النثرية
في غمرة الرومانسية، و وسط شيوخها والمتشبثين بالشعر الموزون بكل "بحوره" المتشكلة من مقاطع صوتية syllabes لا يجب الخروج عنها، تجرأ "اليوسيوس برتران" Aloysius Bertrand على خلخلة ذلك التقليد، سواء بشعرنة الحكاية الخرافية أو بالتجديد في المقاطع الصوتية وتوزيع الأبيات بعيدا عن التوزيع التقليدي، حيث كان كل بيت يتشكل غالبا من الأسكندري(12) أو من إحدى عشرة أو عشرة أو ثمانية مقاطع صوتية الخ... فنجده يبدع على شكل عُرِف بالمعيَّن (في الواقع نصف معين)، وهو شكل مسطح متساوي الأضلاع كما يتضح في هذه القصيدة(أسفله) المتكونة من عشرة أبيات مختلفة فيما بينها من حيث عدد المقاطع الصوتية، الأمر الذي لم يكن مستساغا حينها، لأن القصيدة كان عليها أن تبقي على نفس عدد المقاطع التي تبتدئ بها، خاصة المقاطع المتداولة والتي سبقت الإشارة إليها آنفا. (للإشارة أيضا، كان لهذا الشكل تأثير على الشاعر مالارمي، وابولينير الذي أبدع فيما سمي ب: كاليجرام calligrammes، أي القصيدة مجسمة.) :
du
pendu
le squelette
le soir, reflète
les feux du couchant
là-bas, au penchant
morne et sévère
du calvaire
des trois
croix
*+*+*+
Aloysius Bertrand
أ*+*+*+*
محمد العرجوني
أ01-7-2022