سينما دو لوك، اختراع فرنسي لم يعش طويلا
هادي ياسين
تمر السينما حالها حال كل أنواع الفنون الأخرى بمراحل وانتقالات عادة ما ترتبط بظرف وزمن معينين ثم تُمنح تسمية خاصة.
في هذا الإطار، تأتي سينما دو لوك Cinema Du Look وهي مرحلة خاصة جدا مرت بها السينما الفرنسية لسنوات قليلة سرعان ما توقفت بعدها.
بدأ كل شئ في بداية ثمانينات القرن الماضي واستمر خلال عقد التسعينات وكان أبطاله الرئيسيون ثلاثة هم المخرجون جان جاك بينيكس ولوك بيسون وليوس كاراكس. وكان أول من منح هذه الموجة اسمها هو الناقد السينمائي رافائيل باسان في عام 1989.
أما ما يميز هذه الأفلام فهو أنها تفضل الأسلوب وجماليات المشهد على المضمون وعادة ما تمنح المشاهد متعة بصرية خالصة بألوان براقة متوهجة وتصميمات غريبة ونرى فيها في الغالب أضواء النيون ونتابع حركة كاميرا سريعة وتنقلات حادة في المونتاج وهي تتضمن في الغالب نفسا مستقبليا وكأن ما نرى عالم لم يأت بعد بل نتوقعه في مرحلة ما.
تتميز أيضا بعدم تركيزها على الحوار وأنها خالية من موسيقى تصويرية هدفها نقل مشاعر وأفكار للمشاهدين لأنها تركز بالدرجة الأولى على الصور وجمالياتها. وتتضمن أحيانا تصميمات أزياء رائعة وضعها مصممون كبار مثل بول غوتييه.
هذه الأفلام موجهة للشباب بشكل رئيسي وأبطالها شباب هامشيون يعيشون خارج المجتمع تقريبا ويشعرون بالغربة وهم داخله يعانون في غالب الحالات من قصص حب حزينة ويشعرون بانتماء قوي إلى صداقاتهم مع أقرانهم وأصحابهم أكثر من أسرهم. ونرى في هذه الأفلام صورة سيئة عن رجال الشرطة ومزيجا من رموز الثقافة الراقية والشعبية وفيها إشارات واضحة إلى أنفاق المترو للتعبير عن مجتمع يعيش تحت الأرض ولا يواكب حركة الجموع المعهودة.
يربط كثيرون بين هذه الموجة وموجة أفلام هوليوود الجديدة ومنها فلمان للأميركي فرنسيس فورد كوبولا "واحد من القلب و رامبل فيش" وهي متأثرة بشكل كبير بالدعايات التلفزيونية والفيديوات المرافقة للأغاني والتي تعرض لقطات سريعة وغريبة وغير مفهومة أحيانا بلا قصة تواكب كلمات الأغنية.
من أهم أفلام هذه الموجة فيلم ديفا ودم فاسد وكريستال والمعركة الأخيرة والمترو والمرأة نيكيتا والأزرق الكبير ويدخل ضمن هذه الفئة أيضا فيلم "ليون المحترف" للمخرج لوك بيسون.
أرفق رابطا قصيرا يضم مجموعة لقطات من افلام هذه الموجة.
https://youtu.be/_3GixGDGegQ
هادي ياسين
تمر السينما حالها حال كل أنواع الفنون الأخرى بمراحل وانتقالات عادة ما ترتبط بظرف وزمن معينين ثم تُمنح تسمية خاصة.
في هذا الإطار، تأتي سينما دو لوك Cinema Du Look وهي مرحلة خاصة جدا مرت بها السينما الفرنسية لسنوات قليلة سرعان ما توقفت بعدها.
بدأ كل شئ في بداية ثمانينات القرن الماضي واستمر خلال عقد التسعينات وكان أبطاله الرئيسيون ثلاثة هم المخرجون جان جاك بينيكس ولوك بيسون وليوس كاراكس. وكان أول من منح هذه الموجة اسمها هو الناقد السينمائي رافائيل باسان في عام 1989.
أما ما يميز هذه الأفلام فهو أنها تفضل الأسلوب وجماليات المشهد على المضمون وعادة ما تمنح المشاهد متعة بصرية خالصة بألوان براقة متوهجة وتصميمات غريبة ونرى فيها في الغالب أضواء النيون ونتابع حركة كاميرا سريعة وتنقلات حادة في المونتاج وهي تتضمن في الغالب نفسا مستقبليا وكأن ما نرى عالم لم يأت بعد بل نتوقعه في مرحلة ما.
تتميز أيضا بعدم تركيزها على الحوار وأنها خالية من موسيقى تصويرية هدفها نقل مشاعر وأفكار للمشاهدين لأنها تركز بالدرجة الأولى على الصور وجمالياتها. وتتضمن أحيانا تصميمات أزياء رائعة وضعها مصممون كبار مثل بول غوتييه.
هذه الأفلام موجهة للشباب بشكل رئيسي وأبطالها شباب هامشيون يعيشون خارج المجتمع تقريبا ويشعرون بالغربة وهم داخله يعانون في غالب الحالات من قصص حب حزينة ويشعرون بانتماء قوي إلى صداقاتهم مع أقرانهم وأصحابهم أكثر من أسرهم. ونرى في هذه الأفلام صورة سيئة عن رجال الشرطة ومزيجا من رموز الثقافة الراقية والشعبية وفيها إشارات واضحة إلى أنفاق المترو للتعبير عن مجتمع يعيش تحت الأرض ولا يواكب حركة الجموع المعهودة.
يربط كثيرون بين هذه الموجة وموجة أفلام هوليوود الجديدة ومنها فلمان للأميركي فرنسيس فورد كوبولا "واحد من القلب و رامبل فيش" وهي متأثرة بشكل كبير بالدعايات التلفزيونية والفيديوات المرافقة للأغاني والتي تعرض لقطات سريعة وغريبة وغير مفهومة أحيانا بلا قصة تواكب كلمات الأغنية.
من أهم أفلام هذه الموجة فيلم ديفا ودم فاسد وكريستال والمعركة الأخيرة والمترو والمرأة نيكيتا والأزرق الكبير ويدخل ضمن هذه الفئة أيضا فيلم "ليون المحترف" للمخرج لوك بيسون.
أرفق رابطا قصيرا يضم مجموعة لقطات من افلام هذه الموجة.
https://youtu.be/_3GixGDGegQ