الفنون
تعود التقاليد الفنية في أمريكا اللاتينية إلى آلاف السنين، أي إلى ثقافات هنود المنطقة القدماء. ولا تزال حتى الآن بقايا المعابد والهياكل التي شيدتها حضارات الهنود المتقدمة في المكسيك وبيرو وجواتيمالا قائمة. كما أنتج هؤلاء الهنود منسوجات مميزة وحليًا، ومصنوعات خزفية، وأشغالاً يدوية بالغة الجمال. والجدير بالذكر أنه عندما بدأ المستعمرون الأسبان والبرتغاليون في الوصول إلى أمريكا اللاتينية حملوا معهم تقاليدهم الفنية الأوروبية التي عمت أرجاء المنطقة لمئات السنين. ولكن عندما بدأ المستعمرون الأوروبيون في استيراد الرقيق من إفريقيا، بدأت التقاليد الفنية الإفريقية تؤثر في الفنون السالف ذكرها مثل الموسيقى والرقص الشعبي. ولقد بدأت خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين الفنون في أمريكا اللاتينية تتطور حيث أصبحت لها شخصيتها الوطنية القوية بدلاً من الصبغة الأوروبية.
المعمار:
قامت الحضارة الهندية القديمة في أمريكا اللاتينية بتشييد مبان ضخمة وبناء مدن تبهر الناظرين قبل وصول الأوروبيين الأوائل إلى البلاد. ولقد بزغ نجم فنانين مميزين في قبائل هندية في أمريكا اللاتينية مثل كل من قبائل الأزتك والتولتك في المكسيك، والمايا في المكسيك وأمريكا الوسطى، والإنكا في جبال الأنديز التي تقع في غربي أمريكا الجنوبية. إن الهياكل الرائعة التي شيدتها كل من قبائل الأزتك والمايا والتولتك، كانت أهرامات حجرية ضخمة تعلوها المعابد. وقد صمم معماريو الإنكا مدنًا شيدت على حواف الجبال. وقد استخدم الإنكا في مبانيهم أحجارًا قُطعت بدقة شديدة حتى أنها تلتصق ببعضها البعض دون استخدام الأسمنت.
لقد كان للمباني الرئيسية التي أقامها الأوروبيون في أمريكا اللاتينية أهداف دينية أو أغراض حكومية تتضمن كنيسة أو مصلى أو مناطق سكنية أو ساحات تحيط بها أسوار عالية وسميكة من الحجر. وابتداءً من نهاية القرن السابع عشر انتشر تقليد بناء الكاتدرائيات والقصور وقصور الريف بأسلوب الباروك المعماري. وتميز هذا الأسلوب بالأعمدة المنقوشة بدقة والتماثيل المنمقة والاستخدام المسرف للبلاط الملون والذهب والفضة.
يجمع المعمار الحديث في أمريكا اللاتينية بين الأشكال الهندسية البسيطة مع الزخرفة الواضحة والأشكال المنقوشة المستوحاة من تراث المنطقة الهندسي والباروكي. يغطي كثير من المعماريين كل المباني أو جزءًا منها برسومات مذهلة أو بالفسيفساء (تصميمات أو صور مصنوعة من قطع من الحجر أو المواد الأخرى)، ويمكن العثور على أمثال هذه المباني في أماكن مختلفة مثل مبنى جامعة المكسيك الوطنية المستقلة في مكسيكو سيتي وجامعة فنزويلا في كاراكاس. وقد قام المهندس المعماري الشهير أوسكار نيمير بعمل تصميمات حديثة لمبانٍ في برازيليا عاصمة البرازيل.
الآداب:
تشمل آداب أمريكا اللاتينية أعمالاً لكتاب من البلاد التي تتكلم الأسبانية وبورتو ريكو ومن البرازيل التي تتكلم البرتغالية. من أجل مناقشة تقاليد المنطقة الأدبية الجميلة. ★ تَصَفح: أمريكا اللاتينية، الأدب.
التصوير التشكيلي:
شمل التصوير التشكيلي في أمريكا اللاتينية في فترة ما قبل الاستعمار اللوحات الجدارية الجميلة الألوان التي أبدعها الفنانون الهنود. وتزين بعض هذه اللوحات الجدارية المعابد، وتصور أشخاصًا من البشر وهي تحارب في معارك أو تؤدي الصلوات في الاحتفالات، وقامت بعض مجموعات الهنود بالرسم والزخرفة على الفخار والتماثيل.
