الحياة في الريف والمدينة | ||||||||||||
في أمريكا اللاتينية تتباينان تباينًا شديدًا. يعيش كثير من سكان المدينة ويعملون في مبان حديثة وأنيقة. يقوم المزارعون باستئجار أو امتلاك قطع صغيرة من الأراضي الزراعية أو يعملون أُجراء في المزارع الواسعة. وقد هاجر الكثير من فقراء المزارعين إلى المدن بحثًا عن وظائف أفضل | ||||||||||||
|
سكان أمريكا اللاتينية يتوزعون توزيعاً غير متوازن. وتوضح هذه الخريطة أن معظم السكان يعيشون بالقرب من السواحل ومناطق المرتفعات في المكسيك وجبال الأنديز الواقعة في غرب أمريكا الجنوبية. وتظهر الأماكن الأكثر كثافة سكانية بالألوان الداكنة. |
يبلغ عدد سكان أمريكا اللاتينية حوالي 521 مليونًا. ويزيد السكان بنسبة 2% سنويًا تقريبًا.
تضاعف سكان أمريكا اللاتينية ثلاث مرات تقريبًا منذ عام 1960م. وتعزى هذه الزيادة إلى ارتفاع معدل المواليد والتحسينات التي طرأت على العناية الصحية، والتي أدت بدورها إلى انخفاض معدل الوفيات في المنطقة. إن حوالي ثلث سكان أمريكا اللاتينية لم يبلغوا الخامسة عشرة من العمر بعد.
تبلغ مساحة أمريكا اللاتينية 21 مليون كم² تقريبًا. ولو كان السكان موزعين توزيعًا متساويًا على هذه المساحة الشاسعة لكان عدد الذين يسكنون في الكيلو متر المربع الواحد 25 شخصًا تقريبًا. ولكن توزيع السكان لايزال بعيدًا عن التوزيع المتساوي. إن هناك مناطق داخلية شاسعة في أمريكا الوسطى، وأمريكا الجنوبية يسكنها عدد قليل من الناس أو تكاد تكون خالية من السكان. إن معظم المناطق الداخلية في المنطقة مغطاة بالغابات الاستوائية. كما أن بعض الأعشاب الجافة أو المناطق الصحراوية أو المناطق الجبلية المرتفعة إما خالية من السكان أو يسكنها عدد قليل من الناس. ويعيش معظم سكان هذه القارة بالقرب من شواطئ البحار أو الأنهار حيث تتوافر المزارع الخصبة الجيدة.
تزدحم بعض أجزاء أمريكا اللاتينية بالسكان. مثل باربادوس وبُورتوريكو وبعض جزر الهند الغربية الأخرى التي تعتبر مناطق ذات كثافة سكانية عالية على مستوى العالم. أما مناطق أمريكا اللاتينية الأخرى ذات الكثافة السكانية العالية فتشمل جنوب شرق البرازيل ومعظم ساحل البرازيل، وشرق وسط الأرجنتين ووسط المكسيك والمناطق الشمالية في فنزويلا وكولومبيا.
الأسلاف:
يعود سكان أمريكا اللاتينية إلى أصول متنوعة الأسلاف. تتكون مجموعات السكان الرئيسية من: 1- الهنود الحمر (الهنود الأمريكيون). 2- الأجناس البيضاء. 3- الأجناس السوداء. 4- ذوي الأصول المختلطة.
يوجد لدى معظم أقطار أمريكا اللاتينية نظام طبقي مبني على الأصول العرقية إلى حد كبير. إن الطبقة العليا الصغيرة الحجم نسبيًا تتكون أساسًا من الأجناس البيضاء. غالبية الطبقة الوسطى تتكون من ذوي الأصول المختلطة. أما الطبقة الدنيا الضخمة العدد فتتكون أساسًا من الهنود والسود. ومع ذلك فإن الوضع الاجتماعي لا يتحدد على أساس الأصول العرقية فقط. إن انتماء الشخص إلى أصول هندية أو زنجية أو مختلطة لا يقيد هذا الشخص بالضرورة إلى مكانة اجتماعية دنيا. فعلى سبيل المثال نجد في البرازيل وجزر الهند الغربية عددًا كبيرًا من السود أصبحوا من ذوي المراكز البارزة في الفنون أو قطاع رجال الأعمال أو السياسة أو العلوم. إن الانتماء إلى أصول هندية في المكسيك مصدر فخر لجماعات ينتمون إلى مختلف قطاعات المجتمع. ومن جانب اَخر فإن كون الشخص أبيض فقط لا يضمن له مكانة اجتماعية عالية فمن الممكن أن نجد ذوي الأصول البيضاء في كل الطبقات. والنسبة المئوية للبيض عالية في الأقطار التي يقل فيها عدد السكان من ذوي الأصول الهندية أو السوداء.
