حوار مع النحات السوري دنخا زومايا
حسين حمدان العساف
النحات دنخا زومايا واحد من الأسماء المهمة والمؤثرة في الحياة التشكيلية السورية سواء من خلال الانتاج المتواصل والمتجدد، أو من خلال تواصله الدائم مع الناس عبر أبحاثه ومعارضه الفردية أو الجماعية الدورية، وبالتالي فإن مثل هذه التجارب، هي التي تؤسس للمرحلة القادمة. وما معارضة الدورية إلا إشارة طيبة لنحا ت حقيقي، رفد حركة النحت السوري المعاصر، وأغناهابعطا ئه وإضافاته وتميزه.
.إن مقدرة النحات دنخا زومايا تتجاوز العادي والمألوف في ابتكار الأشكال والتأليف والتركيب ومزاوجه المواد والخامات، ولديه تجربة في إقامة وإشادة النصب النحتية، كما لديه المقدرة على الحجر وا لرخا م وهذا واضح في أعماله ا لكثيرة، أو في معرضه ا لذي جاء به إلى صا لة قصر الأونيسكو الواسعة ا لتي حشد ها بأعمالهُ النحتية .. والمعدن مطواع بين يديه يطويه، ينشره ويتحكم فيه، ويستخرج منه الأشكال التي يريدها، ويحُمله حركة وحيوية وتوترات في غاية الدهشة. والحديد لا يوحي أبداً بالنُبل الموجود في خاما ت أخرى طبيعية، كالرخا م أو الخشب، لكن في أعمال د نخا زومايا، ثبت أن الحديد مادة نبيلة، وفيها طا قات كبيرة للتعبير عن كل ما هو جميل وشفا ف في الطبيعة .مهارة في الأسلوب واستثمار مميز للتراث والبيئة وبساطة في طريقة استخدام الخامات . فترى أن هذا الشيء البسيط تحول إلى عمل جميل مطلق في الفضاء يحاكي الفراغ، هذا بعض وأوردته الصحف السورية والعربية..جريدة المستقبل، الكفاح العربي، مجلة الخليج، جريدة الرواق، اللواء، الرّواد، الثورة الثقافي، السفير،وهذا ماأشار إليه بعض نقاد النحت والفن التشيكيلي، ولا يتسع المجال هنا للإحا طة بكل مأدلى به النقاد أو أشارت إليه الصحف والمجلات عن هذا ا لنحات المبدع.عرفته في معهد إعداد المدرسين با لحسكة قبل سنوات مدرساً لمادة التربية الفنية ـ قسم الرسم. يعمل بصمت، لا يلتفت إلى الأضواء، ولايعنيه الظهور في شيء، مخلص في عمله الفني، متفانٍ فيه، مرهف الإحساس، متواضع، خجول ، لن أتحدث كثيراً عنه، فأ نشطته الفنية تتحدث عنه في الحوار التالي
تعرف أستاذ دنخا زوما يا بإ يجاز إلى حياتك الشخصية والفنية .
– دنخا زومايا ـ سوريا ـ الحسكة ـ تل تمر /1960 .
– إجازة بالفنون الجميلة ـ جامعة دمشق .
– دبلوم دراسا ت عليا بالفنون الجميلة ـ جامعة دمشق .
– عضو ا تحاد الفنا نين التشكيليين السوريين .
– محاضر في كلية التربية ـ جامعة الفرات با لحسكة .
– لي أكثر من عشرين معرضاً فردياً وعدد من المشاركات الجماعية .
– حاز على مجموعة من الجوائر النصبّية الكبيرة في سوريا.
– كُرّمت داخل سوريا وخارجها:
و مقتناة داخل سوريا وخارجها .
