تمت إضافة صورة جديدة بواسطة Royal Story إلى الألبوم: فوزيه .
٢ يوليو، الساعة ٧:٥٩ ص -2022م ·
الاميرة فوزية فؤاد اميرة مصر و ملكة ايران اثناء تتطوعها كممرضة في حرب فلسطين عام 1948
في ذكرى وفاتها ، تعرفوا علي جانب مهم من حياة أميرة الاحسان التي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2013
هى الاميرة المصرية فوزية بنت الملك فؤاد الاول و شقيقة ملك مصر والسودان فاروق الاول ، أشتهرت الاميرة فوزية بجمالها الباذخ مما جعلت الصحافة تتطلق عليها "بأنها واحدة من أجمل نساء الأرض" ، فضلاً عن كونها ملكة ايران بزواجها من شاه ايران (1939-1948) لكن هناك جانب اخر لا يعرفه الكثيرون عن حياة الاميرة الراحلة وهى ان الاميرة فوزية كانت من أصحاب الأيادي البيضاء و تستحق بجدارة لقب "أميرة الخير والإحسان"
أشتهرت الأميرة فوزية بكثرة اعمالها الخيرية و دعمها لحقوق المرأة و التي لم تقتصر على بلادها مصر فقط بل امتدت اعمالها الخيرية الى بلدان اخرى مثل ايران التي اصبحت ملكة عليها وفلسطين والسودان.
نال مجال التعليم في مصر قسط وفير من أهتمام الأميرة مما دفع وزارة المعارف آنذاك بإطلاق اسمها علي احدي المدارس الثانوية للبنات في بولاق ، فكانت تلك المدرسة بجانب مدارس أخرى محط اهتمام كبير من الأميرة فوزية التي جمعتها علاقة طيبة مع تلميذات المدرسة كونها كانت حريصة زيارة تلك المدرسة و قضاء وقت مع التلميذات تشجيع المتفوقات منهن بالهدايا ، كما ساهمت الاميرة الراحلة في دعم المدينة الجامعية حيث فقد تبرعت بمبلغ 5000 جنيه بالاشتراك مع والدتها المالكة نازلي وشقيقتها الاميرة فائزة من أجل تجديدها وذلك في عام 1945.
كانت الاميرة فوزية مثلاً الأميرات اللاتي حملن لواء النهضة النسائية ، حيث شاركت في الاعمال الخاصة بجمعية المرأة الجديدة في مصر و استغلت الاميرتان فوزية وفائزة بعض الحفلات المقامة بأرض الجمعية لصالح العمل الخيري مثل تخصيصهن "لإيراد حفل الاستعراض الثلجي عام 1950" لصالح أعمال الجمعية و افتتحت الاميرة فوزية "دار كفالة الطفولة ومعهد المربيات" وذلك بحسب ما نشرت مجلة المصور في ديسمبر عام 1948، كما كانت عضوة نشطة في "الاتحاد النسائي المصري" ، الذي انشأته هدي هانم شعراوي عام 1923 بهدف النهوض بالمرأة ورفع شأنها.
ولم تتوقف انشطتها الي هذا الحد فبعد جلوسها على عرش الطاووس عام 1941 كانت المرأة من اهم الأوليات التي وضعتها نصب عينيها ، فأصبحت فوزية فضلاً عن كونها أول و اخر اميرة مصرية تجلس على عرش الطاووس ، هي اول زوجة لإمبراطور فارسي تطالب رسمياً بحق المرأة الايرانية في التعليم و الانتخاب و بذلت قصارى جهدها رغم الاوضاع المضطربة هناك لتحقيق ذلك حيث ترأست الملكة فوزية "الاتحاد النسوي الايراني"و انشأت جمعية لحماية النساء الحوامل و الاطفال ، فكانت الاولي من نوعها في ايران و نتيجة لجهودها ازدهرت طائفة كبيرة من المؤسسات العلمية والخيرية ، كما صرحت الملكة فوزية في حوار نادر لها مع وكالة اليوناتيد بريس في قصرها بطهران في فبراير عام 1945
قائلة :- "سأبذل قصارى جهدي كي تحصل المرأة الايرانية علي حق الانتخاب و حق ممارسة المهن العامة"
وبعد عودتها لمصر عام 1945 ترأست بعض الانشطة التي تقوم بها الجمعية الزراعية الملكية، و في فبراير عام 1948 افتتحت "متحف الحضارة المصرية بالقاهرة" الذي اقيم بالسراي الكبرى للمعارض بالجزيرة فكانت الاميرة فوزية بجانب عدد من أميرات الاسرة المالكة مثالاً مشرفاً لتعاون الطبقة الحاكمة المثقفة لرفعة شأن مصر.
