محمد الصباحي
منتخب الكويت .... جرحٌ مستمر!!
الحديث عن منتخب الكويت حديث ذو شجون في وقتنا الحاضر وما يعانيه الأزرق الكويتي من جراحات كُنا نظنها جراحات وقتيه وأنية وسيأتي وقت ويتعافى منه وينهض على قدميه من جديد واعتبرت أن لكل جواد كبوة لكن واقع الحال يُخبرنا بأن تلك الجراحات تغلغلت في جسد الأزرق واتسعت رقعتها لتنهش فيه والخوف أن تتحول تلك الجراحات إلى مرض عُضال غرغرينا عندها لا ينفع للجسد غير البتر !!
تربينا وتعلمنا وعشقنا كرة القدم من خلال سيرتها العطرة وبأقدام لاعبيها أيام الزمن الجميل زمن الدخيل والعنبري و الحوطي وجاسم يعقوب وفتحي كميل ومن بعدهم الهويدي وبشار وسمير وفلاح دبشه والقائمة تطول وتطول حتى أغانيها حفظناها واقتنينا فنيلة الأزرق الذي تزعم اسيا في الثمانينيات وعلى مدى مسيرة طويلة كان للفن الكروي عنواناً في الكويت كيف لا وهي عاصمة للفن والابداع وأهم من ذلك ملاذاً لكل عربي وايادٍ تمتد للخير تجدها في كل مكان .
اليوم أتكلم عن الازرق الكويتي وفي القلب غُصة وألم وحزن كبير ولا أخفي عليكم أنني حزنت على الكويت بقدر حزني على الكرة اليمنية التي لا اقارنها مطلقا بالكرة الكويتية وانجازاتها الكبيرة لكن حلمنا بأن تًصبح الكرة اليمنية في المحافل القارية لايزال قائما رغم الصعوبات والعوائق التي أوجدها القائمون على الكرة في بلادنا !!ُ
وأعود إلى الأزرق الكويتي الذي تابعت آخر فصول الهزيمة في مباراته مع المنتخب الاردني الذي يعيش افضل فتراته الكروية ويسير بخطى مدروسة وواثقة
انكسرت الجماهير الكويتية وهي تُغادر ملعب المرحوم الشيخ جابر الصباح وانكسرت معها في ليلة باردة رغم ارتفاع حراتها ورطوبتها ،انكسرت الجماهير التي كانت وفيه ومحبه وعاشقة وهي التي كانت ولاتزال تتغنى بسيمفونية الأزرق الكويتي "هو يا لزرق " في ليلة شتوية عاصفة !!
لأول مرة تدير الجماهير ضهرها وهي التي عمرها لم تدير ظهرها عنك يا لزرق حتى في أصعب المواقف لكنه لا يشكو جرحاً إلا من به ألم ، رحلت الجماهير عنك يا لزرق وهي التي كانت ترحل معك بقلوبها قبل أجسادها أينما ذهبت وحليت لكنه اليوم رحلت عنك مُكره وقلوبها تقطرُ دماً والسنتها تشكوا ربها عمن أوصلك إلى هذا الحال .
خرجت الجماهير من المدرجات تجرُ معها خيبات وخيبات طغت على كل حلم وحلم لمنتخب كان يشرف العرب وكان فاكهة العرب في كل مهرجان وتكريم لاختتام مسيرة اي لاعب يتشرف بحضور الازرق .
ماذا أقول وما ذا أحدث عن الازرق الكويتي زعيم الكرة الخليجية والأندية الخليجية وبطل اسيا وكل الألقاب !! من المسؤول عن تساقط دموع طفل يحمل علم الكويت وهو يرى حلمه ينهار أمامه بكل برودة أعصاب ؟! من المسؤول عن ضياع مجدٍ وتاريخ بكل سهولة دون حساب أو عقاب ؟! من المسؤول عن غياب البسمة والفرحة في عيون الكويتيين ومن يُحب ويشجع الأزرق ؟ !!
أهكذا سيظل الأزرق الكويتي ينزف جرحه أمام أعينكم أيها السادة ؟ أهكذا ستظل الجماهير تدفع من حبها وصبرها وعشقها فاتورة حبكم لذاتكم وصراعاتكم وقناعاتكم ؟! هل هانت قيمة الأزرق في عيونكم يا سادة ؟ إلى متى ستظل الكرة الكويتية تعاني وتعاني ؟ ايُعقل أن تُلعب بطولة من دون الكويت ؟ ايعقل أن يكون لأي بطولة رونقها وجمالها ونجاحها من دون الكويت ؟
أجيبوني رحمكم الله ...
الكاتب الصحفي / محمد الصباحي