قلد كثير من رسامي أمريكا اللاتينية، في فترة الاستعمار الأساليب الأوروبية، فقام معظم الفنانين برسم أشكال أشخاص في إطار مواضيع دينية لاستخدامها في الكنائس والكاتدرائيات، وكانت المراكز القيادية لفن التصوير التشكيلي خلال الفترة الاستعمارية هي مكسيكو سيتي في المكسيك، وكويتو في الإكوادور ومدينة كسكو في بيرو.
ومع بداية القرن العشرين بدأ فنانو أمريكا اللاتينية في تطوير أساليب تصوير تشكيلي كانت تحمل بوضوح طابع أمريكا اللاتينية. وتبنّى كثير من هؤلاء الفنانين الألوان الزاهية والتصميمات الجريئة التي نبعت من تراث المنطقة الهندي. اشتهر فنانون مكسيكيون من أمثال خوزيه كليمنتي أوروزكو، ودياغو ريفيرا، وديفيد سكويروس نتيجة لوحاتهم الجدارية الضخمة. وتحمل اللوحات الجدارية مناظر من تاريخ المكسيك خاصة صور أحداث النضال من أجل الاستقلال وثورة المكسيك عام 1910م. استخدم الرسام البرازيلي كانديدو بورتيناري الأساليب التجريدية الحديثة لرسم لوحات مستقاة من الحياة اليومية في البرازيل. وفي هاييتي أنتجت مجموعة بارزة من الفنانين ـ الذين قاموا بتعليم أنفسهم فن التصوير التشكيلي ـ لوحات خيالية مستقاة من الحياة المحلية والفنون الشعبية، ومن أشهر هؤلاء الفنانين هكتور هيبوليت وفلوميه أوبين.
النحت:
قبل قدوم الأوروبيين أبدع هنود أمريكا اللاتينية العديد من المنحوتات ابتداءً من التماثيل الصغرى، والأقنعة، والقطع الخشبية الصغيرة، التي تُحفر عليها المناظر بطريقة فنية إلى النصب التذكارية الضخمة. قام النحاتون الهنود بنحت عدد كبير من أعمالهم من الحجر ولكنهم استخدموا أيضًا الطين والأحجار الكريمة والذهب والخشب. وتمثلت معظم تماثيلهم وأعمالهم الفنية في الآلهة الوثنية التي كانوا يعبدونها والرموز الدينية التي كانت تستخدم لتزيين المعابد والمراكز الدينية.
تركزت مادة معظم أعمال النحت في الأيام الأولى للاستعمار الأوروبي أساسًا في الزخرفة المعمارية للكنائس. كان معظم النحت يتم بأسلوب البلاتريسك (صياغة الفضة) وهذا شكل من أشكال تصميم الحجر التي تشبه الأعمال الفنية الدقيقة لصائغي الفضة. أبدع النحات البرازيلي أنطونيو فرانسيسكو ليسبوا ـ المعروف باسم أليادينهو ـ بعض أجمل الأعمال في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر. قام بنحت أشكال دينية من الخشب والحجر للكنائس في مقاطعة ميناس جيراس البرازيلية.
ومنذ منتصف القرن التاسع عشر ومعظم أعمال النحت في أمريكا اللاتينية تعكس شعورًا قويًا بالعزة القومية واهتمامًا متزايدًا بالتراث الهندي للمنطقة. فقد أبدع كثير من النحاتين تماثيل لأبطال ثورات أمريكا اللاتينية وحروب الاستقلال بها.
الموسيقى:
يستمتع سكان أمريكا اللاتينية بأنواع متعددة من الموسيقى. إن عزف الموسيقى الحية في الشوارع شائع في المنطقة، كما أن أداء الموسيقى التقليدية، وموسيقى السود والموسيقى الأوروبية الكلاسيكية تجذب أعدادًا كبيرة متحمسة من الجماهير. كما أن لموسيقى الروك شعبية في أوساط أمريكا اللاتينية.