أما عن الجانب الصحي في مصر ، فنال نصيب الأسد من أهتمامات الاميرة فوزية فؤاد و ظهر أهتمامها بشكل أكبر في هذا المجال بعد عودتها من ايران، حيث تبرعت الاميرة فوزية من حر مالها بمبلغ 500 جنيه في سبيل الارتقاء "بمشروع يوم المستشفيات" وتسلمها الدكتور سليمان عزمي باشا رئيس المشروع و ذلك عام 1946.
وفي العام التالي تولت الاميرة فوزية رئاسة مبرة محمد علي الخيرية- و لمن لا يعرفها فهي مبرة خيرية نشطت في مجالات عديدة وخصوصا في مجال الصحة وقد تم تأميم الجمعية عام 1964 بعد قدمت العلاج المجاني لاكثر من 13 مليون شخص علي اقل تقدير - وكانت أول ما فعلته الاميرة فوزية بعد توليها هذا المنصب تبرعها بمبلغ 1000 جنيه لصالح المبرة.
و شهدت المبرة أوج أزدهارها بعد أن تولت رئاستها الاميرة فوزية حيث توسعت فروع المستشفيات و المستوصفات المبرة في أغلب المدن المصرية ومنها
افتتاح مستشفي مجهزة بالكامل في اسيوط وشاركها في الافتتاح شقيقتها الاميرة فائزة والاميرة ماهوش طوسون و ذلك في ابريل عام 1947.
وضعت أساس مستشفي الولادة الجديد بالمحلة الكبري و ذلك في 11 فبراير عام 1948 وتم افتتاح المستشفي في 16 ابريل 1952.
و في 13 مارس عام 1948 افتتحت الاميرة فوزية مستشفي تابعة لمبرة محمد على الخيرية ببورسعيد و قامت في 20 مارس من نفس العام بزيارة المبرة وتوزيع الاقمشة و الهدايا على المرضي وتكررت زيارتها مرة اخري في 9 مايو عام 1952.
و قامت في 3 مايو عام 1952 بزيارة احدي المستشفيات التابعة لمبرة محمد بالشرقية و وزعت الهبات المالية على المحتاجين.
وفي الاول من نوفمبر عام 1949 زارت الاميرتان فوزية و فائزة كفر الدوار لافتتاح مستشفي تابع للمبرة هناك و قامتا بتوزيع عدد من البطاطين و الصابون للمحتاجين.
افتتاح الاميرة فوزية واحد من اكبر مستشفيات طنطا و الذي كان تابع لمبرة محمد علي الخيرية تم تشيد المستشفي علي مساحة 1500 متر مربع بتكلفة 36 الف جنية مصري و ذلك في فبراير عام 1950.
كما افتتحت دار الشفاء بالعباسية وتفقدت المستشفي و وسائل العلاج به و ذلك في 22 مايو عام 1951.
مع انتشار وباء الكوليرا في مصر وذلك في سبتمبر عام 1947 اثبتت الاميرة فوزية بجدارة استحقاقها لهذا المنصب فرغم كونها آنذاك ملكة ايران و اميرة مصر إلا أنها لم تردد لحظة للنزول للمعازل الصحية و الاشتراك في عمليات التطعيم و توزيع الملابس و الهدايا على المرضى و تصدرت اي مشهد يهدف الي زيادة تمويلات المبرة للتصدي لهذا الوباء.
