التشكيلي وليد الآغا: العمل التشكيلي السوري يتسم بالجدية
يشتغل الفنان التشكيلي وليد الآغا في الفترة الأخيرة على تطوير الحوارية بين الحرف واللون والتكوين على سطح لوحته الغنية بكم كبير من الزخم اللوني بالأساس وذلك من خلال دخوله على خط الحضارات السورية القديمة وتقديم رمزها وحروفها ضمن مفهوم غرافيكي تصويري خاص.
وعن هذه الأسلوبية الجديدة للوحته وعمله في هذه الفترة يقول التشكيلي الآغا في حديث لـ سانا إن الأسلوب الحالي الذي أعمل عليه هو تجربة جديدة خلقت عندي مع الأزمة التي نعيشها من خلال ما نشاهد ونسمع عبر الإعلام من تحريض وكذب وتلفيق للتفريق بين مكونات الشعب السوري فأردت الرد عبر لوحتي بتقديم ومضات من العمق الحضاري والجمالي لهذه الأرض ولشعبها.
ويتابع إن التوليفة التي اعتمد عليها في لوحتي ترتكز على العلاقة بين الحرف العربي والحرف السوري القديم مع رموز الحضارة السورية وإعادة صياغتها بطريقة معاصرة ضمن مفهوم غرافيكي وتصويري.
ويوضح الفنان الآغا أنه كان يعتمد في مكونات لوحته على حضور الحرف السيرياني والنبطي وأبجدية جبيل وأبجدية رأس شمرا مع الرموز السورية القديمة والموتيفات الهيروغليفية المتوارثة مبينا أنه أحس بوجود اضافة ضرورية في هذه الفترة مع اكتشافه لكم من العناصر التي لم يحاورها حتى الآن ولم يتناولها في لوحته ويجب أن تأخذ حقها في عمله الفني.
ويشير الآغا إلى أن وصوله لهذه التوليفة البصرية جاء من خلال البحث والتفتيش مركزا حاليا على هذه المكونات والحوارية الفنية بينها من خلال اللون والتكوين “وسيكون وجودها في لوحتي القادمة زاخر وغني بالمضمون التشكيلي عبر علاقات بصرية ولونية خاصة”.
ويرى الآغا أن الحوار البصري في اللوحة التشكيلية ينشئ لغة جديدة عند المشاهد وليس عند الفنان فقط فهي حالة “تحريضية” تقوم بها اللوحة بمكوناتها اللونية والرمزية ليتفاعل معها المشاهد وتحقق الأثر الذي أراده الفنان.
لم يتوقف الفنان الآغا عن العمل الفني خلال سنوات الأزمة بل أعطته هذه الظروف الصعبة دافعا قويا للاستمرار بالعمل والبحث والتجريب والتطوير للوصول إلى منتج فني جديد يرد على هذه الهجمة الشرسة على حضارة سورية وشعبها بشكل فني وحضاري على حد تعبير الآغا.
ويدعو الأغا إلى زيادة الأنشطة الفنية في هذه الفترة كالملتقيات والورشات لأنها تحرك الفعل الفني التشكيلي ولها دور إيجابي ما يولد تفاعلا بين الفنانين مع بعضهم البعص من جهة ومع الناس والمجتمع من جهة ثانية.
ويقول “إن هذه الفترة عصيبة نعيشها بكل ألمها وتفاصيلها التي أثرت لحد كبير علينا وخلقت حالة من العودة للذات لدى الكثير من الناس ومنهم الفنان الذي أن لم يكن يعمل فهو في حالة مراقبة لعمل الآخرين فالتأثر بهذه الظروف الاستثنائية يختلف من فنان لاخر حسب المكان والظرف الذي يتواجد فيه”.
ويتابع الفنان التشكيلي إن أغلب التشكيليين تأثروا بالأزمة ولو بطريقة غير مباشرة وذلك بالألم الداخلي الذي سكنهم ويعيشونه وسينعكس بشكل أو بآخر على عملهم الفني مبينا أن وجود عدد من التشكيليين السوريين في الخارج بسبب الأزمة ساهم في زيادة رصيد اللوحة السورية خارجيا الى جانب توجه أغلب الفنانين لعرض أعمالهم بحكم الظرف الصعب الذي حد من فرص العرض والبيع للأعمال التشكيلية داخل سورية.