مالذي أغراك بالنحت، ودفعك إليه؟ وبمن تأثرت من النحاتين؟
– في النحت الخلود .. هو الأبقى أبداً. وتتضمن المنحوتة أو النحت مواضيع متنوعة، ويكون على خامات قابلة للديمومة مثل: (الحجر ـ والبرونز). النحت يعني: أبا الهول ـ الثيران المجنحة ـ تماثيل بوذا ـ بوابة عشتار ـ تمثال جلجامش ـ تمثال أورنينا ـ تمثال النيل ـ ز يقورات ـ تمثال عشتار ـ تمثال فينوس ـ تمثال أفروديت ـ نصب الشهداء والحرية في العالم .. إلخ . هذا كلهُ نحت. فن النحت يحاكي الواقع، ويستشرف المستقبل، ويعبر الفنان عن نبض الحياة، ويقوم باقتنا ص اللحظة الهاربة، ويسجلها، ويرسل رسائله الحارة لأزمنة لاحقة فيها قيمة جمالية وبصرية ووظيفية هدفها الخير ـ الحق ـ الجمال)، وهذه القيمة تقودنا إلى السعادة التي ننشدها. هذا ما شدني إلى النحت. هذه إجابة الشق الأول من السؤال . أما بالنسبة لمسألة التأثر أقول: إأنني لم أتأثر، ولم أتبع بشكل مباشر أسلوب أي نحا ت أو أي حضارة في العالم بعينها، لكنني أخذ ت الروح من أعمال الكثير من الفنانين النحاتين والكثير من الحضارا ت في العالم بد ءاً من الحضارة (الرافدية ـ السورية الفرعونية ـ الأفريقية ـ أمريكا الجنوبية ـ الفنون الهندية واليابانية والصينية) وكل ما قدمهُ الحديثون في محالات المعدن وغيره في أمريكا وفي أوربا .أنا منفتح على كل الثقا فات الإنسا نية وعلى كل الفنانين في العالم، أخذت وأعطيت، وما قدمتهُ، وأفرزته من نتاج فني هو بطريقتي وبحسي وبذاتيتي. أعمالي النحتية تشبهني، ولا تشبه سواي، الكثير أخذوا، ويأخذون من أسلوبي إن كان داخل سوريا كطلبة تخرج في المحترفات الفنية أو كفنانين تشكيليين بمعرفتي أو بدون معرفتي وحتى خارج سوريا، لقد وثق النحات العراقي علي السعدي من جا معة با بل أبحا ثي وتجربتي الأخيرة في رسالة الماجستير التي تقدم بها للجنة التحكيم منذ سنتين، ومع هذا ما افرزه من نتا ج فني، هو ملك للجمهور، ويحق له الإضافة عليه، ويعبر عن نفسه بعد تحليله وصياغته من جديد وتقديمهُ بشكل جد يد ما استطاع . هذه هي سنة الحياة، لا أن نقلد، ونغرق في التقليد، يجب أن نبحث، ونجرّب، ونرتقي بأنفسنا وبذوق جمهورنا إلى حالة الإبداع. حيث الانتاج الفني يسبق القلق والألم والاحتراق، وهو يمتزج بالفرحة والغبطة عند ولادة كل عمل فني، ولا يشعر المقلد بهذا الاحتراق ـ الغبطة أبداً .!ا
ما موضوع منحوتا تك؟ وأي موضوع يغلب عليها؟
– موضوع أعمالي النحتية هو الإنسان وفي كل حالاته:الإنسان (الضعيف المهبط المقهور المكسور) والإنسان (القوي المثالي المنتصر والمستثمر) الذي يرتقي بإ نسانية الإنسا ن إلى مساحة أجمل. كل هذه الموا ضيع تشغل تفكري، وهي هاجسي اليومي و حاضرة في كل أعمالي .
– أنت نحاّت با لحجر وا لخشب والمعادن، أين تجد نفسك؟ لماذا ؟
– كل خامة هي مادة صالحة وجيدة للعمل عليها، وأنا أجد نفسي في كل ا لخاما ت من حجر ورخام وخشب ومختلف المعاد ن وعملت فيها لفترة طويلة، وكل موضوع تناسبه خامة معينة، وأبحث دائماً عن خا مات جديدة وغير مطروقة لتكون وسيلة أو أداة جديدة للتعبير عن موضوعٍ ما بما يتناسب وإيقاع العصر ومقتضياته، ولكن ا لحجر والرخا م يبقيا ن خامات را قية ومثالية للنحات لاتصافهما بالديمومة.
