروائيون أكثر إدراكًِا لهويتهم الثقافية، ولكنهم تجنبوا التعبير المتطرف عن القومية في أعمالهم. وتتضمن أفضل أمثلة معروفة من الرواية الجديدة أعمالاً مثل: السيد الرئيس (1946م) للكاتب ميجيل أنجل أستورياس من جواتيمالا، و طرف العاصفة (1947م) للكاتب أوغسطين يانيز من المكسيك، وآدان بوينوسيريس (1948م) للكاتب ليوبولدو مارشال من الأرجنتين، و وُلد مذنبًا (1951 م) للكاتب مانيوِل روخاس من تشيلي، والدرجات المفقودة (1953م) للكاتب أليجو كاربنتيير من كوبا، و بيدرو بارامو (1955م) للكاتب خوان رلفو من المكسيك.
إن أشهر شاعر أمريكي لاتيني في أواسط القرن العشرين هو المكسيكي أوكتافيو باز الذي عالج الكثير من شعره الهوية المكسيكية والتاريخ المكسيكي. وكتب أيضًا مقالات في النقد الأدبي والفن والسياسة.
التطورات الحديثة:
أهمُّ تطور في الأدب الأمريكي اللاتيني منذ الخمسينيات من القرن العشرين هو الاهتمام العالمي الفجائي بالروائيين، وهو أمر لم يسبق له مثيل. لقد أُطلقت كلمة "ازدهار" على العدد الكبير من الروايات المهمة التي أنتجها هؤلاء الكتاب. أما الروائيون الأصليون خلف هذا الازدهار فهم كارلوس فونتيس من المكسيك، وخوليوكورتازار من الأرجنتين، وماريو فارغاس يوسا من بيرو، وجابرييل جارسيا ماركيز من كولومبيا. ويلجأ هؤلاء الكتاب الأربعة إلى الاختراع الأدبي في قصصهم ليعبروا عن تراثهم الثقافي. وقد أجروا تجارب على اللغة والبيئة الروائية وكثيرًا ما أدخلوا الخيال الجامح مجزئين الزمان والمكان، وأدّى الازدهار إلى أسلوب يُعرف بالواقعية السحّرية وفيه تمتزج الأحلام والسحر بالواقع اليومي.
وتعطينا الروايات الرئيسية لكارلوس فونتيس صورة شاملة للحياة في المكسيك العصرية. وتتضمن أعماله الرئيسية روايتي حيث الهواء صاف (1958م) و وفاة أرتيميوكروز (1962م). إِن أكثر روايات كورتازار أثرًا هي رواية الحجلة (1963م) التي تُجري تجارب على تقنية فن القصة وتثور على الاستعمال التقليدي للّغة. ويعتبر الكثير من النقاد قصص كورتازار القصيرة أفضل من رواياته. وتتميز بعض مجموعاته القصصية مثل تغير في الضوء (1974م) بالخيال الجامح والرمز والفلسفة.
ويكتب فارغاس يوسا، أحد روائيي الازدهار، عن المجتمع العصري في بيرو، وأكثر أعماله طموحًا مؤلفه حرب نهاية العالم (1981م)، وهي رواية تاريخية تتضمن مغامراتِ مثيرة وتستند في أحداثها على رواية يوكليدس دا كونها ثورة في الأقاليم الداخلية.
وأشهر روائي في مجموعة الازدهار هو جابرييل جارسيا ماركيز، الذي نال جائزة نوبل للأدب عام 1992م. وتعتبر روايته مائة عام من العزلة (1967م) حدثًا بارزًا في الرواية الأمريكية اللاتينية. وتتضمن هذه الرواية الكثير من الحقائق التاريخية، إلاّ أن المؤلف يدخل فيها العنصر الغرائبي والشخوص غير الاعتيادية والأحداث الصارخة وعنصر الإثارة وفكاهة غير عادية. لقد حافظ جارسيا ماركيز على سمعته العالمية بأعمال مثل خريف البطريرك (1975م) ؛ أحداث موت مُعلن (1981م) ؛ الحب في زمن الكوليرا (1986م). ومزجت إيزابيل الليندي التشيلية الواقعية الساحرة بالتاريخ في روايتيها بيت الأشباح (1985م) ؛ إيفا لونا (1987م).
