كتب الأستاذ : رسول بابل.. ما بعد الصورة .. (الفعل).. المقدمة..
تقليص
X
-
Rasool Jamalالجمعية العراقية للتصوير
ما بعد الصورة
(الفعل)
المقدمة:
قد تفتح مقالتنا هذه آفاقاً جديدة للباحثين في شأن الصورة دون الإشارة اليها كما حدث مع جميع ما كتبته حول الصورة والضوء سابقاً.
وهذا فخ وقع فيه الكثيرين. اذ ينسبون ما يكتبون لجملة من الكتاب الغربيين لتشتيت انظار القارئ. رغم عدم احتواء ما يشيرون اليه باي معلومة تخص الموضوع الذي سرق او استل منه مقالهم. ولكن مهما حصل فلا يمكن تغطية الشمس بغربال.
وهذا الفخ كثير ما يقع فيه باحثون في رسائلهم واطروحاتهم الاكاديمية فينسبون ما ليس لهم إليهم. وهو ظن والظن اغلبه اثم على صاحبه.
وبالمجمل فأن الاقتباس يعتبر سرقة من دون الإشارة للمصدر. وما هذا الا فراغ فكري ناتج من تخبط الشهرة وما تفعله بصاحبها ليستدر الكلام المعسول من أصحاب الفراغ الفكري الممدوحين بمقال او كتابة.
بالنتيجة النهائية تضييع المتعة واملائها بمتعة جوفاء لا تؤدي الغرض المنشود.
لماذا هذه المقدمة؟
ان ما اكتبه ناتج من رؤية عملية تجريبية بحته. وان التجريب هو خلاصة البحث العلمي واصدقها أداة. لذلك قد تتطابق مع القارئ بنسبة عالية وربما تتغلغل لمشاعره فيقتنع ويعتقد بها. كونها نابعة من تجربة النفس البشرية مباشرة ولم تمر بمراح لنظرية خيالية قد تنطبق او لا تنطبق. لذلك لن تجد لها متشابهات او لها مصدر ممكن ان يتناول الموضوع بكافة جوانبه. فيعتقد القارئ انه ممكن ان يغوص أكثر ليجلب لنتائج اهم وأعمق. دون ان يشير الى مفتاح هذا الغوص او السبب الفعلي لخوضه في التعمق فقد يأتي بنتائج أفضل او ربما يقف على النتيجة التي قرئها فقط دون ان يحرك ساكن. ومع هذا هناك
نتيجتين حصلت لم يشير اليها وهي:
1. انه تعمق أكثر وجاء بنتائج أعمق واهم.
2. انه لم يستطيع ان يجد شيء جديد.
وفي كلا الحالتين البحثيتين جائه التحفيز من الموضوع الأول للقراءة. فيكون هنا مجبر ان يشير الى المصدر دون اللف والدوران والصاق الجهد به شخصيا. وهذا ما يسمى (الأمانة العلمية)
ان تغلغل هؤلاء جعل البحوث العلمية سطحية حد البكاء وجعلنا نحن العرب والعراقيون بالذات نمر بمرحلة التسطيح الفكري العلمي والعملي. فنادرا جدا جدا ان تقرأ بحثا موسوم بعنوان وصاحبه بذل جهدا ليأتي بجديد. فلا جديد ولا نظرية ولا اختراع.
وقريبا قرأت بحثين موسومان بالعلمية وتحت اشراف (دكتور) أحدهم اخذ من ماء زمزم طريقة للتبريد والأخر اخذ من صندوق حاسبة (كيس) وتحويله الى غسالة هواء (او كما يعرف خطأً بمبردة هواء) وكلاهما نال درجة علمية بهذا التسطيح الفكري المتدني. فما بالك بالأفكار الكتابية التي تعتمد الحشو !!!
وبالعودة لعنوان المقال ماذا بعد الصورة؟
فعلاً ماذا بعد الصورة؟
تمر الرؤية بمرحلتين:
الأولى النظر
والثانية التفسير.
لتنطلق مجددا وتنتج الفعل. وهذا الفعل ينقسم أربعة اقسام.
القسم الأول. ردة الفعل
القسم الثاني تفعيل الفعل
القسم الثالث انشاء فعل
القسم الرابع الاحتفاظ بالفعل.
فبالقسم الأول يكون العمل مباشر دون الولوج بالتفكير وإخضاع المرئي لعملية تمحيص بل بالعكس يكون فعل مباشرة وربما مباغت للفعل الأول. وبهذا يسمى رد الفعل .
مثل أنك تنظر لعدو يحمل مسدس ويصوبه نحوك. هنا يكون الرد بان تتجنب الرصاصة او اذا كان بيدك سلاح تصوب نحوه مباشرة.
القسم الثاني تفعيل الفعل: والمقصود به هو ان تتهيأ الفكرة النهائية بعد الرؤية أي ان تفعيل فعل ملازم وجاهز لتنفيذه متى ما سنحت الفرصة لذلك. أي تجهيز ما يلزم لفعل الفعل الجديد الناتج من خلال تكوين الفكرة نتيجة الرؤية الأولى.
القسم الثالث: انشاء فعل؟ بمعنى ان تمر الصورة الذهنية الناتجة من خلال الرؤية الأولى بمراحل اكتساب احتمالات متعددة لتكون مجهزة وليس جاهزة هناك فرق بين التجهيز والجاهز. فالتجهيز هو مجموعة مراحل تمر بها الفكرة او أي منتج اخر حتى تكتمل. وبعد اكتمالها تكون جاهزة لذلك فأن الفرق بيت التجهيز والجاهز فرق كبير.
القسم الرابع وهو الاحتفاظ بالفعل. وهذا يمر بثلاثة مراحل مهمة وتكون المرحلة الأخيرة هي نفس المرحلة الأولى. بمعنى اخر.. يمر الاحتفاظ بالفعل بالمرحلة الثانية والثالثة ثم بالمرحلة الأولى يكون اطلاق الفعل.
رسول بابل
2022
تعليق