– أنت تتعامل مع الجمادات: الصخور، المعادن، كيف تحول هذه الجمادات إلى موضوعات جميلة تبث فيها، االحيوية والرشاقة والإيحاء؟
– التراكم المعرفي والعملي والمخزون و ا لخبرات المكتسبة السا بقة والممارسة المكثفة في البحث والتجريب، كلها، جعلتني أمتلك مفاصل لغة النحت التشكيلية وتقنياتها، وأعطتني قدرة كبيرة على تنفيذ أعمالي كما أريد وأفرض على ا لخامة ما أراه مهما كانت صعبة . ومن يمتلك كل هذا الذي تحدثت فيه يستطع تحويل الجمادات إلى موضوعات جميلة. فالجمال موجود فينا ومن حولنا، علينا أن ندركه، أو نتلمسه، ونحسه. كما قال إيليا أبو ماضي كن جميلاً تر الوجود جميلاً) وبما يخص طريقة العمل، لا استطيع أن اشرح طريقة العمل، أو أفصح عنها، أولاً لأن شرحها يستغرق وقتاً طويلاً، وثانياً الانتاج الفني يخضع لقوانين وطقوس خاصة جداً، يلعب الحس حتى المزا ج الشخصي دوراً مهماً فيه .
– يلاحظ قلة النحاتين في محا فظة الجزيرة (ا لحسكة) رغم كثرة الفنانين التشكيليين، ما السبب برأيك؟
– في العموم النحاتون في العالم العربي حتى العالم كلهُ هم قلة لأسباب معروفةمنها:
– حدثنا عن أنشطتك الفنية النحتية داخل محا فظة الجزيرة (ا لحسكة) ورحلاتك الفنية خارجها، وكيف استقبلها الجمهور ؟ وبم تحدّ ث عنها النقاد؟
– محافظة الحسكة فيها ولدت، وفيهاأقيم، وأبحث، وأجرّب، وأنتج أعمالي النحتية. والواجب يحتّم عليَّ أن أعرض فيها أحياناً. بدأت بعرض باكورة نتاجي وتجاربي الفنية في نهاية الثما نينا ت في دمشق وحلب بشكل دوري. خاصة دمشق، وكانت انطلاقتي الأولى منها . بحكم وجودي للدراسة الجامعية في دمشق لأكثر من عشرسنوات . بعدها عدت إلى الحسكة واستقررت فيها بشكل نهائي، وفيها أنتج أعمالي الفنية، وأعرضها خا رج ا لحسكة في دمشق ومعارضي الخارجية كثيرة لبنان ـ كندا ـ السويد ـ ايران) ومؤخراً قدمت في بلغاريا معرضاً فردياً للنحت إلى جانب مشاركتي بملتقى النحت العالمي بمشاركة مجموعة من الفنانين العا لميين من جنسيا ت متعددة .أسُتقبلت أعمالي عربياً في بادئ الأمر بنوع من الترقب والحذر والدهشة، لأنني قدمت لهم شيئاً جديداً مختلفاً عما هو سائد ومطروق، ولكن أمام إصراري على البحث والتجريب والعرض الكثيف خلال السنوات العشر الماضية تقبل الجمهور والنقاد أعمالي باستحسا ن بالغ، واعتد ت تجربة فريدة من نوعها، تحمل خصوصية، وفيها إثا رة للمشاهد. وفي خارج البلاد العربية، قوبلت أعمالي وأبحاثي باهتمام بالغ، ولكن وجودي لفترا ت قصيرة جداً في الد ول الأوربية التي أعرض فيها أعمالي وأبحاثي كا ن سبباً كا فياً أن لا يأ خذ إنتاجي و تجاربي الفنية حقهما كما يجب .