الهنود الحمر. عاش الهنود الحمر في أمريكا اللاتينية لسنوات طويلة، قبل أن يصل إليها أوائل المستوطنين البيض في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي. وتعود أصول الهنود الحمر إلى القوم الذين هاجروا من اَسيا إلى أمريكا الشمالية قبل اَلاف السنين. واستطاعت مجموعات منهم مثل الأزتك والإنكا والمايا بناء وتطوير حضارات وصلت إلى مستويات عالية من التقدم. ولكن البيض مالبثوا أن أخضعوا معظم هؤلاء الهنود وأرغموهم على العمل في المناجم والمزارع الكبيرة. مات ملايين الهنود من المعاملة القاسية أو الحروب أو الأمراض التي جلبها البيض معهم والتي لم يكن لدى الهنود الحمر مناعة ضدها. تلاشى الهنود الحمر من بعض مناطق أمريكا اللاتينية بالكامل تقريبًا. واضطرت أعداد كبيرة من الهنود الحمر إلى النزوح إلى المرتفعات أو مناطق الغابات النائية لكي ينجوا بأنفسهم من الإبادة. ويكوِّن الهنود الحمر اليوم نسبة عالية من سكان بوليفيا والإكوادور وجواتيمالا وبيرو.
البيض. ينتمي معظم البيض في أمريكا اللاتينية إلى أصول أوروبية. استقر عدد كبير من الفرنسيين والألمان والبريطانيين والهولنديين والبولنديين في أمريكا الجنوبية، واليوم ينتمي معظم سكان الأرجنتين وكوستاريكا وأروجواي إلى الجنس الأبيض، كما أن هناك نسبة عالية منهم في البرازيل وتشيلي.
السود. جُلب السود إلى أمريكا اللاتينية من إفريقيا كرقيق منذ القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر. أحضر الأوروبيون ملايين السود للعمل في المزارع الكبيرة بجزر الهند الغربية وفي المناطق الساحلية لأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية. واليوم يشكّل السود أغلبية سكان باربادوس وهاييتي وجامايكا. كما أن هناك أعدادًا كبيرة من السود في كثير من مناطق جزر الهند الغربية، بالإضافة إلى بعض منخفضات المناطق الاستوائية في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية.
ذوو الأصول العرقية المختلطة. تزاوجت أعداد كبيرة من البيض والسود والهنود في أمريكا اللاتينية طوال القرون الماضية. ونتيجة لهذا التزاوج نجد أن غالبية سكان أمريكا اللاتينية يعودون إلى أصول عرقية مختلطة. وأكبر المجموعات المختلطة هي المستيزو (المولدون) وهم الذين يرجعون إلى أصول مختلطة من الهنود والبيض، ثم يليهم المولاتو (المولدون الخلاسيون) وهم الذين يرجعون إلى أصول السود المختلطة من البيض والسود. وتنتمي غالبية السكان في إلسلفادور وهندوراس ونيكاراجوا وكولومبيا والمكسيك وباراجواي وفنزويلا إلى مجموعة المستيزو. بينما يكثر المولاتو في البرازيل وبنما وجزر الهند الغرببية.
اللغات:
يتكلم معظم سكان أمريكا اللاتينية لغات البلاد الأوروبية التي كانت تستعمر بلادهم. ويتكلم ثلثا السكان تقربيًا اللغة الأسبانية، وهي اللغة الرسمية لكل من كوبا وجمهورية الدومينيكان والمكسيك ومعظم أقطار أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية. ويتكلم ثلث سكان أمريكا اللاتينية اللغة البرتغالية التي تعتبر اللغة الرسمية للبرازيل. أما اللغة الفرنسية فهي لغة سورينام الرسمية. وتعد اللغة الإنجليزية اللغة الرسمية لكل من بليز وغايانا ودول جزر الهند الغربية التي كانت سابقًا تحت حكم بريطانيا. ويتكلم معظم سكان أمريكا لهجات محلية مشتقة إما من لغة بلادهم الرسمية أو من خليط من اللغات الرسمية لبلاد أخرى.
يتكلم معظم هنود أمريكا اللاتينية لغاتهم الأصلية التقليدية. وفي باراجواي تعتبر اللغة الهندية التي تسمى جواراني لغة رسمية بالإضافة إلى الأسبانية. كما أن اللغة الهندية في بيرو التي تسمى كُوِتْشوا هي أيضًا اللغة الرسمية بالإضافة إلى الأسبانية. أما في بوليفيا فهناك ثلاث لغات رسمية هي الأسبانية والكوتشوا ولغة هندية أخرى تسمى أيمارا.