رحيل الشاعر حسن خليل عبدالله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رحيل الشاعر حسن خليل عبدالله

    رحل حسن خليل عبدالله

    شوقي بزيغ
    الشاعر الجنوبي العذب
    الساخر من الحياة حتى الألم..
    أخيراً، تحقق لخوفه ما يبتغي..
    بعد تلك السنين الطويلة من الوحدة والقلق والحيرة!!!!
    ترى ماذا كان سيكتب حسن عبدالله لو قيض له أن يعيش موته، ويشهد بأم عينه وخياله تلك اللحظة الفاصلة بين
    الحركة والسكون، الوجود والعدم، الضوء والعتمة؟
    ***************
    اخترت بعض النصوص التي أمتعنا بها الشاعر الراحل على صفحته في "فيسبوك" ولم ينشرها في كتاب. وهي تلخص في مضامينها شخصيته الفريدة ولغته المختلفة ورؤاه الخاصة للحياة.

    الشاعر
    ***************
    غالباً ما يبداُ الشاعر من شيء مألوف
    ليجد نفسه بعد قليل في شيء مُدهش
    فمُقدمة القصيدة
    أشبه ما تكون بِجَرّ الزورق إلى الماء
    لكنْ
    عندما يبتعد الشاعر عن الشاطىء
    ويصبح في عرض البحر
    فإنّ رياحاً قادمة من جهة السماء
    هي التي تدفع الأشرعة إلى الأمام.

    ******************
    الحياة والموت
    ******************

    * كل حياة هي مأساة
    بما في ذلك
    حياة زهور الحقل!

    ** يمكن النظر إلى حياة كل إنسان
    على أنها مسرحية مُرعبة
    هو نفسه كاتبها
    ومُمثلها
    ومُشاهِدها الوحيد!

    *** لا القوة ولا الشجاعة
    ولا الحكمة ولا الذكاء
    بل الغفلة
    الغفلة فقط
    هي التي نُدين لها بمقدرتنا
    على تحمُّل
    هَول الوجود.

    **** كل شخص
    يتجاوز الثمانين، ويموت
    يكون قد مات
    بعد صراع طويل مع المرض
    الذي هو الحياة نفسها.

    ***** إن لم تكن نحلة
    فلن تصنع ذرة واحدة من العسل
    حتى لو لثَمْت
    كل أزهار الدنيا.

    ****** ذلك الزمن
    الذي كنا ننام فيه مع الشمس، ونستيقظ عندما تستيقظ.
    ذلك الزمن الذي كانت تُظلّلنا فيه الشجرة
    ويحطُّ على كتفنا العصفور.
    ذلك الزمن
    الذي كنا نشرب فيه القمح
    وهو لايزال حليباً في السنابل.
    ذلك الزمن
    الذي لم نكن نذهب فيه إلى البقّال
    بل إلى البساتين والحقول.

    ******* كم أحِنُّ الى تلك الأيام
    التي
    لم يكن فيها وقتي ثميناً!

    يا لجَمال تلك الأيام
    التي
    كنا نحيا فيها الحياة
    من دون أن نراها..

    هيّا نستمتع
    بما لم نفقد
    حتى الاَن.

    ***************
    الوحدة والقلق والخوف
    ***************

    * كان في الثانية عشرة من عٌمره
    عندما انسحب من الملعب
    تاركاً رفاقهُ يلعبون ويتصايحٌون
    تحت سماء الطفولة العميقة الزّرقة
    فتحَ كتاباً أفضى به إلى كتاب اَخر
    وهذا الثاني ، قادهُ إلى الثالث
    وكمَن يندفعُ في مُنحَدرٍ حاد
    لم يعُد باستطاعته أن يتوقف
    ثم لم يلبث، هو الاَخر ، أن بدأ يؤلف كُتباً
    وبدل أن يعيش ببساطة كسائر أترابه
    انصرف إلى قياس
    طول الحياة وعرضها
    وعُمقها واتساعها،
    مٌنتقلاً من قلقٍ إلى قلق
    ومن حَيرة إلى حيرة
    على طول الطريق المُمتدّة
    من الطفولة إلى الشيخوخة!

    ** عندما لا نكون مع الناس
    فنحن، بالتأكيد ، مع الجِنّ
    الوحدَة مسرَح أشباح!

    *** صوت المطر
    هو نفسهُ تقريباً في كل الأماكن
    التي تتساقط فيها الأمطار
    مع تلك النقطة المُنفردة
    التي تسقط ، بإيقاع رتيب، في اَخر الليل، على حجمٍ مُجوَّف وراء النافذة المُحكمةالاغلاق
    مُمهّدةً، بذلك،
    للذين يتقلّبُون في أسِرّتهم
    طريقاً ممكنة إلى النّوم.

    **** أجمل فِعل يقوم به الانسان
    هو
    عندما يُعانق خائفاً.

    ***** لم يحدث يوماً أن غرِقتُ
    في نهر أو بحر
    والمرات الكثيرة التي حدث فيها ذلك
    كانت هنا على اليابسة!
    ***************

    السخرية

    ***************
    *السخرية
    هي أمضى اَلة حادّة
    استخدمها الانسان عبر العصور.

    ** وضعتُ يدي على عنقها
    ثم تابعتُ نحو ظهرها
    ثم جذبتها برفق نحوي
    فقالت: أرجوك.. فتوقّفت
    - توقّفت لأنها قالت "أرجوك "؟
    ** نعم
    - حمار !

    *** عندما يركضُ عاشقٌ وراء الحبيب الذي هجرهُ،
    فثلاثة أرباع ركضه، هي من أجل استعادة مَسروقاته!

    ****************
    (الصور تعود لشهر كانون الأول ديسمبر من العام 2002، خلال لقاءات على هامش الأسبوع الثقافي اللبناني في إمارة الشارقة، وكان لي أن أحظى بنسخة من "الدردارة" بتوقيع الشاعر الجميل)
يعمل...
X