ويبين الآغا أن اللوحة السورية موجودة منذ زمن في الخارج عبر المعارض الفردية والجماعية المهمة وفي أرقى صالات العرض والمزادات الفنية موضحا أن العمل التشكيلي السوري يتسم بالجدية والخصوصية.
ويوضح الفنان المهتم بالحضارات السورية القديمة أن هناك توجها لدى بعض التشكيليين السوريين الشباب نحو العمل الفني المعاصر “الخالي من أي هوية حضارية” مبينا أن هذه الحالة طارئة على الفن التشكيلي السوري وسيعود أصحاب هذا التوجه في النهاية للبحث عن هوية فنية وحضارية لعملهم الفني.
وعن المواهب الشابة يقول الآغا إن المتابع للحركة التشكيلية السورية يلمس وجود فنانين شباب مميزين يبشرون بالخير مع وجود حالة من البحث عن الذات وفي بعض الحالات هناك تقليد للوحات التشكيليين المشهورين سعيا وراء البيع ما يعني وجود استسهال في التعاطي مع العمل التشكيلي لدى البعض من الشباب.
وهناك فنانون شباب بحسب الآغا يجربون ويدخلون في حوارات فنية مع الفنانين من أجيال سابقة في الملتقيات والورشات التي تقام سواء من قبل وزارة الثقافة أو المركز الوطني للفنون البصرية أو غيرهما وهذه حالة تحرض على البحث في اللوحة والتعامل معها باسلوب يحمل هوية لتصبح شاهدا على هذا العصر.
ويعبر الآغا عن تفاؤله بمستقبل الفن التشكيلي السوري مشيرا إلى أن هول الحرب التي نعيشها دفعته لاستعراض ذاكرته وإعادة تحريض ذاته وتفاعله مع عمله الفني فأنقذته اللوحة وبشرته بمشاعر الخير القادم وبأن هذه الأزمة إلى زوال.
والفنان وليد الآغا من مواليد دمشق عام 1953 وخريج كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم الاتصالات البصرية عام 1979 عمل محاضرا في كلية الفنون الجميلة بدمشق بين عامي 1982-1989 له العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية وخارجها وأعماله مقتناة لدى عدد من المؤسسات الحكومية السورية وضمن مجموعات خاصة داخل سورية وفي عدد من دول العالم.
محمد سمير طحان
يشتغل الفنان التشكيلي وليد الآغا في الفترة الأخيرة على تطوير الحوارية بين الحرف واللون والتكوين على سطح لوحته الغنية بكم كبير من الزخم اللوني بالأساس وذلك من خلال دخوله على خط الحضارات السورية القديمة وتقديم رمزها وحروفها ضمن مفهوم غرافيكي تصويري خاص.
وعن هذه الأسلوبية الجديدة للوحته وعمله في هذه الفترة يقول التشكيلي الآغا في حديث لـ سانا إن الأسلوب الحالي الذي أعمل عليه هو تجربة جديدة خلقت عندي مع الأزمة التي نعيشها من خلال ما نشاهد ونسمع عبر الإعلام من تحريض وكذب وتلفيق للتفريق بين مكونات الشعب السوري فأردت الرد عبر لوحتي بتقديم ومضات من العمق الحضاري والجمالي لهذه الأرض ولشعبها.
ويتابع إن التوليفة التي اعتمد عليها في لوحتي ترتكز على العلاقة بين الحرف العربي والحرف السوري القديم مع رموز الحضارة السورية وإعادة صياغتها بطريقة معاصرة ضمن مفهوم غرافيكي وتصويري.
ويوضح الفنان الآغا أنه كان يعتمد في مكونات لوحته على حضور الحرف السيرياني والنبطي وأبجدية جبيل وأبجدية رأس شمرا مع الرموز السورية القديمة والموتيفات الهيروغليفية المتوارثة مبينا أنه أحس بوجود اضافة ضرورية في هذه الفترة مع اكتشافه لكم من العناصر التي لم يحاورها حتى الآن ولم يتناولها في لوحته ويجب أن تأخذ حقها في عمله الفني.
ويشير الآغا إلى أن وصوله لهذه التوليفة البصرية جاء من خلال البحث والتفتيش مركزا حاليا على هذه المكونات والحوارية الفنية بينها من خلال اللون والتكوين “وسيكون وجودها في لوحتي القادمة زاخر وغني بالمضمون التشكيلي عبر علاقات بصرية ولونية خاصة”.