أوائل القرن العشرين:
ظهرت مجموعة من الشاعرات المبدعات في أوائل القرن العشرين. وقد عالج الكثير من شعرهن الحب والأنوثة في مجتمع يسيطر عليه الرجال. ونالت إحداهن ـ وهي الكاتبة جابرييلا ميسترال من تشيلي ـ جائزة نوبل للأدب لعام 1945م، وكانت بذلك أول كاتبة أمريكية لاتينية تنال هذه الجائزة. ومن كبار الشاعرات دَلْميرا أُوغسطيني، وخوانا دو إِباربورو من الأروجواي، و ألفونسينا ستورني من الأرجنتين.
أما الروائيون فأبدوا اهتمامًا جديدًا في الموضوعات الإقليمية. فقد صوَّر خوسيه بوستاسيو ريفيرا من كولومبيا غابات الأمازون المطيرة على أنها مكان الجمال والرعب في مؤلفه الدوامة (1924م). وكتب رومولو غاليغوس عن السهول المدارية في فنزويلا في مؤلفه دونا باربرا (1929م). أما ريكاردو غويرالديس من الأرجنتين فقد روى مغامرات صبي يتلقى الإرشاد الروحي من أحد الغاوشو في رواية دون سيغوندو سومبرا (1926م). كما استطاع خوسيه لينز دو ريغو في رواياته المسماة دورة قصب السكر (1932-1943م) أن يستوحي طفولته في مزرعة للسكر في البرازيل.
يعالج الكثير من الروايات الإقليمية مشاكل اجتماعية وسياسية. وتعطي رواية ثورة في الأقاليم الداخلية (1902م) للكاتب يوكليدس دا كَنها صورة درامية لصراع بين فلاحين فقراء وقوات الحكومة. وألهمت الثورة المكسيكية عام 1910م ماريانو أزويلا فكتب رواية بعنوان المضطهدون (1916م)، وانتقدت رواية غراسيليانو راموس حيوات عقيمة (1938م)، ورواية جورج أمادو الأرض العنيفة (1942م) الأوضاع الاجتماعية في البرازيل، وقد صورت المعاملة السيئة التي يلقاها الهنود في رواية هواسيبنجو (1934م) للكاتب جورج إِكازا من الأكوادور، ورواية الهندي (1935م) للكاتب غريغوريو لوبيز إي فونتيز من المكسيك، ورواية ياوار فيستا (1940م) للكاتب خوسيه ماريا أرغويداس من البيرو.
قام عدة شعراء أمريكيين لاتينيين في العشرينيات من القرن العشرين بتجارب على الشكل والتقنية. وكان أهم هؤلاء الشعراء فِيسَنْت هويدوبرو، وبابلو نيرودا من تشيلي، وسيزار فاليجو من بيرو، وماريو دو أندراد من البرازيل، وخورخي لويس بورخيس من الأرجنتين. لقد رفض هؤلاء الشعراء الأشكال التقليدية لتكوين الشعر بأخيلة غير عادية. وقصدوا من قصائدهم أن تكشف العقل الباطن. وتُعتبر قصيدة المدينة المهلوسة (1922م) للشاعر أندراد مثلاً على الشعر التجريبي لهذا العصر.
أواسط القرن العشرين:
سيطرت موضوعات متنوعة على أدب أواسط القرن العشرين، وقد عبّر الكاتب إِدواردو ماليا من الأرجنتين عن شعور بالعزلة وفقدان الاتصال في روايتيه خليج الصمت (1940م)، و كل ما هو أخضر سيُـفْـنَى (1941م). وكتب سيرو ألجيريا من بيرو رواية احتجاج اجتماعي على سوء المعاملة التي يلقاها الهنود في بيرو في مؤلفه عريضة وغريبة هي الدنيا (1941م). وكتب خورخي لويس بورخيس قصصًا قصيرة فلسفية واسعة الخيال في مؤلَّفه الفن القصصي (1944م).