– هل استفاد فن النحت من التقنيات الحديثة، بحيث تجاوز أساليبه التقليدية القديمة ؟
– نعم استطاع النحاتون أن يواكبوا عصرهم، فاستخدموا تقنيا ت وخاما ت ومستلزمات جديدة مكنتهم من تنفيذ أعمال فنية صغيرة أو كبيرة، وضعت في ساحا ت وحدائق عامة، شغلت حيزاً مهماً في تلك الساحات، وقدمت حركة بصرية مؤثرة على المشاهد بشكل إيجابي إلى جانب الوظيفي . وبعض الأعمال النحتية حملت ألواناً أو حتى أدخلت مع حركتها الموسيقى لتبعث في النفس الراحة والسعادة . ولكن هذه التقنيات الحديثة لم ولن تلغي التقنيات والأساليب القديمة .
ما المراحل التي يمر بها إنجاز ك الفني بدءاً من مراحل تبلور الفكرة في ذهنك وانتهاء بتجسيد ها في واقع فني ملموس؟
– تبدأ عملية إنتاج العمل الفني عندي من الفكرة حيث تتبلور، وتتشكل في مخيلتي، ثم أقوم برسمها بشكل دراسات على الورق، بعدها أقوم بتنفيذ تلك الفكرة على خامة مناسبة، وقد أعيد تنفيذ الفكرة أكثر من مرة، وعلى أكثر من خامة حتى تستقر على الشكل النهائي، وقد أُحمّل الفكرة إضافة ما أو اختزال في الفكرة أثناء التنفيذ أو بعده، لأن العمل المنفذ قد لا يرتقي لما خططته أصلاً في ذهني، فالفـنا ن هو الناقد الأول لعمله الفني، وفي نهاية تنفيذ العمل النحتي أقوم بإخراج الشكل النهائي .
– هل لك وقت معلوم في العمل الفني؟ متى تبدأ ؟
– لا وقت لي محدد ومعلوم في العمل الفني . الإنتاج الفني لا يأتي عندي بالأمر والقسر . وإذا بدأت العمل في مشغلي لا أدري متى سأ غادره .
– أنت مدرس لمادة التربية الفنية في قسم الرسم بمعهد إعداد المدرسين ومحاضر في كلية التربية لمادة التربية الفنية بمدينة الحسكة، أ تأثر طلابك بك؟ وهل وجدت بينهم مواهب فنية تميل إلى الرسم أو النحت ؟
– هنا ك مواهب وطا قات شابة، كنت مؤمناً بقدرتها على الانتا ج الفني، ورفد الحركة الفنية التشكيلية . وقد حاول الكثير منهم جاهدين بعد تخرجهم التواصل معي وفي مشغلي، لكن ظروفهم المعيشية والمعوقات الكثيرة التي ذكرتها لك في السؤا ل السادس، كانت أكبر من أن يستمروا، وكانت كفيلة بأن تقضي على حلمهم .
– ما مشا ريعك الفنية في المستقبل؟
– هناك أفكا ر أو بدايات مشاريع لمعارض فرد ية وجماعية في دمشق وحلب وبداية حديث عن دعوتي لملتقيات نحت عالمية على ا لحجر، وإن تمت دعوتي بشكل رسمي فسوف أقوم بتلبيتها، لكن لا توجد إلى الآ ن مواعيد محددة لهذه النشا طا ت المستقبلية .
حسين حمدان العساف
النحات دنخا زومايا واحد من الأسماء المهمة والمؤثرة في الحياة التشكيلية السورية سواء من خلال الانتاج المتواصل والمتجدد، أو من خلال تواصله الدائم مع الناس عبر أبحاثه ومعارضه الفردية أو الجماعية الدورية، وبالتالي فإن مثل هذه التجارب، هي التي تؤسس للمرحلة القادمة. وما معارضة الدورية إلا إشارة طيبة لنحا ت حقيقي، رفد حركة النحت السوري المعاصر، وأغناهابعطا ئه وإضافاته وتميزه.
