قراءة نقدية في رواية القضبان لا تصنع سجناً للأديب العراقي (جبار عبّود آل مهودر)
حبيبة محرزي
الزمان في "القضبان لا تصنع سجنا "
سبق القول بأن الزمان والمكان مقومان متلازمان في العمل الروائي . ومثلما استهل الكاتب روايته بالمكان كمحطة فارقة أو هي نقطة الالتقاء المحايدة التي وحدها جمعت ما لم يجمع منذ أمد. جمعت الحيٌ بالميٌت في موقف اعتباري مأساوي تراجيديٌ.
هي رواية بزمن دائريّ عبثيّ.تدور رحاه دون توقف لتقنع المتلقي الغافل بأن لكل شيء بداية ونهاية .هي فلسفة الوجود المقرٌة بالعدم كحقيقة ثابتة متجذرة في المخيال الانسانيّ دون استثناء.
والزمن في هذه الرواية بالذات هو محورها ونقطة الارتكاز فيها بما انها كأثر ادبي بفنية زمنية ثابتة .والزمن في الرواية هو بالأساس تعبير من الكاتب عن رؤيا كونية حياتية إنسانية وفق الآليات التي استعملها واستحضرها خاصة لتاثيث الزمن الروائي انطلاقا من الزمن الواقعي والذي وان اتفق معه في الحيثيات والمحطات الزمنية الثابتة فالاختلاف أيضا وارد لأن السارد ينتقي ما يخدم التيمة ويهمل ما لا يخدم سير أحداث الرواية.
أ_سيميائية الزمان في "سجن لا تصنعه القضبان"
تتمثٌل سيميائيّة الزمان في الرواية في معناها البنيويٌ اللساني المتدرٌج من الزمن البعيد إلى القريب أو الحاضر بكل المرتٌبات الزمنية من ظروف واسماء زمان وتواريخ.
ليست الرواية سوى نسق بنيوي ينتظم فيها الزمن السردي لأن الزمن مثل مقومات السرد كلها يكوّن نسقا لغويا مما حدا بالشكلاتيين إلى تقسيم النص الروائي إلى متن ومبنى حكائي إذ اعتبروا المتن هو المادة الأولية الخام للقص أو السرد وهي في رواية "القضبان لا تصنع سجنا" كل الحكاية التي تبدأ قبل الاعتقال وتنتهي بعد إطلاق السراح واسترداد الحرية المسلوبة سابقا للبطل "محمود " وانتهاء بالمجموعة الثالثة التي سيطلق سراحها في ٢٠٠١.
هو إذن الزمن الحاوي لكل التقطيعات والتجزؤات داخل الرواية، والمتن هو تقريبا الإطار المحيط من يوم بدأت معاناة البطل جراء معتقد مختلف عن معتقد حاكم متجبر إلى يوم رأى النور خارج القضبان بامتداد بعديٌ للواحق زمنية مرتبطة بأحداث الرواية ارتباط السبب بالنتيجة وحرصا من الكاتب على تجنب التغاضي عن مواقف قد تظل مفتوحة مشوشة لدى المتلقي دون نهايات كمصير أحد الابطال أو نهاية مجموعة ما .
هذه الأحداث المنفصلة هي الديمومة التي ترتبها في الزمان والتي حرص المؤلف على تتبع نسق سردي خطي ثابت خاصة إذا تتبعنا بعض العناوين التي اقتصرت على الزمن وتحديده تحديدا دقيقا فجاءت التواريخ مرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديٌا واقعيا فالعناوين التي اتبع فيها التزمين الثابت بدأت ب :
_محكمة الثورة يومي ٢٥/٢٦/آب ١٩٨١
_الاثنين ٢٥/كانون الثاني ١٩٨٣
_أعياد الميلاد سنة ١٩٨٤
_شهر رمضان في الزنزانة
عيد في زنزانة
_وثبة رمضان سنة ١٩٨٧
_يوميات زنزانة
١١ شبّاط ١٩٩٠
_١٧/كانون الثاني ١٩٩١
لتنتهي بخروج المجموعة الثالثة سنة ٢٠٠١
ولو انها ترتبت في الرواية فالأحداث متداخلة متقاربة متقارعة ليكون الزمان أكثر تنوعا داخل النص في مراوحة بين الماضي والحاضر والمستقبل، وفق منهج اعتباريٌ للأحداث تصنٌفها كقيم بنسبيٌة ثابتة وفق منطلق المؤلف وزاوية النٌظر التي اختارها منذ البدء.
والقص هو بالأساس التفاعل الزمني الحدثي داخل الديمومة .وفق اختيار السارد وما يلزمه من ترتيب أو تشظ يشد المتلقي ويحكم العقدة ويخدم الحبكة كي ينأى بمؤلفه عن التسجيل التوثيقي التاريخي ليرتقي إلى الابداع الرّوائيّ الأدبي.