ويعود تاريخ موسيقى هنود أمريكا اللاتينية إلى عصر ما قبل الاستعمار. وقد قامت تلك الموسيقى بدور رئيسي في معظم احتفالات الهنود ومازالت محتفظة بأهميتها في المناطق التي تقطنها أعداد كبيرة منهم. وقد أدخل المستوطنون الأوروبيون أشكالاً من الموسيقى الأوروبية وكذلك الآلات الموسيقية إلى أمريكا اللاتينية. وتجمع موسيقى المستيزو الألحان الهندية ممزوجة بالأنغام الأسبانية الحية. كما تعكس الموسيقى في جزر الهند الغربية ومناطق الشريط الساحلي الرئيسي، تقاليد الموسيقى الإفريقية التي أدخلها الأرقاء السود الذين كانوا يعملون في المزارع الكبرى. ويمكن سماع الأنغام الإفريقية المعقدة في موسيقى الكاليبسو في ترينيداد وألحان السامبا والبوسا نوفا في البرازيل.
ويستخدم الموسيقيون في عزفهم لموسيقى أمريكا اللاتينية التقليدية اَلات موسيقية خاصة ومتنوعة. وتتضمن هذه الآلات الطبول الخشبية والمعدنية والكوترو (الغيتار ذا الأوتار الأربعة) والماريمبا ( أداة موسيقية تشبه آلة الزيلفون الخشبية)، والماراكاس ( أدوات قرع من نبات القرع الجاف). وتسود معظم الموسيقى التقليدية آلات الناي والقيثارة التقليدية والبوق والكمان والدفوف الصغيرة.
توجد في كثير من مدن أمريكا اللاتينية الكبيرة فرق موسيقية كبرى (أوركسترا) لعزف المعزوفات الموسيقية الكبرى وأخرى للمعزوفات الصغرى بالإضافة إلى الفرق الأوبرالية الكبرى. تعزف هذه الفرق والجمعيات أعمال المؤلفين الأوروبيين الكبار الكلاسيكية. وقد أثرت الألحان الكلاسيكية الأوروبية تأثيرًا واضحًا على الموسيقى السيمفونية المحلية حتى القرن التاسع عشر، ثم بدأ عدد من مؤلفي الموسيقى اللاتين في التعبير عن تراثهم القومي في موسيقاهم. ففي بداية القرن العشرين بدأ عدد من المؤلفين الموسيقيين العالميين من أمثال هيتور فيلا ـ لوبوس من البرازيل، وكارلوس شافيز من المكسيك في إدخال الميلوديات والألحان الشعبية في موسيقاهم، كما أدخلوا أيضًا بعض الأدوات الموسيقية التقليدية في عزف بعض أعمالهم الفنية.
الرقص:
لقد كان الرقص ذا أهمية كبيرة في حياة سكان أمريكا اللاتينية. وقام الهنود الحمر والسود بتطوير رقصاتهم لكي تصاحب العبادات الدينية والاحتفالات ببعض مناسبات الحياة مثل أعياد الميلاد، وحفلات الزواج، والحداد على الموتى. كذلك قام المهاجرون الأوروبيون بإدخال رقصاتهم الشعبية التي أتوا بها من بلادهم إلى أمريكا اللاتينية. ويظل الرقص يؤدي دورًا رئيسيًا في الاحتفالات الدينية والمهرجانات القروية في كثير من أقطار أمريكا اللاتينية، كما أن الرقص شكل من أكثر أشكال المرح شعبية في البلاد. ويوجد في كثير من البلاد كثير من فرق الرقص الشعبي التي تقدم على المسرح رقصات شعبية تقليدية. ومن أشهر هذه الفرق فرقة الباليه الفولكلوري المكسيكي التي قدمت حفلاتها في كثير من أقطار العالم.
ولكل قطر من معظم أقطار أمريكا اللاتينية رقصاته الخاصة به. ويتضمن كثير من هذه الرقصات خطوات من الرقصات الشعبية الأسبانية أو البرتغالية. وعلى سبيل المثال نجد الحركة الأسبانية الراقصة زابَاتيدو (خطوات الضرب بالكعب على الأرض) تكون جزءًا من رقصة الكيوكا في بوليفيا وتشيلي والهوروبو في فنزويلا وجاربو تباتيو ورقصة القبعة المكسيكية في المكسيك. أما في جزر الهند الغربية فقد امتزجت التأثيرات الإفريقية والأسبانية في رقصات القاعات الرومبا والتشاتشا وقد اكتسبت رقصات مثل الرومبا والتشاتشا والرقصات الأخرى مثل التانغو الأرجنتينية والسامبا البرازيلية والكونغا الكوبية، شعبية عالمية واسعة في دول أمريكا كلها ومعظم الدول الغربية.