.إن مقدرة النحات دنخا زومايا تتجاوز العادي والمألوف في ابتكار الأشكال والتأليف والتركيب ومزاوجه المواد والخامات، ولديه تجربة في إقامة وإشادة النصب النحتية، كما لديه المقدرة على الحجر وا لرخا م وهذا واضح في أعماله ا لكثيرة، أو في معرضه ا لذي جاء به إلى صا لة قصر الأونيسكو الواسعة ا لتي حشد ها بأعمالهُ النحتية .. والمعدن مطواع بين يديه يطويه، ينشره ويتحكم فيه، ويستخرج منه الأشكال التي يريدها، ويحُمله حركة وحيوية وتوترات في غاية الدهشة. والحديد لا يوحي أبداً بالنُبل الموجود في خاما ت أخرى طبيعية، كالرخا م أو الخشب، لكن في أعمال د نخا زومايا، ثبت أن الحديد مادة نبيلة، وفيها طا قات كبيرة للتعبير عن كل ما هو جميل وشفا ف في الطبيعة .مهارة في الأسلوب واستثمار مميز للتراث والبيئة وبساطة في طريقة استخدام الخامات . فترى أن هذا الشيء البسيط تحول إلى عمل جميل مطلق في الفضاء يحاكي الفراغ، هذا بعض وأوردته الصحف السورية والعربية..جريدة المستقبل، الكفاح العربي، مجلة الخليج، جريدة الرواق، اللواء، الرّواد، الثورة الثقافي، السفير،وهذا ماأشار إليه بعض نقاد النحت والفن التشيكيلي، ولا يتسع المجال هنا للإحا طة بكل مأدلى به النقاد أو أشارت إليه الصحف والمجلات عن هذا ا لنحات المبدع.عرفته في معهد إعداد المدرسين با لحسكة قبل سنوات مدرساً لمادة التربية الفنية ـ قسم الرسم. يعمل بصمت، لا يلتفت إلى الأضواء، ولايعنيه الظهور في شيء، مخلص في عمله الفني، متفانٍ فيه، مرهف الإحساس، متواضع، خجول ، لن أتحدث كثيراً عنه، فأ نشطته الفنية تتحدث عنه في الحوار التالي
تعرف أستاذ دنخا زوما يا بإ يجاز إلى حياتك الشخصية والفنية .
– دنخا زومايا ـ سوريا ـ الحسكة ـ تل تمر /1960 .
– إجازة بالفنون الجميلة ـ جامعة دمشق .
– دبلوم دراسا ت عليا بالفنون الجميلة ـ جامعة دمشق .
– عضو ا تحاد الفنا نين التشكيليين السوريين .
– محاضر في كلية التربية ـ جامعة الفرات با لحسكة .
– لي أكثر من عشرين معرضاً فردياً وعدد من المشاركات الجماعية .
- معارض فردية داخل سوريا : (دمشق ـ حلب ـ السويداء ـ الحسكة ـ تل تمر ـ القامشلي ـ المالكية) .
- معارض فردية خا رج سوريا(كندا-السويد ـ لبنان ـ إيران ـ بلغاريا)
- شاركت في سمبوزيوم بلغاريا العالمي للنحت والسيراميك 2007 م .
- شا ركت في مهرجان مرمريتا تجمع الفنانين التشكيليين) عام 1989و1990م
- شا ركت في مهرجان صدد الثالث .
– حاز على مجموعة من الجوائر النصبّية الكبيرة في سوريا.
– كُرّمت داخل سوريا وخارجها:
- في الرقة – متحق طه طه 1999 م .
- في كندا – مونتريال 2002 م .
- في الحسكة 2007 م
- في القامشلي 2007 م .
و مقتناة داخل سوريا وخارجها .