في هذه "الخيمة"الزمنية القاتمة نتابع المبنى الحكائي الذي تصرف فيه السارد بالتقديم والتأخير لكن بإصرار على تحديد الزمن بدقة خاصة في الأحداث المصيرية المرتبطة بالشخوص بقطع النظر عن حضورهم أو غيابهم .هذا السرد لا يخلو من كشف متدرج لايديولوجية الكاتب والتي تسلح بها منذ البدء ليكشف للمتلقي الأسباب والمسببات لهذه الماسي المتداعية والتي وعن غير قصد اغرق فيها القارئ كي يتحرر من بعض حمل أو هي اوزار تشد على الذهن والفكر بتحريض من ذاكرة ترفض النسيان .
أحداث ومستجدات وان وردت موثقة بالزمان المدقق والمكان المحدد فإنها لم ترد في قص خطي روتيني بل سيتكفل القاص بتوزيعها ونثرها تقديما وتاخيرا وقفزا مثل قوله "مرت السنون"وتأجيلا مثل قوله "سيأتي على ذكرها لاحقا" وإسقاطا لاحداث لا تخدم الخط القصصي التصاعدي تأثيرا في المتلقي وتوثيقا للذاكرة الجماعية ،ليكون السرد
أما بالاسترجاع وهو ذاكرة النص الفعلية إذ ينقطع زمن السرد الحاضر لاستدعاء الماضي وهي تقنية تتمحور حول تجربة الذٌات ويمكن أن يكون استرجاعها داخليا لصيق بالسارد أو خارجيا مرتبط بشخوص أخرى مساعدة أو معرقلة بفاعليٌة ثابتة في الواقع المخزن في الذاكرة، مثل قوله في صفحة ١٤١ "ألتقى محمود في موقف ٣٢ برجل آخر من أهالي البصرة جيء به خريف ستة ١٩٨٢ اسمه (قاسم مهاوي حسين الطائي)...مثل هذه الأحداث والحقائق كثيرة وغير منتظمة وكان الدا
فع لاستحضار الحدث خارج عن نطاق المؤلف الذي حاول إلى حد الإجهاد أن يكون أمينا في نقل هذه الاحداث ليجعل روايته ببعد سيميائي ثابت يحيد بها عن التسجيل و التخييل أو بالاستباق الذي مثل ما يدفع به الى المتلقي كي يتكهن ويستعد للقادم من الأحداث لأن السارد عليم بالاحداث كلها ما ظهر منها وما بطن وهو يخاتل القارئ بما يحقق له الهدف المرسوم منذ التفكير في الكتابة بعد "الخروج من الذاكرة",والذي لم يكن إلا تمويها ليتبرا من بطل بكم مأساوي قد يعجّزه عن سرد ما قضّ مضجعه ماضيا وحاضرا ومستقبلا .فيقول في ص ٢١١ " ورغم حاجتهم لمزيد من الطعام غير أن وفرته أو تنوعه يولد لديهم شعورا بالجوع الذي ينتظرهم وعشرة الايام اللاحقة "
واذا كان السرد هو أكثر الفنون الأدبية التصاقا بالزمن خاصة وأننا امام نص منطلقه التجربة الشخصية أي أنه اقرب إلى السيرة الذاتية لذلك حرص الكاتب على ذكر التواريخ بدقة مثل قوله في ص ٣٤٦ "صباح يوم ٩ / ٤ /٢٠٠٣ بعد سقوط الصنم ..." التأكيد على الحدث وزمانه وابطاله توثيقا وكسرا لخط مأساويّ متنام انتهى في الواقع الذي عابنه السارد ومعه المتلقي أيضا . هي نقطة التقاء واتفاق وانفراج فعلي والكاتب المهووس بالزمان "الذي لن يعود منه ماذهب"وفي عدة مواضع نجده يهتم بالكم اي المدة دون ربطها بالتاريخ أو الترتيب في الزمان ففي ص ٣١٢ يقول " خلال الأيام السبعة التي قضوها في الأمن العامة " الكم يصبح اولى من التاريخ للدلالة والتأكيد على المعاناة وطولها.
بيد أن الكاتب وان سرد أحداثا مؤرخة موثوقا في صحتها بالزمان والمكان فإن بعد زمن السرد عن زمن الأحداث قد يكون عدٌل الوتيرة ونسّب كمّ الأذى الذي لحق بالشخوص رأفة بالقارئ وربما عشيرة من قضى هناك في إحدى الزنازين والمعتقلات رغم أنه صار يكتب بعين أخرى لا تخشى رقيبا ولا واشيا مرتزقا ولم يعد يرهب "من هوى صنمه "ذات يوم. وان الكلمة التي من اجلها سجن وعُذٌب صارت حرة طليقة تحلٌق في الأجواء لتصل غرب الأرض ومشرقها وحتى تونس.