وخلال أواسط الأربعينيات من القرن العشرين الميلادي جمع الكتّاب مادةً أصيلةً وموضوعات متنوعة وتجارب لغوية ليصوغوا منها الرواية الجديدة، وأصبح الروائيون أكثر إدراكًِا لهويتهم الثقافية، ولكنهم تجنبوا التعبير المتطرف عن القومية في أعمالهم. وتتضمن أفضل أمثلة معروفة من الرواية الجديدة أعمالاً مثل: السيد الرئيس (1946م) للكاتب ميجيل أنجل أستورياس من جواتيمالا، و طرف العاصفة (1947م) للكاتب أوغسطين يانيز من المكسيك، وآدان بوينوسيريس (1948م) للكاتب ليوبولدو مارشال من الأرجنتين، و وُلد مذنبًا (1951 م) للكاتب مانيوِل روخاس من تشيلي، والدرجات المفقودة (1953م) للكاتب أليجو كاربنتيير من كوبا، و بيدرو بارامو (1955م) للكاتب خوان رلفو من المكسيك.
إن أشهر شاعر أمريكي لاتيني في أواسط القرن العشرين هو المكسيكي أوكتافيو باز الذي عالج الكثير من شعره الهوية المكسيكية والتاريخ المكسيكي. وكتب أيضًا مقالات في النقد الأدبي والفن والسياسة.
التطورات الحديثة:
أهمُّ تطور في الأدب الأمريكي اللاتيني منذ الخمسينيات من القرن العشرين هو الاهتمام العالمي الفجائي بالروائيين، وهو أمر لم يسبق له مثيل. لقد أُطلقت كلمة "ازدهار" على العدد الكبير من الروايات المهمة التي أنتجها هؤلاء الكتاب. أما الروائيون الأصليون خلف هذا الازدهار فهم كارلوس فونتيس من المكسيك، وخوليوكورتازار من الأرجنتين، وماريو فارغاس يوسا من بيرو، وجابرييل جارسيا ماركيز من كولومبيا. ويلجأ هؤلاء الكتاب الأربعة إلى الاختراع الأدبي في قصصهم ليعبروا عن تراثهم الثقافي. وقد أجروا تجارب على اللغة والبيئة الروائية وكثيرًا ما أدخلوا الخيال الجامح مجزئين الزمان والمكان، وأدّى الازدهار إلى أسلوب يُعرف بالواقعية السحّرية وفيه تمتزج الأحلام والسحر بالواقع اليومي.
وتعطينا الروايات الرئيسية لكارلوس فونتيس صورة شاملة للحياة في المكسيك العصرية. وتتضمن أعماله الرئيسية روايتي حيث الهواء صاف (1958م) و وفاة أرتيميوكروز (1962م). إِن أكثر روايات كورتازار أثرًا هي رواية الحجلة (1963م) التي تُجري تجارب على تقنية فن القصة وتثور على الاستعمال التقليدي للّغة. ويعتبر الكثير من النقاد قصص كورتازار القصيرة أفضل من رواياته. وتتميز بعض مجموعاته القصصية مثل تغير في الضوء (1974م) بالخيال الجامح والرمز والفلسفة.
ويكتب فارغاس يوسا، أحد روائيي الازدهار، عن المجتمع العصري في بيرو، وأكثر أعماله طموحًا مؤلفه حرب نهاية العالم (1981م)، وهي رواية تاريخية تتضمن مغامراتِ مثيرة وتستند في أحداثها على رواية يوكليدس دا كونها ثورة في الأقاليم الداخلية.
وأشهر روائي في مجموعة الازدهار هو جابرييل جارسيا ماركيز، الذي نال جائزة نوبل للأدب عام 1992م. وتعتبر روايته مائة عام من العزلة (1967م) حدثًا بارزًا في الرواية الأمريكية اللاتينية. وتتضمن هذه الرواية الكثير من الحقائق التاريخية، إلاّ أن المؤلف يدخل فيها العنصر الغرائبي والشخوص غير الاعتيادية والأحداث الصارخة وعنصر الإثارة وفكاهة غير عادية. لقد حافظ جارسيا ماركيز على سمعته العالمية بأعمال مثل خريف البطريرك (1975م) ؛ أحداث موت مُعلن (1981م) ؛ الحب في زمن الكوليرا (1986م). ومزجت إيزابيل الليندي التشيلية الواقعية الساحرة بالتاريخ في روايتيها بيت الأشباح (1985م) ؛ إيفا لونا (1987م).