مالذي أغراك بالنحت، ودفعك إليه؟ وبمن تأثرت من النحاتين؟
– في النحت الخلود .. هو الأبقى أبداً. وتتضمن المنحوتة أو النحت مواضيع متنوعة، ويكون على خامات قابلة للديمومة مثل: (الحجر ـ والبرونز). النحت يعني: أبا الهول ـ الثيران المجنحة ـ تماثيل بوذا ـ بوابة عشتار ـ تمثال جلجامش ـ تمثال أورنينا ـ تمثال النيل ـ ز يقورات ـ تمثال عشتار ـ تمثال فينوس ـ تمثال أفروديت ـ نصب الشهداء والحرية في العالم .. إلخ . هذا كلهُ نحت. فن النحت يحاكي الواقع، ويستشرف المستقبل، ويعبر الفنان عن نبض الحياة، ويقوم باقتنا ص اللحظة الهاربة، ويسجلها، ويرسل رسائله الحارة لأزمنة لاحقة فيها قيمة جمالية وبصرية ووظيفية هدفها الخير ـ الحق ـ الجمال)، وهذه القيمة تقودنا إلى السعادة التي ننشدها. هذا ما شدني إلى النحت. هذه إجابة الشق الأول من السؤال . أما بالنسبة لمسألة التأثر أقول: إأنني لم أتأثر، ولم أتبع بشكل مباشر أسلوب أي نحا ت أو أي حضارة في العالم بعينها، لكنني أخذ ت الروح من أعمال الكثير من الفنانين النحاتين والكثير من الحضارا ت في العالم بد ءاً من الحضارة (الرافدية ـ السورية الفرعونية ـ الأفريقية ـ أمريكا الجنوبية ـ الفنون الهندية واليابانية والصينية) وكل ما قدمهُ الحديثون في محالات المعدن وغيره في أمريكا وفي أوربا .أنا منفتح على كل الثقا فات الإنسا نية وعلى كل الفنانين في العالم، أخذت وأعطيت، وما قدمتهُ، وأفرزته من نتاج فني هو بطريقتي وبحسي وبذاتيتي. أعمالي النحتية تشبهني، ولا تشبه سواي، الكثير أخذوا، ويأخذون من أسلوبي إن كان داخل سوريا كطلبة تخرج في المحترفات الفنية أو كفنانين تشكيليين بمعرفتي أو بدون معرفتي وحتى خارج سوريا، لقد وثق النحات العراقي علي السعدي من جا معة با بل أبحا ثي وتجربتي الأخيرة في رسالة الماجستير التي تقدم بها للجنة التحكيم منذ سنتين، ومع هذا ما افرزه من نتا ج فني، هو ملك للجمهور، ويحق له الإضافة عليه، ويعبر عن نفسه بعد تحليله وصياغته من جديد وتقديمهُ بشكل جد يد ما استطاع . هذه هي سنة الحياة، لا أن نقلد، ونغرق في التقليد، يجب أن نبحث، ونجرّب، ونرتقي بأنفسنا وبذوق جمهورنا إلى حالة الإبداع. حيث الانتاج الفني يسبق القلق والألم والاحتراق، وهو يمتزج بالفرحة والغبطة عند ولادة كل عمل فني، ولا يشعر المقلد بهذا الاحتراق ـ الغبطة أبداً .!ا
ما موضوع منحوتا تك؟ وأي موضوع يغلب عليها؟
– موضوع أعمالي النحتية هو الإنسان وفي كل حالاته:الإنسان (الضعيف المهبط المقهور المكسور) والإنسان (القوي المثالي المنتصر والمستثمر) الذي يرتقي بإ نسانية الإنسا ن إلى مساحة أجمل. كل هذه الموا ضيع تشغل تفكري، وهي هاجسي اليومي و حاضرة في كل أعمالي .
– أنت نحاّت با لحجر وا لخشب والمعادن، أين تجد نفسك؟ لماذا ؟
– كل خامة هي مادة صالحة وجيدة للعمل عليها، وأنا أجد نفسي في كل ا لخاما ت من حجر ورخام وخشب ومختلف المعاد ن وعملت فيها لفترة طويلة، وكل موضوع تناسبه خامة معينة، وأبحث دائماً عن خا مات جديدة وغير مطروقة لتكون وسيلة أو أداة جديدة للتعبير عن موضوعٍ ما بما يتناسب وإيقاع العصر ومقتضياته، ولكن ا لحجر والرخا م يبقيا ن خامات را قية ومثالية للنحات لاتصافهما بالديمومة.