حبيبة محرزي
الزمان في "القضبان لا تصنع سجنا "
سبق القول بأن الزمان والمكان مقومان متلازمان في العمل الروائي . ومثلما استهل الكاتب روايته بالمكان كمحطة فارقة أو هي نقطة الالتقاء المحايدة التي وحدها جمعت ما لم يجمع منذ أمد. جمعت الحيٌ بالميٌت في موقف اعتباري مأساوي تراجيديٌ.
هي رواية بزمن دائريّ عبثيّ.تدور رحاه دون توقف لتقنع المتلقي الغافل بأن لكل شيء بداية ونهاية .هي فلسفة الوجود المقرٌة بالعدم كحقيقة ثابتة متجذرة في المخيال الانسانيّ دون استثناء.
والزمن في هذه الرواية بالذات هو محورها ونقطة الارتكاز فيها بما انها كأثر ادبي بفنية زمنية ثابتة .والزمن في الرواية هو بالأساس تعبير من الكاتب عن رؤيا كونية حياتية إنسانية وفق الآليات التي استعملها واستحضرها خاصة لتاثيث الزمن الروائي انطلاقا من الزمن الواقعي والذي وان اتفق معه في الحيثيات والمحطات الزمنية الثابتة فالاختلاف أيضا وارد لأن السارد ينتقي ما يخدم التيمة ويهمل ما لا يخدم سير أحداث الرواية.
أ_سيميائية الزمان في "سجن لا تصنعه القضبان"
تتمثٌل سيميائيّة الزمان في الرواية في معناها البنيويٌ اللساني المتدرٌج من الزمن البعيد إلى القريب أو الحاضر بكل المرتٌبات الزمنية من ظروف واسماء زمان وتواريخ.
ليست الرواية سوى نسق بنيوي ينتظم فيها الزمن السردي لأن الزمن مثل مقومات السرد كلها يكوّن نسقا لغويا مما حدا بالشكلاتيين إلى تقسيم النص الروائي إلى متن ومبنى حكائي إذ اعتبروا المتن هو المادة الأولية الخام للقص أو السرد وهي في رواية "القضبان لا تصنع سجنا" كل الحكاية التي تبدأ قبل الاعتقال وتنتهي بعد إطلاق السراح واسترداد الحرية المسلوبة سابقا للبطل "محمود " وانتهاء بالمجموعة الثالثة التي سيطلق سراحها في ٢٠٠١.
هو إذن الزمن الحاوي لكل التقطيعات والتجزؤات داخل الرواية، والمتن هو تقريبا الإطار المحيط من يوم بدأت معاناة البطل جراء معتقد مختلف عن معتقد حاكم متجبر إلى يوم رأى النور خارج القضبان بامتداد بعديٌ للواحق زمنية مرتبطة بأحداث الرواية ارتباط السبب بالنتيجة وحرصا من الكاتب على تجنب التغاضي عن مواقف قد تظل مفتوحة مشوشة لدى المتلقي دون نهايات كمصير أحد الابطال أو نهاية مجموعة ما .
هذه الأحداث المنفصلة هي الديمومة التي ترتبها في الزمان والتي حرص المؤلف على تتبع نسق سردي خطي ثابت خاصة إذا تتبعنا بعض العناوين التي اقتصرت على الزمن وتحديده تحديدا دقيقا فجاءت التواريخ مرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديٌا واقعيا فالعناوين التي اتبع فيها التزمين الثابت بدأت ب :
_محكمة الثورة يومي ٢٥/٢٦/آب ١٩٨١
_الاثنين ٢٥/كانون الثاني ١٩٨٣
_أعياد الميلاد سنة ١٩٨٤
_شهر رمضان في الزنزانة
عيد في زنزانة
_وثبة رمضان سنة ١٩٨٧
_يوميات زنزانة
١١ شبّاط ١٩٩٠
_١٧/كانون الثاني ١٩٩١
لتنتهي بخروج المجموعة الثالثة سنة ٢٠٠١
ولو انها ترتبت في الرواية فالأحداث متداخلة متقاربة متقارعة ليكون الزمان أكثر تنوعا داخل النص في مراوحة بين الماضي والحاضر والمستقبل، وفق منهج اعتباريٌ للأحداث تصنٌفها كقيم بنسبيٌة ثابتة وفق منطلق المؤلف وزاوية النٌظر التي اختارها منذ البدء.
والقص هو بالأساس التفاعل الزمني الحدثي داخل الديمومة .وفق اختيار السارد وما يلزمه من ترتيب أو تشظ يشد المتلقي ويحكم العقدة ويخدم الحبكة كي ينأى بمؤلفه عن التسجيل التوثيقي التاريخي ليرتقي إلى الابداع الرّوائيّ الأدبي.