الحرف اليدوية:
تمتاز كثير من أدوات الحرف اليدوية التي يصنعها سكان أمريكا اللاتينية بأنها تجمع الجمال الفني مع الفائدة العملية التطبيقية. إن هذا النوع من الفن يسمى الفنون الشعبية وعملها أصبح جزءًا من الحياة اليومية في معظم أقطار المنطقة. ومن الممكن أن نجد في المعدات والأدوات المنزلية مستوى عاليًا من الإتقان والجمال مثل تلك الموجودة في أدوات الزينة والمواد الموجودة في المعابد الدينية. وقد اشتهر سكان أمريكا اللاتينية بقدرتهم العالية في إنتاج الأواني الزجاجية والصناعات المعدنية والفخار والنسيج.
ومعظم هذه الأشغال اليدوية رخيصة. كما أن معظم الذين يقومون بعملها يصنعونها في بيوتهم من خامات محلية. فعلى سبيل المثال يقوم هنود جبال الأنديز بنسج الصوف من شعر حيوانات مثل الألبكة واللاما التي ينتجون منها قطعًا جميلة من العباءات والصديريات. أما في جزر الهند الغربية فإنهم يصنعون أَواني لطبخ المأكولات البحرية من الأصداف البحرية ويشكلون ثمار جوز الهند لكي تصبح أطباقا تصلح لتقديم الطعام. أما في أراضي المنخفضات الاستوائية بأمريكا الوسطى فإن الأهالي يصنعون قمصانًا خفيفة من الألياف النباتية القوية.
وتزخرف معظم منتجات هذه الأشغال اليدوية بأشكال شائعة في الفنون الشعبية مثل أشكال الدجاج والكلاب والضفادع أو برموز دينية هندية. ونجد على معظم الجدران رسمًا يسمونه عين الإله وهو رمز ديني هندي قديم شائع يتكون من خيوط ملونة منسوجة في نمط ثابت حول عيدان خشبية متقاطعة.
تعود التقاليد الفنية في أمريكا اللاتينية إلى آلاف السنين، أي إلى ثقافات هنود المنطقة القدماء. ولا تزال حتى الآن بقايا المعابد والهياكل التي شيدتها حضارات الهنود المتقدمة في المكسيك وبيرو وجواتيمالا قائمة. كما أنتج هؤلاء الهنود منسوجات مميزة وحليًا، ومصنوعات خزفية، وأشغالاً يدوية بالغة الجمال. والجدير بالذكر أنه عندما بدأ المستعمرون الأسبان والبرتغاليون في الوصول إلى أمريكا اللاتينية حملوا معهم تقاليدهم الفنية الأوروبية التي عمت أرجاء المنطقة لمئات السنين. ولكن عندما بدأ المستعمرون الأوروبيون في استيراد الرقيق من إفريقيا، بدأت التقاليد الفنية الإفريقية تؤثر في الفنون السالف ذكرها مثل الموسيقى والرقص الشعبي. ولقد بدأت خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين الفنون في أمريكا اللاتينية تتطور حيث أصبحت لها شخصيتها الوطنية القوية بدلاً من الصبغة الأوروبية.
المعمار:
قامت الحضارة الهندية القديمة في أمريكا اللاتينية بتشييد مبان ضخمة وبناء مدن تبهر الناظرين قبل وصول الأوروبيين الأوائل إلى البلاد. ولقد بزغ نجم فنانين مميزين في قبائل هندية في أمريكا اللاتينية مثل كل من قبائل الأزتك والتولتك في المكسيك، والمايا في المكسيك وأمريكا الوسطى، والإنكا في جبال الأنديز التي تقع في غربي أمريكا الجنوبية. إن الهياكل الرائعة التي شيدتها كل من قبائل الأزتك والمايا والتولتك، كانت أهرامات حجرية ضخمة تعلوها المعابد. وقد صمم معماريو الإنكا مدنًا شيدت على حواف الجبال. وقد استخدم الإنكا في مبانيهم أحجارًا قُطعت بدقة شديدة حتى أنها تلتصق ببعضها البعض دون استخدام الأسمنت.