– أنت تتعامل مع الجمادات: الصخور، المعادن، كيف تحول هذه الجمادات إلى موضوعات جميلة تبث فيها، االحيوية والرشاقة والإيحاء؟
– التراكم المعرفي والعملي والمخزون و ا لخبرات المكتسبة السا بقة والممارسة المكثفة في البحث والتجريب، كلها، جعلتني أمتلك مفاصل لغة النحت التشكيلية وتقنياتها، وأعطتني قدرة كبيرة على تنفيذ أعمالي كما أريد وأفرض على ا لخامة ما أراه مهما كانت صعبة . ومن يمتلك كل هذا الذي تحدثت فيه يستطع تحويل الجمادات إلى موضوعات جميلة. فالجمال موجود فينا ومن حولنا، علينا أن ندركه، أو نتلمسه، ونحسه. كما قال إيليا أبو ماضي كن جميلاً تر الوجود جميلاً) وبما يخص طريقة العمل، لا استطيع أن اشرح طريقة العمل، أو أفصح عنها، أولاً لأن شرحها يستغرق وقتاً طويلاً، وثانياً الانتاج الفني يخضع لقوانين وطقوس خاصة جداً، يلعب الحس حتى المزا ج الشخصي دوراً مهماً فيه .
– يلاحظ قلة النحاتين في محا فظة الجزيرة (ا لحسكة) رغم كثرة الفنانين التشكيليين، ما السبب برأيك؟
– في العموم النحاتون في العالم العربي حتى العالم كلهُ هم قلة لأسباب معروفةمنها:
- صعوبة هذا النوع من الفن (خشونته) ـ صعوبة تأمين مكان العمل(الورشة) ومستلزماتها البا هظة الثمن .
- صعوبة في نقل الأعمال الفنية المنجزة من مكان إلى أخر أو من د ولة لأخرى. وإفتقا ر العالم للثقافة المنحوتة. وعدم دعم المؤسسا ت الدولية والأهلية لهذا النوع من الفن بشكل جيد. لاتوجد هناك تغطية إعلامية في وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة بما يتناسب وأهمية هذا الفن ودوره في المجتمع . وصعوبة في تسويق العمل النحتي . وبالتالي عزوف ا لفنا نين عن دخول هذا المجال .
– حدثنا عن أنشطتك الفنية النحتية داخل محا فظة الجزيرة (ا لحسكة) ورحلاتك الفنية خارجها، وكيف استقبلها الجمهور ؟ وبم تحدّ ث عنها النقاد؟
– محافظة الحسكة فيها ولدت، وفيهاأقيم، وأبحث، وأجرّب، وأنتج أعمالي النحتية. والواجب يحتّم عليَّ أن أعرض فيها أحياناً. بدأت بعرض باكورة نتاجي وتجاربي الفنية في نهاية الثما نينا ت في دمشق وحلب بشكل دوري. خاصة دمشق، وكانت انطلاقتي الأولى منها . بحكم وجودي للدراسة الجامعية في دمشق لأكثر من عشرسنوات . بعدها عدت إلى الحسكة واستقررت فيها بشكل نهائي، وفيها أنتج أعمالي الفنية، وأعرضها خا رج ا لحسكة في دمشق ومعارضي الخارجية كثيرة لبنان ـ كندا ـ السويد ـ ايران) ومؤخراً قدمت في بلغاريا معرضاً فردياً للنحت إلى جانب مشاركتي بملتقى النحت العالمي بمشاركة مجموعة من الفنانين العا لميين من جنسيا ت متعددة .أسُتقبلت أعمالي عربياً في بادئ الأمر بنوع من الترقب والحذر والدهشة، لأنني قدمت لهم شيئاً جديداً مختلفاً عما هو سائد ومطروق، ولكن أمام إصراري على البحث والتجريب والعرض الكثيف خلال السنوات العشر الماضية تقبل الجمهور والنقاد أعمالي باستحسا ن بالغ، واعتد ت تجربة فريدة من نوعها، تحمل خصوصية، وفيها إثا رة للمشاهد. وفي خارج البلاد العربية، قوبلت أعمالي وأبحاثي باهتمام بالغ، ولكن وجودي لفترا ت قصيرة جداً في الد ول الأوربية التي أعرض فيها أعمالي وأبحاثي كا ن سبباً كا فياً أن لا يأ خذ إنتاجي و تجاربي الفنية حقهما كما يجب .