ومع اندلاع مناوشات في فلسطين قبل اعلان الحرب بفترة بسيطة ، صرحت فوزية فؤاد في حوار نادر لها مع احدي الجرائد المصرية مايو 1948 قائلة :- "لقد أتسعت أعمال مبرة محمد علي الكبير وشملت جهودها نواحي المملكة كلها وهي الآن تتجه إلى فلسطين الشقيقة لتأخذ بيد أطفالها في المحنة التى تمر بها " وقد تبرعت الأميرة بمبلغ 500 جنيه لأطفال فلسطين ، كما اشرفت الاميرة فوزية على حفل خيري بعنوان "في سبيل فلسطين " و أُقيم في فندق سميراميس بالتعاون مع مبرة محمد على وشركة خطوط الطرق الصحراوية و قد بلغت إيرادات هذه الحفلة نحو خمسة آلاف جنيه ، و أمرت الاميرة فوزية بتوجيهها لصالح المهاجرين الفلسطينين إلى مصر عام 1948 و مع اندلاع حرب فلسطين في مايو عام 1948 اعلنت الاميرة فوزية اميرة مصر و امبراطورة ايران آنذاك عن تطوعها كممرضة لعلاج المصابين ، كما عكفت على زيارة المستشفيات العسكرية فضلاً عن تبرعها بمبلغ 1000 جنيه لصالح الجنود المصريين.
وامتد دور الأميرة فوزية الخيري الي السودان حيث ترأست اجتماع كان شعاره من أجل وحدة وادى النيل وذلك من أجل جمع التبرعات لضحايا حوادث السودان وذلك في شهر اكتوبر من العام 1948، حيث اندلع عدد كبير من المظاهرات في السودان ضد الأحتلال البريطانى وقد كان رد بريطانيا على هذه المقاومة بأشد وسائل القمع والتنكيل التى أودت بحياة الكثيرين من ابناء السودان ، ولهذا قد قررت شقيقة ملك مصر والسودان الاميرة فوزية فؤاد واعضاء المبرة بالتبرع بمبلغ 5000 ج على عائلات الضحايا و المصابين في السودان.
حرصت أميرة الإحسان فوزية فؤاد على الحفاظ على منصبها كرئيسة لمبرة محمد على الخيرية و الذي لطالما احبته و خصصت له وقتها و جهدها و رغم صغر سنها مقارنة بمن تولوا هذا المنصب قبلها، إلا أنها أثبتت استحقاقها له و استمرت الاميرة فوزية في تقديم خدماتها للمبرة حتى الأيام الاخيرة التي سبقت سقوط النظام الملكي في يونيه عام 1953 و بسقوطه اختفت الاميرة فوزية من على الساحة نهائياً و رغم فقدانها للتاج و السلطة و مصادرة املاكها و الا انها لم تتأخر لحظة
عن دعم بلدها مصر -التي رفضت مغادرته بعد سقوط حكم اسرتها - فيُذكر أن الاميرة فوزية فؤاد تبرعت بمبلغ 100 جنيه (معاشها آنذاك) لصالح المجهود الحربي اثناء حرب السادس من اكتوبر عام 1973 و ظهر دورها مرة اخري عام 1988 إبان قضية طابا حيث افرجت الاميرة فوزية عن عدد كبير من رسائل شخصية و رسائل بينها و بين زوجها و علي تلك الرسائل أختام البريد والطوابع تؤكد ذلك احقية مصر في طابا و عاهدت بها لزوجها اسماعيل بك شيرين اخر وزير حربية و بحرية في العهد الملكي و الذي تطوع بتلك الوثائق لاثبات احقية مصر ، ورحب الفريق به شاهداً ، وقبلت به المحكمة ، وأدلى بشهادته التى زادت من اقتناع المحكمة بأحقية مصر فى طابا.
والجدير بالذكر ان الكثير من المستشفيات التي اسستها الاميرة فوزية و التي تحمل اسم "المبرة" تقدم خدماتها حتى الان وان تم نسيان أو تناسي أصحاب الفضل في تأسيسها.
رحم الله أميرة الإحسان فوزية فؤاد