لقد كان للمباني الرئيسية التي أقامها الأوروبيون في أمريكا اللاتينية أهداف دينية أو أغراض حكومية تتضمن كنيسة أو مصلى أو مناطق سكنية أو ساحات تحيط بها أسوار عالية وسميكة من الحجر. وابتداءً من نهاية القرن السابع عشر انتشر تقليد بناء الكاتدرائيات والقصور وقصور الريف بأسلوب الباروك المعماري. وتميز هذا الأسلوب بالأعمدة المنقوشة بدقة والتماثيل المنمقة والاستخدام المسرف للبلاط الملون والذهب والفضة.
يجمع المعمار الحديث في أمريكا اللاتينية بين الأشكال الهندسية البسيطة مع الزخرفة الواضحة والأشكال المنقوشة المستوحاة من تراث المنطقة الهندسي والباروكي. يغطي كثير من المعماريين كل المباني أو جزءًا منها برسومات مذهلة أو بالفسيفساء (تصميمات أو صور مصنوعة من قطع من الحجر أو المواد الأخرى)، ويمكن العثور على أمثال هذه المباني في أماكن مختلفة مثل مبنى جامعة المكسيك الوطنية المستقلة في مكسيكو سيتي وجامعة فنزويلا في كاراكاس. وقد قام المهندس المعماري الشهير أوسكار نيمير بعمل تصميمات حديثة لمبانٍ في برازيليا عاصمة البرازيل.
الآداب:
تشمل آداب أمريكا اللاتينية أعمالاً لكتاب من البلاد التي تتكلم الأسبانية وبورتو ريكو ومن البرازيل التي تتكلم البرتغالية. من أجل مناقشة تقاليد المنطقة الأدبية الجميلة. ★ تَصَفح: أمريكا اللاتينية، الأدب.
فن النحت الحديث في أمريكا اللاتينية يختلف اختلافًا كبيرًا عن أسلوب النحت المزخرف في العهد الاستعماري. هذا العمل الرخامي المسمى ميتيور قام بنحته الفنان البرازيلي برونو جيورجي في ستينيات القرن العشرين. |
شمل التصوير التشكيلي في أمريكا اللاتينية في فترة ما قبل الاستعمار اللوحات الجدارية الجميلة الألوان التي أبدعها الفنانون الهنود. وتزين بعض هذه اللوحات الجدارية المعابد، وتصور أشخاصًا من البشر وهي تحارب في معارك أو تؤدي الصلوات في الاحتفالات، وقامت بعض مجموعات الهنود بالرسم والزخرفة على الفخار والتماثيل.
قلد كثير من رسامي أمريكا اللاتينية، في فترة الاستعمار الأساليب الأوروبية، فقام معظم الفنانين برسم أشكال أشخاص في إطار مواضيع دينية لاستخدامها في الكنائس والكاتدرائيات، وكانت المراكز القيادية لفن التصوير التشكيلي خلال الفترة الاستعمارية هي مكسيكو سيتي في المكسيك، وكويتو في الإكوادور ومدينة كسكو في بيرو.
لوحة جدارية ملوَّنة اكتسبت سمعة عالمية في القرن العشرين في دول أمريكا اللاتينية. قام بتنفيذ هذه اللوحة الجدارية الفنان ديفيد سكويروس لتزيين حائط مبنى الإدارة بجامعة المكسيك الوطنية المستقلة في مكسيكو سيتي. |
النحت:
قبل قدوم الأوروبيين أبدع هنود أمريكا اللاتينية العديد من المنحوتات ابتداءً من التماثيل الصغرى، والأقنعة، والقطع الخشبية الصغيرة، التي تُحفر عليها المناظر بطريقة فنية إلى النصب التذكارية الضخمة. قام النحاتون الهنود بنحت عدد كبير من أعمالهم من الحجر ولكنهم استخدموا أيضًا الطين والأحجار الكريمة والذهب والخشب. وتمثلت معظم تماثيلهم وأعمالهم الفنية في الآلهة الوثنية التي كانوا يعبدونها والرموز الدينية التي كانت تستخدم لتزيين المعابد والمراكز الدينية.
