بيتهوفن.. ملاحظات فلسفية وراء السيمفونية التاسعة
آداب وفنون
لندن
العربي الجديد
24 مارس 2022
لا يفصل الدارسون لسيرة لودفيج فان بيتهوفن بين سعيه إلى التجديد مؤمناً بضرورة تحرّر الجملة الموسيقية من كثير من التراكيب والألحان السائدة في عصره، وبين أفكاره الثورية المعارضة للملكيات المستبدة في أوروبا والحالمة بالحرية والديمقراطية والعدالة.
وانعكست تلك الرؤى في أعمال المؤلّف الموسيقي الألماني (1770 – 1827) الذي كتَب يوماً أن "الحرية والتقدم هما هدفنا الحقيقي في الفن، تماماً كما في الإبداع العظيم عموماً"، كما دوّن سنة 1819 أنه لم يعد يعوّل على مخلّص ينقذ الشعب ثمّ يتحوّل إلى دكتاتور على غرار نابليون بونابرت.
"بيتهوفن.. المثالي، والمبتكر، والأيقونة" عنوان المعرض الذي افتتح في "المكتبة البريطانية" بلندن في الثالث من كانون الأول/ ديسمبر الماضي ويتواصل حتى الرابع والعشرين من الشهر المقبل، ويضيء الأفكار التي غذت واحداً من أهمّ أعماله وهي "السمفونية التاسعة".
يشير المنظّمون إلى الخلفيات السياسية والثقافية التي تركت تأثيرها عند تأليفه هذه السيمفونية عام 1824، حيث الحرب والثورات مستعرة في القارة الأوروبية والولايات المتحدة، حيث تعتبر تلك الفترة الأغنى في مشواره والأكثر تجريباً في تاريخ الموسيقى.
الصورة
من المعرض
يضمّ المعرض مجموعة من المخطوطات بخط يد بيتهوفن في كراسة الرسم الخاصة به، وهي أول مسودة معروفة له ترك فيها خربشاته حول السيمفونية التاسعة التي تعدّ الأقرب إليه، كما وضع فيها ملاحظاته التي توثّق اللحظة التي كلّفت فيها جمعية الفيلهارمونية الملكية في لندن تأليفها عام 1817.
وتوضّح هذه الملاحظات مسار أعمال التأليف الأساسية التي ابتدأت خريف 1822 حتى اكتمالها سنة 1824، وتعيد أصول بعض العبارات والنغمات من أعمال سابقة لبيتهوفن، وكذلك القسم الكورالي من السيمفونية المستوحى من قصيدة الشاعر الألماني فريدريك شيلر "قصيدة الفرح".
كما يبيّن المعرض كيف تغلّب بيتهوفن على صراعات شخصية كبيرة لتحقيق نجاحاته، وكيف أصبحت موسيقاه مصدر قوة للآخرين للتغلب على معاناتهم، وكيف تركت تأثيرها في أعمال موسيقيين لاحقاً، إلى جانب عرض بعض متعلقاته الشخصية مثل الشوكة الرنانة أو أدوات الغسيل التي كان يستخدمها، وغيرها من الأشياء التي بقيت في منزله ومكتبه.