– هل استفاد فن النحت من التقنيات الحديثة، بحيث تجاوز أساليبه التقليدية القديمة ؟
– نعم استطاع النحاتون أن يواكبوا عصرهم، فاستخدموا تقنيا ت وخاما ت ومستلزمات جديدة مكنتهم من تنفيذ أعمال فنية صغيرة أو كبيرة، وضعت في ساحا ت وحدائق عامة، شغلت حيزاً مهماً في تلك الساحات، وقدمت حركة بصرية مؤثرة على المشاهد بشكل إيجابي إلى جانب الوظيفي . وبعض الأعمال النحتية حملت ألواناً أو حتى أدخلت مع حركتها الموسيقى لتبعث في النفس الراحة والسعادة . ولكن هذه التقنيات الحديثة لم ولن تلغي التقنيات والأساليب القديمة .
ما المراحل التي يمر بها إنجاز ك الفني بدءاً من مراحل تبلور الفكرة في ذهنك وانتهاء بتجسيد ها في واقع فني ملموس؟
– تبدأ عملية إنتاج العمل الفني عندي من الفكرة حيث تتبلور، وتتشكل في مخيلتي، ثم أقوم برسمها بشكل دراسات على الورق، بعدها أقوم بتنفيذ تلك الفكرة على خامة مناسبة، وقد أعيد تنفيذ الفكرة أكثر من مرة، وعلى أكثر من خامة حتى تستقر على الشكل النهائي، وقد أُحمّل الفكرة إضافة ما أو اختزال في الفكرة أثناء التنفيذ أو بعده، لأن العمل المنفذ قد لا يرتقي لما خططته أصلاً في ذهني، فالفـنا ن هو الناقد الأول لعمله الفني، وفي نهاية تنفيذ العمل النحتي أقوم بإخراج الشكل النهائي .
– هل لك وقت معلوم في العمل الفني؟ متى تبدأ ؟
– لا وقت لي محدد ومعلوم في العمل الفني . الإنتاج الفني لا يأتي عندي بالأمر والقسر . وإذا بدأت العمل في مشغلي لا أدري متى سأ غادره .
– أنت مدرس لمادة التربية الفنية في قسم الرسم بمعهد إعداد المدرسين ومحاضر في كلية التربية لمادة التربية الفنية بمدينة الحسكة، أ تأثر طلابك بك؟ وهل وجدت بينهم مواهب فنية تميل إلى الرسم أو النحت ؟
– هنا ك مواهب وطا قات شابة، كنت مؤمناً بقدرتها على الانتا ج الفني، ورفد الحركة الفنية التشكيلية . وقد حاول الكثير منهم جاهدين بعد تخرجهم التواصل معي وفي مشغلي، لكن ظروفهم المعيشية والمعوقات الكثيرة التي ذكرتها لك في السؤا ل السادس، كانت أكبر من أن يستمروا، وكانت كفيلة بأن تقضي على حلمهم .
– ما مشا ريعك الفنية في المستقبل؟
– هناك أفكا ر أو بدايات مشاريع لمعارض فرد ية وجماعية في دمشق وحلب وبداية حديث عن دعوتي لملتقيات نحت عالمية على ا لحجر، وإن تمت دعوتي بشكل رسمي فسوف أقوم بتلبيتها، لكن لا توجد إلى الآ ن مواعيد محددة لهذه النشا طا ت المستقبلية .