تركزت مادة معظم أعمال النحت في الأيام الأولى للاستعمار الأوروبي أساسًا في الزخرفة المعمارية للكنائس. كان معظم النحت يتم بأسلوب البلاتريسك (صياغة الفضة) وهذا شكل من أشكال تصميم الحجر التي تشبه الأعمال الفنية الدقيقة لصائغي الفضة. أبدع النحات البرازيلي أنطونيو فرانسيسكو ليسبوا ـ المعروف باسم أليادينهو ـ بعض أجمل الأعمال في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر. قام بنحت أشكال دينية من الخشب والحجر للكنائس في مقاطعة ميناس جيراس البرازيلية.
ومنذ منتصف القرن التاسع عشر ومعظم أعمال النحت في أمريكا اللاتينية تعكس شعورًا قويًا بالعزة القومية واهتمامًا متزايدًا بالتراث الهندي للمنطقة. فقد أبدع كثير من النحاتين تماثيل لأبطال ثورات أمريكا اللاتينية وحروب الاستقلال بها.
الموسيقى:
يستمتع سكان أمريكا اللاتينية بأنواع متعددة من الموسيقى. إن عزف الموسيقى الحية في الشوارع شائع في المنطقة، كما أن أداء الموسيقى التقليدية، وموسيقى السود والموسيقى الأوروبية الكلاسيكية تجذب أعدادًا كبيرة متحمسة من الجماهير. كما أن لموسيقى الروك شعبية في أوساط أمريكا اللاتينية.
ويعود تاريخ موسيقى هنود أمريكا اللاتينية إلى عصر ما قبل الاستعمار. وقد قامت تلك الموسيقى بدور رئيسي في معظم احتفالات الهنود ومازالت محتفظة بأهميتها في المناطق التي تقطنها أعداد كبيرة منهم. وقد أدخل المستوطنون الأوروبيون أشكالاً من الموسيقى الأوروبية وكذلك الآلات الموسيقية إلى أمريكا اللاتينية. وتجمع موسيقى المستيزو الألحان الهندية ممزوجة بالأنغام الأسبانية الحية. كما تعكس الموسيقى في جزر الهند الغربية ومناطق الشريط الساحلي الرئيسي، تقاليد الموسيقى الإفريقية التي أدخلها الأرقاء السود الذين كانوا يعملون في المزارع الكبرى. ويمكن سماع الأنغام الإفريقية المعقدة في موسيقى الكاليبسو في ترينيداد وألحان السامبا والبوسا نوفا في البرازيل.
ويستخدم الموسيقيون في عزفهم لموسيقى أمريكا اللاتينية التقليدية اَلات موسيقية خاصة ومتنوعة. وتتضمن هذه الآلات الطبول الخشبية والمعدنية والكوترو (الغيتار ذا الأوتار الأربعة) والماريمبا ( أداة موسيقية تشبه آلة الزيلفون الخشبية)، والماراكاس ( أدوات قرع من نبات القرع الجاف). وتسود معظم الموسيقى التقليدية آلات الناي والقيثارة التقليدية والبوق والكمان والدفوف الصغيرة.
توجد في كثير من مدن أمريكا اللاتينية الكبيرة فرق موسيقية كبرى (أوركسترا) لعزف المعزوفات الموسيقية الكبرى وأخرى للمعزوفات الصغرى بالإضافة إلى الفرق الأوبرالية الكبرى. تعزف هذه الفرق والجمعيات أعمال المؤلفين الأوروبيين الكبار الكلاسيكية. وقد أثرت الألحان الكلاسيكية الأوروبية تأثيرًا واضحًا على الموسيقى السيمفونية المحلية حتى القرن التاسع عشر، ثم بدأ عدد من مؤلفي الموسيقى اللاتين في التعبير عن تراثهم القومي في موسيقاهم. ففي بداية القرن العشرين بدأ عدد من المؤلفين الموسيقيين العالميين من أمثال هيتور فيلا ـ لوبوس من البرازيل، وكارلوس شافيز من المكسيك في إدخال الميلوديات والألحان الشعبية في موسيقاهم، كما أدخلوا أيضًا بعض الأدوات الموسيقية التقليدية في عزف بعض أعمالهم الفنية.