في هذه "الخيمة"الزمنية القاتمة نتابع المبنى الحكائي الذي تصرف فيه السارد بالتقديم والتأخير لكن بإصرار على تحديد الزمن بدقة خاصة في الأحداث المصيرية المرتبطة بالشخوص بقطع النظر عن حضورهم أو غيابهم .هذا السرد لا يخلو من كشف متدرج لايديولوجية الكاتب والتي تسلح بها منذ البدء ليكشف للمتلقي الأسباب والمسببات لهذه الماسي المتداعية والتي وعن غير قصد اغرق فيها القارئ كي يتحرر من بعض حمل أو هي اوزار تشد على الذهن والفكر بتحريض من ذاكرة ترفض النسيان .
أحداث ومستجدات وان وردت موثقة بالزمان المدقق والمكان المحدد فإنها لم ترد في قص خطي روتيني بل سيتكفل القاص بتوزيعها ونثرها تقديما وتاخيرا وقفزا مثل قوله "مرت السنون"وتأجيلا مثل قوله "سيأتي على ذكرها لاحقا" وإسقاطا لاحداث لا تخدم الخط القصصي التصاعدي تأثيرا في المتلقي وتوثيقا للذاكرة الجماعية ،ليكون السرد
أما بالاسترجاع وهو ذاكرة النص الفعلية إذ ينقطع زمن السرد الحاضر لاستدعاء الماضي وهي تقنية تتمحور حول تجربة الذٌات ويمكن أن يكون استرجاعها داخليا لصيق بالسارد أو خارجيا مرتبط بشخوص أخرى مساعدة أو معرقلة بفاعليٌة ثابتة في الواقع المخزن في الذاكرة، مثل قوله في صفحة ١٤١ "ألتقى محمود في موقف ٣٢ برجل آخر من أهالي البصرة جيء به خريف ستة ١٩٨٢ اسمه (قاسم مهاوي حسين الطائي)...مثل هذه الأحداث والحقائق كثيرة وغير منتظمة وكان الدا
فع لاستحضار الحدث خارج عن نطاق المؤلف الذي حاول إلى حد الإجهاد أن يكون أمينا في نقل هذه الاحداث ليجعل روايته ببعد سيميائي ثابت يحيد بها عن التسجيل و التخييل أو بالاستباق الذي مثل ما يدفع به الى المتلقي كي يتكهن ويستعد للقادم من الأحداث لأن السارد عليم بالاحداث كلها ما ظهر منها وما بطن وهو يخاتل القارئ بما يحقق له الهدف المرسوم منذ التفكير في الكتابة بعد "الخروج من الذاكرة",والذي لم يكن إلا تمويها ليتبرا من بطل بكم مأساوي قد يعجّزه عن سرد ما قضّ مضجعه ماضيا وحاضرا ومستقبلا .فيقول في ص ٢١١ " ورغم حاجتهم لمزيد من الطعام غير أن وفرته أو تنوعه يولد لديهم شعورا بالجوع الذي ينتظرهم وعشرة الايام اللاحقة "
واذا كان السرد هو أكثر الفنون الأدبية التصاقا بالزمن خاصة وأننا امام نص منطلقه التجربة الشخصية أي أنه اقرب إلى السيرة الذاتية لذلك حرص الكاتب على ذكر التواريخ بدقة مثل قوله في ص ٣٤٦ "صباح يوم ٩ / ٤ /٢٠٠٣ بعد سقوط الصنم ..." التأكيد على الحدث وزمانه وابطاله توثيقا وكسرا لخط مأساويّ متنام انتهى في الواقع الذي عابنه السارد ومعه المتلقي أيضا . هي نقطة التقاء واتفاق وانفراج فعلي والكاتب المهووس بالزمان "الذي لن يعود منه ماذهب"وفي عدة مواضع نجده يهتم بالكم اي المدة دون ربطها بالتاريخ أو الترتيب في الزمان ففي ص ٣١٢ يقول " خلال الأيام السبعة التي قضوها في الأمن العامة " الكم يصبح اولى من التاريخ للدلالة والتأكيد على المعاناة وطولها.
بيد أن الكاتب وان سرد أحداثا مؤرخة موثوقا في صحتها بالزمان والمكان فإن بعد زمن السرد عن زمن الأحداث قد يكون عدٌل الوتيرة ونسّب كمّ الأذى الذي لحق بالشخوص رأفة بالقارئ وربما عشيرة من قضى هناك في إحدى الزنازين والمعتقلات رغم أنه صار يكتب بعين أخرى لا تخشى رقيبا ولا واشيا مرتزقا ولم يعد يرهب "من هوى صنمه "ذات يوم. وان الكلمة التي من اجلها سجن وعُذٌب صارت حرة طليقة تحلٌق في الأجواء لتصل غرب الأرض ومشرقها وحتى تونس.