شعلة نار..مابين المحملجي بمصرالمحروسة والدومري في بلاد الشام..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شعلة نار..مابين المحملجي بمصرالمحروسة والدومري في بلاد الشام..


    شخصيات مؤثرة


    المشعلجي عفريت الليل.. مهنة عاشت مصر في نورها قبل الكهرباء
    يخرج قبل غروب الشمس حاملا عامود من الحديد، يعلوه اسطواة دائرية الشكل بداخلها قطعة من الكتان والزيت المشتعلة، يحمل على ظهره سلم خشبي، ويجوب شوارع محددة له سلفا، ليقوم بالصعود إلى أعمدة الإنارة وإشعالها، ثم يعاود مروره مرة أخرى في الصباح لإطفائها مرة أخرى.
    المشعجلي» مهنة انطلقت في شوارع مصر في القرن الـ19، مع انتشار أعمدة الإنارة في شوارع المحروسة، وتعتمد على النار في إشعالها، ويلتحق صاحبها ببلدية القاهرة، ويمارس مهام عمله يوميا في إنارة الشوارع الرئيسية، وبالطبع لم تكن الشوارع الداخلية تتمتع بالرفاهية نفسها، بل كانت تتم عملية إنارة الشوارع الفرعية والحواري المصرية بجهود الأهالي.
    بدأت فكرة انارة الطرق بالأعمدة وعرف المصريين الفوانيس، وتحولت هذة الفوانيس الى عادة فى المنازل طوال العام ثم قامت بتنوير الشوارع بعد ان كانت معتمة اغلب الوقت.
    اعتاد المشعلجى اضاءة شوارع مصر مع بداية انتشار اعمدة الاضاءة وهى تقوم على اشعال فتيلة القماش بالزيت والنار،
    وبمرور الوقت بدأت مهنة المشعلجي في الاختفاء تدريجيا مع بداية دخول وانتشار أعمدة الإضاءة في مصر التي تعتمد على الكهرباء
    ********************************
    Feras Shafiq Rahjeh
    • عنا الدومري
    • Fareed Zaffour
    • ************************
    • “الدومري” مهنة تراثية اغتالها مصباح أديسون
      معناها الرجل الذ ي يشعل الفوانيس
      3 ديسمبر 2009 م

      مهنة الدومري من المهن التراثية التي كان لها حضور في الذاكرة الشعبية السورية ارتبطت بشهر رمضان المبارك، ثم أصبحت نسياً منسياً بعد دخول الكهرباء إلى كل مرافق الحياة العامة والخاصة، هذه الكلمة تركية الأصل وتعني الفوانيسيّ أي الرجل الذي يشعل الفوانيس في الأزقة والحارات القديمة قبل أن يتحفنا مستر أديسون باختراعه الأعجوبة الكهرباء ويقلب حياة العالم رأساً على عقب؛ وقد أعاد الفنان العالمي علي فرزات هذه التسمية إلى الأذهان من خلال إطلاقها على جريدته الساخرة التي احتجبت منذ سنوات ليضيء سراج الحقيقة أمام عميان ديوجين .

      في النصف الثاني من القرن الثامن عشر كان السراج الفخاري الوسيلة الوحيدة للإنارة، إذ كان يُملأ زيتاً وتوضَع فيه فتيلة ثم يتم إشعاله، هذا السراج كان المصباح الوحيد لجميع طبقات المجتمع، وفي الدُورِ الكبيرة كانت الشموع وسيلة الإنارة حيث تُجعل حُزماً تُعلق في الأماكن الرطبة وتُوضع في الشمعدان المصنوع من النحاس الأصفر، كما استُعملت قناديل صغيرة ذات علب معدنية مملوءة بزيت الزيتون وبوسطها خيط من القطن يضيء ويرسل في الجو نوراً ضئيلاً كما يذكر الباحث خالد العظم في مذكراته التي نُشرت في بيروت عام 1973 .

      أما في الشوارع وقبل إحداث البلديات كانت الأضواء في الأسواق عبارة عن قناديل الحراس الضئيلة النور، يحمل الناس فناراً صغيراً (مصباح ورق) وفيه شمعة صغيرة أما الأعيان فكانوا يستعملون الفنارات الكبيرة المصنوعة من المشمع وغلافها من النحاس يحملها الخدم ويمشون أمامهم . ويقول فخري البارودي في مذكراته أنه مر وقت منعت فيه الحكومة سير الناس بعد صلاة العشاء دون مصابيح .