الرقص:
لقد كان الرقص ذا أهمية كبيرة في حياة سكان أمريكا اللاتينية. وقام الهنود الحمر والسود بتطوير رقصاتهم لكي تصاحب العبادات الدينية والاحتفالات ببعض مناسبات الحياة مثل أعياد الميلاد، وحفلات الزواج، والحداد على الموتى. كذلك قام المهاجرون الأوروبيون بإدخال رقصاتهم الشعبية التي أتوا بها من بلادهم إلى أمريكا اللاتينية. ويظل الرقص يؤدي دورًا رئيسيًا في الاحتفالات الدينية والمهرجانات القروية في كثير من أقطار أمريكا اللاتينية، كما أن الرقص شكل من أكثر أشكال المرح شعبية في البلاد. ويوجد في كثير من البلاد كثير من فرق الرقص الشعبي التي تقدم على المسرح رقصات شعبية تقليدية. ومن أشهر هذه الفرق فرقة الباليه الفولكلوري المكسيكي التي قدمت حفلاتها في كثير من أقطار العالم.
ولكل قطر من معظم أقطار أمريكا اللاتينية رقصاته الخاصة به. ويتضمن كثير من هذه الرقصات خطوات من الرقصات الشعبية الأسبانية أو البرتغالية. وعلى سبيل المثال نجد الحركة الأسبانية الراقصة زابَاتيدو (خطوات الضرب بالكعب على الأرض) تكون جزءًا من رقصة الكيوكا في بوليفيا وتشيلي والهوروبو في فنزويلا وجاربو تباتيو ورقصة القبعة المكسيكية في المكسيك. أما في جزر الهند الغربية فقد امتزجت التأثيرات الإفريقية والأسبانية في رقصات القاعات الرومبا والتشاتشا وقد اكتسبت رقصات مثل الرومبا والتشاتشا والرقصات الأخرى مثل التانغو الأرجنتينية والسامبا البرازيلية والكونغا الكوبية، شعبية عالمية واسعة في دول أمريكا كلها ومعظم الدول الغربية.
الحرف اليدوية تنتشر انتشاراً واسعاً في أمريكا اللاتينية. يشتهر الهنود الحمر بالحرف المعدنية والفخار والنسيج. إن هذا الهندي الأحمر من قبائل الزابوتيك من المكسيك يقوم بنسج قماش زاهي الألوان. |
تمتاز كثير من أدوات الحرف اليدوية التي يصنعها سكان أمريكا اللاتينية بأنها تجمع الجمال الفني مع الفائدة العملية التطبيقية. إن هذا النوع من الفن يسمى الفنون الشعبية وعملها أصبح جزءًا من الحياة اليومية في معظم أقطار المنطقة. ومن الممكن أن نجد في المعدات والأدوات المنزلية مستوى عاليًا من الإتقان والجمال مثل تلك الموجودة في أدوات الزينة والمواد الموجودة في المعابد الدينية. وقد اشتهر سكان أمريكا اللاتينية بقدرتهم العالية في إنتاج الأواني الزجاجية والصناعات المعدنية والفخار والنسيج.
ومعظم هذه الأشغال اليدوية رخيصة. كما أن معظم الذين يقومون بعملها يصنعونها في بيوتهم من خامات محلية. فعلى سبيل المثال يقوم هنود جبال الأنديز بنسج الصوف من شعر حيوانات مثل الألبكة واللاما التي ينتجون منها قطعًا جميلة من العباءات والصديريات. أما في جزر الهند الغربية فإنهم يصنعون أَواني لطبخ المأكولات البحرية من الأصداف البحرية ويشكلون ثمار جوز الهند لكي تصبح أطباقا تصلح لتقديم الطعام. أما في أراضي المنخفضات الاستوائية بأمريكا الوسطى فإن الأهالي يصنعون قمصانًا خفيفة من الألياف النباتية القوية.
وتزخرف معظم منتجات هذه الأشغال اليدوية بأشكال شائعة في الفنون الشعبية مثل أشكال الدجاج والكلاب والضفادع أو برموز دينية هندية. ونجد على معظم الجدران رسمًا يسمونه عين الإله وهو رمز ديني هندي قديم شائع يتكون من خيوط ملونة منسوجة في نمط ثابت حول عيدان خشبية متقاطعة.