النوتة العربية والسلم الموسيقى العربي القديم:
لعل أفضل تعريف للنوتة الموسيقية هو أنها لغة الأصوات اللحنية، وكما تكتب الكلمات لتقرأ فإن الموسيقى تُكْتَب ليعاد عزفها كما هي. فإذا ماتمت كتابة حديث معين على ورقة مثلاً فإن كل من يعثر على هذه الورقة يستطيع أن يقرأها، ولن يكون هناك أي فرق يذكر بين قراءة القراء المختلفين لهذه الورقة. والشيء نفسه يحدث بالنسبة للموسيقى المكتوبة. فإذا سُجِّلت الموسيقى بالنوتة فإن أي دارس للموسيقى يستطيع أن يعزفها، ولن تكون هناك أي فروق تذكر بين العازفين.
وعلى الرغم من عدم وجود سجل يحمل ألحان العرب القدامى، إلا أن هناك دلائل كثيرة تشير إلى أن العرب قد دوَّنوا ألحانهم بالحروف الألفبائية التي اصطلحوا عليها. ومن تلك الأدلة: 1- ماكتبه أبو الفرج الأصفهاني في الجزء العاشر من الأغاني. 2- معرفة العرب بمن سبقهم ممن عرفوا النوتة الموسيقية ـ كالإغريق مثلاً ـ وورود اسَميْ إقليدس وفيثاغورث وغيرهما. 3- اتصال العرب الوثيق بجيرانهم الفرس والهنود الذين كانت لهم نوتة موسيقية معروفة تناقلوها منذ آلاف السنين. 4- كتاب النغم والإيقاع المنسوب للخليل بن أحمد الفراهيدي. ولا يخفى على أحد شغف الخليل بن أحمد بالموسيقى والإيقاع، ومقدرته على التسجيل واختراع الرموز. فالذي استطاع أن يخترع العروض، ويحدد كل أوزان الشعر العربي وبحوره وموسيقاه لا يعجزه أبدًا أن يوجد نوتة تحدد النغم والإيقاع العربي.
وترجِّح كثير من المراجع أن الموسيقى العربية كانت من السلم الخماسي، كما كانت الموسيقى المصرية القديمة، والموسيقى البابلية والآشورية والسبأية، والموسيقى اليابانية والصينية، والموسيقى الإفريقية. والوسيلة التي لجأ إليها الباحثون لإثبات أن تلك الموسيقى القديمة كانت خماسية هي الآثار القديمة الموجودة حاليًا، والصور والمنحوتات. فنوع الوتر وطوله يوضح المساحة الصوتية، ويرشدنا إلى شكل البناء الموسيقي المستخدم، وهل هو رباعي أم خماسي أم سباعي. فعلى سبيل المثال: عرفنا أن الموسيقى المصرية القديمة كانت خماسية ـ كما يذكر الدكتور فتحي الصنفاوي مؤلف كتاب الموسيقى البدائية، وموسيقى الحضارات القديمة ـ من الآلات التي عُثِر عليها قرب الأهرامات، وفي وادي الملوك، وفي مقابر أمنحوتب ورمسيس وتوت عنخ آمون. وقد ساعدتنا المنحوتات والصور القديمة على تصوّر نوع الموسيقى، وهل كانت هادئة أم صاخبة. فعرفنا من النقوش والرسوم أنها كانت رزينة ووقورة، ولم تكن صاخبة، وأنها كانت ذات طابع تقديسي، ولا يمارسها إلا الكهنة في معابدهم. والذي أكد هذا هو حركات الأجسام الوقورة، ووجود الكهنة، وتقديم البخور، ووجود رموز وشعارات آلهتهم التي كانوا يقدسونها، إضافة إلى أزياء الموسيقيين أنفسهم، فقد تزيُّوا بأزياء كانت تشبه إلى حد كبير أزياء الكهنة. وعلى أي حال فإن كل هذه الأدلة تظل قاصرة عن أن تمدنا بالأصوات الحقيقية التي كانت لتلك الموسيقى الخماسية. ولو كانت مدونة لتمكن المعاصرون من قراءتها كما هي.
وباختلاط العرب بغيرهم من الشعوب تغيرت موسيقاهم من السلم الخماسي إلى السلم السباعي. وسُمِّي السلم الموسيقي بهذا الاسم لأنه يتكون من أصوات أساسية، أو درجات من الصوت تختلف بعضها عن بعض بالعلو. فكل سلم أو درجة تختلف عن الدرجة الأخرى في الحدة الصوتية. فالدرجة الثانية تزداد حدة عن الأولى والثالثة عن الثانية وهكذا. وإضافة إلى الحدة فإن هذه الدرجات تختلف أيضًا في عدد الذبذبات، أي في تردد صوتها في الهواء في الثانية الواحدة، وكلما ارتفعت درجة الصوت ازداد عدد هذه الذبذبات، وكلما انخفضت قل عددها. وتجدر الإشارة إلى أن عدد الذبذبات يختص بعلم النسب العددية للأصوات. وأول من وضع علم النسب العددية البسيطة لأبعاد ومسافات السلم اليوناني هو فيثاغورث، الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد. وقد تم لاحقًا تطوير دراسة الذبذبات الصوتية وإحصاؤها.