      في المناسبات كانت القناديل الصغيرة تُعلق على الجدران وعلى أقواس النصر ثم أصبحت الشوارع تُنار بفوانيس تُملأ بالبترول، وكثيراً ما يعمد الأولاد إلى إطفائها بضرب ألواح البلور بالحصى، وكانت هذه الفوانيس تُعلق على ارتفاع معين في الأزقة والحارات ويهتم بفوانيس كل حي موظف من قبل البلدية يُدعى (الدومري ) وكان هذا الموظف يمر بها قبيل المغرب ويبدأ بإشعالها ويظل حارساً لها حتى الساعات الأولى من الفجر، وقد شاع مثل شعبي يقول (ما في الدومري) كناية عن خلوّ المكان من أي مخلوق؛ كان الفانوس عبارة عن متوازي مستطيلات من البلور يُثبت في قاعدته من الداخل (الكاز) وينتهي من أعلاه بحلقة تُستعمل لحمله باليد أو لتعليقه على الحامل .

      يحدثنا الباحثان محمود السباعي ونعيم الزهراوي في كتابهما (حمص-دراسة وثائقية) الذي يرصد تاريخ مدينة حمص الاجتماعي من عام (1840-1918) أي من خروج إبراهيم باشا وحتى خروج الأتراك العثمانيين، أن رئيس بلدية حمص عام 1912 إبراهيم الأتاسي ما إن تسلم عمله حتى عمد مباشرة إلى شراء مائة مصباح كبير لوكس وزعها على الشوارع الرئيسية في المدينة وفي مفارق الطرق، فغمر النور تلك الشوارع وأزاح عنها حلكة الظلام ما خفف حوادث النهب والسلب وأشاع بعض الأمان في ليالي المدينة، ويذكر الأديب الراحل رضا صافي في كتابه على جناح الذكرى أن صاحب مقهى الدروبي قد سبق البلدية في استعمال اللوكسات لإنارة مقهاه والساحة الواقعة أمامه .

      وقبل أن تدخل الكهرباء إلى حمص دخلت إلى دمشق عام 1905 عندما حصلت الشركة الفرنسية البلجيكية للترامواي والنور الكهربائي على امتياز كان الأول من نوعه في جميع بلاد الشرق، ويُعزى تجهيز الشام بخطوط الترام والكهرباء إلى (عزة باشا العابد) ولم تكن أية مدينة أخرى عدا بيروت ودمشق مضاءة بالكهرباء قبل الحرب العالمية الأولى .

      وحول مهنة الدومري ومعنى هذه الكلمة ومدلولاتها في اللغة يقول الباحث جرجس الزكيمي: كلمة الدومري تعني الرجل الذي يشعل الفوانيس، ذلك أن البلديات كانت تعمد إلى توزيع فوانيس تشعلها على الكاز والفتيل القطني في المدن وبعض البلدان يوم لم تكن الكهرباء فتبعث نوراً ولو ضعيفاً يمزق بعضاً من ظلام الليل . وأذكر في طفولتي حين كان أحد أفراد الأسرة يعود في آخر الليل ويسأله أحد إذا رأى أحداً في الشارع فيأتي الرد (ما فيه الدومري) بخاصة في البرد الشديد وربما يخطر للمرء أن كلمة الدومري هي من الدخيل السرياني أو الفارسي أو التركي ومن خلال بحثي عن أصل هذه الكلمة توصلت إلى أن إشعال الفوانيس كان محدوداً ومقتصراً على المدن وبعض البلدات أما القرى الصغيرة فكانت محرومة من ذلك، والكلمة مستعملة لدى سكان القطر العربي السوري كله مدناً وريفاً والسبب كما أن استعمالها يشير إلى النفي القاطع لوجود الإنسان في الشارع . وبالتحليل نقول: إن لم يكن في الشارع دومري ربما كان غيره كالراعي أو المسافر أو الفلاح الذي اضطره وقت السقاية كي يروي أرضه الخ . ويضيف الباحث الزكيمي: لفظة الدومري ليست عامية في جذرها كما قد يتبادر إلى الذهن بل هي فصيحة ولكن التغير الذي أصابها جعلها مصنفة في العامية ومعناها (الإنسان مطلقاً) أي كل إنسان وهي لا تخص المذكر على حدة أو المؤنث على حدة أو الصغير أو الكبير وقد تطور لفظها كغيرها من الألفاظ في اللغة ففي المعجم (التأمري - التأموري - التؤمري) بفتح التاء في الأولى والثانية وضمها في الثالثة وهذا التبديل في الهمزة والواو والياء كثير في اللغة حتى حركة التاء المنقولة دالاً والهمزة المنقولة واواً حافظتا على الضبط بحسب اللفظ المحلي فالدال مفتوحة حيناً ومضمومة حيناً آخر كما هي التاء في الأصل .
يعمل...
X