ويرى الآغا أن الحوار البصري في اللوحة التشكيلية ينشئ لغة جديدة عند المشاهد وليس عند الفنان فقط فهي حالة “تحريضية” تقوم بها اللوحة بمكوناتها اللونية والرمزية ليتفاعل معها المشاهد وتحقق الأثر الذي أراده الفنان.
لم يتوقف الفنان الآغا عن العمل الفني خلال سنوات الأزمة بل أعطته هذه الظروف الصعبة دافعا قويا للاستمرار بالعمل والبحث والتجريب والتطوير للوصول إلى منتج فني جديد يرد على هذه الهجمة الشرسة على حضارة سورية وشعبها بشكل فني وحضاري على حد تعبير الآغا.
ويدعو الأغا إلى زيادة الأنشطة الفنية في هذه الفترة كالملتقيات والورشات لأنها تحرك الفعل الفني التشكيلي ولها دور إيجابي ما يولد تفاعلا بين الفنانين مع بعضهم البعص من جهة ومع الناس والمجتمع من جهة ثانية.
ويقول “إن هذه الفترة عصيبة نعيشها بكل ألمها وتفاصيلها التي أثرت لحد كبير علينا وخلقت حالة من العودة للذات لدى الكثير من الناس ومنهم الفنان الذي أن لم يكن يعمل فهو في حالة مراقبة لعمل الآخرين فالتأثر بهذه الظروف الاستثنائية يختلف من فنان لاخر حسب المكان والظرف الذي يتواجد فيه”.
ويتابع الفنان التشكيلي إن أغلب التشكيليين تأثروا بالأزمة ولو بطريقة غير مباشرة وذلك بالألم الداخلي الذي سكنهم ويعيشونه وسينعكس بشكل أو بآخر على عملهم الفني مبينا أن وجود عدد من التشكيليين السوريين في الخارج بسبب الأزمة ساهم في زيادة رصيد اللوحة السورية خارجيا الى جانب توجه أغلب الفنانين لعرض أعمالهم بحكم الظرف الصعب الذي حد من فرص العرض والبيع للأعمال التشكيلية داخل سورية.
ويبين الآغا أن اللوحة السورية موجودة منذ زمن في الخارج عبر المعارض الفردية والجماعية المهمة وفي أرقى صالات العرض والمزادات الفنية موضحا أن العمل التشكيلي السوري يتسم بالجدية والخصوصية.
ويوضح الفنان المهتم بالحضارات السورية القديمة أن هناك توجها لدى بعض التشكيليين السوريين الشباب نحو العمل الفني المعاصر “الخالي من أي هوية حضارية” مبينا أن هذه الحالة طارئة على الفن التشكيلي السوري وسيعود أصحاب هذا التوجه في النهاية للبحث عن هوية فنية وحضارية لعملهم الفني.
وعن المواهب الشابة يقول الآغا إن المتابع للحركة التشكيلية السورية يلمس وجود فنانين شباب مميزين يبشرون بالخير مع وجود حالة من البحث عن الذات وفي بعض الحالات هناك تقليد للوحات التشكيليين المشهورين سعيا وراء البيع ما يعني وجود استسهال في التعاطي مع العمل التشكيلي لدى البعض من الشباب.
وهناك فنانون شباب بحسب الآغا يجربون ويدخلون في حوارات فنية مع الفنانين من أجيال سابقة في الملتقيات والورشات التي تقام سواء من قبل وزارة الثقافة أو المركز الوطني للفنون البصرية أو غيرهما وهذه حالة تحرض على البحث في اللوحة والتعامل معها باسلوب يحمل هوية لتصبح شاهدا على هذا العصر.
ويعبر الآغا عن تفاؤله بمستقبل الفن التشكيلي السوري مشيرا إلى أن هول الحرب التي نعيشها دفعته لاستعراض ذاكرته وإعادة تحريض ذاته وتفاعله مع عمله الفني فأنقذته اللوحة وبشرته بمشاعر الخير القادم وبأن هذه الأزمة إلى زوال.
والفنان وليد الآغا من مواليد دمشق عام 1953 وخريج كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم الاتصالات البصرية عام 1979 عمل محاضرا في كلية الفنون الجميلة بدمشق بين عامي 1982-1989 له العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية وخارجها وأعماله مقتناة لدى عدد من المؤسسات الحكومية السورية وضمن مجموعات خاصة داخل سورية وفي عدد من دول العالم.
محمد سمير طحان