لعل أفضل تعريف للنوتة الموسيقية هو أنها لغة الأصوات اللحنية، وكما تكتب الكلمات لتقرأ فإن الموسيقى تُكْتَب ليعاد عزفها كما هي. فإذا ماتمت كتابة حديث معين على ورقة مثلاً فإن كل من يعثر على هذه الورقة يستطيع أن يقرأها، ولن يكون هناك أي فرق يذكر بين قراءة القراء المختلفين لهذه الورقة. والشيء نفسه يحدث بالنسبة للموسيقى المكتوبة. فإذا سُجِّلت الموسيقى بالنوتة فإن أي دارس للموسيقى يستطيع أن يعزفها، ولن تكون هناك أي فروق تذكر بين العازفين.
وعلى الرغم من عدم وجود سجل يحمل ألحان العرب القدامى، إلا أن هناك دلائل كثيرة تشير إلى أن العرب قد دوَّنوا ألحانهم بالحروف الألفبائية التي اصطلحوا عليها. ومن تلك الأدلة: 1- ماكتبه أبو الفرج الأصفهاني في الجزء العاشر من الأغاني. 2- معرفة العرب بمن سبقهم ممن عرفوا النوتة الموسيقية ـ كالإغريق مثلاً ـ وورود اسَميْ إقليدس وفيثاغورث وغيرهما. 3- اتصال العرب الوثيق بجيرانهم الفرس والهنود الذين كانت لهم نوتة موسيقية معروفة تناقلوها منذ آلاف السنين. 4- كتاب النغم والإيقاع المنسوب للخليل بن أحمد الفراهيدي. ولا يخفى على أحد شغف الخليل بن أحمد بالموسيقى والإيقاع، ومقدرته على التسجيل واختراع الرموز. فالذي استطاع أن يخترع العروض، ويحدد كل أوزان الشعر العربي وبحوره وموسيقاه لا يعجزه أبدًا أن يوجد نوتة تحدد النغم والإيقاع العربي.
وترجِّح كثير من المراجع أن الموسيقى العربية كانت من السلم الخماسي، كما كانت الموسيقى المصرية القديمة، والموسيقى البابلية والآشورية والسبأية، والموسيقى اليابانية والصينية، والموسيقى الإفريقية. والوسيلة التي لجأ إليها الباحثون لإثبات أن تلك الموسيقى القديمة كانت خماسية هي الآثار القديمة الموجودة حاليًا، والصور والمنحوتات. فنوع الوتر وطوله يوضح المساحة الصوتية، ويرشدنا إلى شكل البناء الموسيقي المستخدم، وهل هو رباعي أم خماسي أم سباعي. فعلى سبيل المثال: عرفنا أن الموسيقى المصرية القديمة كانت خماسية ـ كما يذكر الدكتور فتحي الصنفاوي مؤلف كتاب الموسيقى البدائية، وموسيقى الحضارات القديمة ـ من الآلات التي عُثِر عليها قرب الأهرامات، وفي وادي الملوك، وفي مقابر أمنحوتب ورمسيس وتوت عنخ آمون. وقد ساعدتنا المنحوتات والصور القديمة على تصوّر نوع الموسيقى، وهل كانت هادئة أم صاخبة. فعرفنا من النقوش والرسوم أنها كانت رزينة ووقورة، ولم تكن صاخبة، وأنها كانت ذات طابع تقديسي، ولا يمارسها إلا الكهنة في معابدهم. والذي أكد هذا هو حركات الأجسام الوقورة، ووجود الكهنة، وتقديم البخور، ووجود رموز وشعارات آلهتهم التي كانوا يقدسونها، إضافة إلى أزياء الموسيقيين أنفسهم، فقد تزيُّوا بأزياء كانت تشبه إلى حد كبير أزياء الكهنة. وعلى أي حال فإن كل هذه الأدلة تظل قاصرة عن أن تمدنا بالأصوات الحقيقية التي كانت لتلك الموسيقى الخماسية. ولو كانت مدونة لتمكن المعاصرون من قراءتها كما هي.
وباختلاط العرب بغيرهم من الشعوب تغيرت موسيقاهم من السلم الخماسي إلى السلم السباعي. وسُمِّي السلم الموسيقي بهذا الاسم لأنه يتكون من أصوات أساسية، أو درجات من الصوت تختلف بعضها عن بعض بالعلو. فكل سلم أو درجة تختلف عن الدرجة الأخرى في الحدة الصوتية. فالدرجة الثانية تزداد حدة عن الأولى والثالثة عن الثانية وهكذا. وإضافة إلى الحدة فإن هذه الدرجات تختلف أيضًا في عدد الذبذبات، أي في تردد صوتها في الهواء في الثانية الواحدة، وكلما ارتفعت درجة الصوت ازداد عدد هذه الذبذبات، وكلما انخفضت قل عددها. وتجدر الإشارة إلى أن عدد الذبذبات يختص بعلم النسب العددية للأصوات. وأول من وضع علم النسب العددية البسيطة لأبعاد ومسافات السلم اليوناني هو فيثاغورث، الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد. وقد تم لاحقًا تطوير دراسة الذبذبات الصوتية وإحصاؤها.